تناولت الصحف اللبنانية عدة مواضع كان أبرزها القمة العربية في بغداد والمقررات التي خرجت بها في ما خص الازمة السورية ودعمها لخطة أنان..
تناولت الصحف اللبنانية عدة مواضع كان أبرزها القمة العربية في بغداد والمقررات التي خرجت بها في ما خص الازمة السورية ودعمها لخطة أنان..
السفير
لبنان ينأى بنفسه حول الأزمة السورية والقادة «يدعمونه» جيشاً وشعباً ومقاومة .. ونفطياً
قمة بغداد تتبنى خطة أنان .. ولا تبدّد الالتباس العربي حول سوريا
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "انفضت القمة العربية العادية الـ23 بسلام.. وودّعت بغداد الزعماء العرب التسعة من ضيوفها الى جانب ممثلي الدول الاخرى من وزراء او مندوبين لعل أبرزهم السعودي والقطري. لكن ذلك لم يمنع القمة التي انعقدت لساعات قليلة، أن تخرج بمقررات الى جانب «اعلان»، يحاول الايحاء بالاتفاق على ما طرح من قضايا، لعل ابرزها كما كان متوقعاً، الازمة السورية التي «نأى» لبنان بنفسه عنها، بعدما تبين ان القمة الى جانب دعمها لخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان التي تحظى بموافقة سورية وتتمتع بإجماع شبه شامل دولياً، حاولت نفخ الروح في خطة الجامعة العربية المثيرة للالتباس والداعية الى تسليم الرئيس السوري بشار الاسد صلاحياته الى نائبه كمقدمة لحل الازمة!
ومع هيمنة الازمة السورية على اجتماع الساعات القليلة في «المنطقة الخضراء» في بغداد امس، وبحراسة قل نظيرها في حجم القوات الامنية والعسكرية المشاركة فيها، ظهرت فلسطين لماماً وخجلاً، وعندما طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتكون قضية مركزية للعرب، استنكر الفتاوى التي تحرم زيارة القدس طالما هي تحت الاحتلال!
ولعل الخبر السعيد كان بالنسبة الى السلطات العراقية، الحضور «التاريخي» لأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في زيارة هي الاولى من نوعها منذ اكثر من عقدين، في ما يبعث التفاؤل بإمكانية طي صفحة غزو الكويت قبل 22 سنة.
وشارك في القمة 9 زعماء عرب هم: أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورؤساء لبنان ميشال سليمان، وفلسطين محمود عباس، وجيبوتي إسماعيل عمر غيلة، والسودان عمر حسن البشير، وتونس محمد منصف المرزوقي، وجزر القمر إكليل ظنين، والصومال شيخ شريف شيخ احمد، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل. ويمثل الدول العربية الأخرى وزراء وسفراء ومندوبون. كما حضر القمة الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون والامين العام للبرلمان العربي نور الدين بوشكوج والأمين العام للمؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلي.
الى ذلك، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمام المشاركين في القمة، من أن «خيار تزويد طرفي الصراع (في سوريا) بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالإنابة، إقليمية ودولية، على الساحة السورية».
وفي ظل تغييب سوريا عن القمة، أعلن غالبية المتحدثين دعمهم لمهمة انان. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «النزاع في سوريا قد يشكل خطراً على المنطقة»، داعياً «المعارضة إلى التعاون مع الممثل الدولي». كما دعا أمير الكويت «الحكومة السورية إلى الإصغاء إلى لغة العقل والحكمة ووقف كل أشكال العنف ضد شعبها». وتجنب المندوب السعودي احمد قطان الحديث عن الأزمة السورية.
وأكد القادة، في القرار الخاص بسوريا، «موقفهم الثابت للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري». وطالبوا «الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين السوريين، وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الإصلاح والتغيير المنشود، والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث، وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها من دون أي تأخير».
وأدانوا «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى في سوريا». كما طالبوا «الحكومة السورية بالسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية، مثل المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية لتمكينها من إدخال المواد الغذائية والدواء، والمستلزمات الطبية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد إلى مستحقيها في أمان ومن دون أية عوائق، ونقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وأجهزتها المختصة».
