افتتحت في بغداد اليوم الخميس اول قمة عربية تعقد في العاصمة العراقية منذ 22 عاما في القصر الجمهوري في حدث استثنائي من المتوقع ان تطغى عليه الازمة السورية.
افتتحت في بغداد اليوم الخميس اول قمة عربية تعقد في العاصمة العراقية منذ 22 عاما في القصر الجمهوري في حدث استثنائي من المتوقع ان تطغى عليه الازمة السورية. وتليت آيات من القرآن الكريم في بداية الجلسة. اعلن بعدها رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل افتتاح اعمال القمة.
ويحضر القمة العربية تسعة زعماء عرب بينهم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يقوم بزيارة تاريخية هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت ابان نظام صدام حسين عام 1990.
في مقابل ذلك. يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والامارات وقطر. علما ان سورية لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية. وتطغى الاحداث في سوريا على اعمال القمة وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع هذه الازمة.
وبالتزامن مع انطلاق اعمال القمة، وقع انفجار قوي سمع دويه من على بعد عدة كليومترات قرب السفارة الايرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء وسط بغداد حيث تنعقد القمة. قبل ان تتوجه مجموعة من الجنود الى المكان ترافقها آليات عسكرية وسيارات اطفاء. وقال مسؤول في الشرطة العراقية رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية ان الانفجار نجم عن "قذيفة هاون سقطت قرب السفارة". واضاف "ليس هناك ضحايا. بعض نوافذ السفارة اصيبت باضرار".
عبد الجليل يعلن استعادة علاقات ليبيا والعراق
واعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا استعادة علاقات بلاده رسميا مع العراق في افتتاح القمة. وكانت ليبيا أغلقت سفارتها في بغداد في منتصف 2003 بعد ثلاثة شهور من الغزو الامريكي للعراق. وسلم عبد الجليل عقب كلمة في الجلسة الافتتاحية رئاسة القمة للرئيس العراقي جلال الطالباني ليصبح اول كردي يرأس القمة العربية. وهذه اول مشاركة في القمة لعبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي تولى الحكم في ليبيا منذ الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي.
وطالب عبد الجليل باسم الشعب الليبي القمة العربية بمساعدة ليبيا على اعتماد آلية عربية ناجحة لتأمين حدود البلاد وحماية أمنها الاقليمي. وأكد ان ليبيا تقف الى جانب الثورات العربية، موضحا ان "الثورة السورية التي تمر بظروف خطيرة وأن ما يعكر صفاء نسائم ربيعنا العربي ويغمر قلوبنا بالحزن والاسى مانراه يوميا من مشاهد الابادة والتعذيب والتهجير التي يرتكبها النظام السوري فيحق اخواننا واخواتنا في سورية". وشدد على أن الأمر هذا يتطلب منا جميعا موقفا حازما للاسراع في ايجاد حلول عملية من خلال متابعة الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة في سورية، والتأكيد على اهمية انجاح جهود المبعوث الاممي كوفي أنان لايجاد مخرج لهذا الامر بالطرق السلمية، وبانتقال السلطة بشكل يوفر تطلعات الشعب السوري.
طالباني: نرفض العنف بأشكاله والتدخل الأجنبي في سورية
الرئيس العراقي طالباني بعد تسلمه رئاسة القمة العربية، قال الرئيس العراقي جلال طالباني إن قمة بغداد تستوجب ايجاد مناخ ملائم من الحوار بما يكفي تفادي العنف والفوضى والتدخل الأجنبي. وشدد طالباني على ان أعمال القمة ومقرراتها لابد ان تسهم في ايجاد الحلول لما يحدث من مستجدات على الساحة العربية.
وأكد طالباني على دعم صمود وكفاح الشعب الفلسطيني المتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر عليه وعلى ارضه ومقدساته وتراثه، كما اكد دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدس. وشدد على ان "السلام العادل لن يتحقق الا بانهاء الاحتلال والانسحاب من كافة الاراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري، الى خط 4 حزيران 1967".
