التقت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم عند الإهتمام بدخول وقف اطلاق النار في سورية حيز التنفيذ، ومتابعة الأوضاع القائمة بعد دخوله والخطوات السياسية المقبلة..
التقت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم عند الإهتمام بدخول وقف اطلاق النار في سورية حيز التنفيذ، ومتابعة الأوضاع القائمة بعد دخوله والخطوات السياسية المقبلة.. واهتمت بعض الصحف على الصعيد الداخلي بالموضوع المالي اللبناني القديم-الجديد ومسألة اقرار مرسوم الـ8900 مليار ليرة لتأمين الانفاق.
السفير
صحيفة السفير كان البارز على صفحتها الرئيسية الموضوع السوري معتبرة ان هناك اختبارين امام سورية بعد وقف اطلاق النار:
اختباران أمـام سوريـا: صمـود الهدوء واحتـواء التظاهر
شهد وقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ السادسة صباح أمس، صمودا لافتا على الرغم من بعض الخروقات، في حين يخشى من دخول البلاد في مواجهة جديدة اليوم بعد أن دعت المعارضة إلى «تظاهرات ضخمة» للاستفادة من الهدوء النسبي السائد، الأمر الذي سعت السلطات الى التعامل معه بحزم من خلال التذكير بضرورة الحصول على ترخيص مسبق لأي تجمع او مسيرة سلمية وفق القوانين المعتمدة.
وحصلت خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان على دعم إضافي، عندما اكدت روسيا موافقتها على صدور قرار من مجلس الامن الدولي لانشاء قوة مراقبة تتوجه الى سوريا في اسرع وقت. واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الجنرال النروجي روبرت مود سيصل الى دمشق اليوم لانجاز الخطوات التمهيدية التي تسبق نشر المراقبين.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في انقرة عشية زيارته الرياض للقاء الملك السعودي عبد الله، ان «خطة انان لم تنفذ حتى الآن». وقال «هناك خطة من ست نقاط طرحها انان. لا أعتقد ان هذه الخطة تنفذ. لا يوجد شيء من هذا القبيل».
واعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، ان «ستة قتلى، هم خمسة مدنيين وعسكري، سقطوا في المعضمية في ريف دمشق وريف حماه وادلب وحمص وحلب»، فيما اعلنت السلطات السورية مقتل ضابط في الجيش، واصابة 24، بينهم جنود ومدنيون في تفجير عبوة نفذته «مجموعة ارهابية» في حلب. وقال سكان ان الهدوء ساد محافظات حمص وحماه وإدلب ودمشق.
ورغم الخروقات بدا واضحا ان اعمال العنف انحسرت بشكل واسع منذ بدء وقف اطلاق النار الساعة السادسة صباحا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار في الوقت ذاته الى ان «القوات السورية النظامية وآلياتها لم تنسحب من المدن».
النهار
صحيفة النهار ابرزت التطورات السورية واعتبرت ايضا ان سورية امام اختبار في ظل دعوات المعارضة الى التظاهر.. وعلى الصعيد اللبناني ركزت على المسألة المالية
هدنة سوريا أمام اختبار تظاهرات الجمعة
صمد وقف النار في سوريا بين النظام والمعارضة والذي دخل حيز التنفيذ السادسة من صباح امس بالتوقيت المحلي، على رغم بعض الخروقات، بينما يستعد الطرفان للدخول في مواجهة جديدة اليوم بعدما دعت المعارضة الى تظاهرات ضخمة مستفيدة من الهدوء النسبي السائد، الامر الذي رفضته السلطات مؤكدة ضرورة الحصول على ترخيص مسبق قبل التظاهر.
وحصلت خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان على دعم اضافي، عندما وافقت روسيا على صدور قرار عن مجلس الامن لانشاء قوة مراقبة تتوجه الى سوريا في اسرع وقت، وأعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ان الجنرال النروجي روبرت مود سيصل الى دمشق اليوم لانجاز الخطوات التمهيدية لنشر المراقبين.
وعلى رغم ان وقف النار قوبل بترحيب غربي حذر، فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يصل الى المملكة العربية السعودية اليوم للقاء الملك عبدالله بن عبد العزيز، صرّح بانه لا يرى ان دمشق تنفّذ خطة انان، وقال ان حكومته قد تطلب مساعدة حلف شمال الاطلسي لحماية حدودها من الخروقات السورية الحدودية بموجب المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي استعانت بها الولايات المتحدة عقب هجمات 11 ايلول 2001 في واشنطن ونيويورك. وصرّحت ناطقة باسم الاطلسي بأن الحلف "يأخذ على محمل الجد" حماية الدول الاعضاء ويراقب الاحداث في سوريا عن كثب.
