16-11-2024 07:43 AM بتوقيت القدس المحتلة

مقالات وآراء الصحف 17/3/2011

المقالات والأراء الواردة في الصحف


ـ السفير \عبد الزهرة الركابي : الــمــعــادلــة الاســتــراتــيــجــيــة
جاء في تقارير سابقة، استقت معلوماتها من خبراء عسكريين في المنطقة والعالم وكذلك من مصادر استخبارية أميركية وإقليمية وإسرائيلية، ان أي حرب قادمة بين الدولة الصهيونية والمقاومة اللبنانية، كفيلة بتطويرات حتمية، بما فيها تحول المقاومة في استراتيجيتها من دفاع المواقع الثابتة الى هجوم التسلل والالتفاف السريعين، ومن ضمن هذه التطويرات، ستشارك سوريا في هذه الحرب بناءً على نتائج الحرب في صفحتها الأولى، بيد ان بعض التقارير أشار الى وجود خطة سورية هجومية لتحرير الجولان، موازية لخطة الهجوم التي ستشرع بها المقاومة، انطلاقا من المرتفعات اللبنانية التي ستكون عاملاً لوجستيا مساعداً في الوصول الى منطقة الجليل وتحرير شمال فلسطين المحتلة على نحو سريع.
وقد جاء خطاب السيد حسن نصر الله في احتفال (القادة الشهداء)، تأكيداً لمعلومات هذه التقارير، عندما قال بنبرة حازمة وحاسمة، ان أي عدوان إسرائيلي على لبنان، فإن المقاومة سترد بتحرير الجليل، الأمر الذي يعني تطوراً معلناً في استراتيجية المقاومة، مثلما يعني في الخطاب المقاوم، ان هدف التحرير النسبي كمعادلة مرحلية، سيكون على رأس أجندة المقاومة في الحرب القادمة، كما ان دلالة مثل حرب كهذه إذا ما اندلعت، ستكون بالنتائج النوعية المتحققة، وربما ستكون أقسى وأشرس من حرب تشرين الأول أكتوبر عام 1973، خصوصاً إذا ما شاركت فيها سوريا التي أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى، للدخول في مثل هذه الحرب، اعتماداً على تصريحات المسؤولين السوريين الذين أكدوا فيها، ان أي عدوان إسرائيلي على لبنان ستتصدى له سوريا هذه المرة.

هذا، وقد أكد محللون وخبراء استراتيجيون، ان المعطيات السياسية والعسكرية والإقليمية بالنسبة للمقاومة اللبنانية، كانت عاملاً محفزاً لبلورة (معادلة الجليل)، كي تكون خطاباً إعلامياً وسياسياً وهدفاً مرسوماً في أفق التنفيذ، ولا سيما ان معطيات المقاومة مبنية على حوافز عسكرية وسياسية وإقليمية.
في الحافز العسكري، أصبحت المقاومة اللبنانية تملك قدرات نوعية على مستوى التسليح والعناصر المدربة تدريباً عالياً، تضاهي أكبر الجيوش في المنطقة، وربما تتفوق في بعض الجوانب، على صعد القدرات الصاروخية والتكنولوجية والقتالية، حتى ان المصادر الاستخبارية الإسرائيلية قد اعترفت بذلك، عندما روجت في الفترة الأخيرة، ان هناك فرقتي كوماندوس من المقاومة تتألف من 5000 عنصر، تجريان تدريبات على خطط هجومية في بيئة جغرافية قريبة الشبه بمنطقة شمال فلسطين (الجليل)، حيث تعتمد هذه التدريبات على عمليات قتال جبلية وبحرية وبرية، تتخذ من قتال المجموعات أسلوباً في القتال التداخلي الذي ينطلق من التسلل والالتفاف واستخدام الزوارق المطاطية في الوصول الى أهداف ساحلية.

