16-11-2024 07:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

اللقاء الرباعي: إرادة بالتأليف ... والقدرة متعذرة

اللقاء الرباعي: إرادة بالتأليف ... والقدرة متعذرة

أظهرت حركة مشاورات الساعات الأخيرة وجود إرادة سياسية بتأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكن هذه الارادة ـ الرغبة، بقيت ناقصة توافر الامكانية، في ظل الدوران في حلقة الشروط والشروط المضادة


أظهرت حركة مشاورات الساعات الأخيرة وجود إرادة سياسية بتأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكن هذه الارادة ـ الرغبة، بقيت ناقصة توافر الامكانية، في ظل الدوران في حلقة الشروط والشروط المضادة، حيث بدا أن وراء «عقدة الميشالين»، توجد عقد أخرى، أبرزها بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون، وهو الواقع الذي فرض عدم مغادرة الحلقة المفرغة نفسها، وطرح أسئلة حول ما اذا كان التأليف يحتاج الى عناصر خارجية لم تتوافر حتى اللحظة، خاصة وأن أحدا لم يقدم حتى الآن للرأي العام اللبناني أجوبة مقنعة حول الموانع الحقيقية التي تحول منذ نحو شهرين دون بلورة الصيغة الحكومية الموعودة.
وسط هذه الاجواء، يطل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بكلمة يلقيها غدا خلال الاحتفال الذي يقيمه الحزب عند السابعة مساء في مجمع سيد الشهداء في الرويس، تضامنا مع انتفاضات الشعوب في تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن. ولوحظ أن إعلان الحزب عن المهرجان لم يشر الى المواضيع الداخلية، علما أن السيد نصرالله قرر إيفاد وفد يمثله، قبل ظهر اليوم، الى بكركي لتقديم التهاني الى البطريرك الماروني الجديد بشارة بطرس الراعي.
سياسيا، لم ينجح «اللقاء الرباعي» الذي عقد، ظهر أمس، بين الرئيس المكلف وكل من المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل والوزير جبران باسيل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، على مدى ساعتين، في إحراز أي خرق جدي، وان كان النائب خليل قد ابلغ «السفير» أن «أجواء إيجابية سادت اللقاء برغم عدم الوصول إلى نتائج حاسمة»، رافضاً «أي حديث عن وجود أزمة حكومية، بقدر ما هي تباينات تفصيلية يمكن تذليلها».
وفيما رفضت اوساط الرئيس ميقاتي التعليق على مجريات «اللقاء الرباعي»، او توضيح أسباب التأخير الحاصل، ردت اوساط رسمية تلك الاسباب الى «الحاجة الملحة الى الوقت المناسب للوصول لحكومة قادرة ومتجانسة من دون اغفال رغبة البعض بمتابعة وقراءة التطورات الخطيرة على المستوى الاقليمي وتأثيراتها على لبنان».
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» ان البحث لم يحسم بعد حجم الحكومة وما إذا كانت من 24 وزيرا كما يريدها الرئيس ميقاتي او ثلاثينية كما تريدها الاكثرية الجديدة، كما لم يحسم أيا من الصيغتين المطروحتين لخريطة الحكومة المقبلة، سواء التي يريدها ميقاتي (16 وزيرا للاكثرية الجديدة مقابل 14 وزيرا لرئيسي الجمهورية والحكومة والنائب وليد جنبلاط ) والتي تنطلق من القاعدة التي حددها أمام زواره قبل يومين من ان الدستور لا يسمح بتمليك أي طائفة أو أي حزب أو أي فريق أو أي شخصية أغلبية مقررة أو معطلة داخل الحكومة»، أو الصيغة المقابلة التي يصرّ عليها النائب ميشال عون التي تقوم على قاعدة 20 وزيرا للاكثرية الجديدة و10 وزراء للمكونات الاخرى.