لكن صحيفة "زمان" التركية نقلت عن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار ان "جمهورية تركيا لم تقم قط بمحاولة لافتعال حرب كما يحصل حالياً".
ويرجح أن يصوت مجلس الأمن اليوم بالإجماع على مشروع قرار يلبي بصورة عاجلة طلب أنان نشر طليعة المراقبين الدوليين في الأراضي السورية، في محاولة للحفاظ على وقف أعمال العنف.
الصفدي يفجّر قنبلة سياسية في وجه ميقاتي قبيل جلسة المناقشة
قبل أربعة أيام من جلسة المناقشة العامة التي يعقدها مجلس النواب الثلثاء المقبل وتستمر ثلاثة أيام، واجهت الحكومة صدعاً داخلياً جديداً من شأنه أن يعرّضها لمزيد من الإرباكات والإحراجات، في حين تتهيأ المعارضة لشن هجمات قاسية عليها في مختلف المجالات قد تصل الى حد طرح الثقة ببعض وزرائها.
فمع دفع ملف الانفاق الحكومي مرة أخرى الى الواجهة وبروز محاولات ضاغطة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لحمله على توقيع مشروع القانون المتعلق بمبلغ الـ 8900 مليار ليرة العائدة الى الانفاق الحكومي الاضافي عن عام 2011، فجّر وزير المال محمد الصفدي مساء امس قنبلة سياسية من العيار الثقيل وضعت علاقته مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على محك التحدي المباشر، على خلفية الاحتقان السابق بينهما في ملف استئجار البواخر المولّدة للكهرباء. وفاجأ الصفدي الاوساط الوزارية والسياسية حين وجّه في مقابلة تلفزيونية عبر برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" مساء امس انتقادات لاذعة الى ميقاتي بلغت حد تحديه ان يقيله من الحكومة.
واتهم الوزير رئيس الوزراء بأنه "راح يهمس باسمي بأنني أريد تقاضي عمولات في ملف البواخر وان لديه اثباتات على ذلك وقال ذلك للجميع بمن فيهم الرئيس نبيه بري ووليد بك جنبلاط. واذ حاولت ألا أكبر الموضوع خرج وزير الاقتصاد نقولا نحاس، وهو يمثل عملياً الرئيس ميقاتي، ليقول أيضاً إن وزير المال ليس حريصاً على المال العام". وأضاف: "عملياً يفترض بعد كلام كهذا فتح تحقيق في مجلس الوزراء ومجلس النواب لنرى لماذا لا يكون وزير المال مؤتمناً على المال العام. هذا كلام لا يقوله ولد حرصاً على سمعة البلد وهذا عيب وأنا أتمنى فتح تحقيق وإذا لم أكن جديراً بالوزارة فليطرح رئيس الحكومة الثقة بي في مجلس الوزراء ويشيلني". لكن الصفدي استدرك مؤكداً استمرار الاسباب التي تجمعه بميقاتي. ثم تطرق الى ملف الانفاق الحكومي، مشدداً على ضرورة حل موضوع الـ 8900 مليار للتمكن من الانفاق ودفع الرواتب والاجور قبل نهاية الشهر. واعتبر انه لن تكون مشكلة في دفع الرواتب والاجور في نهاية الأمر.
وقد رفضت أوساط ميقاتي الرد على كلام الصفدي واكتفت بالقول لـ"النهار" ان لا تعليق لديها على هذا الكلام. كما رفضت التعليق على ما تردد عن مسألة الرواتب والاجور.
الأخبار
بدورها صحيفة الأخبار اضاءت على مسألة دخول وقف النار حيز التنفيذ وبالمستوى الثاني كان اهتمام بموضوع الإنفاق المالي..
سوريا.. وقف إطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ
شهد وقف إطلاق النار في سوريا، الذي دخل حيّز التنفيذ عند السادسة من صباح أمس، خروقات سبّبت سقوط قتلى، وسط تبادل اتهامات بين النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي أنان التي تنص على وقف العنف وبدء عملية سياسية
مع دخول وقف إطلاق النار في الأراضي السوريّة حيّز التنفيذ، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، من جنيف، أن الجنرال النروجي روبرت مود سيكون في سوريا اليوم للإعداد لوصول المراقبين الدوليين الذين أعرب عن الأمل بنشرهم في الأراضي السورية «بأسرع وقت ممكن»، في وقت أكد فيه حلف شمالي الأطلسي أمس أنه «يأخذ على محمل الجد» مسألة حماية الدول الأعضاء فيه، بعد أن قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا يمكن أن تستند إلى المادة الخامسة من معاهدة الحلف لحماية حدودها مع سوريا. وصرّحت المتحدثة باسم الحلف، كارمن روميرو، بأن الحلف الأطلسي «قلق جداً للأحداث في سوريا، خصوصاً الحوادث الأخيرة على الحدود مع حليفنا التركي».
