اكدت الصحف الغربية استحالة التدخل العسكري السعودي دون اتفاق مع الأميركيين
كتب بيبي اسكوبار في مجلة «آسيا تايمز» مقالاً بعنوان «آل سعود «يحرّرون» البحرين» أكد فيه استحالة التدخل العسكري السعودي دون اتفاق مع الأميركيين وذلك رغم ما أكده (وزير الحرب الأميركي روبرت) غيتس للعائلة البحرينية المالكة عن عدم وجود دليل على وقوف إيران وراء الاحتجاجات الشعبية». وأضاف اسكوبار ان الأميركيين أرادوا استخدام ارتباطهم الوثيق بالبحرين لمواصلة ضبطهم للتعاون الأمني مع منطقة الخليج. وقال إنه «في حال فوز الديموقراطيين في البحرين فسيكون خط التغيير التالي، عند الأقلية الشيعية في المنطقة النفطية في السعودية». ولفت الكاتب إلى عدم وضع المجتمع الدولي الخطوة السعودية في خانة الغزو قائلاً «تخيلوا حالة الهلع التي قد تحصل لهذا المجتمع لو دخل الإيرانيون إلى لبنان على سبيل المثال»...
ونشر «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي مقالاً بعنوان «تعثر المملكة العربية السعودية في البحرين» معتبراً أن «تدخل القوات السعودية اظهر عدم فهم الرياض للمنطقة وللبلاد، اذ قام السياسيون السعوديون بخطأ فادح في مقاربة الأزمة البحرينية ».
وأضاف المقال «كل ما طالب به المتظاهرون هو التمثيل السياسي والإصلاح القضائي والاقتصادي – كما هي الحال عموما في كل المنطقة – لذا ما يجدر أن تفعله مملكة آل خليفة هو اعادة التفاوض على الاتفاق الوطني واستيعاب انه مع دخول القرن الحادي والعشرين في الشرق الاوسط، لم يعد أمام النظام الملكي خيارات سياسية كثيرة». واعتبر الكاتب راي تاكي أن «الديموقراطيين الداعين لمساواة سياسية واقتصادية لا يمكن قمعهم بالتكتيكات السعودية السياسية او التدخل العسكري في المنامة. حريّ بواشنطن أن تناقش حليفتها التاريخية بصدق اليوم، بعدما استرضتها كل الاعوام الماضية لكسب النفط السعودي». واضاف تاكي أن المسألة في البحرين ليست إيرانية وليست صراعاً أميركياً - إيرانياً على ارض المنامة، بل طهران هي من استفاد من الخطوة السعودية، بظهورها الى جانب المطالبين بالديموقراطية والمساواة، من دون أن تتدخل عسكرياً، ليظهر السعوديون في موقعهم الحرج.. سيستغل الإيرانيون السلبية التي تظهر بها واشنطن في التعاطي مع الأزمات العربية الشعبية وتقصير النظام السياسي العربي ككلّ، لاستمالة العقول السياسية في المنطقة وتوظيف الأمور لمصلحتها».
في المقابل، أشارت صحيفة «لوس انجلس تايمز» في مقال بعنوان «واشنطن خاسرة في كل الأحوال في البحرين» إلى التباين السعودي - الأميركي في ما يتعلق بالأزمة البحرينية «والإشارات الواضحة على اتساع الهوة على خط واشنطن - الرياض»، بحسب ما قال المحلل أيهم كامل في «مجموعة أوراسيا للدراسات التحليلية» للصحيفة. وأضاف المقال ان «ادارة اوباما تواجه اليوم خياراً صعباً بين الوقوف إلى جانب مملكة ضعيفة التأييد والضغط لمصلحة التغيير في البحرين والذي قد يضعف موقعها الاستراتيجي في الخليج».
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن الموقفين السعودي والبحريني اللذين سمحا بتدخل القوات السعودية أظهرا «نفاد صبر البلدين الخليجيين من مخطط المسؤولين الأميركيين الساعي لإقناع الحليفين بتحقيق إصلاحات سياسية» ترضي المعارضين على أن تبقى المملكة السنية في مكانتها، «وهذا ما ذهب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان إلى المنامة لأجله... غير ان الجانبين البحريني والسعودي اتفقا على المسارعة في السيطرة على الشارع مع تزايد مطالب المعارضة البحرينية وتشكيكها في نوايا السلطة».
ورأت الصحيفة انه في حال قمع البحرين للمتظاهرين سيُنظر إلى الولايات المتحدة من منظور الداعم للدكتاتورية ضد الشعب.وأردفت الصحيفة على لسان المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط ستيفن ماك أنرني ان صورة واشنطن في البحرين اليوم هي الصورة الداعمة للحكومتين البحرينية والسعودية.. وهذا واضح.. فبعد دخول القوات السعودية هذا الأسبوع، الكل يتكلم في الشارع البحريني عن استحالة القيام بمثل هذا التدخل من دون دعم أميركي».