هذا، ويعتقد المحللون، ان خطة تحرير الجليل، سيتم تنفيذها عبر مجموعات قتالية خاصة، تتألف كل مجموعة من 50 مقاوما، حيث تندفع هذه المجموعات القتالية بشكل متلاحق وعلى محاور عدة، بهدف احتلال المستوطنات والبلدات الإسرائيلية مثل: (نهاريا، شلومي، مليخا، راموت، نفتالي، يفتاح)، وصولا الى تحرير القرى العربية: البعنة، دير الأسد، مجد الكروم، سخنين، عرابة، دير حانا، حولا، وادي قاديش والوصول الى منطقة شمال مدينة الكرمل، وكذلك التموضع والتحشد قرب الطريق السريع الذي يربط مدينة عكا على ساحل البحر بمدينة صفد التي تقع في مرتفعات الجليل، على ان تواصل عناصر المقاومة انتشارها السريع حتى مشارف بحيرة طبرية بمساعدة سكان القرى العربية.

وفي الحافز السياسي، بدا واضحا فشل وإفلاس المشروع الأميركي في المنطقة، وان قوى المقاومة والممانعة العربية، تجد نفسها في هذه المرحلة، ملزمة بأخذ زمام المبادرة والتوجه الى الخيار العسكري في تحرير الأرض، بعدما وجدت ان ظروفها وإمكانياتها مهيأة في تنفيذ هذا الهدف، وعلى هذا السياق أعلن مسؤولون فلسطينيون في لبنان، استعداد النازحين الفلسطينيين في لبنان للعودة الى منطقة الجليل والدفاع عنها، إذا ما تم تحريرها من قبل المقاومة، ولا سيما ان غالبية هؤلاء النازحين من شمال فلسطين المحتلة.
يبقى الحافز الإقليمي الذي يصب في خانة قوى المقاومة والممانعة.

ـ النهار\ هالة العوري  في "إيران": ترويج التشيّع وممالأة النظام
هل يمكن اعتبار الثورة الاسلامية في إيران، التي وضعت التشيع الجعفري "الاثني عشري" على سدّة الحكم، هي تصحيح لتاريخ "انحرف" منذ بداياته؟ وهل يُعتبر امتداداً للدولة العباسية، أم أنه لا يعترف بها دولة شيعية، لأنها أتت بمن لا يستحقون وأهملت أصحاب الحق؟ وهل تصحح هذه الثورة مساراً انحرف منذ نحو 1400 سنة، اي منذ تولي معاوية الخلافة إثر اغتيال الإمام علي بن أبي طالب؟ وهل النظام الاسلامي الايراني يعيد الوصل مع الحكم الاسلامي ممثلاً بأهل البيت، أم مع الحكم الساساني ممثلاً بالإمبراطورية الفارسية؟ واذا قيل مع الاثنين معاً، فلمن الغلبة، للفكر السياسي الاسلامي أم للفكر السياسي الساساني؟
أوحى هذه الاسئلة تشديدُ المؤلفة هالة العوري في كتابها عن إيران (دار رياض الريس)، على فكرة "الخروج من مأزق الانتظار"، في تأريخها حركة التشيع منذ بداياتها، وحتى قبل أن تكتسب تسميتها، فكأن الأربعة عشر قرناً هجرياً منذ اغتيال الإمام علي وحتى نجاح ثورة الإمام الخميني، كانت مرحلة ضائعة، سواء بفقد أئمتها الأحد عشر وغياب الثاني عشر، أو بـ"ولي الفقيه" الذي لم يحسم أمره خلال مراحل عدة، حتى استعاد الخميني بريق هذه الولاية. وكأن أهل البيت في المرحلة الضائعة كانوا يعدّون العدّة للعودة الى الخلافة الاسلامية والسيطرة على مقاليد الحكم، ليس في إيران فحسب، بل في امتداد الدولة الفارسية الساسانية التي كانت تسيطر على جزء واسع من المنطقة عند ظهور الاسلام. قد لا يصحّ وصف الكتاب بأنه يروّج للنظام الايراني، لكنه حكماً يمالئه ويختزن موقفاً مؤيداً معجباً ومروِّجاً للتشيّع، ويدعم إعجابه بإظهار مذهب التشيع مذهباً منفتحاً اجتهادياً قادراً على التطور ومواكبة العصر وتجاوز السلفية. لكن بماذا يمتاز النظام الايراني عن بقية الأنظمة العربية التي تتهاوى، سواء في بوليسيته او ديكتاتوريته؟ وهل هو مختلف؟ هل يكفي القول ان حالتي انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، كما ينتخب النواب، تشكلان حالتين كافيتين للتعبير عن الديموقراطية؟ فيما نجد الهيئات الدينية المعيّنة هي فوق الهيئات والمؤسسات المنتخبة، فالمرشد الأعلى هو أعلى من رئيس الجمهورية، ومجلس الخبراء هو أعلى من البرلمان، أليس هو الذي يشرف على اختيار المرشحين فيقصي عن الترشح من لا يرغب فيهم أو ليسوا موالين.

