تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها الاحداث في سورية وخاصة ما يتعلق بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان ووقف القتال في 10 الشهر الجاري.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها الاحداث في سورية وخاصة ما يتعلق بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان ووقف القتال في 10 الشهر الجاري.
السفير
القاهرة و«الأطلسي» يرفضان تسليح المعارضة .. وموسكو تنتقد مؤتمر اسطنبول
أنان يعلن وقف القتال في 10 نيسان .. ودمشق تطلب التزاماً سعودياً قطرياً تركياً
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "أبلغ مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مجلس الامن الدولي، امس، ان دمشق بدأت بالتنفيذ التدريجي لبنود خطته عبر اتخاذ خطوات على صعيد سحب القوات العسكرية بحلول 10 نيسان الحالي، على أن يقوم مساعده ناصر القدوة بإقناع المعارضة السورية المسلحة بالالتزام «بإنهاء عملياتها خلال الساعات الـ48 التي تلي وقفا كاملا لأعمال العنف من قبل الحكومة» حسب تعبير واشنطن.
وطلب أنان من مجلس الامن عبر دائرة مغلقة من جنيف، دعمه والتفكير في نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف إطلاق النار، وهو ما سارعت دمشق الى التأكيد انه سابق لأوانه، محملة السعودية وقطر وتركيا مسؤولية «التشويش» على مهمة انان، داعية المبعوث الدولي للعمل على وقف تسليح «المجموعات الارهابية».
وانتقدت موسكو مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول رافضة تحديد أي «مهلة» أو «إنذار» لتطبيق خطة انان، موضحة ان «الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة». وأعلنت القاهرة والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن رفضهما تسليح المعارضة السورية،.
في هذا الوقت، وصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر الى دمشق في زيارة تستغرق يومين لإجراء مباحثات حول توسيع نطاق المساعدات الانسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين.
وقال المتحدث باسم انان، أحمد فوزي «السوريون أبلغونا بأنهم وضعوا خطة لسحب وحداتهم العسكرية من المناطق السكنية والمناطق المحيطة بها. بدأت الخطة امس (الاول) وهو اليوم الذي تلقينا فيه الرسالة وستكتمل بحلول العاشر من نيسان». وقال «إذا تمكنا من التأكد من حدوث هذا يوم العاشر (من نيسان) فسيبدأ العد التنازلي لوقف القتال، من جانب المعارضة ايضا. نتوقع أن يوقف الجانبان القتال في غضون 48 ساعة» من انتهاء المهلة.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس، التي تترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر بعد ان تحدث انان مع مجلس الامن، ان النظام السوري وعد انان بالبدء «فورا» بانسحابات عسكرية على ان ينهيها في 10 نيسان، موضحة ان الوعود السورية جاءت في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى انان أول امس. وأضافت رايس ان ما ورد في الرسالة ينص على ان «تبدأ القوات السورية على الفور باتخاذ الاجراءات التالية: التوقف عن القيام بأي تقدم وعن استخدام الاسلحة الثقيلة، والانسحاب من وسط التجمعات السكانية»، على ان يتم الانتهاء من تنفيذ هذه الخطوات العسكرية بحلول 10 الحالي.
وأضافت رايس ان مساعد المبعوث الدولي ناصر القدوة سيقنع من جهته المعارضة المسلحة بالالتزام «بإنهاء عملياتها خلال الساعات الـ48 التي تلي وقفا كاملا لأعمال العنف من قبل الحكومة». ووصفت المحادثات مع المعارضة «بالبناءة». وتابعت ان النظام السوري «لم يضع أي شرط مسبق» على موافقته، موضحة ان انان يتوقع الحصول من الحكومة السورية «قريبا جدا» على تفاصيل حول باقي النقاط في خطته.