واشارت المصادر الى ان ميقاتي كان راغبا في ان يتسلم من الخليلين وباسيل الاسماء المقترحة من قبل «حزب الله» وحركة «امل» و«التيار الوطني الحر» للتوزير إلا ان ذلك لم يتم جراء تمسك تكتل الاصلاح والتغيير بطلب الاثني عشر وزيرا.
وفيما اكدت اوساط قريبة من الرئيس المكلف استعجاله التأليف، الا انها لفتت الانتباه في هذا السياق الى «ضرورة ارتكاز هذا التأليف على قاعدة الـ«لا» اغلبية مقررة او معطلة، فيما حرص الرئيس نبيه بري على اشاعة اجواء ايجابية، مشيرا الى افكار ومقاربات جديدة تدرس حاليا، رافضا ما يتردد عن عقد خارجية، جازماً بأنها «داخلية ونص».
ولم يشأ بري تحديد أي موعد جديد لولادة الحكومة، خاصة وان حركة التأليف بدأت فعليا بعد «14 الشهر». وقال لـ«السفير»: «طالما أن الحاضر غير واضح، فمن الأفضل النظر إلى المستقبل، وخير من يعبر عن هذا المستقبل هو التحركات الشبابية الداعية لإلغاء الطائفية». وكشف ان وفداً شبابياً سيزوره اليوم لتسليمه اقتراح قانون بشأن الأحوال الشخصية، وقال أنه سيتعاطى مع هذا الاقتراح بكل جدية وسيحيله فوراً إلى اللجان النيابية المختصة لدراسته.
الحريري: «حزب الله» يوزع السلاح شمالا
من جهة ثانية، وفيما قام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بزيارة اجتماعية سريعة الى طرابلس عصر امس وعاد منها مساء الى بيروت، كان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري يعتلي منبر عاصمة الشمال لمواصلة هجومه على سلاح «حزب الله»، واتهامه بتوزيع السلاح في طرابلس والمنية والضنية.
وقال الحريري في لقاء مع الاعلاميين في طرابلس امس، انه ليس من كسر الجرة مع الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي بل هما من فعل ذلك، وأضاف: لقد بذلوا (8 آذار) المستحيل لكي يستقيلوا من الحكومة وجلسوا صفا واحدا في الرابية واستقالوا ولكننا اليوم بعد شهرين وخمسة ايام على هذه الاستقالة، اين اصبحت الحكومة ولماذا كانت العجلة؟ واستبعد الحريري حصول 7 ايار جديد، واتهم من يدّعون مكافحة الفساد ويطرحون الشعارات الفضفاضة بانهم اول الفاسدين. وقال: فليشكلوا الحكومة ومن ثم لكل حادث حديث. اذا اتخذوا قرارا بوقف تمويل المحكمة الدولية، عليهم ان يتحملوا مسؤوليته.
وقالت مصادر في تيار «المستقبل» لـ«السفير» ان الحريري سيتوجه مساء اليوم، من طرابلس الى عكار في زيارة تستمر حتى مساء يوم الأحد المقبل «من أجل قول شكرا كبيرة لأهالي عكار على مشاركتهم في مهرجان 13 آذار».

جنبلاط يدعو لتهدئة الخطاب السياسي
في هذا الوقت، دعا النائب وليد جنبلاط الى تهدئة الخطاب السياسي، محذرا من انعكاساته على الشارع. وقال لـ«السفير»: الى اين سيؤدي طرح موضوع السلاح، هل يرى سعد الحريري او سواه حلا لموضوع السلاح غير الحوار الهادئ الواقعي المنطقي الذي يوصل الى نتيجة لا تجعل لبنان ضعيفا امام اطماع اسرائيل ومخاطرها على لبنان؟ واكد «ان الضغط الاميركي قوي على ميقاتي لمنع تشكيل الحكومة» لكنه قال انه لا بد للرئيس ميقاتي من ان يُقدم ويستعجل في التشكيل وفق التوازنات المطلوبة، فالضغط الاميركي لن يتوقف، لذلك لا نجد مبررا كبيرا للتأخير في تشكيل الحكومة، لكن على الاطراف الاخرى ان تساعد الرئيس ميقاتي وتسهل له مهمته.
يذكر أن جنبلاط زار دمشق، أمس، برفقة الوزير غازي العريضي والتقى هناك معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف وعاد مساء الى بيروت.