وشددوا على «تنفيذ خطة الحل العربية للأزمة السورية التي تقوم على جملة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة كوحدة متكاملة من دون تجزئة، مع التعبير عن بالغ الأسى والأسف لما أحدثه إصرار الحكومة السورية على الحل العسكري والإمعان في القتل وما خلفه ذلك من آلاف الضحايا والجرحى والاعتقالات وتدمير للقرى والمدن الآمنة».
ورحبوا «بمهمة أنان ونائبه ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديموقراطية في سوريا، وذلك وفقا للتفويض الممنوح للمبعوث المشترك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات جامعة الدول العربية، ودعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والترحيب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن القاضي بدعم مهمة الوسيط المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».
وشددوا على «الالتزام بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الجامعة بشأن مطالبة الحكومة السورية الوفاء باستحقاقاتها وفقا للخطة العربية والتجاوب الجدي مع الجهود العربية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في سوريا». ودعوا «المعارضة السورية بكافة أطيافها إلى توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. ودعوتها إلى التجاوب مع مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».
ورحب الزعماء العرب «بنتائج المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في تونس، والترحيب بانعقاد المؤتمر الثاني في اسطنبول»، و«مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سوريا وحث جميع أعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء في هذا الشأن».
وأضاف البيان «تم اخذ العلم بالرسائل المتبادلة بين الحكومة السورية وأنان حول قبول الحكومة السورية للنقاط الست التي تقدم بها الوسيط المشترك، مع التأكيد على ضرورة التنفيذ الفوري والكامل لهذه النقاط حتى يمكن وقف نزيف الدماء والبدء بحل سياسي سلمى للأزمة السورية، وفقًا لقرارات المجلس الوزاري في هذا الشأن». وأشار القرار إلى أن «الجمهورية اللبنانية تؤكد على موقفها القاضي بالنأي بالنفس عن القرارات المتعلقة بشأن تطورات الوضع في سوريا».
وأيد «إعلان بغداد» الذي صدر في ختام القمة «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي ودعم مهمة انان». وشدد على «ضرورة التنفيذ الفوري والكامل» لهذه الخطة.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ختام القمة، دمشق بتطبيق خطة انان المكونة من ست نقاط «بالكامل وفوراً». وشدد على أن «الطابة في ملعب سوريا وعليهم أن يتحركوا إيجاباً، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الأمن»، مضيفاً إن «المسار السياسي يأخذ بعض الوقت، وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزيف الدم». وجدد زيباري، من جهته، تأكيده أن «الأزمة السورية دخلت دائرة التدويل».
وحول لبنان، أكد القادة «تضامنهم الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه، مع توجيه التحية لصمود لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته الباسلة في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر عليه، وعلى وجه الخصوص عدوان تموز العام 2006، واعتبار تماسك ووحدة الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي عليه ضماناً لمستقبل لبنان واستقراره».
وأكدوا «حق لبنان في ثروته النفطية والغازية المتواجدة ضمن مناطقه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له والمحددة وفقا للخرائط التي أودعتها الحكومة اللبنانية لدى الأمم المتحدة. ودعمهم لرفض لبنان للإحداثيات الجغرافية التي أودعتها بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة والعائدة للجزء الشمالي من المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة التي تدّعي إسرائيل أنها تابعة لها».
النهار
قمة بغداد تُسلّم بتدويل الأزمة السورية
وتدعو المعارضة إلى توحيد صفوفها ودخول حوار
وتناولت صحيفة النهار القمة العربية وقراراتها وخاصة في الشأن السوري وكتبت تقول "نادى الزعماء العرب، في ختام قمتهم التي استضافتها بغداد أمس للمرة الاولى منذ 22 سنة، بحوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان.
ودعا القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين "الحكومة السورية واطياف المعارضة كافة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك لبدء حوار وطني جاد". وطالب الزعماء العرب المعارضة السورية "بأطيافها كافة بتوحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جاد يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري". كما طالبوا "الحكومة السورية بـ"الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتل"، مشددين على "موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري".
وأيد "اعلان بغداد" الذي صدر في ختام القمة "التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي... ودعم مهمة السيد كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية". وأبرز "ضرورة التنفيذ الفوري والكامل" لهذه الخطة.