ولفت طالباني الى ان غياب سورية عن القمة لا يقلل من الاهتمام بما يجري هناك، مؤكدا رفض كافة اعمال العنف وسفك الدماء، وجدد الدعوة للسعي لايجاد حل سلمي للخروج من الازمة في ضوء قرارات الجامعة العربية واحترام ارادة الشعب السوري في اختيار نظام الحكم بما يخدم تطلعاته ومن دون التدخل الاجنبي مع الاستفادة من الوساطة الدولية خاصة وساطة المبعوث كوفي عنان.
كما تقدم طالباني بالتهاني للشعب اليمني على نجاح الانتخابات الرئاسية، مشيدا بعملية انتقال السلطة واكد على ضرورة دعم اليمن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. واكد دعم جمهورية الصومال في تحقيق سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها مطالبا بتقديم العون والاغاثة لشعبها. واعرب ايضا عن التضامن مع جمهورية السودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من أمنها واستقرارها.
العربي: قضية فلسطين لم ولن تغيب أبدا عن اجندة العمل العربي
من جانبه قال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إن السنة الماضية شهدت بزوغ عهد جديد في الوطن العربي. وأكد أن قضية فلسطين لم ولن تغيب أبدا عن اجندة العمل العربي المشتركة. ودعا الدول العربية إلى الالتزام بالتعهدات المالية للسلطة الفلسطينية لتستطيع السلطة الاضطلاع بمسؤولياتها. كما دعا الدول العربية إلى تكثيف الجهود للاسراع في تذليل ما تبقى من عقبات في وجه المصالحة الفلسطينية.
وقال إن "إسرائيل تتحدى الشرعية الدولة وترفض الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 67 وحل مشكلة اللاجئين وقيام الدولة الفلسطينية، كما تستمر في تنفيذ مخططها الإستيطاني وطمس المعالم المسيحية والإسلامية وتكثيف الحفريات حول وتحت المسجد الاقصى". وتطرق العربي إلى "مأساة" الأسرى الفلسطينيين الذين امضوا سنوات طويلة في سجون الإحتلال الإسرائيلي في مخالفة لقواعد القوانين الدولية، وحيا الأسيرة هناء شلبي المضربة عن الطعام لليوم الثالث والأربعين داعيا لتضافر الجهود من أجل الإفراج عن الأسرى.
وفي الموضوع السوري، لفت العربي إلى أنّ الحكومة السورية منحت فرصا عديدة للتجاوب مع المبادرة العربية دون نتيجة حتى الآن. وفيما رحّب بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سورية بوصفه تطوراً إيجابياً، أعرب عن أمله في أن تكون موافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان إلى سورية مقترنة بالالتزام الجدي والتنفيذ الفوري والكامل لبنودها. وأكد أن حل الأزمة السورية ما زال بيد سورية حكومة ومعارضة.
بان كي مون: رياح التغيير لن تتوقف عن الهبوب
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ألقى كلمة قال فيها إن رياح التغيير لن تتوقف عن الهبوب فالشعوب العربية عاشت فترات من الطغيان وهي تنظر للكرامة والحرية وحقوق الانسان، لافتا الى أن الطريق نحو الديمقراطية ليست سهلة، ويمكن الإعتماد على الامم المتحدة، مشيرا الى أن الامم المتحدة تعمل على مساعدة الدول التي تعيش مراحل إنتقالية.
وأشار كي مون خلال كلمة ألقاها في إفتتاح القمة العربية الثالثة والعشرين، الى أن "الحكومة السورية تعاملت بعنف مع المحتجين وأخفقت بحماية شعبها"، مشددا على ضرورة أن يقرن الرئيس السوري بشار الاسد أقواله بأفعال وعلى المعارضة السورية أيضا التعاون مع مبادرة المبعوث الاممي كوفي أنان.
أوغلو: نتمنى أن تصدق نوايا النظام في سورية تجاه خطة أنان
ولفت الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الى أننا "عملنا على حشد الجهود لدعم القضية الفلسطينية". وأشار أوغلو الى أن الحراك الذي شهدته بعض الدول أدى الى إسقاط ديكتاتوريات، معتبرا أن شعوب المنطقة دخلت مسار التاريخ.
واعتبر أن "ما يحدث في سورية من إستعمال مفرط للعنف يؤلمنا كثيرا خصوصا وأن المجتمع الدولي بقي حتى الان عاجزا عن وقف ما يحصل"، متمنياً أن "تصدق نوايا النظام السوري تجاه خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان".