وطلب انان من مجلس الامن دعمه والتفكير في نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف إطلاق النار. وقد عبر أعضاء مجلس الامن الـ15 عن «الدعم الكامل» له، وأكدوا «استعدادهم» لدرس مسألة المراقبين. ويفيـد دبلوماسيون بأنه لا بد من وجود 250 رجلا غير مسلحين على الاقل للقيام بهذه المهمة يتم اختيارهم من الجنود التابعين للامم المتحدة المنتشرين حاليا في جنوب لبنان أو في الجولان السوري المحتل. لكن رايس أشارت الى ان واشنطن ودولا غربية تشكك في رغبة دمشق بالوفاء بوعدها. وقالت ان «التجارب السابقة تقودنا الى التشكك والقلق بأن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تصعيدا في العنف بدلا من تراجعه».
الجعفري
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن «الدول التي تعمل على تسليح الإرهابيين في سوريا ومدّهم بالأموال وأجهزة الاتصالات تسعى لإفشال مهمة أنان، وتنتهك السيادة السورية وتعلن الحرب عليها، وهذه الدول متورطة في تعقيد الأزمة وعليها تحمل مسؤوليتها والالتزام بخطة أنان». وأضاف ان «وزير خارجية السعودية لم يخف تدخله الشخصي في الشؤون الداخلية السورية عندما دعا علنا إلى تسليح المعارضة المسلحة بل اعتبر ذلك واجبا». وتابع ان «هذه التصريحات وغيرها تدل على ازدواجية في اللغة تخالف النهج التوافقي الذي سار عليه مجلس الأمن، وهي تمثل دعوة لإفشال مهمة أنان الذي قال منذ البداية إنه يود التحدث إلى السلطات السورية بصوت واحد، وبالتالي هناك من يشوش على صوته من خلال خلق مسارات موازية كما هو حال اجتماع أعداء سوريا الذي حصل في اسطنبول، والذي يعتبر بحد ذاته تشويشا على مهمة أنان وانتهاكا لها وتناقضا معها».
وشدد الجعفري على أن «سياسة الحكومة التركية الحالية عدائية تجاه سوريا، فهي استضافت اجتماعا على أرضها يقوّض سيادة دولة جارة بما يعتبر إعلان حرب عليها». وأوضح أن «الالتزام بخطة أنان يجب أن يسري على الجميع، بما في ذلك السعودية وقطر وتركيا وكل من يعمل على تجاوز السيادة السورية وخلق مسارات موازية لمجلس الأمن غير معترف بها دوليا، كما أن على من ينقل الأسلحة إلى الأطراف المسلحة أن يتحمل مسؤولية عمله».
وقال إن «سوريا تفعل كل ما بوسعها لإنجاح مهمة أنان الذي يعمل مع المسؤولين السوريين بانتظام. وأضاف «اننا نتوقع من أنان وأعضاء مجلس الأمن أن يكون لديهم الالتزام نفسه من أجل إنجاح الخطة، فليس هناك في العمل الدبلوماسي فرض لأي شروط مسبقة، والأهم في ذلك كله الحفاظ على السيادة السورية، والكلام عن المراقبين سابق لأوانه قبل انتهاء المفاوضات مع أنان». وتابع «اننا نتوقع أيضا من أنان أن يعمل على الاتصال مع الأطراف الأخرى، ولا سيما أولئك الضالعين في رعاية المجموعات الإرهابية وتسليحها بهدف وقف أعمال العنف».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان وفدا من الامم المتحدة سيصل الى سوريا غدا الاربعاء لبحث آلية تطبيقية لمهمة انان، رافضا الخوض في ما أعلن عن مهل زمنية لتنفيذ المهمة. واعتبر أن إعلان دول عربية صراحة عن رصدها ملايين الدولارات لتسليح المعارضة السورية ليس «سوى إشهار لأمر معروف». وقال مقدسي، في اتصال هاتفي مع مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، ان فريقا تابعا لإدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة سيزور دمشق الأربعاء لبحث «رؤية مشتركة للتطبيق العملياتي للخطوات التي تم الاتفاق عليها»، مشيرا الى أن «التصور الذي سيُبحث يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري». وأضاف مقدسي ان «سوريا ترغب عبر هذا (الامر) في إظهار جديتها اتجاه إنجاح المهمة، وبهدف تعزيز مكانة المبعوث الدولي بحيث يتمكن من الضغط على الأطراف الأخرى التي تعيق التوصل إلى حل، ولا سيما الإقليمية منها».
