القذافي أعلن أن قواته ستخوض الخميس "معركة حاسمة" لاستعادة السيطرة على مصراتة قبل ساعات من تصويت مرتقب في مجلس الأمن الدولي بشأن منطقة للحظر الجوي من أجل وقف قمع الثورة.
يستعد ثوار ليبيا لصد كتائب القذافي في منطقة أجدابيا بشرق البلاد لإعاقة تقدمها نحو بنغازي معقل الثورة. في المقابل تستعد كتائب القذافي لشن هجوم كبير على مصراتة غربي ليبيا لاستعادة المدينة من أيدي الثوار، كما حشدت الكتائب قوات ضخمة ودبابات وراجمات صواريخ في محاولة للسيطرة على مدينة أجدابيا، في حين يسود هدوء حذر مدينة بنغازي بعد انتهاء مهلة حددتها كتائب القذافي لسكان المدينة لمغادرة المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
ونقل عن سكان في أجدابيا أن قوات الثورة سيطرت مساء أمس الأربعاء على وسط البلدة، في حين أن كتائب القذافي ظلت على مشارفها الشرقية. وقال مصطفى غرياني، وهو متحدث باسم ثوار ليببيا في بنغازي لـ"رويترز" إنهم يسيطرون على أجدابيا. وأضاف أن القتال ضار وأن خطوط إمدادات القذافي أصبحت تعاني ضغطا شديدا، لذلك لا يمكنه مواصلة الزحف انطلاقا من أجدابيا. وكان الثوار قد تمكنوا أمس من صد هجوم عنيف لكتائب القذافي على مصراتة انطلق من ثلاث جهات، وألحقوا بها خسائر في الأرواح والمعدات. وقالت مصادر طبية إن كتائب القذافي تكبدت نحو ثمانين قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى خلال هجمات أمس على المدينة.
وفي مدينة الزنتان قال شهود عيان إن شباب ثورة 17 فبراير بالزنتان بادروا بالهجوم على كتائب القذافي ظهر أمس، وعمدوا إلى قطع الإمدادات العسكرية المتوجهة إليهم من مخازن الزنتان التي توجد على بعد نحو 40 كلم جنوب المدينة. وفي بنغازي تسود حالة من الهدوء الحذر بعد ساعات على انتهاء تهديد نظام القذافي للثوار لترك المواقع التي يسيطرون عليها والمواقع التي توجد بها مخازن للذخيرة. وقال المتحدث باسم الثوار مصطفى غرياني إن غالبية سكان بنغازي مسلحون وهم مستعدون لصد أي هجوم تشنه كتائب القذافي على المدينة. من جهته قال عضو لجنة الدفاع عن بنغازي العقيد عادل البرعصي للجزيرة إن الثوار مزودون بأسلحة مضادة للطيران والدبابات وهم مستعدون للدفاع عن المدينة.
زعيم النظام الليبي معمر القذافي أعلن أن قواته ستخوض الخميس "معركة حاسمة" لاستعادة السيطرة على مصراتة قبل ساعات من تصويت مرتقب في مجلس الأمن الدولي بشأن منطقة للحظر الجوي من أجل وقف قمع الثورة. وتسارعت التطورات في الساعات الـ48 الاخيرة إذ أعلن النظام الليبي عن هجوم وشيك على بنغازي معقل الثوار ثم عن معركة مصراتة بينما يتوقع أن يجري تصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن منطقة حظر جوي.
وبعد أن شدد على ضرورة تدخل من جانب الأسرة الدولية بسرعة. أكد مساعد السفير الليبي في الأمم المتحدة إبراهيم دباشي الذي انشق عن النظام أن بلده بحاجة إلى قرار "خلال الساعات العشر المقبلة", محذرا من وقوع "عملية إبادة حقيقية". وأكد القذافي معتمداً على "انتصارات" قواته المسلحة. وقال في لقطات بثها التلفزيون الليبي مساء الأربعاء أن "المعركة بدأت اليوم في مصراتة وغداً (الخميس) ستكون المعركة الحاسمة" في المدينة التي تضم 500 ألف نسمة.
وذكر التلفزيون الليبي أن القذافي التقى مجموعة من شبان مصراتة. وأضاف "اعتبارا من هذا المساء (الاربعاء) سوف تتدربون على استعمال السلاح وغدا سوف تشاركون في المعركة". وحث الشبان على "عدم ترك مصراتة رهينة بايدي حفنة من المجانين". ورأى ان الذين يسيطرون على مصراتة هم مجموعة من "مهووسة ومهلوسة.. تسللت عناصرها من الخارج". وقال إنهم "مجموعة من الزنادقة الذين حركتهم مفضوحة في العالم ومعروفة وموصوفة بالهلوسة وبالجنون وبالخروج عن الدين ولا بد أن يفهموا أنهم يعتبرون كفرة". وتابع أن "هذه مجموعة معروفة في التاريخ أنها مهووسة ومهلوسة وخارجة ومارقة
تسللت عناصرها من الخارج.. ومنبوذة من أهل مصراتة".