أمير الكويت: الخطة العربية هي الحل الاساسي للازمة السورية
بدوره، أشار أمير الكويت الشيخ صباح أحمد الصباح الى أن القمة العربية تعقد في جزء عزيز من وطننا العربي، مشددا على أن الخطة العربية هي الحل الاساسي للازمة السورية، داعيا الحكومة السورية الى وقف كامل أشكال العنف ضد الشعب الاعزل.
ودعا أمير الكويت الأطراف المعنية الى تحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم الاسرائيلية، مشددا على ان السلام لن يتحقق الا بقيام الدولة الفلسطينية. كما أكد على حق ايران واي دولة في امتلاك التقنية النووية للاغراض السلمية. ودعا إيران الى الإستجابة لجهود حل أزمة ملفها النووي.
عباس يدعو لتفعيل المبادرة العربية لـ"السلام"
الرئيس الفلسطيني محمود عباس لفت خلال إفتتاح القمة العربية، الى أن إنعقاد القمة في بغداد يشكل دلالة إضافية على تعافيه وعلى إصرار شعبه على السير قدما في طريق البناء والتنمية، مشيرا الى أن إنعقاد القمة في بغداد هو الرسالة الأقوى من الامة العربية لتأكيد وقوفهم بجانب الشعب العراقي.
وأشار عباس الى أن أحداث العام الماضي أكدت حاجتنا لإصغاء جيد للشعوب، لافتا الى أن القضية الفلسطينية هي نقطة إرتكاز للعمل العربي المشترك. وأكد مواصلة الجهود لإنهاء الإنقسام الفلسطيني ومن أجل إستعادة الأرض، معربا عن إستعداده تنفيذ ما إتفق عليه لان المصالحة أمر أساسي، مشددا على أن لا بد من تفعيل "المبادرة العربية للسلام" في إرجاء العالم كافة.
سليمان أمل في أن تؤدي المساعي لحل سياسي للأزمة السورية
وفي كلمته بالقمة العربية، أشار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى ان "لبنان الذي إعتمد الديمقراطية ويقارب موقع الحياد الايجابي يرغب في الضلوع بدور مع رسالته ويساهم في تعزيز روح التآخي ونهج الحوار"، مضيفا "نتابع الاحداث بسورية وإختار لبنان أن ينأى بنفسه عن الوضع السوري"، آملا أن "تؤدي المساعي ومهمة المبعوث الاممي كوفي أنان الى حل سياسي ومتوافق عليه للازمة السورية بما يسمح بوقف كل أعمال العنف".
ورأى الرئيس سليمان ان "الاحداث في العالم العربي وإزدياد التوتر في الخليج والانشغال بظاهرة الارهاب لا يعني وقف الاهتمام بقضية فلسطين فأين هو العالم من العدوان الاسرائليي على قطاع غزة"، داعيا الى "نعمل معا لتوحيد الصفوف، وإيجاد حل كامل وشامل لكافة أوجه الصراع العربي الفلسطيني".
ولفت الرئيس اللبناني الى ان "احداث العالم العربي بدأت تثير بعض المخاوف في عدد من الدول العربية من مظاهر التشرذم"، مشيرا الى اننا "نرى حاجة قصوى للالتزام بالفكر القومي الجامع مع المحافظة على التعددية ضمن الوحدة"، مؤكدا ان "التنوع يمكن أن يكون مصدر غنى لا مصدر إنشقاق ولا تعارض بينه وبين العروبة".
الرئيس التونسي: نرفض التدخل العسكري وتسليح أي فريق في سورية
وأكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن "تونس تؤمن أكثر من أي وقت مضى أن أقل الحلول سوءا في سورية يتمثل بأربعة نقاط"، مشيرا إلى أن "أولها يتمثل برفض أي تدخل عسكري لأنه يحول الصراع بسوريا إلى حرب بالمنطقة"، مشددا على "رفض تسليح المعارضة لأنه يدخل البلاد في حرب أهلية ستعمق خلافات الشعب".