وقف إطلاق النار في سوريا لم يخل أمس من خروقات أعلنتها السلطات والمعارضة على حدّ سواء. وتحدثت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني من جنيف عن معلومات بشأن مقتل ثلاثة مدنيين في سوريا بعد بدء تطبيق وقف النار، وعشرات الاعتقالات في حلب وحمص ودرعا. وقالت «نلاحظ بالأدلة أن الأسلحة الثقيلة ما زالت في المناطق السكنية، وبعضها جرت إعادة تموضعه» فقط، مشيرة إلى ظهور عدد كبير من نقاط المراقبة الإضافية «المدجّجة بالأسلحة».
سليمان لن يوقّع مرسوم الـ8900 مليار
تفاعلت قضية حجب الرواتب عن موظفي الدولة في أيار المقبل، من دون أن يبرز مخرج قانوني يجيز الدفع من خارج القاعدة الاثني عشرية، مع اتجاه رئيس الجمهورية إلى عدم إصدار قانون الإنفاق المالي للحكومة بمرسوم
بقي مصير دفع رواتب موظفي القطاع العام في دائرة المجهول، فيما تتكثّف الاتصالات بين المعنيين لإيجاد حل قبل حلول أيار، موعد التوقف عن الدفع، بسبب عدم توافر الغطاء القانوني للإنفاق العام. وفي هذا الإطار، يسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإقناع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بإصدار مشروع مرسوم الـ8900 مليار ليرة ، لما له من أهمية لعمل الحكومة، ولإنقاذ البلاد من أزمة عدم دفع رواتب الموظفين. وبعث بري بأكثر من رسالة في هذا الخصوص إلى سليمان، خصوصاً أن رئيس المجلس يرى أن إصدار مرسوم سيحرر العمل التشريعي من أي ابتزاز في هذا الملف، وهو يسعى وخلفه كتلة كبيرة من السياسيين والرسميين، إلى إقناع الرئيس بإصدار هذا المشروع قبل سفره إلى أوستراليا غداً، لكن سليمان لا يزال متريّثاً، ويرى أنه لا يزال يملك الوقت الكافي لبتّ هذا الملف قبل أن تدهمه أزمة عدم دفع الأجور والرواتب. وبالتالي، يتوقع عدد من متابعي الملف أن يرجئ سليمان حسم هذه القضية إلى ما بعد عودته إلى بيروت، فيما جزمت مصادر سياسية من قوى 8 آذار، وأخرى مقرّبة من النائب وليد جنبلاط، بأن رئيس الجمهورية غير متحمّس أبداً لاستخدام صلاحية إصدار مشروع القانون بمرسوم.
ورأت مصادر وزارية من قوى 8 آذار أن لا مبرر لعدم استخدام سليمان لصلاحياته، لافتة إلى أنه جرى التأكيد في مجلس الوزراء على أن استخدام هذه الصلاحية يكمّل عمل المؤسسات. وأشارت مصادر بري إلى أن إصدار هذا القانون في مجلس النواب أمر غير متاح بسبب إصرار قوى 14 آذار على إجراء مقايضة بينه وبين ملف الإنفاق المخالف للدستور والقوانين في حكومات الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري.
البناء
من جهتها ركزت صحيفة البناء ايضا على المسألة السورية ورأت ان دمشق فرضت صدقيتها بعد وقف النار، وتناولت مواقف كوفي انان في هذا الشأن.
دمشق تفرض صدقيتها وخطة أنان على محَك نوايا التنفيذ
برهنت دمشق أمس صدقيتها الكاملة والتزامها بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان وسادت أجواء الهدوء الحذر في مختلف المناطق والمدن السورية مع بدء سريان قرار وقف العمليات العسكرية، رغم الاستفزازات والأعمال الإرهابية المتفرقة التي حاولت المجموعات المسلحة التابعة لما يسمّى بالمعارضة القيام بها لتخريب الخطة والحل.
وفيما لقي قرار القيادة السورية تأييداً شعبياً عارماً وردود أفعال خارجية مرحبة، واصلت واشنطن وحلفاؤها محاولات التشكيك بنجاح الخطة، وإن اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن ما حصل هو خطوة مهمة.