وكشف مقدسي، ردا على سؤال عن المهل الزمنية التي أشار إليها أنان في كلمته امام مجلس الأمن، الى أن «دمشق بحالة تداول منظم مع أنان وفريقه، وأن ثمة الكثير من التفاصيل التي يجب الوقوف عندها»، رافضا الإعلان عن تواريخ في الوقت الراهن. وعلق مقدسي على إعلان دول خليجية رصدها مساعدات لتسليح المعارضة السورية بأن هذا التصرف «يستهدف الأمن الوطني السوري من جهة وعرقلة صريحة لمهمة أنان من جهة أخرى»، مشيرا الى أن هذا الفعل الذي جاء عقب مؤتمر اسطنبول «لم يكن سوى كلام مكرر وإشهار لأمر معروف».
راسموسن
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، في مؤتمر صحافي في بروكسل، «لا أعتقد ان الحل السليم يكون في تزويد المجموعات (المتمردة) بالسلاح». وأضاف «هناك خطر كبير في ان يؤدي تقديم السلاح لمجموعات في سوريا الى انتشار خطير محتمل للاسلحة في المنطقة». وأشار الى انه يأمل «التوصل الى حل سياسي ودبلوماسي على أساس المهمة التي قام بها انان» لهذا البلد. وأكد راسموسن ان الحلف الاطلسي «لا ينوي على الاطلاق» التدخل في سوريا رغم انه وصف من جديد «القمع الدامي الذي يقوم به نظام الرئيس بشار الاسد بالمشين جدا».
ووصف وزير الخارجية المصري محمد عمرو «الوضع في سوريا بأنه خطير ومؤسف للغاية». وقال، بعد اجتماعه مع نظيره التشيكي كارل شوارزينبرغ، إن «تسليح المعارضة السورية، حسب ما ترى مصر، سيزيد من معدلات القتل وسيحول الوضع في سوريا برمته الى حرب أهلية كاملة»، مشيرا الى «اننا نريد ان نعطي فرصة لمهمة انان لنرى ما سينتج منها». وأعرب عن أمله في أن «يكون هناك حل غير عسكري للازمة من خلال مبادرة الدول العربية».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية ان الولايات المتحدة ودولا عربية وأجنبية تقدمت خطوة إضافية خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» للتدخل العسكري المباشر في الازمة السورية، عبر تعهد دول عربية بدفع 100 مليون دولار للمسلحين، وموافقة الادارة الاميركية على إرسال أجهزة اتصالات الى المعارضين. ونقلت عن العضو في المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي قوله ان المعارضة تلقت وعودا بالحصول على 176 مليون دولار مساعدات إنسانية، و100 مليون دولار لدفع رواتب المسلحين داخل سوريا لمدة 3 أشهر، مشيرا الى ان بعض الاموال أرسلت بالفعل الى المقاتلين، بينها 500 الف دولار نقلت الاسبوع الماضي «بطريقة لا يمكنني الافصاح عنها». وأوضحت الصحيفة ان غالبية الاموال تأتي من قطر والسعودية ودولة الامارات.
النهار
دمشق وعدت أنان بالانسحاب في 10 نيسان
وطليعة المراقبين تبدأ الوصول خلال ساعات
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "طلب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان من مجلس الأمن أمس دعم اتفاقه مع السلطات السورية على 10 نيسان الجاري موعدا لانتهاء سحب القوات السورية من المناطق السكنية الآهلة، تليها في غضون 48 ساعة موافقة الطرفين على وقف كل أشكال العنف المسلح، وحض المجلس على درس امكانات ايفاد مهمة تابعة للمنظمة الدولية لمراقبة وقف العنف المسلح بين السلطة والمعارضة في البلاد.
