تشهد أوروبا حركة نشطة لزوار أكراد غير عاديين. بعضهم أتى من جبال قنديل في تركيا والبعض الآخر من سورية ومن إيران ومن العراق، وليس بالضرورة أن تكون كثرة الزيارات الكردية دفعة واحدة للعواصم الأوروبية منسقة
تشهد أوروبا حركة نشطة لزوار أكراد غير عاديين. بعضهم أتى من جبال قنديل في تركيا والبعض الآخر من سورية ومن إيران ومن العراق، وليس بالضرورة أن تكون كثرة الزيارات الكردية دفعة واحدة للعواصم الأوروبية منسقة ولكن الحال الكردي في منطقة الشرق الأوسط في ظل الأحداث العربية وإعادة التموضع في التحالفات والتفاهمات في المنطقة خصوصاً التراجع في العلاقات الإيرانية التركية وعملية كسر العظم التي تمارسها تركيا مع سورية ، حتمت على الأكراد المتواجدين على خط التماس بين دول الصراع المستجد تحركات كثيفة حتى أصبحت عواصم مثل بروكسل حيث للأكراد تواجد استراتيجي، أشبه بخلية نحل كردية .
يُذكر أن بعض الزوار غير العاديين ليسوا سوى قيادات عسكرية في الأحزاب الكردية على اختلافها في المنطقة والتي تصبّ كلها في بحيرة حزب العمال الكردستاني، اللهم إذا ما استثنينا أكراد مسعود البرزاني الداخلين في مواجهة مفتوحة مع إخوانهم الأكراد المقاتلين. وليس غريباً هذه الأيام لمن يزور مقرات الأحزاب الكردية أو يتعاطى مع الناشطين الكرد المؤيدين لعبدالله اوجلان، ليس غريباً أن تسمع منهم نعوتاً بحق البرزاني مثل متصهين أو تابع تركيا ولا يمكن استثناء أي نعت في اللغة العربية فكل الكلام يُسمع ويُقال في هذا الموضوع.
حرب في حزيران المقبل..
وفي حديث مع موقع المنار، قالت مصادر موثوقة في حزب العمال الكردستاني إن غرفة عمليات الحزب أبلغت أنصارها في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم عن استعدادات تركية ضخمة وغير مسبوقة تجري حالياً تمهيداً لهجوم عسكري ضخم قد تقوم به تركيا على منطقة جبال قنديل حيث تتمركز قوات حزب العمال الكردستاني. وحسب المصادر الكردية، فإن غرفة عمليات حزب العمال حددت موعد الهجوم المرتقب بحلول شهر حزيران المقبل.
المصادر الكردية ذكرت أن تركيا سوف تزج بعشرات الآلاف من جنودها في حملة برية لدخول جبال قنديل، وسوف تسبق الحملة البرية عمليات قصف جوي مركزة وكبيرة، واصفةً الحملة العسكرية المرتقبة بأنها الأضخم في تاريخ الصراع التركي الكردي. كما تفيد المعلومات من داخل مراكز القرار في محيط أردوغان وأوغلو، أن الأتراك يريدون الانتهاء كلياً من معضلة حزب العمال ومن جبال قنديل، تقول المصادر مضيفةً أن هذا لن يتم مهما استخدمت تركيا من قوة، ولكن أيضا هزيمة تركيا في المعركة المرتقبة مرتبطة بشكل مباشر بكل من سورية وإيران، في الوقت الذي تمهد تركيا لحربها العسكرية بحرب دبلوماسية وسياسية عبر المنطقة والعالم.
الحملة الدبلوماسية التركية...
وقالت المصادر الكردية الموثقة إن تركيا تمهد لحربها العسكرية القادمة بحملة دبلوماسية تشمل دول في المنطقة والعالم. وحسب المصادر المذكورة، فإن الأتراك طلبوا من الأوروبيين تجفيف مصادر تمويل حزب العمال الكردستاني في أوروبا والتضييق على الناشطين الكرد واعتقالهم، فضلاً عن مراقبة حركة السفر الكردية من وإلى أوروبا والتنسيق مع الأتراك في هذا الأمر. وقد قايض الأتراك الأوروبيين بالقول ساعدونا في الملف الكردي نساعدكم في الملف السوري، حسب مصادرنا التي تقول أيضاً إن أردوغان في زيارته الأخيرة لطهران حمل الملف الكردي إلى المسؤولين الإيرانيين وتحدث معهم عن تعاون في هذا الملف وعن معلومات استخبارية عن حزب ( بيجاك) مقابل توقف طهران عن دعم سورية.