أما بعض دول الخليج المعروفة فقد بقيت تعزف على وتر شحن المواقف والتحريض وتغذية المسلحين المعارضين بالمال والسلاح.
يوم تاريخي
في موازاة ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "اليوم (أمس) هو يوم تاريخي ومهم لوقف عمليات العنف في سورية، ولتأمين الجو لحل سياسي يتناسب وتطلعات الشعب الديمقراطية"، مشيراً خلال مؤتمر صحافي إلى أن "الوضع في هذه اللحظة هادئ، والعيون متجهة نحو الحكومة السورية لالتزامها بالنقطة السادسة في الاتفاق، مطالباً المعارضة السورية بتطبيق الخطة أيضاً.
ولفت كي مون إلى أن زيادة عسكرة الصراع في سورية ليست الحل، وعلى المجتمع الدولي أن يتحد لتجنيبها الانزلاق في الفوضى.
وأمل كي مون أن يستمر وقف إطلاق النار وأن يكون مستداماً واليوم (أمس) توقف القتال ولا أريد أن أتخيل هذا الوقف سوف ينتهي قريباً.
وشدد على أننا "نعمل مع مجلس الأمن لإرسال مراقبين إلى سورية في أسرع وقت، وسنبدأ غداً (اليوم) بإرسال هيئة تقنية تحضر لإرسال المراقبين".
وأوضح كي مون أنه "خسرنا الكثير من الناس وحان الوقت للتحرك ونطالب أصدقاء سورية للعمل والتأثير إيجابياً على المسار، وهذا هو الوضع الآن في سورية في غياب الموفدين".
دمشق والالتزام بالخطة
وفي المقابل، أكدت الحكومة السورية على لسان مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أنها ملتزمة بالتعاون مع أنان وإنجاح بعثته، وأعلنت أن الإجراءات التحريضية ستضر بخطة أنان.
وأشار الجعفري إلى أن ما يسمّى بأصدقاء سورية يدفعون مئة مليون دولار للمرتزقة المسلحين.
وإذ شدد على أنه "يجب على الجماعات المسلحة ومن يدعمها احترام وقف اطلاق النار"، أكد التزام بلاده بخطة أنان، وآملا من الجميع "احترام بنودها"، مؤكدا أن "الحكومة السورية التزمت بسحب القوات من المدن.
واعتبر الجعفري أن "سياسة الحكومة التركية جزء من المشكلة وليست حلا للأزمة"، مشيرا إلى أن "المنطقة ليست بحاجة إلى تصعيد بل إلى استقرار".
وكشف عن أن "مجموعة مسلحة دخلت من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية وفتحت النيران على مركز شرطة في الأراضي السورية وجرى هجوم معاكس منهم".
أما مندوب روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين فقد حذر من حصول تجمعات كبيرة لضرب الحل، وقال إن مجلس الأمن قد يصدر اليوم قراراً بشأن إرسال بعثة مراقبين إلى سورية. ودعا المعارضة لتشكيل وفد موحد للحوار.
المستقبل
صحيفة المستقبل ابرزت الموضوع السوري وركزت على مواقف كوفي أنان..
أنان: التزام حكومة الأسد بوقف النار غير كامل
ما كان مثار شك أصبح يقينا فور بدء قرار نظام بشار الأسد وقف العمليات العسكرية. لا القتل توقف.. و"التزام النظام السوري بوقف النار غير كامل" وفق مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، الذي طالب بسحب الدبابات من المدن وفقا لخطته التي وافقت دمشق عليها.
وليس أنان والمعارضة السورية وحدهما يشككان بالتزام قوات الأسد بالهدنة المعلنة، فالرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي أكدا في اتصال بينهما أمس ان لا ثقة بنظام الأسد وانهما سيكثفان جهودهما بما في ذلك في مجلس الامن لوقف "حملة القمع الوحشي" في سوريا.
وإذا كان الأمس معيارا لكشف زيف ادعاءات النظام، فإن اليوم سيكون أول امتحان كبير للسوريين المدعوين الى احياء "جمعة ثورة لكل السوريين" بعدما اثخنتهم آلة القتل الأسدية موتا طيلة عام ونيف، وهم لم ينتظروا أصلا الدعوة الى التظاهر اليوم، حيث بادروا منذ الأمس للنزول الى الشارع رافعين شعارات اسقاط النظام، غير عابئين باحتلال الدبابات للساحات، وبرصاص القنص الذي اوقع عشرات الشهداء والجرحى امس، وبالتالي لن يعبأوا ايضا باشتراط وزارة الداخلية اخذ موافقة منها قبل التظاهر اليوم.
