اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن بعض التصريحات التي أطلقت خلال ما يُسمى بمؤتمر "أصدقاء سورية"، الذي عقد في اسطنبول يوم الاحد 1 أبريل/نيسان، تتعارض مع أهداف التسوية السلمية للأزمة في سورية.
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن بعض التصريحات التي أطلقت خلال ما يُسمى بمؤتمر "أصدقاء سورية"، الذي عقد في اسطنبول يوم الاحد 1 أبريل/نيسان، تتعارض مع أهداف التسوية السلمية للأزمة في سورية.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من أجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة... يتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف تسوية سلمية للنزاع".
وأوضحت أن روسيا لم تحضر المؤتمر لأنه "اسطنبول اتسم بطابع أحادي الجانب مثل اللقاء السابق الذي جرى في تونس"، مشيرة أن لا تمثيل فيه للحكومة السورية وللعديد من المجموعات المعارضة.
وأعربت زاخاروفا عن قناعتها بان الاتجاه الرئيسي في الجهود الرامية الى تسوية النزاع في سورية يتمثل في تنفيذ خطة كوفي عنان المبعوث الأممي العربي المشترك الى سوريةن مشددة على ان "الهدف الأهم في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار وأعمال العنف في سورية مهما كان مصدرها، وبدء حوار شامل بين السوريين لإيجاد حلول مقبولة للجميع، وليس التحريض على نزاع داخلي في صفوفهم". وأكدت أن هذا الاتجاه بالذات يمثل تقديم "الحماية" للشعب السوري التي تحدث عنها المشاركون في لقاء اسطنبول، مضيفة أن ذلك يمثل الطريق الوحيد لضمان حق الشعب السوري في تقرير مصيره، بما في ذلك حق انتخاب قيادة شرعية للبلاد، بدون تدخل خارجي.
روسيا تعارض فرض اطر زمنية على دمشق لتنفيذ خطة كوفي عنان. أعلن ذلك سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي عقد يوم 2 ابريل/نيسان في اعقاب لقائه بنظيره الارمني ادوارد نالبانديان في يريفان. وقال لافروف معلقا على الدعوات التي يطلقها الغرب:" من حيث المبدأ اعتبر ان الانذارات الاخيرة والاطر الزمنية لا تساعد في حل المشاكل، الا نادرا. ونحن جميعا نريد الوقف الفوري لاراقة الدماء. لكن هذه المطالب يجب ان توجه الى كل من يحارب في سورية". واضاف قائلا:"لقد جاء في خطة كوفي عنان، انه يجب على الحكومة السورية ان تخطو الخطوة الاولى وتبدأ بسحب القوات. لكن اظن اننا لن نحرز نتيجة في حال عدم مصاحبة بدء الانسحاب خطوات مماثلة تتخذها كل الاطراف التي تحارب الحكومة السورية. لذلك من الضروري طرح شروط على كل من يحمل السلاح ويحارب من كلا الجانبين والفصل بينهما وازالة الحواجز وضمان وصول الامدادات الانسانية".
لافروف: مجلس الامن الدولي وليس "اصدقاء سورية" يجب ان يحكم على فاعلية خطة كوفي عنان
إلى ذلك،قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقد يوم 2 نيسان/أبريل في اعقاب لقائه بنظيره الارمني ادوارد نالبانديان في يريفان، :" إن الانذارات الاخيرة والاطر الزمنية لا تساعد في حل المشاكل، الا نادرا. ونحن جميعا نريد الوقف الفوري لاراقة الدماء. لكن هذه المطالب يجب ان توجه الى كل من يحارب في سورية".
وأضاف:"لقد جاء في خطة كوفي عنان، انه يجب على الحكومة السورية ان تخطو الخطوة الاولى وتبدأ بسحب القوات. لكن اظن اننا لن نحرز نتيجة في حال عدم مصاحبة بدء الانسحاب خطوات مماثلة تتخذها كل الاطراف التي تحارب الحكومة السورية. لذلك من الضروري طرح شروط على كل من يحمل السلاح ويحارب من كلا الجانبين والفصل بينهما وازالة الحواجز وضمان وصول الامدادات الانسانية".
لافروف ان مجلس الامن الدولي وليس "اصدقاء سورية" يجب ان يحكم على فاعلية مهمة المبعوث الخاص كوفي عنان. وقال: "لدى كوفي عنان تفويض منحه اياه الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي سيحكم حول من وكيف ينفذ اقتراحاته"، معلقاً بذلك على التصريحات التي ادلى بها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية عشية اجتماع "اصدقاء سورية" في اسطنبول قال فيها إن المشاركين في الاجتماع سيقيمون مدى التزام دمشق الرسمية ببنود خطة كوفي عنان".
واعاد لافروف الى الاذهان ان تلك الخطة لا تطرح شروطا على السلطات الرسمية فقط، بل وعلى المعارضة المسلحة، وقال:" اعول على ان يبدي كل من يهمه مصير الشعب السوري ومصير سورية وجيرانها والمنطقة القابلة للانفجار كلها الحد الاقصى من المسؤولية، خصوصا حينما يتم التخطيط لاتخاذ خطوات ما، لا تساعد على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي".
واستطرد لافروف قائلا:"اننا ندعو الى التنفيذ التام للبنود الست لخطة عنان، علما اننا نتصل كل يوم بالحكومة السورية، سعيا الى اتخاذ خطوات اكثر فاعلية وسرعة ترد على اقتراحات كوفي عنان. كما نأمل ان يبعث شركاؤنا الغربيون وبعض الدول العربية بالاشارة نفسها الى المجموعات المسلحة التي تريق هي ايضا الدماء في الارض السورية".
