اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بموضوع وصول المراقبين الدوليين الى دمشق في ظل مواقف مشككة بنجاح خطة الموفد الدولي كوفي انان.
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بموضوع وصول المراقبين الدوليين الى دمشق في ظل مواقف مشككة بنجاح خطة الموفد الدولي كوفي انان. واعتبرت بعض الصحف ان المسلحين يخرقون وقف النار واعتبر بعضها الآخر ان النظام السوري يقوم بالخرق.. وعلى الصعيد اللبناني ركزت بعض الصحف على موضوع الانفاق المالي في ظل استمرار التجاذبات حوله..
السفير
صحيفة السفير ابرزت مهمة المراقبين في دمشق والمواقف المحيطة بخطة انان معتبرة ان سهام التشكيك بنجاح الخطة كانت موازية لوصول المراقبين..
دمشق: طليعة المراقبين تستكشف .. الفرص والشكوك المتبادلة
لم تكد طليعة المراقبين الدوليين تطأ أرض دمشق حتى انطلقت سهام التشكيك بفاعليتها، حيث أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان فرص نجاح خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان لوقف العنف «لا تتجاوز 3 في المئة»، مكررا دعوة مبهمة لتسليح المعارضين، فيما حذرت واشنطن من ان تواصل أعمال العنف يلقي ظلالا من الشك على خطط الامم المتحدة لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين.
في هذا الوقت، استقبلت موسكو وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية، فيما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيبدأ اليوم زيارة الى بكين لمدة يومين ليبحث مع المسؤولين «جهود دمشق المتعلقة بوقف إطلاق النار».
وكانت المستشارة السياسية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان أكدت امس الاول أن وجود المراقبين في سوريا «في مصلحتها، خصوصا أن ذلك يتم ضمن السيادة السورية». وأضافت أن القرار يقول إن الحكومة السورية مسؤولة عن أمن المراقبين، الأمر الذي يتطلب التنسيق معها في ما يتعلق بتحركهم.
وبعد مؤتمرهم في اسطنبول قبل أسبوعين، يلتقي «أصدقاء سوريا»، ومدراء سياسيون من خارجياتهم الـ57 في باريس اليوم، في اجتماع مغلق أمام الإعلام، وأقل صخبا، ولكن أشد أثرا في العمل على تنفيذ ما قرره «الأصدقاء» من عقوبات على سوريا، والعمل على تنسيق مقاربتهم لتنفيذ اللوائح التي أصدرتها بشكل أساسي ثلاث مجموعات، دون توحيد مسبق لها: الولايات المتحدة، التي تنشط بقوة ضد مصالح النظام السوري وأقطابه، والاتحاد الاوروبي، والجامعة العربية.
الاجتماع يفتتحه وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه، ويندرج في سياق مؤتمر اسطنبول الأخير قبل أسبوعين، لـ«الأصدقاء» أنفسهم، وتنفيذا لقراراته. الاجتماع الذي يحضره العرب عبر جامعتهم على مستوى السفراء، لبعضهم، سيغيب عنه لبنان والعراق اللذان رفضا مبدأ العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الأردن الذي لا يطبق العقوبات لآثارها السلبية جدا على اقتصاده المرتبط بالاقتصاد السوري، وبموافقة عربية. والجزائر لم ترسل جوابها على الدعوة التي وجهت اليها. ويحضر الاجتماع شركات ومصارف خاصة ورجال اعمال. والقطريون سيحضرون بوفد أعلى من السفراء لرئاستهم اللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا.
طليعة المراقبين في دمشق
وأجاز مجلس الامن الدولي بالاجماع السبت الماضي نشر ما يصل الى 30 مراقبا غير مسلحين، في اول قرار بشأن سوريا منذ تفجر الاحتجاجات في آذار العام 2011. ويندد قرار مجلس الامن رقم 2042 «بالانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان على أيدي السلطات السورية وكذلك بأي انتهاكات لحقوق الإنسان على أيدي الجماعات المسلحة». وتضمن القرار أيضا تحذيرا مبهما لدمشق بقوله إن المجلس «سيجري تقييما لتنفيذ هذا القرار وينظر في اتخاذ خطوات أخرى إذا اقتضت الضرورة».