أنان الذي كان يتحدث أمام مجلس الأمن أمس، قال مصدر إنه "أبلغ المجلس اليوم (امس) أن سوريا لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام وحض المجلس على مطالبة دمشق بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن المصدر الديبلوماسي قوله إن أنان ابلغ المجلس أيضا أن الهدنة الهشة في سوريا تحتاج إلى الدعم ودعا إلى سرعة نشر المجموعة الأولى من المراقبين غير المسلحين للتحقق من تنفيذ خطته المكونة من ست نقاط على أن يتم نشر المجموعة الثانية في وقت لاحق.وكان انان اعلن في بيان قبل اتصاله باعضاء مجلس الامن عبر دائرة فيديو مغلقة ان على النظام في سوريا احترام "كل البنود العسكرية" الواردة في خطته، اي سحب القوات والاليات من المدن السورية التي تشهد اضطرابات.
اللواء
أنان يتحدّث عن التزام بوقف النار .. وتسجيل خروقات تبادل الطرفان حولها الاتهامات
شهد وقف اطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ صباح امس خروقات تسببت بسقوط ٥ قتلى، وسط تبادل اتهامات من النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي انان التي تنص على وقف العنف وبدء عملية سياسية.
واعلن الامين العام للامم المتحدة عن أن كي مون امس من جنيف ان الجنرال النروجي روبرت مود سيكون في سوريا اليوم للاعداد لوصول المراقبين الدوليين الذين اعرب عن الامل بنشرهم في الاراضي السورية «بأسرع وقت ممكن».
وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي بأنّه يأمل التمكن من ارسال المراقبين «في اسرع وقت ممكن» داعيا مجلس الامن الى اتخاذ موقف موحد والموافقة على بعثة المراقبين.
وأضاف: «فور موافقة مجلس الامن سنكون قادرين على ارسال البعثة سريعا جدا» مشيدا بالدعم الذي تلقاه في هذا الاطار من موسكو الاربعاء.
وقال بان كي مون بأن المسؤولين عن «عمليات حفظ السلام قاموا بالاستعدادات اللازمة. لقد تراس الجنرال مود الاسبوع الماضي بعثة فنية وعندما تكلمت مع كوفي انان (هذا الصباح) قال لي بانه سيرسل مجددا الجنرال مود وفريقه ابتداء من الغد للاعداد لبعثة المراقبين».
نشر مراقبين دوليين
وقال دبلوماسيون بأنّ مجلس الامن الدولي يمكن أن يوافق اليوم على قرار بإرسال مراقبين غير مسلحين من الامم المتحدة الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار الهش في الصراع المستمر منذ 13 شهرا.
ودعا المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى نشر ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلحين بتفويض من الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار.
وقد عقد مجلس الامن اجتماعا مساء لمناقشة مسودة قرار للموافقة على بعثة المراقبين.
واتفقت الحكومة السورية والأمم المتحدة على نشر مراقبين دوليين في سوريا.
وقال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري بأن بعض القضايا الفنية لا تزال في مرحلتها النهائية لكن الحكومة السورية لا تمانع في نشر المراقبين.
وأضاف الجعفري بأن مجلس الأمن سيتخذ قرارا بهذا الصدد وعندما يُعتمد سيجد طريقه إلى التطبيق الفوري.
ومضى للقول: «في ما يتعلق بالحكومة السورية يمكنني أن أؤكد أن الحكومة السورية أنهت العنف من جانبها وتتوقع أن الأطراف التي لها نفوذ على المجموعات المسلحة أن تقوم بالشيء ذاته».
وأوضح الجعفري أن بلاده تقدم ضمانات للاجئين في حال عودتهم الى ديارهم في سوريا.
وأشار الى ان «من يشكك بمواقف الحكومة السورية انما يعبر عن نوايه بالذات».
من جهته، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، بأن مجلس الأمن يمكن أن يتخذ قرارا اليوم بشأن «إرسال قوة المراقبة الدولية»، مؤكدا للمراسلين في مؤتمر صحفي أن روسيا التي استخدمت حق النقض في ما يتعلق بمشروعي قرارين سابقين بشأن سوريا ستؤيد القرار، مضيفا أنها ترغب في رؤية المراقبين في سوريا اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وأوضح أن روسيا تدعم نشر المراقبين وأن أول فريق يمكن أن يصل إلى سوريا قريبا، آملا أن يتبنى مجلس الأمن قرارا بهذا الشأن الجمعة.