وحضّ الأمين العام للجامعة نبيل العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثر الجلسة الختامية للقمة، دمشق على تطبيق خطة انان المكونة من ست نقاط "كاملة وفوراً". وقال إن "الطابة في ملعب سوريا وعليهم ان يتحركوا ايجاباً، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الامن". واضاف ان "المسار السياسي يأخذ بعض الوقت وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزف الدم". واكد زيباري ان "الأزمة السورية دخلت دائرة التدويل".
وخيمت الازمة السورية على القمة العربية منذ اجتماعاتها التحضيرية الاولى، وسط تباين في مواقف الدول العربية من طريقة التعامل مع هذه الازمة. وانعكس هذا التباين على الحضور، اذ شارك تسعة رؤساء دول عربية فقط، ابرزهم أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قام بزيارة تاريخية للعراق هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق الكويت في ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1990.
وفيما اعربت غالبية الخطباء عن دعمها لمهمة انان، دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي وحده نظيره السوري بشار الاسد الى التنحي، مطالباً بارسال قوة سلام عربية "تحت راية الامم المتحدة" الى سوريا.
لبنان
وشارك لبنان في القمة بوفد رفيع رأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي القى كلمة في الجلسة الافتتاحية. وأكد الزعماء العرب في بيانهم الختامي "حق لبنان في ثروته النفطية والغازية الموجودة ضمن مناطقه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة اليه والمحددة وفقاً للخرائط التي اودعتها الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة في تموز 2012 وتشرين الاول 2010 والتي صدرت لاحقاً في آب 2011 "قانون تحديد واعلان المناطق البحرية للجمهورية اللبنانية".
كما اكدوا دعمهم "لرفض لبنان للاحداثيات الجغرافية التي اودعتها بعثة اسرائيل في الامم المتحدة والعائدة الى الجزء الشمالي من المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة التي تدعي اسرائيل انها تابعة لها"، معربين عن دعمهم لموقف الحكومة اللبنانية القاضي بالتزام احكام الدستور من حيث رفض التوطين والتمسك بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم، وتاكيد "احترام قرارات الشرعية الدولية وجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني سابقاً رفيق الحريري ورفاقه بعيداً من اي تسييس او انتقام".
الأخبار
«قمّة سوريا» في بغداد: الجميع حقّق مبتغاه
بدورها صحيفة الأخبار تناولت القمة العربية وقراراتها وكتبت تقول "اختتمت في العاصمة العراقية بغداد أمس الدورة الثالثة والعشرون للقمة العربية بعد ساعات من افتتاحها، بحضور تسعة زعماء عرب وممثلين عن 21 دولة عربية وغياب سوريا، التي هيمنت أزمتها على جدول الأعمال وهو ما انعكس في مقررات «اعلان بغداد» الذي أيد الحوار في سوريا وطالب بتنفيذ خطة المبعوث المشترك كوفي أنان بعدما حسم الجدل بشأن خروج الملف السوري من أيدي العرب إلى الساحة الدولية.
وكأنها لعبة متقنة الأدوار سعت في خلالها الأطراف جميعها إلى عدم تجاوز السيناريو المتفق عليه منعاً لتفجير ليس في مصلحة أحد. وكأن الجميع كان يريد إمرار هذا الاستحقاق بأقل خسائر ممكنة. هذا على الأقل ما عبرت عنه كلمات المشاركين، ومعها المقررات حيث كانت سوريا النجم الحاضر الغائب. وفي نهاية المطاف، حصل الجميع على مبتغاه:
العراق عاد إلى القمة التي نجح في تأمين انعقادها بالحد الأدنى المقبول. لا خروقات أمنية عكّرت الأجواء. كل الدول العربية شاركت بمستويات مختلفة. أمّن حضور 10 رؤساء بينهم جلال الطالباني. نجح في الحؤول دون تصعيد السقف ضد سوريا بما يتجاوز «مقترحات أنان» خاصة في ما يتعلق بتنحي الرئيس واستدعاء التدخل الخارجي. والأهم من كل ذلك أنه حصل على اعتراف عربي بالوضع القائم فيه.
كذلك الأمر بالنسبة إلى السعودية وقطر، رأس الحربة في مواجهة الحكم الشيعي في العراق ونظام بشار الأسد في سوريا، فقد نجحتا في الحؤول دون إثارة ملف البحرين في خلال القمة، وانتزعتا إقراراً عربياً بـ«جريمة حرب ارتكبت في بابا عمرو»، من دون أن تتمكنا من فرض بند يدعو مجلس الأمن إلى اصدار قرار ضد سوريا مبنيّ على المقررات السابقة للجامعة العربية.