التاريخ الديني السياسي لإيران
الكتاب يروي التاريخ الديني السياسي لإيران منذ مطلع القرن الماضي مع عودة الى خلفيات تكوّن العروش والأسر عليها قبل ذلك بقرون، ويرصد حركات الاحتجاج ويفصّل عناصر قيامها بشرياً ومادياً، فثمة تاريخ من الإثارة في الصراع بين الشاه الحاكم والرعية التي تنتمي الى مذهب ديني مغاير. وقد كانت في خلفيات الاحتجاجات غالباً مصالح اقتصادية، خصوصاً ان تجار البازار كانوا يضطلعون بدور اساسي في تأجيجها أو اطفائها.ولا شك في أن الثورة الأخيرة بقيادة الخميني على محمد رضا شاه قد حازت حيزاً مهماً كونها نقلت إيران من حقبة الى أخرى بكل اختلافاتها وتمايزها ويمتد أثرها الى التغيير في المنطقة كلها.
نلاحظ ان الثورات في إيران غالباً ما كانت تقوم على تحالف غريب بين رجال الدين والمثقفين المتنورين الذين تلقوا علومهم في الغرب، هكذا بدأت ثورة الخميني قبل أن يقضى على الرموز الليبرالية بالقتل او النفي، وربما يستند ذلك الى اعتبارات دينية، إذ بعد "الغيبة الكبرى" عام 874 ميلادية التي جعلت بنية الحكم وشرعيته محل جدل واسع، اتخذ بعض العلماء موقف التأييد للدستور الى حد مطالبتهم باقامة "دولة زمنية" شبه علمانية!.
واللافت في ثورة الخميني انها بعدما اخرجت العلمانيين من الحكم، احدثت ثورة في مفاهيم التشيع تكفل قيام جمهورية اسلامية على أسس عصرية في أنظمة الحكم الديموقراطية. لكن ككل ثورة، يسيطر الراديكاليون والمتطرفون على صوت الاعتدال والعقل، وهذا ما حدث في ثورة الخميني، خصوصاً لدى العمل على وضع النظم والقوانين، فأزيح المعتدلون وسيطر المتطرفون وحلت الوصاية محل الديموقراطية.
من الأئمة الى ولاية الفقيه
الكتاب (389 صفحة) يحتوي على احد عشر فصلاً، يتحدث الأول عن التشيع في مادته الخام، ثم ظهور "الاثني عشرية" فرقة اسلامية محددة المعالم في القرن الثامن الميلادي. ويتطرق الفصل الثاني الى بداية تشكل التيارات والمدارس الفكرية المختلفة والحركات الشعبية وظهور مجموعة من المفكرين والاصلاحيين تراوحت توجهاتهم بين الاصلاح والتنوير والهرطقة.
ويركز الفصل الثالث على العهد القاجاري، لافتاً الى الامتيازات التي منحها ملوكه للاوروبيين، ولاسيما البريطانيين، لاستغلال ثروات البلاد، ما أثار احتجاجات شعبية واسعة، شكلت بداية تحالف رجال الدين وتجار البازار وقيادتهما المعارضة السياسية، تلك السمة المميزة التي استمرت حتى الآن.
ويتحدث الفصل الرابع عن الثورة المشروطة "الدستورية" 1905 – 1911، والاضطرابات التي عمّت البلاد واسباب انطلاق الثورة واهدافها الحقيقية. ويتناول الفصل الخامس تأميم حكومة محمد مصدق للنفط وانفراط تحالفه مع آية الله الكاشاني "السياسي المثير للجدل"، ونجاح المخابرات المركزية الأميركية في إسقاط حكومة مصدق والعودة بالبلاد الى الديكتاتورية الملكية والعمل على ترسيخها.
ويركز الفصل السادس على فشل برامج محمد رضا شاه التنموية وصعود نجم آية الله موسوي الخميني واندلاع احداث الخامس عشر من خرداد التي انتهت بنفيه الى خارج البلاد. ويعالج الفصل السابع بداية انهيار حكم محمد رضا شاه مع استمرار تطور الفكر الشيعي وأهم مفاصله حتى الوصول إلى "ولاية الفقيه" والخروج من مأزق الانتظار. ويعرض الفصل الثامن أحداث المسيرة/ الثورة وسقوط محمد رضا شاه ونظام حكمه وعودة الامام الخميني الى البلاد من منفاه، ويفصِّل التاسع الثورة بمعناها المطلق ولحظة اندلاعها الغامضة والعصية على الفهم، في محاولة لتلمس حجم العقلانية في المسيرة الجماعية للثورة.ويلقي الفصل العاشر الضوء على الحراك الفكري وحجم الاصلاحات في المفاهيم الدينية والتشريعية المختلفة والتعرف الى المفكرين الجدد من داخل الحوزة العلمية وخارجها. ويجول الفصل الحادي عشر في ايران اليوم، معدداً انجازاتها في المجالات الاجتماعية وتطور تشريعاتها المتعلقة بالأسرة وبدور المرأة ومكانتها في المجتمع.
في الفصل الأخير تشرح المؤلفة وجهات نظر مجموعة من "آيات الله" في شؤون الحياة، ولاسيما الزواج والمرأة والجنس وغيرها، وتوضح ان هؤلاء على اختلاف اتجاهاتهم تجمعهم غالباً الرغبة في "تطبيق المرونة" على التقاليد الاجتماعية "الحساسة" في العالم الاسلامي، وبناء على "الاجتهاد الفعلي والجاد"، باعتبار ان "المجتهدين وحدهم، وفقاً للمعنى الحقيقي للكلمة، هم الذين يمكنهم تكييف شرائع الاسلام لمواجهة المستجدات من مشاكل اليوم"، ومن ذلك ان المجلس التشريعي الايراني وضع قوانين مشددة على الطلاق.