وفي جلسة مغلقة عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، قدم أنان الى أعضاء مجلس الأمن إحاطة شاملة عن المهمة التي يقوم بها في محاولة لوقف أعمال العنف وايصال المساعدات الإنسانية والبدء بحوار سياسي "يلبي تطلعات الشعب السوري". وأفاد ديبلوماسيون أن خطته السداسية "لم تحرز تقدماً على الأرض". بيد أنه تحدث عن تلمس بدايات خطة لوضع حد للأزمة، داعياً أعضاء المجلس الى "بدء النظر في نشر بعثة مراقبة تحظى بتفويض مرن وواسع". وأفاد أنه تلقى أول من أمس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم فيها أن حكومته "توافق على 10 نيسان المقبل موعدا لانتهاء عملية سحب القوات السورية من المناطق السكنية الآهلة، على أن يبدأ في غضون 48 ساعة من ذلك الموعد الوقف التام للأعمال العدائية من الجانبين"، كما كشف مقرب من أنان لـ"النهار"، مشيراً بصورة خاصة الى الفقرة التي تنص على "وقف مستدام للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف مع آلية اشراف فاعل من الأمم المتحدة".
وأكد أن الرسالة تفيد أن المسؤولين السوريين "وافقوا على كل النقاط الست... وبدأوا تنفيذ البنود الأخرى وسيحيطون علماً بالتفاصيل لاحقاً". وإذ أوضح أن أنان "لم يطلب صراحة من مجلس الأمن اصدار قرار في شأن ارسال مراقبين الى سوريا"، لاحظ أن "انتشار قوات المراقبة يحتاج الى قرار من مجلس الأمن". وقال إن "أعضاء الفريق التقني وطليعة المراقبين سيصلون الى سوريا في غضون ساعات. سيرون ما هو المطلوب على الأرض وسنرى متى سيتبنى مجلس الأمن هذا القرار".
ويصل الى سوريا خلال الساعات المقبلة ثمانية مراقبين سيكونون طليعة بعثة المراقبة على أن يتبعهم 25 مراقبا بعد 10 نيسان، ثم مئة آخرون في غضون 45 يوما، ودفعة أخيرة من مئة آخرين ليصل العدد الى 233 مراقبا. ويقود الفريق الذي توفده دائرة الأمم المتحدة لعمليات السلام، الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة "أونتسو" الميجر جنرال روبرت مود. وكذلك استمع أعضاء مجلس الأمن الى تقويم أولي مختصر من وكيل الأمم المتحدة لعمليات السلام ايرفيه لادسو.
ورداً على سؤال لـ"النهار"، صرح الناطق بإسم المبعوث الدولي - العربي، أحمد فوزي بأن "المطلوب من المعارضة السورية الموافقة على خطة أنان". وأضاف: "سمعنا أن اتفاقاً حصل في اسطنبول على أن خطة أنان هي الوحيدة الموجودة في الساحة وهم مستعدون للتعاون مع الموفد الدولي لتطبيق هذه الخطة. ولكن بالطبع ينتظرون تحركاً ايجابياً من الجانب الحكومي".
وشكك ديبلوماسيون غربيون في صدقية الوعد السوري الجديد. وقالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن "أنان أفاد أن وزير الخارجية السوري وجه اليه رسالة (أول من) أمس أفاد فيها أن الجيش السوري سيبدأ على الفور وسينجز بحلول 10 نيسان وقف كل الإنتشار المتقدم واستخدام الأسلحة الثقيلة وسينجز الإنسحاب من المراكز الآهلة". ونقلت عن أنان أن نائب المبعوث الخاص المشترك ناصر القدوة "أجرى محادثات بناءة مع المعارضة لحضها على وقف عملياتها في غضون 48 ساعة من الوقف التام للأعمال العدائية الحكومية". وأكدت أن العديد من أعضاء مجلس الأمن "أبدوا قلقهم من أن تستخدم الحكومة السورية الأيام المقبلة لتصعيد العنف وعبروا عن بعض الشك في حسن نية الحكومة". ووصف المندوب الروسي الدائم السفير فيتالي تشوركين الإجتماع بأنه "جيد، وأنان يعمل بجد"، بينما قال نظيره الصيني لي باودونغ: "نحن ندرس اقتراحه".