وبدأت مجموعة صغيرة من جنود القبعات الزرق عملها في دمشق امس على امل نجاح مهمتها في تثبيت وقف هش لإطلاق النار بدأ سريانه منذ الخميس الماضي.
وقال العقيد المغربي احمد حميش، رئيس الفريق الطليعي للصحافيين في فندق في دمشق عقب لقائه بمسؤولين سوريين، إن «المراقبين سينظمون أنفسهم ليكونوا مستعدين للقيام بمهمتهم في أقرب وقت ممكن».
وعما اذا كان متفائلا بأن بعثة المراقبين التي ستوسع لتشمل 250 شخصا يمكنها تعزيز وقف إطلاق النار الذي شهد أعمال عنف متفرقة، قال حميش إن «جميع أعضاء فريق حفظ السلام متفائلون».
وكان احمد فوزي، المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، اوضح ان البعثة الصغيرة التي تضم ستة مراقبين، وصلت امس الاول الى دمشق. وقال ان مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم (امس)، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».
واعلن فوزي ان الفريق الطليعي التقى مسؤولين في وزارة الخارجية السورية لبحث ما يمكنهم القيام به على الارض، ضمنها حرية تحركهم. واوضح ان انان كان على اتصال وثيق بمسؤولين سوريين في اليومين الاخيرين، وانه اتصل بالمعلم ونائبه. واشار الى ان انان سيحضر الاجتماع الوزاري للجامعة العربية الذي يعقد في الدوحة اليوم.
في الموضوع اللبناني اشارت الصحيفة الى الموقف بشأن الانفاق الحكومي وقانون الانتخاب..
مخرج بري الانتخابي: نسبية موسّعة .. فمجلس للشيوخ
سليمان لـ«السفير»: إصدار مشروع المليارات قابل للطعن .. ولن أوقعه
بعد انتهاء عطلتي الفصحين الغربي والشرقي، تنشغل الدولة بسلطتيها التشريعية والتنفيذية، بجلسة المناقشة العامة التي تنطلق في المجلس النيابي اعتبارا من اليوم، ولثلاثة أيام، بالتوازي مع عودة الحركة المطلبية الى البروز مجددا عبر تحرّكات وإضرابات واعتصامات مفتوحة، بدءًا من اليوم في القطاع التربوي ينفذها الأساتذة والموظفون المتعاقدون في الجامعة اللبنانية، والمدرسون المتعاقدون مع التعليم الأساسي والمدرسون في التعليم الرسمي والأساتذة في التعليم الثانوي والمهني والتقني، وكذلك عبر إضراب مفتوح للسائقين العموميين اعتبارا من بعد غد الخميس، وإضراب الأفران مساء اليوم نفسه، وصولا الى امتناع المستشفيات الخاصة عن استقبال مرضى الضمان اعتبارا من العشرين من الشهر الجاري طلبا لرفع التعرفة الاستشفائية.
وفيما أكد الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» استعداده لكل الاحتمالات في جلسة المناقشة العامة، يواصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته الاولى من نوعها لرئيس لبناني الى اوستراليا، محذرا من «خطر تمدد الحريق السوري الى لبنان».
يأتي ذلك في وقت يسير فيه النقاش الانتخابي على جمر المواقف المتناقضة حول الصيغة التي يفترض اعتمادها في انتخابات العام 2013، والجديد في هذا السياق «مشروع مخرج» اقترحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري عبر «السفير» في موازاة رفض بعض القوى السياسيّة اعتماد النظام النسبي في الانتخابات المقبلة، سواء من جانب رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط او رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي اعتبر «أن لا حديث بالنسبية أو نقاش حولها في ظل السلاح»، محملاً رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي «مسؤولية أي عملية تهريب لقانون من هذا النوع في ظل استمرار هيمنة السلاح». علما ان رئيس الجمهورية أكد لـ«السفير» انه لن يتراجع عن موضوع النسبية حتى لو ظل وحده يحمل رايتها.