هل تمارس الحريات الشخصية في إيران؟
ان الأطر النظرية التي تتحدث عنها قابلة للنقاش، وقد تكون حسنة، لكن المشكلة دائماً في مدى تطبيقها. ألا يأتي التطبيق مظهراً الحسن ومجملاً الصورة الظاهرة، ومتغاضياً عن عمق المشكلات الذي يتجلى في رفض الحريات الشخصية والعامة أو قبلها، بما فيها حرية التعبير وابداء الرأي والتظاهر واللباس والسفور وممارسة الشعائر او الامتناع عنها وكل ما يندرج في حقوق الانسان المطلقة، بدءاً بما نصت عليه شرعتها العالمية؟ إذا اخضعنا النظام الايراني لمبادئ شرعة حقوق الانسان أينجح في الامتحان أم يرسب؟
إذاً المشكلة دائماً بين الذين ينظرون الى الدين كحالة ايديولوجية مغلقة مفروضة على الناس، يصادر الحريات، حتى الشخصية، وبين الذين يعتبرون الدين علاقة خاصة بين الخالق والمخلوق، يتضمن تعاليم ومبادئ عامة، إذا اتبعها الناس تحقق لهم حياة أكثر سعادة، وليس هدف الدين فرض أيدولوجيته بالقوة على أحد ولا مصادرة حريات الناس بتبعة مصادرة عقولهم. ولا تقتصر مصادرة الحريات على الأنظمة الدينية، بل هي ميزة كل الأنظمة غير الديموقراطية، وبينها إيران.
ج. ب.