الجعفري
وأكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري أن حكومته وافقت على موعد 10 نيسان، متوقعاً من أنان أن يسعى الى الحصول على التزام من الأطراف الآخرين. وقال إن "الدول التي تعمل على تسليح الإرهابيين في سوريا ومدهم بالأموال وأجهزة الاتصالات تسعى الى احباط مهمة كوفي أنان وتنتهك السيادة السورية وتعلن الحرب عليها وهذه الدول متورطة في تعقيد الأزمة وعليها تحمل مسؤوليتها والتزام خطة أنان".
وأضاف أن "وزير الخارجية السعودي (الأمير سعود الفيصل) لم يخف تدخله الشخصي في الشؤون الداخلية السورية عندما دعا علنا الى تسليح المعارضة المسلحة بل اعتبر ذلك واجباً". كذلك فان "سياسة الحكومة التركية الحالية عدائية حيال سوريا فهي استضافت اجتماعا على أرضها يقوض سيادة دولة جارة بما يعتبر إعلان حرب عليها". وذكر أن "التزام خطة أنان يجب أن يسري على الجميع بما في ذلك السعودية وقطر وتركيا وكل من يعمل على تجاوز السيادة السورية". وتوقع من أنان أن "يعمل على الاتصال بالأطراف الآخرين ولاسيما منهم أولئك الضالعين في رعاية المجموعات الإرهابية وتسليحها من أجل وقف أعمال العنف".
اللواء
سجال بين الجعفري ورايس في مجلس الأمن .. والأطلسي ضد تسليح المعارضة السوريّة
أنان: 10 نيسان موعد إلتزام السلطات بوقف النار والعنف
صحيفة اللواء تناولت تطورات الأزمة في سورية وكتبت تقول "أبلغ الأمين السابق للأمم المتحدة ومبعوثها إلى سوريا كوفي انان مجلس الأمن الدولي بأن سوريا وافقت على تاريخ 10نيسان لتحقيق الوقف الكامل للعنف. وهو الامر الذي شككت فيه واشنطن ،بالمقابل رفضت موسكو تحديد اي خطة زمنية لخطة انان فيما شهدت جلسة مجلس الامن أمس سجالا بين سفيري سوريا بشار الجعفري والولايات المتحدة سوزان رايس حيث هاجمت رايس النظام السوري مشككة بنواياه ما استدعى هجوما مضادا من الجعفري منتقدا فيه الذين شاركوا في مؤتمر اسطنبول.
وطلب انان الذي كان يتحدث امام اعضاء مجلس الامن المجتمعين في نيويورك عبر دائرة فيديو مغلقة أن يحدد المجلس مهلة لسوريا لتنفيذ خطته لا تتجاوز العاشر من الجاري، مؤكدا أنه لم يحدث أي تقدم لتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا. الا ان انان لاحظ انه «لم يسجل اي تقدم» حتى الان باتجاه التوصل الى وقف فعلي لاطلاق النار في سوريا او البدء بتطبيق خطته على الارض، حسب ما نقل ايضا الدبلوماسيون. وكان انان يعرض من جنيف نتائج مهمته في سوريا امام اعضاء مجلس الامن المجتمعين في نيويورك عبر دائرة فيديو مغلقة. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم انان ان الحكومة السورية أبلغت انان بأنها تنفذ خطة لسحب كل الوحدات العسكرية من المناطق السكنية بحلول العاشر الجاري.
من جهته ،قال سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان بلاده وافقت على مهلة تنتهي في العاشر من الجاري لتنفيذ خطة انان جزئيا لكنها تريد التزاما مماثلا من المعارضة التي أُعطيت 48 ساعة من انتهاء تلك المهلة لإيقاف القتال.
بالمقابل قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس في ختام الاجتماع ان الولايات المتحدة وعددا من الدول الغربية تشكك في رغبة سوريا بالوفاء بوعدها بالبدء في تطبيق خطة انان. وقالت رايس ان «التجارب السابقة تقودنا الى التشكك والقلق بأن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تصعيدا في العنف بدلا من تراجعه».