ويقوم المخرج الذي يطرحه بري، على «تفسير مرن» لبعض بنود الطائف والدستور، يقول بـ«إجراء الانتخابات النيابية على أساس اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وفق النظام النسبي، لإنتاج مجلس نواب وطني يحفظ حقوق الطوائف وحصصها ويخفف في الوقت ذاته من حدة الطائفية وسمومها، على ان يلي فورا بعد ولادة المجلس النيابي الجديد استحداث مجلس الشيوخ، إنفاذا لما ينص عليه اتفاق الطائف والدستور».
وأشار بري الى ان «هذا المخرج يفتح أفقا واسعا ويشكل اختراقا كبيرا للواقع السياسي والطائفي المقفل». وأكد لـ«السفير» استعداده للسير في هذا المشروع، على الرغم من ان مجلس الشيوخ سيأخذ من صلاحيات مجلس النواب.
النهار
صحيفة النهار اعتبرت ان طليعة المراقبين استُقبلت بتصعيد ميداني ونقلت مواقف واشنطن والدوحة المشككة بنجاح خطة انان..
طليعة المراقبين تُقابَل بتصعيد في حمص وإدلب
واشنطن ليست لديها "أوهام" وقطر تتوقع الفشل
تنفيذاً للقرار الرقم 2042 الذي تبناه مجلس الامن السبت، وصل ستة مراقبين دوليين غير مسلحين الى دمشق حيث عقدوا اجتماعاً تنسيقياً مع مسؤولين سوريين في شأن وقف النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي، لكن تزايد الخروقات ألقى بظلال من الشك على امكان احترامه بنسبة تتيح تنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان ذات النقاط الست. وتحدثت لجان التنسيق المحلية المعارضة عن مقتل 45 شخصاً في عمليات قصف وهجمات شنها الجيش السوري في حمص وادلب.
وفي المقابل، توجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بيجينغ للبحث مع المسؤولين الصينيين في وسائل تنفيذ خطة انان، بينما اجرى وفد من المعارضة السورية الداخلية برئاسة حسن عبد العظيم محادثات وصفها بـ"الايجابية" مع المسؤولين الروس في موسكو.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر وصول ستة مراقبين دوليين الى سوريا، مشيرا الى ان القوات السورية تواصل قصف مناطق في حمص، وان "من الواضح أن (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يمتثل" للبنود الستة في خطة أنان "بما في ذلك السماح بالتظاهرات السلمية والافراج عن المعتقلين السياسيين".
ولفت الى ان المراقبين يجب ان يتمتعوا بحرية التحرك في البلاد، وإلا فانهم لن يكونوا فعالين. وأضاف انه ليس لدى حكومته "أي أوهام" في شأن امتثال الحكومة السورية لخطة أنان، كما لم تمتثل لغيرها من الخطط في السابق إذ كانت تسعى فقط الى كسب الوقت والمماطلة. واستبعد ان يكون ثمة مراقبون أميركيون بين المراقبين الذين سينتشرون لاحقا في سوريا
وأبرز أهمية وجود مراقبين دوليين لرصد الفظائع التي تحدث على الارض وتوثقها من أجل "محاسبة" المسؤولين البارزين في النظام السوري قضائيا. وأشاد بسلوك المعارضة السورية التي رأى أنها "امتنعت بشجاعة" في معظم الاحيان عن الرد المسلح على "هدمات القوات الحكومية".
وعن احتمال انشاء مناطق عازلة وآمنة، قال ان حكومته تركز الآن على تفنيذ وقف النار وتطبيق خطة أنان، على ان يناقش بعد ذلك انشاء الممرات الانسانية وغيرها من الحلول المقترحة. وخلص الى ان حكومته "منفتحة" على أي مقترحات تطرحها الحكومة التركية بما فيها المناطق الآمنة.