حتى سوريا، الغائب الذي تصدر القمة، حصلت على ما أرادت: سلّمت قطر رئاسة القمة إلى «الشقيق الأكبر العراقي»، وسلّم العرب بأن الملف السوري أكبر منهم حيث بات حلقة مفصلية على الطاولة الدولية، وخاصة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وهكذا، في اختتام أعمال القمة الأولى التي تنظمها بغداد منذ 22 عاماً، عقد كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزير الخارجية، هوشيار زيباري، مؤتمراً صحافياً خصص لتلاوة مقررات اجتماع الجامعة العربية. وبحسب ما جاء في «اعلان بغداد»، وجه القادة العرب، الذين عقدوا أمس جلستين الأولى علنية والثانية مغلقة نوقش فيها البيان الختامي، دعوة إلى «الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابي مع المبعوث المشترك (كوفي انان) لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة» الخاص بذلك.
كذلك طالب القادة العرب في القمة، التي غاب عنها جميع زعماء دول الخليج باستثناء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، المعارضة السورية بكافة أطيافها «بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري». وطالب «القادة والملوك والرؤساء العرب الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل»، ودعوا «إلى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكنها دون أي تأخير». كما أكدوا على «موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري». من جهةٍ ثانية، أدان القادة العرب «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في حق المدنيين السوريين»، معتبرين أن «مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الانسانية». ولم يتضمن البيان أي دعوة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن، فيما كان مشروع القرار الذي وزّع قبل يومين يدعو مجلس الأمن إلى «اصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف العنف».
المصالحة الفلسطينية
أما في الموضوع الفلسطيني، فأدان القادة العرب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي العربية المحتلة بشدة، مؤكدين على «ضرورة تفعيل القرارات العربية والإسلامية والدولية في مواجهة ممارسة القمع والانتهاكات الإسرائيلية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة». ورأى القادة العرب «المصالحة الفلسطينية ركيزة أساسية ومصلحة عليا للشعب الفلسطيني»، داعين القيادة الفلسطينية إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية لوضع حد للخلافات والانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الجهود من أجل إجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
كذلك أعربوا عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها، مؤكدين أن «القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967» في موازاة تشديدهم على «ضرورة التوصل إلى حل عادل للصراع العربي - الإسرائيلي على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
ومن بين القضايا الاضافية التي تطرق إليها «إعلان بغداد» الأوضاع في السودان، مؤكداً «دعم السودان الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره، وثمنوا إيفاء السودان بمستحقات السلام في إطار اتفاقية السلام الشامل». وفي الشأن الليبي، رحّب القادة العرب «بالتطورات المهمة التي شهدتها ليبيا». وأكدوا «الدعم القوي للجهود المبذولة من جانب المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية لتحقيق الأمن والاستقرار اللازمين للانتقال بليبيا إلى إقامة دولة ديموقراطية».
كذلك، أشاد القادة العرب «بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديموقراطية الكبرى والتي رفعت مكانة الشعوب العربية وعززت من فرص بناء الدولة على أسس احترام القانون وتحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية، وحيت القمة الشعوب التي قادت هذه الخطوات». وشدد القادة العرب على «ضرورة تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البنّاء، وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية - العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية».
عودة إلى القمّة
وعقب تلاوة مقررات قمة بغداد، أجاب العربي وزيباري على مجموعة من الأسئلة الصحافية طغت عليها الأزمة السورية، فضلاً عن أهمية انعقاد القمة في بغداد. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن «هناك ظاهرة برزت وهي قبول سوريا بنقاط المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان الست»، مضيفاً «لا بد أن نرى التنفيذ كاملاً وفورياً وهذا لم يحدث حتى الآن ونأمل ان يتم».
ورداً على سؤال، أوضح العربي أن الرئيس السوري بشار الأسد «أعطي أكثر من فرصة والموضوع انتقل الى مجلس الأمن»، لافتاً إلى أن «عدد المراقبين العرب كان محدوداً، لكن الأمم المتحدة عندما ترسل مراقبين فسيكون هناك وقف إطلاق نار حقيقي».