وتشمل الحملة الدبلوماسية التركية أكراد العراق وخصوصاً جماعة مسعود برزاني الذي تعهد بالتعاون مع تركيا سراً وإن كان سوف يصدر بيانات استنكار وإدانة خلال الحملة العسكرية تقول مصادرنا فيما يقول البعض إن البرزاني خاضع لتركيا بأمور إستراتيجية منها الكهرباء حيث تهدد أنقرة بقطع التيار عن إقليم كردستان الذي يخضع لعقد يجدد كل ستة أشهر بتصويت من مجلس الشعب التركي،فضلاً عن التهديد بقطع إمدادات الوقود فليس للإقليم الكردي العراقي سوى المنفذ التركي، ويقول أحد القوم إن هناك مصفاة قديمة في كردستان وأثناء حديث مع برزاني عن الأسباب الكامنة خلف عدم تجديدها، فكان جوابه أن الأتراك سوف يدمرونها قبل أن تبدأ بالعمل ولا غطاء أمريكي يحميني من هذا الأمر.
إمكانيات الصمود ونتائجه الإستراتيجية..
تقول مصادرنا الكردية إن الجيش التركي لن يتمكن من الانتصار مهما جند من حملات، فالجبال العصية هي خير حليف للمقاتلين الأكراد. ويشرح البعض الاستعدادات الجارية للمواجهة قائلاً إن هناك المئات من المغاور والمخابئ الطبيعية في جبال قنديل، وقمنا بحفر آلاف المغاور والمخابئ أيضاً، ويوجد في كل مكان مخابئ للسلاح والذخيرة ومخابئ للطعام تمكننا من القتال لأكثر من عام ، ويرفض الجمع الإفصاح عن حصولهم على أسلحة نوعية ولكنهم يعدون الجيش التركي بمفاجآت كبيرة ستمرغ رأس أردوغان واوغلو بالتراب، حسب قولهم. أحد الجمع يقدّم تحليلاً أشبه بالمداخلة بالقول إن الصمود في المعركة المقبلة سوف ينهي إلى غير رجعة العنتريات التركية في المنطقة غير أن هذا متوقف أيضاً على سورية وإيران التي يجب عليها أن تغض النظر عن تحركات المقاتلين الأكراد في جبال قنديل وفي المناطق الكردية المحاذية لتركيا. لقد كان زعيم حزب (بيجاك) الكردي الإيراني (حاجي احمدي) هنا في أوروبا من أيام قليلة، يقول الرجل، وتمديد الهدنة بين الحزب وإيران فيه مصلحة كبيرة للجانبين ولسورية لأن مقاتلو (بيجاك) سوف يتفرغون لمساندة حزب العمال في صدّ الهجوم التركي.
ويشرح الرجل ما يسميه النصر الاستراتيجي الذي سوف يتحقق للجميع على تركيا في حال صمد مقاتلو جبال قنديل بالقول إن تركيا تشعر بفائض في القوة العسكرية طويل الأمد يقابله تراجع في الفائض الإقتصادي، وهي بعد تعثرها في إسقاط النظام في سورية لا ترى حلاً للحفاظ على نفوذها سوى استخدام الفائض في القوة العسكرية الذي تملكه في جبال قنديل ويمكن لها التذرع بدعم سوري محتمل لحزب العمال للتدخل في سورية. غير أن أحد الجالسين تدخل معترضاً بالقول لا يمكن لتركيا خوض حرب على جبهتين في وقت واحد ، قليل من الدعم السوري وسوف نحطم اردوغان واوغلو إلى غير رجعة، مضيفاً "أبلغنا الأتراك عبر القنوات الخاصة أننا سوف نستهدف أنقرة ، وهنا تدخل شخص ثالث قائلاً قنبلتان في أول فصل الصيف وينتهي الموسم السياحي في تركيا".