في الموضوع اللبناني تركيز من الصحيفة على الانفاق الحكومي ورفض الرئيس سليمان توقيع مرسوم الـ8900 مليار..
الكتل على سلاحها والحكومة بين مطرقة خلافاتها وسندان المعارضة
رفض سليمان توقيع المرسوم يعيد الإنفاق المالي إلى مجلس الوزراء
مع ان الكتل النيابية المعارضة لن تطرح الثقة بالحكومة مجتمعة ولا بأي من وزرائها ادراكا منها لاستمرار توافر الغالبية النيابية التي لا تزال تدعم الحكومة، فإن ذلك لا يقلل عامل الحماوة والاحتدام الذي ستكتسبه "ثلاثية" جلسة المناقشة العامة التي يعقدها مجلس النواب بين قبل ظهر اليوم ومساء الخميس المقبل.
ولم يكن ادل على هذا الطابع المتوقع من تجاوز عدد طالبي الكلام من النواب حتى مساء امس الـ48 نائبا علما ان العدد قد يتجاوز الخمسين، طوال الايام الثلاثة، خصوصا ان النقل التلفزيوني المباشر للجلسات يفتح شهية النواب على الكلام.
وبدا من استطلاع لمواقف معظم الكتل عشية الجلسة ان الكتل "الوازنة" اعدت عدتها للمنازلة الكلامية بأعداد من نوابها وبتوزيع الملفات على خطبائها، علما ان الجلسات مرشحة لأن تشهد مفارقة قد تتعرض معها الحكومة لسهام من داخلها اسوة بهجمات معارضيها.
لكن نقطة التصادم "الثقيلة" تكمن في ثلاث اولويات ستطبع هجمات المعارضة في شكل اساسي وهي:
1 – اثارة الملف الامني على اوسع نطاق ممكن بدءا بمحاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وما رافقه من حجب لداتا الاتصالات، مرورا بمقتل المصور في محطة "الجديد" علي شعبان، وصولا الى محاولة اغتيال الصحافي مصطفى مصطفى جحا قبل ايام. ويضاف الى هذه الحوادث ملف الحدود اللبنانية – السورية.
2 – اثارة الملف المالي على خلفية الضغوط التي مورست على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لحمله على تشريع سقف جديد للانفاق باصدار مرسوم الـ8900 مليار ليرة والذي رفض الرئيس توقيعه واعاد الكرة في شأنه الى ملعب مجلس النواب.
3 – اثارة ما تعده المعارضة "ملفات فضائحية" ترنحت تحت وطأتها الحكومة بفعل تفجر الخلافات بين بعض قواها ومكوناتها.
وعلى رغم هذه الاستعدادات الحامية للجلسة، رأى مرجع نيابي ان الجلسة ستشهد "مزايدات انتخابية ولكن ما نأمله ان يكون جميع الافرقاء عند المستوى المطلوب امام اللبنانيين". ورفض المرجع ما سماه "كل هذا التهويل والعواصف التي تطلق قبيل موعد انعقاد الجلسة".
وبدوره قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لـ"النهار" ان هذه "الجلسات طبيعية وهي دليل صحة النظام والحياة الديموقراطية"، من غير ان يغفل ان الحكومة "ستواجه الشكاوى والانتقادات ونحن مستعدون كل الاستعداد للاستماع والاخذ بملاحظات النواب وتحضير ردود الحكومة عليها". ولعل البارز في كلام ميقاتي عشية الجلسة تمثل في نفيه اي احتمال لعدم دفع الرواتب في القطاع العام اذ قال: "ممنوع الذعر فالرواتب ستدفع في وقتها والوضع المالي جيد وحاجات البلاد ستؤمن كلها".