ـ النهار\ لي سميث ( كبير المحررين في "الويكلي ستاندرد") : هل لدمشق علاقة بـ "اختفاء" الإمام موسى الصدر؟   (ترجمة نسرين ناضر)
بدأت الانتفاضات التي تجتاح الشرق الأوسط تُسقط بعض الأبواب المظلمة جداً – الأبواب التي تقود إلى الزنزانات والسجون حيث تقوم الأجهزة الأمنية العربية بعملها. في الإسكندرية والقاهرة، اقتحم المتظاهرون المصريون مكاتب أمن الدولة حيث اكتشفوا بعض الأشياء وأدوات التعذيب التي تُستخدَم لجعل السجناء أكثر تعاوناً. ولعلّ الأهم أنهم عثروا على ملفّات تتحدّث بالتفصيل عن طبيعة العمل، ولحساب من كان يُنفَّذ. عند انقشاع الغبار، قد تجد واشنطن أن حلفاءها العرب لم يكونوا مستعدّين تماماً لمطاردة المشبوهين الإرهابيين واعتقالهم خشية اتّهامهم بالتعاون مع الأميركيين.
لكن ماذا عن العمل المظلم الذي تقوم به الأنظمة العربية بمساعدة دول عربية أخرى؟ أوردت أنباء أن الثوّار الليبيين أسقطوا الأسبوع الماضي مقاتلتَين يقودهما طيّاران سوريان لحساب نظام القذافي المحاصَر. أخبرتني مصادر عربية أنه قد يكون هناك ما يزيد على أربعة وعشرين طيّاراً سورياً يقودون طائرات في ليبيا، فالقذافي يدفع جيداً ودمشق في حاجة إلى المال. فضلاً عن ذلك، تعود العلاقات السورية - الليبية إلى عقود خلت، والروابط بين الأجهزة الاستخبارية للبلدَين قويّة. وتشرح المصادر نفسها أن وفداً من الاستخبارات السورية أُرسِل أخيراً إلى طرابلس كي يزيل من أرشيف الاستخبارات الليبية أي أثر للسجلاّت التي تعرض بالتفصيل المشاريع السابقة التي تعاون البلدان فيها، بما في ذلك في مجال الإرهاب. وزعم موقع إلكتروني ناطق بالعربية أن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام متورّط في هذه العمليات المشتركة، بما في ذلك "اختفاء" موسى الصدر، الإمام اللبناني المولود في إيران الذي فُقِد في ليبيا عام 1978 ويُعتقَد أنه ميت. إذا تبيّن أن سوريا متورِّطة فعلاً في موت الصدر، فقد يواجه نظام بشار الأسد بعض المتاعب مع الشيعة في لبنان الذين كانوا يكنّون احتراماً شديداً للإمام الصدر. وفيما يُرجَّح أن يشير القرار الاتهامي المتوقَّع صدوره قريباً إلى تورّط مسؤولين سوريين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، الذي كان شخصية سنّية بارزة في لبنان، لا تستطيع سوريا أن تستجلب لنفسها عداء الطائفة الشيعية، فالشيعة هم الطائفة الوحيدة في لبنان التي لا تزال تدعمها دعماً مطلقاً.