وقبيل انعقاد الجلسة، أدلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بتصريحات قال فيها «إن خطة انان ستخضع لتقييم مجلس الأمن وليس لمجموعة أصدقاء سوريا». ونُقل عن لافروف، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في يريفان عاصمة أرمينيا، قوله: «عنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي سيقيِّم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك. و قال لافروف انه يعارض تحديد اي «مهلة» او «انذار» لتطبيق خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا. وقال لافروف ان «كوفي انان تلقى تفويضه من الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وسيعود الى مجلس الامن الحكم على من يطبق قراراته وكيف». وكانت وزارة الخارجية الروسية رأت امس ان مؤتمر «اصدقاء دمشق» يتناقض مع «اهداف تسوية سلمية للنزاع» في هذا البلد.
الى ذلك ،قال ناطق باسم البحرية الروسية ان مدمرة تابعة للاسطول الروسي في البحر الاسود تقوم بمهمة في البحر المتوسط حاليا، بينما ذكرت مصادر اخرى انها ستقوم بتوقف في مرفأ طرطوس السوري. ونقلت وكالة انترفاكس عن ممثل للاسطول الروسي في البحر الاسود انه «سيكون توقفا محض تقني تقوم به كل سفن الاسطول العسكري الروسي التي تقوم بمهمات في البحر الابيض المتوسط».
وفي بروكسل حذر الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن امس من تسليح المتمردين السوريين معتبرا ان ذلك قد يؤدي الى «انتشار خطير للسلاح في المنطقة». وقال راسموسن في مؤتمر صحافي في بروكسل «لا اعتقد ان الحل السليم يكون في تزويد المجموعات (المتمردة) بالسلاح». واضاف «هناك خطر كبير في ان يؤدي تقديم السلاح لمجموعات في سوريا الى انتشار خطير محتمل للاسلحة في المنطقة».
المستقبل
واشنطن قلقة من تصعيد الأسد والرياض تشدّد على أولوية وقف القتل
أنان: مهلة دمشق حتى العاشر من الجاري
من جانبها تناولت صحيفة المستقبل الشأن السوري وكتبت تقول "يستغلّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد المهلة تلو الأخرى آخرها التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان حتى العاشر من نيسان (أبريل) الجاري، ليصعّد حملة العنف والقتل التي شدّدت المملكة العربية السعودية على أولوية منع النظام من الاستمرار فيها، وأبدت الولايات المتحدة قلقها من تصعيدها في محاولة من النظام للقضاء على ثورة الشعب السوري الذي يقدّم كل يوم عشرات الشهداء في مجازر كان آخرها 146 شهيداً من بينهم 75 جثة مشوهة اكتشفت في حمص أمس.
فقد أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان امام مجلس الامن أمس، ان دمشق وافقت على البدء بتطبيق خطته في سوريا عبر اتخاذ خطوات على صعيد سحب القوات العسكرية بحلول العاشر من نيسان (ابريل) الجاري.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي ترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر، ان نظام الرئيس السوري وعد انان بالبدء "فورا" بانسحابات عسكرية ينهيها في العاشر من الجاري. ووردت الوعود السورية في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية أول من أمس الى انان حسبما قالت رايس التي أضافت ان ما ورد في الرسالة ينص على ان "تبدأ القوات السورية على الفور" بـ"التوقف عن القيام بأي تقدم وعن استخدام الاسلحة الثقيلة، والانسحاب من وسط التجمعات السكانية"، على ان يتم الانتهاء من تنفيذ هذه الخطوات العسكرية بحلول العاشر من الشهر الجاري.
وكان انان ابلغ مجلس الامن انه يأمل الحصول "سريعا جدا" على اجوبة محددة من دمشق على طلبات اخرى واردة في خطته بينها المساعدات الانسانية الى المدنيين وحرية تنقل الصحافيين وبدء الحوار السياسي مع المعارضة.