الأخبار
صحيفة الاخبار وضمن الموضوع السوري كتبت عن الجهود الايرانية للحل في المسألة السورية..
خريطة إيرانيّة لأنان
تتصرف طهران كأنها «أمّ الصبيّ» التي تسعى جاهدة إلى نموه ونجاحه. والصبي هنا ليس سوى مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان، الذي زار الجمهورية الإسلامية أخيراً. هي تتبنى أنان و«النقاط الست» الخاصة به، لكن وفق «خريطة طريق» إيرانية ببنود ستة أيضاً، ترى طهران أن لا أفق من خارجها.
«هي المحطة الأخيرة لمن يريد أن يتطهر من مسؤوليته عن سفك الدم السوري». بهذه العبارة تصف طهران ما بات يُعرف بـ«مبادرة أنان» التي تتبناها قلباً وقالباً وفق خريطة طريق إيرانية لا ترى حلاً من دون «الرئيس الشرعي» للبلاد بشار الأسد، الذي يجب أن يُعطى «الفرصة الكافية لينجز الإصلاحات التي وعد بها». مصادر إيرانية معنية تؤكد «أننا شركاء حقيقيون في صنع معادلة ما يعرف بمهمة أنان»، موضحة أنه «حتى قبل أن يقبل السوريون بهذه المبادرة، شاركنا في محادثات ثنائية ومتعددة مع السوريين ومع أنان نفسه لإنضاجها». وتضيف «بما أننا شركاء بشكل مباشر وقوي في مبادرة أنان، وجزء من الدبلوماسية العلنية والسرية التي أدت إلى بلورتها، فإننا حريصون كل الحرص على إنجاحها، وذلك برغم معرفتنا الدقيقة والشفافة بوجود أطراف إقليمية ودولية، لا نريد تسميتها وإن كانت معروفة للجميع، تريد إجهاضها».
وعليه، ترى هذه المصادر أن طهران «نجحت، بفضل الصمود السوري، في نقل الأزمة السورية من الميدان إلى طاولة المفاوضات، من الحسم العسكري إلى الحل السياسي»، مضيفة «وهكذا، تكون مبادرة أنان قد قُبلت في طهران بحكم الرغبة، فيما قبلها الآخرون بالإكراه، وافقوا عليها رغماً عنهم بعدما أفلسوا في الميدان وما عاد لديهم من أوراق ليلعبوها».
غير أن هذا الدفع الإيراني باتجاه مبادرة أنان ليس مطلقاً، أو بالأحرى مجرداً من أي سياق. على العكس، فقد وضعت طهران للمبعوث الأممي «خريطة طريق» أكد الإيرانيون له أن «الالتزام بها هو الطريق الوحيد لنجاحه». وأضافوا، لأنان، «نحن حريصون جداً على نجاحك، ومستعدون للقيام بأي شيء تطلبه منا طالما أنه يتوافق مع هذه الخريطة»، مشددين على أن «الأطراف الأخرى التي تريد فشلك تسعى جاهدة لأن تحولك إلى دابي رقم اثنين»، في إشارة إلى رئيس فريق المراقبين العرب الفريق السوداني مصطفى الدابي.
وتتلخص خريطة الطريق المذكورة في نقاط ست، أبلغ بها أنان في خلال زيارته الأخيرة لطهران، وهي على الشكل الآتي: 1 - إن بشار الأسد هو خطنا الأحمر، والجمهورية الإسلامية في إيران لن تسمح لأحد، مهما كان، بإسقاط الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية. 2 - إن أي تغيير في سوريا ينبغي أن يتم طرحه وأن يجري ويُعالج في إطار برنامج الإصلاحات التي بدأها الرئيس الشرعي للبلاد، وهي ممكنة فقط تحت رعاية هذا الرئيس واسمه بشار الأسد.
3 - إن أي شكل من أشكال التعاطي غير العقلاني وغير المنطقي وغير المبدئي مع الموضوع السوري، وأي طرح لا يأخذ بالاعتبار ما سبق، ستكون له تداعيات وتبعات مدمرة على أجواء المنطقة برمتها، بل وعلى المستوى الدولي.