بعث خدام بإشارة من باريس مفادها أن لا علاقة له بموت الصدر. فقد تكلّمت في واشنطن مع بسام بيطار، وهو معاون لخدام كان يعمل في النظام السوري على مستوى رفيع. يقول بيطار "حذّر خدام الصدر من الذهاب إلى ليبيا. لطالما اعتبر خدام أن القذافي مجنون وتخوّف من وقوع مشكلة ما، لكن الصدر ذهب في مختلف الأحوال، لأنه كان في حاجة إلى مال القذافي لمشاريعه". كانت نقطة الخلاف بين القذافي والصدر أن الزعيم الليبي يريد أن يستعمل الإمام الأموال لدعم المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، لكن الصدر كان يستخدمها لبناء مقوّمات الطائفة الشيعية الفقيرة في جنوب لبنان. يقول بيطار: "بدأ الرجلان يتجادلان وخرجت الأمور عن السيطرة. قال القذافي لضباطه بأن "يأخذوه"، ففسّروه بأنه أمر بقتله مع معاونَيه".

أن يكون قصر القذافي مليئاً برجال ينزعون إلى تفسير استياء الديكتاتور بأنه أمر بالقتل، فهذا خير تعبير عن طبيعة النظام الليبي. عندما سأل القذافي في اليوم التالي عن مكان الصدر وعلِم أنه قُتِل، أمر بقتل الضابط. يقول بيطار: "لم يُرِد القذافي أن يتسبّب مقتل الصدر بأي متاعب له. اتّصل بالسوريين مذعوراً ليطلب النصيحة، ودمشق هي التي قالت له أن يُلفِّق الرواية أنه شوهِد آخر مرة يغادر ليبيا متوجِّهاً إلى إيطاليا حيث يُزعَم أنه اختفى". يشرح رجل خدام في واشنطن أنه نظراً إلى أن نائب الرئيس السوري السابق كان مسؤولاً عن الملف اللبناني قبل أن يُسلِّمه حافظ الأسد إلى ابنه بشار الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية، لم تكن لخدام علاقة بالعمليات الإرهابية المشتركة بين سوريا وليبيا، على غرار تفجير لوكربي. تجدر الإشارة إلى أنه قبل وقت طويل من إدانة ضابط الاستخبارات الليبي عبد الباسط المقرحي في العملية التي أسفرت عن مقتل 270 شخصاً عام 1988، بينهم 190 أميركياً، كانت سوريا المشتبه فيه الأساسي. وقد كثرت التكهّنات بأنه تمّت تبرئة ساحة دمشق عندما أراد البيت الأبيض في عهد جورج بوش الأب الحصول على التعاون السوري في عملية "عاصفة الصحراء" ومحادثات السلام في مدريد، لكن بيطار وخدام يعتبران أن السوريين عملوا إلى جانب ليبيا لإسقاط الطائرة التابعة لخطوط "بان أميركان" في الرحلة 103. ويضيف بيطار: "كان السوريون يديرون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أي مجموعة أحمد جبريل – وهي التي نفّذت العملية. لكنني واثق من أن المقرحي كان جزءاً منها أيضاً".