ودعا المرزوقي إلى "تكثيف الضغط السياسي على النظام وإقناع حلفائه أنه مات ولا مستقبل له وإقناعه أن لا حل سوى الخيار اليمني أي نقل السلطة إلى نائب الرئيس وانشاء حكومة وحدة وطنية"، مطالبا بإرسال "قوة سلام عربية تحت راية الأمم المتحدة والجامعة العربية لتطمين مكونات الشعب السوري". وأكد أن "تونس تؤيد بقوة جهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان وجهود أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية".
وعن القضية الفلسطينية اعتبر المروقي أن "الدول العربية التي تبنت السلام كخيار استراتيجي مطالبة بتنسيق المواقف"، مشددا على أهمية "التزام الأفرقاء الفلسطينيين بإيجاد حلول سريعة للخلافات الداخلية". وفي سياق آخر، لفت إلى أن "واجبنا أمام ما يجري في الصومال والسودان هو واجب انساني ونطالب بدعم مالي لإغاثة الاراضي التي اكتسحتها الحرب المدمرة لمساعدة السكان الذين عاشوا في ظروف غير انسانية"، معتبرا أن "أمتنا بحاجة لسياسة فعالة تقطع العجز وأولوياتنا بناء الدولة الديمقراطية". وأشار المرزوقي إلى أن "الثورة الديمقراطية التي انطلقت من تونس أثبتت أن النظام السياسي العربي القديم قد انتهى والاصلاح السطحي لا يجدي نفعا"، لافتا إلى أنه "على الجامعة العربية أن تعيد النظر في هياكلها".
البشير: نسعى لمبادرة تجنب سورية التدخل الأجنبي وتحفظ وحدتها
من جانبه، دعا الرئيس السوداني عمر البشير للوقوف الى جانب العراق الذي يتوجه لبناء العراق الحضاري ومساعدته للعودة الى موقعه الطبيعي في العمل العربي الموحد. واضاف "نتابع عن كثب الاوضاع المأساوية في سورية ونعمل مع العرب باطار المبادرة العربية لتوحيد مساعينا للوصول الى حل سلمي عبر مبادرة تجنب سورية التدخل الاجنبي ويحفظ وحدتها وسلامة ابنائها".
ولفت البشير الى ان "السودان تقف الى جانب المساعي العربية للوصول الى منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل". واضاف "ان امتلاك اسرائيل للسلاح النووي تحت ذريعة انه يمثل ضمانة لامنها هو دعوة للدول الاخرى بتبني نفس المنطق".
واكد الرئيس السوداني ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، مجددا موقف السودان في حق الشعب الفلسطيني بازالة الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، داعيا "للوقوف ضد محاولات الصهاينة بتهويد القدس"، مدينا "مجزرة اسرائيل في غزة ونصرة الشعب الاعزل في غزة ضد الحصار وندعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الامم المتحدة".
المالكي: تسليح طرفي الصراع سيؤدي الى حرب اقليمية ودولية بالانابة في سورية
وحذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امام الزعماء العرب المشاركين في القمة العربية من ان تسليح طرفي الازمة السورية سيؤدي الى "حروب اقليمية ودولية بالانابة في سورية". وقال المالكي ان "خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي الى حروب بالانابة اقليمية ودولية على الساحة السورية". واضاف ان "هذا الخيار سيجهز الارضية المناسبة للتدخل العسكري الاجنبي في سورية ما يؤدي الى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة".
واعتبر ان "المسؤولية التاريخية والاخلاقية تحتم علينا جميعا العمل على تطويق اعمال العنف ومحاصرة النار المشتعلة في سورية والضغط على طرفي الصراع وصولا الى الحوار الوطني الذي نعتقد انه الخيار الاسلم لحل الازمة". ودعا المالكي الى "مفاوضات برعاية الجامعة العربية والامم المتحدة لتكشيل حكومة وحدة وطنية تهيء لانتخابات حرة ونزيهة" في سورية.
في موازاة ذلك. حذر المالكي من امكانية ان يحصل تنظيم القاعدة على "اوكار جديدة" في دول عربية تشهد تغيرات. وقال "اكثر من نخشاه ان تحصل القاعدة على اوكار جديدة بعد هزيمتها في العراق. في الدول العربية التي تشهد تحولات مهمة مهمة لكنها لا زالت في طور بناء مؤسساتها" الامنية والسياسية. وحذر ايضا من امكانية "ان تركب القاعدة موجة الانتفاضات العربية".