4 - لا يحق لأحد، أي كان، أن يتنكر للحقوق المشروعة للشعب السوري. لكن هذه الحقوق لن تتحقق إلا بمنح الرئيس الأسد الفرصة الكافية لينجز الإصلاحات التي وعد بها.
5- إن التدخل الأجنبي، أو الخارجي، في الشؤون الداخلية السورية والتحريض على العنف وتأجيج النزاعات المسلحة وتمويلها من جانب بعض الدول الإقليمية التي أعلنت صراحة عن قيامها بمثل هذا التحريض وممارسته مترافقاً مع شعار إسقاط الرئيس الأسد أو تنحيه، يجب أن يتوقف فوراً.
6 - إن الحل الوحيد للمسألة السورية هو في التزام جميع الأطراف بقواعد العمل الديموقراطي.
وكان أنان قد زار الأسبوع الماضي طهران، حيث استقبله على التوالي كل من نائب وزير الخارجية أمير عبد اللهيان ووزير الخارجية على أكبر صالحي، فأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ومن ثمّ الرئيس محمود أحمدي نجاد. وتقول المصادر إن «مضيفي أنان حرصوا جميعاً على التأكد من أنه فهم النقاط الست جيداً»، مشيرة إلى أن المبعوث الدولي طلب لقاء المرشد علي خامنئي، فكان الجواب ما معناه أن «اللقاءات التي عقدتها تكفي إن كنت جاداً وحريصاً على السير وفق خريطة الطريق التي توصلك إلى النجاح».
المستقبل
صحيفة المستقبل من جهتها ركزت على تشكيك امير قطر بنجاح خطة الحل في سورية معتبرة ان الخطة "تتأرجح الدولي على حبل العنف الذي يمارسه النظام السوري"..
أمير قطر: نسبة نجاح خطة أنان 3 في المئة
تتأرجح خطة الموفد الدولي كوفي أنان على حبل العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد المعارضة التي سقط لها برصاص قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس 50 شهيداً، ما استدعى أمير قطر إلى إعطاء نسبة 3 في المئة لنجاح خطة مجلس الأمن لوقف العنف في سوريا.
وفيما كان الأمين العام للأمم المتحددة بان كي مون يحمّل الحكومة السورية مسؤولية سلامة وحرية حركة المراقبين الدوليين واصفاً وقف إطلاق النار بأنه "هش"، كانت الولايات المتحدة تعرب أمس عن قلقها من استمرار أعمال العنف المتفرقة في سوريا ما يثير الشكوك حول خطة الأمم المتحدة بتوسيع مهمة المراقبين الذين وصلت طلائعهم الى سوريا مساء أول من أمس برئاسة ضابط مغربي.
ففي روما صرح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أثناء زيارة إلى إيطاليا، أن فرص نجاح خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان لا تتجاوز 3 في المئة، موضحاً في مؤتمر صحافي ان الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية بل "بالاسلحة".
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن أمير قطر إعرابه بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، عن التشاؤم في ما يتعلق بوساطة أنان، وقال إن خطته "لا تتعدى نسبة احتمال نجاحها 3 في المئة". وأشار إلى أن الدوحة "أيّدت في الماضي فائدة التدخل العسكري لإنقاذ دماء الشعب السوري"، وهي الفرضية التي "تضاءلت نتيجة لموقف روسيا"، مشدداً على أن موقف موسكو الآن "يظهر تحسناً".
ورأى أمير قطر أن موقف مجلس الأمن "غير أخلاقي إزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقط".
وفي ما يتعلق بالوضع داخل سوريا، قال أمير قطر "لا أعتقد أن الشعب سوف يتراجع ولو كلّف ذلك عشرات الآلاف من القتلى"، مضيفاً أن "مطالب الكرامة والعدالة التي ولدت بطريقة سلمية يمكن أن تصبح مسلحة".