من جهته، أقرّ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن «الأزمة السورية أخذت الحيز الأكبر من المباحثات إلى أن توصلنا الى صيغة مقبولة من الجميع». وأضاف: الأزمة السورية «دخلت الى دائرة التدويل»، قبل أن يشير إلى أن «نائب المبعوث الدولي الى سوريا (ناصر القدوة) حضر إلى القمة وأوجز لنا آخر التطورات».
اللواء
إرسال مبعوثين عرب ودوليين لتطبيق المبادرة .. وتصنيف مجزرة بابا عمرو بخانة الجرائم ضد الإنسانية
القمة العربية تطالب الأسد بتنفيذ خطة أنان .. وترفض التدخل العسكري بسوريا
وكتبت اللواء تقول "اختتم مؤتمر القمة العربية أمس أعماله في بغداد بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى تنفيذ عاجل وفوري لخطة المبعوث الدولي العربي كوفي انان، مع تأكيد رفض التدخل الخارجي لحل أزمتها وإعلان إرسال مبعوثين عرب ودوليين الى سوريا لتنفيذ خطة انان. وتبنّى المؤتمر نتائج الربيع العربي مرحبا بالتطورات الديمقراطية في دوله. وشدّدت القمة في بيانها الختامي على ضرورة اقتلاع جذور الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية ونبذ التطرف والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة.
«إعلان بغداد»
وقدّم العالم العربي في قمته أمس شكلا مختلفا تماما عن اجتماع قادته الاخير قبل سنتين بعدما اطاح «تسونامي» الثورات وحركات الاحتجاج العربية بزعماء حكموا بيد من حديد لعقود طويلة.ودعا القادة العرب في ختام قمة بغداد الى ضرورة اجراء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، التي دعوها إلى توحيد صفوفها.
وطلب البيان الختامي للقمة من الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة «التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك (انان) لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة» المعني الامر. كما طالب القادة العرب في بيانهم الحكومة السورية «بالوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل، والى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية واعادة هذه القوات الى ثكناتها دون أي تأخير». وقال البيان بأنّ القادة العرب يدينون «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في حق المدنيين السوريين».
واعتبر القادة العرب، في بيانهم الذي اجمع عليه المشاركون في القمة، ان «مجزرة بابا عمرو المقترفة من الاجهزة الامنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانية».وأكد بيان القمة موقف القادة العرب «الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري». وقد رحّب البيان بالتطورات الديمقراطية في دول الربيع العربي، وشدد على ضرورة اقتلاع جذور الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية ونبذ التطرف والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة.وتضمن «إعلان بغداد» 48 مادة ضمن 9 محاور وجه خلاله دعوة لإصلاحات سياسية وتكامل اقتصادي شامل بما يلبي مطالب الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية التي جسدتها التطورات التي تعيشها هذه الشعوب.
كما أكد العمل على تحقيق الإصلاح المطلوب للجامعة العربية، مشيرا الى ان ذلك يتطلب دعماً مالياً لموازنتها يتمثل كمرحلة أولى في إعادة النظر في هيكلها التنظيمي من أجل تطوير مؤسساتها المتعددة وإعادة تشكيلها وتفعيل أدائها والالتزام بقراراتها.
العربي
وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بأنّ بارقة امل قد لاحت بموافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الدولي العربي كوفي انان، لكنه شدد على أن المهم هو تنفيذها بشكل تام وعاجل وفوري، وهو امر لم يحدث لحد الان، وقال بأنّ ما يهم الجميع هو حقن الدماء السوريين. وشدّد على ان المطلوب وهو وقف سيل الدماء وحماية الشعب السوري. وفي ما اذا كانت القرارات المتعلقة بسوريا تعد تدخلا في شؤونها الداخلية، قال العربي بأنّ انتهاك حقوق الانسان اصبحت شأنا دوليا اضافة الى انه شأن عربي. واشار الى ان الجامعة منحت الرئيس السوري بشار الأسد اكثر من فرصة للحل لكن المهم الان هو وقف نزيف الدم الذي يسيل من السوريين. واوضح ان الجامعة ستشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي سيعقد في اسطنبول بداية الاسبوع المقبل، معتبرا أن المسار السياسي في سوريا، يقرره الشعب السوري بنفسه.