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن اعتراف بعض المعارضين السوريين بكونهم ممثلين عن الشعب السوري يعتبر أمراً خطيراً، لانه يتعارض مع الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص كوفي عنان. ولكونه "يتعارض مع الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص كوفي عنان بتفويض من مجلس الامن الدولي". واوضح الوزير الروسي ان الاعتراف ببعض المجموعات المعارضة بكونها جهات ممثلة عن الشعب السوري كله يضع بقية المنظمات والسلطات خارج القانون.
وقال ان روسيا ستكون صديقا للشعب السوري كله وليس لقسم منه كما هو الحال لدى الغرب.وبحسب قول لافروف فان الاشارات يجب ان توجه الى الحكومة السورية والمعارضة. وقال ان روسيا تفضل ان تكون صديقا للشعب السوري كله.
وكشف أن مجموعتين من المعارضة السورية ستزوران موسكو قريبا. وقال: " اقيمت لدينا صلات مع المجلس الوطني السوري ولجان التنسيق الوطنية التي تمثل المعارضة في داخل سورية وغيرهم من المعارضين في سورية وخارجها. ونخطط لأن نستقبل قريبا وفدين يمثلان شتى مجموعات المعارضة".
الصحف السورية: مؤتمر اسطنبول فشل جديد
من جهتها، رأت الصحف السورية، الصادرة صباح اليوم الإثنين، أن مؤتمر اسطنبول يشكل "فشلا جديدا" للذين يسعون إلى إخضاع النظام السوري و"إغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي للازمة"، ويؤكد حجم "التورط الخارجي في تأجيج الأحداث".
فكتبت صحيفة البعث: "مؤتمر أعداء سورية رغم الجعجعة الاعلامية التي رافقته لم يتمخض إلا عن نتائج هزيلة... وأثبت أنه أضعف من أن يؤثر في صمود السوريين، وينال من ثباتهم على موقفهم الوطني الرافض للتدخل الأجنبي والمتمسك بالإصلاح".
وأضافت الصحيفة أن المشاركين في المؤتمر "سيضطرون عاجلاً أم اجلاً للاعتراف بأن صمود السوريين طيلة الأشهر الماضية والتفافهم حول قيادتهم ورزمة الاصلاحات، والفيتو الروسي الصيني المزدوج... جعل سورية تتجاوز الأزمة وتسقط كل الرهانات وتكسب المعركة".
وتابعت إن المشتركين "تسابقوا في التباكي على دماء السوريين التي لم تنزف إلا بسبب الارهاب الذي دعموه بالمال والسلاح وفي الالتفاف على التوافق الدولي وتأويل مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان وتقويلها مالم تقله في محاولة لنسفها وحرفها عن
مسارها".
أما صحيفة تشرين فرأت أن المؤتمر "كان محاولة ساذجة لمسح الذاكرة... ولم تكن في السياسة فحسب. بل في التاريخ ولم تسلم منها الجغرافيا كذلك".
وأضافت أن "عملية مسح الذاكرة التي يجيدون التظاهر في إتقانها هي التي فضحتهم وإذا أسعفت بعضهم" مشيرة الى أن "كل ما جرى من إرهاب وسفك للدماء، يدرك الجميع أنه كان من تصنيعهم وإنتاجهم وإخراجهم".
وتابعت أن "أيديهم الملطخة لاتزال توغل في الحقد والتجييش والتحريض ودعم الارهاب لضرب كل جهد حقيقي.. وأول أهدافهم مهمة كوفي انان"، متسائلة "كيف يستوي البحث عن حلول سياسية في ظل هذا الهوس المتواصل في القتل والتخريب والدمار".
إلا ان "تشرين" رأت ان المؤتمر "في نسخته الثانية يكرس عدة حقائق خطرة على التوافق الدولي الذي تجلى في بيان مجلس الأمن الأخير، وعلى جهود حل الازمة بما يدعم استقرار سورية ويحترم خيارات مواطنيها".
وأضافت أن المؤتمر اتخذ "توجهاً اقليمياً ودولياً يناقض تماماً مضمون المبادرة التي قدمها انان وردت عليها سورية بايجابية، توجه يتمثل في التصعيد الميداني والسياسي الممنهج للدول المشاركة في المؤتمر بغية اغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي
للأزمة".
واعتبرت أن مجريات المؤتمر اكدت "قيام بعض الدول العربية والغربية بتقديم أسلحة وأموال واجهزة اتصال للمجموعات الارهابية المسلحة ودعوة مشيخات النفط والزفت إلى زيادة هذا الدعم. في تأكيد جديد على حجم التورط الخارجي في تأجيج الأحداث في سورية والدفع نحو استمراريتها".
وأكدت ان الدول المشاركة حاولت "تشويه صورة المعارضة السورية الوطنية الرافضة لكل أشكال التدخل الخارجي والمؤمنة بالحل السياسي السوري للأزمة، عبر ترويج نموذج فاشل من المعارضة... الفاقدة لأي مصداقية شعبية في سورية".
وأضافت أن الدول "في اعتمادها على هذا النوع من المعارضة لا تسوق سوى لمشاريعها الخبيثة وسياساتها التآمرية. وليست في وارد احترام خيارات الشعوب".