وقال رئيس الوزراء الإيطالي الذي أكد على "التعاون الوثيق" بين إيطاليا وقطر حول المسألة السورية، إن روما مستعدة لإرسال مراقبين للمساعدة في الاشراف على وقف اطلاق النار الذي من المقرر ان ينهي 13 شهراً من العنف.
وفي الدوحة اعلن مصدر رسمي امس ان قطر ستستضيف اليوم اجتماع اللجنة العربية المعنية بسوريا. وذكر المصدر الرسمي ان "اجتماع لجنة سوريا سيعقد مساء الثلاثاء (اليوم) في الدوحة" وليس الاربعاء كما سبق أن أعلنت الجامعة العربية.
وتضم اللجنة وزراء خارجية سلطنة عمان ومصر والسودان والجزائر والسعودية اضافة الى العراق رئيس القمة العربية والكويت التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وفي سياق متصل، قال ممثل العراق لدى الجامعة العربية قيس العزاوي ان المشروع العراقي لحل الازمة السورية سيتصدر الاجتماع الوزاري العربي.
البناء
صحيفة البناء نقلت مواقف صينية اوصلتها الصين للموفد العربي الدولي كوفي أنان مشيرة الى ان الجماعات المسلحة تواصل عمليات الاعتداء..
الصين لأنان: المعادلة الدولية تغيّرتْ وسورية خطٌّ أحمر
رغم إعلان وقف اطلاق النار في سورية، إلا أن الجماعات المسلحة تواصل عمليات الاعتداء والإرهاب بحق المدنيين والقوى الأمنية، في وقت وصلت فيه الى دمشق أمس طلائع قوى المراقبين الدوليين، تمهيدا للتوقيع على وثيقة تعاون مع الحكومة السورية تحدد طبيعة عمل هؤلاء، على أن يتبعهم في الساعات المقبلة 21 مراقبا ليصل العدد الى حوالى الثلاثين، قبل صدور قرار جديد عن مجلس الأمن هذا الأسبوع لرفع العدد الى حوالى 250 مراقبا.
وفيما بدأ وزير الخارجية السورية وليد المعلم زيارة الى الصين أمس، تجتمع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة اليوم، في توقيت طرح الكثير من علامات الاستفهام والريبة حول سعي حكام الخليج وخاصة السعودية وقطر ومعهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لوضع العصي، امام مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان الذي سيشارك في الاجتماع، وتشجيع المجموعات المسلحة على رفع وتيرة اعمال الإرهاب والاعتداء، في وقت تؤكد فيه كل المعطيات والمعلومات انزعاج حكام السعودية وقطر ومعهم العربي من الهدوء النسبي للعنف في سورية، علما ان المعلومات تؤكد ايضا ان الرياض والدوحة تستمران بتسليح الارهابيين ودعمهم بالاموال الطائلة.
ماذا سمع أنان في الصين؟
وليس بعيداً عن مهمة أنان، وفي سياق متصل مع زيارة المعلّم الى الصين، كان لافتاً للمراقبين السياسيين أن وزير خارجية الصين الشعبية يانغ جيشي لم يكن هو الذي استقبل كوفي أنان بوصفه مبعوثاً من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، بل ان الذي استقبله كان رئيس مجلس الدولة "وين جياباو".
وقد علمت "البناء" من مصدر عربي موثوق بمعلوماته واطلاعه الواسع أن المسؤول الصيني الرفيع قال لأنان في جلسة استقباله:
ان سورية بالنسبة الينا أمن قومي صيني. ويجب أن تكون على دراية بأن مهمتك هي إحلال السلام لا المساعدة على إسقاط النظام... إن اسقاط النظام بالنسبة الى الصين هو بمثابة خط أحمر، فضلاً عن أنه شكّل غباءً سياسياً لكل من راهن عليه من الغرب.