وأضافت رايس ان ناصر القدوة مساعد انان سيقوم بإقناع المعارضة السورية المسلحة بالالتزام بـ"انهاء عملياتها خلال الساعات الـ48 التي تلي وقفا كاملا لأعمال العنف من قبل الحكومة". ووصفت رايس تلك المحادثات بـ"البناءة". وتابعت ان النظام السوري "لم يضع اي شرط مسبق" على موافقته.
وطلب انان من مجلس الامن دعمه والتفكير في نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار، وعبر اعضاء مجلس الامن الـ15 عن "الدعم الكامل" لأنان وأكدوا له "استعدادهم" لدرس مسألة المراقبين.
ويفيد ديبلوماسيون انه لا بد من وجود 250 رجلا غير مسلحين على الاقل للقيام بهذه المهمة يتم اختيارهم من الجنود التابعين للامم المتحدة المنتشرين حاليا في جنوب لبنان او في الجولان، ومن المقرر ان يزور خبراء من دائرة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة سوريا هذا الاسبوع لدرس الترتيبات اللازمة لتلك بعثة. الا ان رايس قالت ايضا ان الولايات المتحدة "متشككة" ازاء النوايا الحقيقية للنظام السوري في الوفاء بوعوده، وأضافت "ان التجارب السابقة تقودنا الى التشكك والقلق من أن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تصعيدا في العنف بدلاً من تراجعه".
وكانت مصادر ديبلوماسية نقلت عن أنان انه "لم يسجل اي تقدم" حتى الان باتجاه التوصل الى وقف فعلي لاطلاق النار في سوريا او البدء بتطبيق خطته على الارض. وأعلنت البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة في نيويورك ان فرنسا عبرت عن دعمها الكامل لمهمة انان.
وكانت السلطات السورية وافقت رسميا على خطة انان المؤلفة من ست نقاط الا انها تواصل حملات القمع في مناطق عدة من البلاد. واوقعت هذه الحملات اكثر من تسعة الاف قتيل حسب الامم المتحدة. وتقضي الخطة بوقف العنف من قبل جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق التي تضررت من المعارك واطلاق سراح الاشخاص المعتقلين تعسفياً والسماح بالتظاهر السلمي. وكان انان يعرض من جنيف نتائج مهمته في سوريا امام اعضاء مجلس الامن المجتمعين في نيويورك عبر دائرة فيديو مغلقة. ويأتي هذا التقرير وهو الثاني لأنان امام مجلس الامن منذ بداية مهمته، اثر اجتماع "اصدقاء سوريا" عقد الاحد في اسطنبول.
وقبل بدء أنان بتقديم إحاطته لمجلس الأمن حول مهمته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه يعارض تحديد أي "مهلة" او "انذار" لتطبيق الخطة. وقال في مؤتمر صحافي خلال زيارة لأرمينيا ان "الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة". ورأى انه لا يعود الى مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الذي عقد في اسطنبول اطلاق الحكم على كيفية تطبيق خطة انان بل الى مجلس الامن الدولي، وقال ان "كوفي انان تلقى تفويضه من الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وسيعود الى مجلس الامن الحكم على من يطبق قراراته وكيف". وأضاف لافروف "نعتزم استقبال وفدين سوريين يمثلان شرائح مختلفة من داخل المعارضة السورية قريبا". وتابع "نبقي بشكل منتظم على قنوات اتصال وثيقة مع المجلس الوطني السوري ولجان التنسيق الوطنية التي تمثل قوى المعارضة داخل سوريا وجماعات معارضة أخرى سواء في الداخل أو في الخارج".
واستنكر مجلس الوزراء السعودي في جلسة عقدها أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعمال القتل والعنف التي يرتكبها النظام السوري وتأكيده الحاجة إلى وقفها فوراً، إلى جانب تجديد دعمه مهمة انان ومناشدته جميع الدول التي لها علاقة مباشرة مع النظام السوري دعم جهود المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية. وشدد مجلس الوزراء السعودي على أن الوقف الفوري للقتل في سوريا ينبغي أن يشكل أولوية الجهود الدائمة، وأشاد بموقف تركيا المشرف والمعبر عن صداقة حقيقية للشعب السوري بكل طوائفه وجماعاته.