كما وصفهم بأنهم "جرذان فعلاً يدخلوا عليها (مصراتة) من خربة إلى خربة ومن حفرة إلى حفرة.. ولا يوجد عندهم عقيدة إلا القتل.. باعتبار أن كل الناس الموجودة. هم كفار يجب قتلهم". وقال القذافي "لا يمكن أن نترك مصراتة.. بلد الجهاد والتضحية والوطنية أن تتشوه بحفنة من المرتزقة المخبولين ولا يمكن أن نترك مصراته رهينة عند حفنة من المخبولين".
من جهة اخرى. دعا القذافي الليبيين إلى منع دخول قوات أجنبية إلى البلاد. وقال "لا بد أن نحول دون دخول القوات الاجنبية التي يمكن أن تستغل هؤلاء الكلاب حتى تستعمر مصراتة مرة ثانية تستعمر بلادنا مرة ثانية ولا بد أن نثبت أمام العالم أننا قادرون على تطهير بلادنا من الذين يريدون" أن "يعود الاستعمار مرة ثانية إلى بلادنا".
واعلن التلفزيون الليبي بعد ذلك أن القوات الموالية للقذافي "طهرت مدينة أجدابيا من العصابات المسلحة" في إشارة إلى الثوار. وبث التلفزيون الليبي مشاهد قال إنها من "مدينة أجدابيا التي تم تطهيرها من عصابات الارهابيين المسلحة والمرتزقة والإرهابيين المرتبطين بالقاعدة". وأظهرت هذه المشاهد جنودا يحتفلون بالسيطرة على المدينة. وادى تقدم القوات الموالية للقذافي الى تدفق لليبيين باتجاه الحدود المصرية. بينهم عائلات باكملها في سيارات محملة بالامتعة. ومنذ بداية الثورة فر حوالى 300 ألف شخص من ليبيا. كما سحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طاقمها من بنغازي إلى طبرق شرقا وعبرت عن "قلقها البالغ مما سيحدث للمدنيين والمرضى والجرحى والمعتقلين وغيرهم ممن يحق لهم حماية في النزاعات".
وفي الغرب. هاجمت القوات الموالية للقذافي أيضا بالأسلحة الثقيلة بلدة الزنتان التي تبعد 145 كلم عن طرابلس. حسبما ذكر شاهد عيان. وقال قائد الثوار في المدينة جمال منصور "إنهم يمارسون سياسة الأرض المحروقة", موضحا أن "الدبابات تقصف بشكل مكثف ومستمر وهناك غارات جوية".
ومع سقوط مئات الضحايا بيد القوات الموالية للقذافي, قررت الأمم المتحدة في نهاية المطاف عرض مشروع قرار يقضي بفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا. وسيصوت مجلس الأمن الدولي الخميس على مشروع القرار. كما ذكر دبلوماسيون بعد سبع ساعات من المفاوضات الماراتونية. وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة مفضلا عدم الكشف عن هويته "تم إعداد مشروع قرار أخذ في الاعتبار عددا من الملاحظات. لكن هذا لا يعني أن صيغته نهائية", لافتاً إلى أن الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الامن يمكن أن تدخل تعديلات على المشروع. وصرح دبلوماسي آخر "لدينا مشروع سنصوت عليه غدا" الخميس وتحدث بدوره عن امكان "تعديل" النص.
ومن ناحيتها. أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن على مجلس الامن أن يباشر باتخاذ اجراءات تكون أبعد من مجرد فرض حظر جوي على ليبيا. وقالت للصحافيين "يجب أن نباشر بخطوات تتضمن منطقة حظر جوي ولكن تذهب ربما أبعد من ذلك" ولكنها لم تعط المزيد من الايضاحات.
اما السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين فقال للصحافيين أن روسيا قدمت الأربعاء إقتراحا مضادا لمشروع القرار المطروح ينص على وقف اطلاق النار من قبل جميع اطراف النزاع. وقال "جئنا مع فكرة تبني قرار مقتضب ولكن قويا حول وقف اطلاق النار" ويمكن ان يعرض هذا النص تقنيا على التصويت الخميس.
وحتى الان. كانت روسيا والصين متحفظتين على فكرة فرض منطقة حظر جوي. كما اعربت المانيا والهند وافريقيا الجنوبية عن تحفظات بهذا الخصوص.
من جهته طالب الامين العام للامم المحتدة بان كي مون بوقف العنف وحذر من ان "قتل ابرياء عزل هو جريمة ضد الانسانية".
وتوعد القذافي بقمع الثورة متجاهلا دعوات الى وقف العنف ومغادرة السلطة بعد حكم دام اكثر من اربعة عقود بينما تطالب المعارضة برحيله وتضاعف النداءات للحصول على مساعدة دولية. واخيرا دعا البيت الابيض السلطات الليبية الى حماية الصحافيين بعد فقدان اربعة من صحافيي نيويورك تايمز في ليبيا. خطفوا من قبل موالين للقذافي على الارجح.