شرع المستشرق المعروف "يفيم ريزوان" نائب مدير متحف الأنتروبولوجية والإتنوغرافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في ترجمة القرآن الكريم علميا.
شرع المستشرق المعروف "يفيم ريزوان" نائب مدير متحف الأنتروبولوجية والإتنوغرافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في ترجمة القرآن الكريم علميا. وأفادت وكالة الأنباء القرآنية العالمية(ايكنا) انه أكدت مدينة سان بطرسبرغ مجددا سمعتها باعتبارها مركزا روسيا رائدا في مجال دراسة الإسلام الحنيف. فقد شرع المستشرق المعروف "يفيم ريزوان" نائب مدير متحف الأنتروبولوجية والإتنوغرافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في ترجمة القرآن الكريم علميا.
بذلك تابع تقاليد أرسى أساسا لها في القرن العشرين بروفسور جامعة بطرسبرغ الأكاديمي "إيغناتيوس كراتشكوفسكسي" الذي صدرت له سنة 1961 ترجمة للقرآن الكريم تعتبر أكثر صحة حتى الآن.
وقال يفيم ريزوان حول ترجمته: إنه مشروع واسع النطاق. فأقدمت على ترجمة جديدة للقرآن وشرح كل آياته كلمة كلمة. وأنوي نشرها في شبكة الإنترنت حتى يكون بإمكان كل فرد أن يراها. ولم استخدم أي مراجع في عملي على ترجمة القرآن الكريم إذ أنني أتمسك بالمبدأ التالي: القرآن نفسه هو الذي يشرح نفسه. ولا أستعين إلا بقواميس خاصة بالشعر الجاهلي والنصوص العائدة إلى هذا الوقت أو بالأحرى أستعين بالمواد المعاصرة للقرآن الكريم لأن كل ما كتب لاحقا يفرض علينا معاني غير صحيحة.
صدر كتاب يفيم ريزوان "عالم القرآن الكريم" الذي أصبح بمثابة مقدمة لترجمته والذي منح المستشرق الروسي لقاءه جائزة جمهورية إيران الإسلامية "كتاب السنة".وينوي يفيم ريزوان أن يزود ترجمه بشرح نحو القرآن ومفرداته ومعاني كلماته. وأنجز المستشرق الروسي حتى الآن نصف عمله – وتحديدا ألفين وخمسمئة صفحة.
وواصل يفيم ريزوان يقول: يتبين عندما نقوم بتحليل مفردات القرآن الكريم أن معظم المصطلحات الدينية مصدرها سوريا فيما نرى أن كلمات تتعلق بما ينم عن الترف مثل السجاد والوسادات التي يقدر للصالحين الجلوس عليها في الجنة وإلخ.. مصدرها الفارسي. وبالمناسبة يوجد في متحفنا ما يشبه بعض الأشياء المذكورة في القرآن. وسوف يضم كتابي صورا فوتوغرافية. وإضافة إلى ذلك يمكننا أن نزور الأماكن المرتبطة بحياة الرسول محمد(ص) والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم. كما نعتزم تصوير فيلم في السعودية عموما وخصوصا في المدينة المنورة ومكة المكرمة سيلحق أيضا بترجمتي. وهكذا فإن المشروع واسع النطاق حقا.
واضاف: أظن أنه سيتسنى إنجازه خلال ثلاث سنوات، وذلك أن القرآن الكريم يضم أكثر من 70 ألف كلمة وما يزيد على 6 آلاف من الآيات. هذا أولا. وثانيا، تتطلب الترجمة الأمينة للقرآن الكريم وإعداد شرح لها عملا دقيقا دؤوبا. فينبغي دراسة لهجات القبائل وتحليل بنية القرآن الكريم كمؤلف باستخدام أساليب معاصرة وبحث عملية بلورة الثقافة في مراكز جزيرة العرب المتحضرة. وكان موقف الأكاديمي كراتشكوفسكي من ترجمة القرآن على هذا المنوال بالذات.
وختم يفيم ريزوان حديثه بقوله: إني أحاول تتبع تطور المفردات القرآنية ابتداء من أولى السور لأن معاني الكلمات تتغير مع مرور الوقت وبقدر نمو خبرة الرسول محمد(ص). ولو كان تحت تصرفي 50 باحثا علميا لجرى العمل بوتائر أسرع لأنة لا يكفي معرفة اللغة العربية فحسب لترجمة القرآن علميا.
في القرن العشرين صدر في روسيا حوالي 10 ترجمات قرآنية إلى جانب ترجمة الأكاديمي كراتشكوفسكي. ولا غرو في ذلك إذ أن القرآن شأنه شأن الكتاب المقدس يدفع البشر على مدى القرون إلى التفكير والتحليل والتمحيص. وهذا ما يستهدفه عمل في العلوم التاريخية يفيم ريزوان.