ويتابع بيطار، الذي عمل في السفارة السورية في باريس في الثمانينات عندما كانت دمشق تدير منظمات إرهابية فلسطينية انطلاقاً من العاصمة الفرنسية، أن ضابط الاستخبارات المسؤول عن الربط مع الأجهزة السرّية الأخرى كان الجنرال محمد خولي، "كان عنصراً في استخبارات القوات الجوية، وبما أن حافظ كان ينتمي أيضاً إلى سلاح الجو، كان هذا سبباً إضافياً ليثق به. ومع وصول بشار إلى الرئاسة، يجري باستمرار تبديل المناصب والمواقع في الاستخبارات لأنه لا يثق بهؤلاء الأشخاص. لهذا يُعيد تنصيب بعض معاوني والده الذين كان يثق بهم ثقةً كاملة، مثل محمد خولي".
يشتبه بيطار في أن خولي هو من أرسل ضباط استخبارات سوريين إلى طرابلس لتنظيف الملفات الليبية، "لا يريدون إثارة استياء الأميركيين". لكن من الصعب أن نعرف ما هو السوء الكبير الذي يجب أن ترتكبه دمشق لتثير استياء واشنطن فعلاً. لقد اعتادت إدارتا بوش وأوباما أن تشيحا بنظرهما عندما يتعلّق الأمر بسوريا. فدمشق لم تدفع ثمناً لارتكاباتها سواء في دعمها لـ"حزب الله" و"حماس"، أو في استخدامها طريق عبور للمقاتلين الأجانب المتوجّهين إلى العراق لقتل الجنود الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة. حتى التقارير عن أن سوريا بنت منشأة نووية سرّية ثانية في ضواحي دمشق هذه المرة، لم تُغضب البيت الأبيض الذي لا يزال يعتبر أن المسألة المركزية في الشرق الأوسط هي عملية السلام العربية –الإسرائيلية. يبدو أن أوباما – وعلى الأرجح أوباما وحده – يعتقد أن من شأن اتفاق بين دمشق والقدس أن يُنفِّس الهواء في البالون الإيراني ويُهدِّئ المنطقة. وعلى الرغم من ذلك، فإن موجات الغضب التي تجتاح الشرق الأوسط حالياً لن تكبحها عملية سلام. خبراء الشرق الأوسط الحقيقيون هم في الأنظمة نفسها، ويعرفون في أي اتّجاه تهبّ الريح، وإلا ما كانت الاستخبارات السورية لتنظّف ملفاتها في ليبيا. إنهم يتحوّطون في رهاناتهم خشية أن تكون أيام القذافي معدودة، أياً تكن أعداد الطيّارين الذين يؤجّرونه إياهم.
يقول بيطار: "يعتقد خدام أنه سيأتي دور سوريا أيضاً". بالتأكيد لدى خدام المنفي أسباب كثيرة ليتمنّى سقوط النظام الذي كان يعمل لحسابه ويكنّ له الكره الآن. يُظهر تاريخ التعاون بين سوريا وليبيا أن النظام في دمشق قادر على أن يكون همجياً بقدر نظام القذافي عندما يكون في مأزق، ويوماً ما، وقد لا يكون هذا اليوم بعيداً جداً، سوف يصبح في مأزق.

ـ الجمهورية : كيف اكتشف التحقيق عدم صدقيّة الصدّيق؟"الجمهورية" تنشر كلّ الإجابات
محمد زهير الصدّيق!هذا الاسم يكاد يصبح لازمة في أغنية لبنانية شاذة!الجميع يستعمله ضدّ الجميع.من يسمّون أنفسهم ضحاياه، يستعملونه ضدّ المحكمة الخاصة بلبنان وضدّ القضاء اللبناني وضدّ الضحايا وأولياء الدم.والمحكمة تستعمله، لتثبت لاحقا صدقيّة أعمالها وتحقيقاتها وخلوّها من الإعداد والتخطيط للاغتيال -ادّعى الصدّيق في إفادته في 26/7/2005 أنّ" قرار اغتيال الحريري تمّ اتخاذه في سوريا، واستتبع بلقاءات سرّية من قبل مسؤولين سوريين حصلت في أول الامر في شقته في خلدة في 25 تموز 2004"، ما يتعارض مع ما أفاد به لجنة التحقيق في 2/8/2005 "أنّ ذلك حصل في وقت لاحق في تشرين الاول 2004". - و ادّعى أنّ "عبد الكريم عباس، شوكت، هشام اختيار وظافر يوسف كانوا حاضرين في اول اجتماع عقد بمناسبة العشاء. وكان الدافع الرسمي للزيارة دراسة تعسفات المخابرات السورية المزعومة في لبنان، ولكن عقب حديث مع عباس عُلم أنّ السبب الحقيقي لزيارتهم كان التخطيط لاغتيال عضو مهم في المعارضة". وهذا ما ذكره الصدّيق في افادات متكررة. -أفاد الصدّيق في 26/7/2005 انه كان هنالك م?