زيباري
من جهته، رأى زيباري في المؤتمر الصحفي نفسه ان الازمة السورية قد دخلت الآن مرحلة التدويل ولا بد من التعجيل بتنفيذ قرارات الجامعة ومجلس الامن وخاصة خطة انان. ووصف زيباري القمة بالـ«ناجحة بكل المقاييس واعادت العراق من العزلة الى القمة بعد تغييب سنوات فهو عاد بكبرياء وقوة فكسب العراق الرهان بعقد قمة ناجحة لصالح جميع العرب». واشار الى ان السلطات العراقية نجحت في تامين القمة بكل جوانبها. واضاف بأنّ «اعلان بغداد يتضمن جميع قرارات القمة، واصبح وثيقة وطنية شاملة ويعكس رؤية العراق لكل التطورات العربية في ما يخص القضية الفلسطينية والازمة السورية وقضايا اخرى تهم العمل العربي المشترك». وأكد ان «اجواء ودية صادقة سادت اجتماعات الوزراء والقادة والعراق لم يتحسس من نوع التمثيل في القمة».
المستقبل
الأسد بعث برسائل سريّة الى بعض الزعماء والمرزوقي جدّد دعوته الى التنحّي
قمّة بغداد تواكب تدويل الملف السوري
من جانبها تناولت صحيفة السفير القمة العربية وكتبت تقول "جسّدت القمة العربية الثالثة والعشرون التي اختتمت أمس في بغداد بمشاركة تسعة زعماء عرب، عجزاً عربياً عن إيجاد حل سريع واتخاذ موقف حازم حيال استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقمع المحتجّين السوريين، رغم طغيان العنوان السوري على أعمال القمة ودعوة أحد قادتها الجدد الرئيس التونسي منصف المرزوقي الى تنحّي الأسد، مكتفية بمواكبة ودعم خطة كوفي أنان التي نجمت عن تدويل هذا الملف.
وجاءت قمة بغداد الأولى بعد الربيع العربي مختلفة تماماً عن القمة التي سبقتها قبل عامين في سرت (ليبيا)، بسبب الفارق الملحوظ في الوجوه والأفكار والمصطلحات، بحيث بدت وكأنها "قمة تعارف" بين قادة ورؤساء ينتمون الى نظامين عربيين، قديم وجديد، فخلت من مطوّلات ومواعظ الرئيس بشار الأسد واستعراضات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إضافة الى غياب وجوه طالما بقيت مقاعدها محجوزة لعقود على طاولة القمم المتعاقبة كالرئيس حسني مبارك والرئيس زين العابدين بن علي والرئيس علي عبد الله صالح.
وإذا كان الجديد في هذه القمة انخفاض مستوى التمثيل الخليجي، باستثناء حضور أمير الكويت شخصياً الشيخ صباح الأحمد الصباح، وإجماع المتكلمين على دعم التغييرات التي شهدها العالم العربي عموماً، وخطة كوفي أنان خصوصاً، فإن الأبرز يبقى عودة العراق الى الحضن العربي واستعادته موقعه العربي والاقليمي، متزامنة مع عودة الحرارة الى العلاقات الكويتية العراقية وكذلك الى العلاقات الليبية العراقية، في مقابل صورة معبّرة لفتت انتباه بعض الرؤساء العرب خلال جلسات القمة تمثلت بجلوس السفيرين الأميركي والايراني في العراق جنباً الى جنب على مقاعد السفراء الأجانب الذين حضروا جلسات القمة.
هذه الاعتبارات مجتمعة سهّلت صدور "إعلان بغداد" والقرارات الختامية للقمة تماماً كما جاءت في المسوّدات الأولى، ولم يطلب أي من الزعماء العرب أي تعديل عليها خلال الجلسة الختامية المغلقة التي لم تدم أكثر من نصف ساعة. فخلَت الجلستان العلنية والمغلقة من أي سجال أو نقاش، رغم استباق اجتماع القمة باقتراحين وحيدين أثارهما وزيرا خارجية لبنان والجزائر خلال اجتماع وزراء الخارجية التمهيدي للقمة أول من أمس، حيث تمنى الوزير الجزائري لو يتضمن البيان الختامي عبارة ترحيب بتأييد الحكومة السورية لخطة أنان، فيما تمنى الوزير اللبناني عدنان منصور لو أنه تمّت دعوة الرئيس السوري الى هذه القمة.