وتابع رئيس مجلس الدولة الصيني: لقد أبلغتنا السعودية بأنها قد توقف سلاسة تدفّق النفط الى الصين إذا لم تستجب الصين لممارسة الضغوط على سورية. لكننا رددنا بوضوح: لا يمكن أن نسمح لأية دولة في العالم كبرتْ أو صغُرتْ بالتحكم في مصادر الطاقة. واذا حصل أي ضغط على مصالحنا فاننا مستعدون لتغيير المعادلة الدولية كلها.
وأردف جياباو: اليوم هو أوانُ اعادة الاستقرار في الشرق الأوسط. ولا يكون ذلك إلا باستقرار سورية. ويجب أن يفهم العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية بأن العالم قد تغير وأننا الرقم واحد في العالم. إن على الولايات المتحدة أن ترتضي التراجع الى المرتبة الثالثة، وأن تقبل بأن منطقة الشرق الأوسط لم تعد منطقة نفوذ أساسي لها. وحذر جياباو من أية حرب أهلية في سورية "لأنها تقِّوض الأمن العالمي وليس فقط أمن سورية".
اللواء
القبعات الزرقاء في دمشق شاهدة على استمرار العنف: 59 قتيلاً
في اختبار هو الاول من نوعه في تاريخ سوريا المعاصِر بدأت مجموعة صغيرة من مراقبي القبعات الزرقاء تواجدا تجريبيا للامم المتحدة في قلب الازمة السورية امس على امل نجاح مهمتهم في تثبيت وقف هش لاطلاق النار بدأ سريانه منذ أربعة أيام رغم استمرار سقوط قذائف حيث لقي ١٣ شخصا مصرعهم امس في مناطق متفرقة من سوريا وعاودت الدبابات قصف مدينة حمص ، وحذرت واشنطن من ان تواصل العنف سيعيد النظر في مهمة المراقبين. الى ذلك يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة الي بكين ،وتزامن الاعلان مع وجود وفد لمعارضة الداخل في موسكو. في الموازاة أعلن في اسطنبول عن إنشاء «مجلس العشائر» الذي قيل إنه يمثل أكثر من أربعين في المئة من مجمل عشائر سوريا.
وعبرت المجموعة متعددة الجنسيات والمكونة من ستة جنود بدون سلاح عن تفاؤلها وهي مكلفة بالاشراف على وقف العنف المستمر منذ 13 شهرا.
وقال العقيد المغربي احمد حميش رئيس الفريق الطليعي للصحفيين في فندق بدمشق عقب لقائه بمسؤولين سوريين في العاصمة ان المراقبين سينظمون أنفسهم ليكونوا مستعدين للقيام بمهمتهم في أقرب وقت ممكن.
ولدى سؤاله عما اذا كان متفائلا بأن بعثة المراقبين التي ستوسع لتشمل 250 شخصا يمكنها تعزيز وقف اطلاق النار الذي شهد أعمال عنف متفرقة أجاب بأن جميع أعضاء فريق حفظ السلام متفائلون.
وكان المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان احمد فوزي اوضح ان مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم ، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».
وكانت المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان قالت ان سوريا لا يمكن أن تكون مسؤولة عن سلامة مراقبي الامم المتحدة ما لم تكن مشاركة في جميع الخطوات على الارض.
وقالت شعبان لصحفيين في دمشق ان «تحديد مدة عمل المراقبين وأوليات تحركهم ستتم بالتنسيق مع الحكومة السورية لانه لا يمكن لسوريا ان تكون مسؤولة عن أمن هؤلاء المراقبين الا اذا شاركت ونسقت بكافة الخطوات على الارض.»
من جهة اخرى قال المتحدث باسم الجنرال النرويجي روبرت مود المكلف برئاسة بعثة المراقبين في سوريا، إن الجنرال غادر سوريا إلى بلاده فور وصوله دمشق، وإنه لم يعد جزءا من البعثة.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون النظام السوري امس الى توخي «اقصى قدر من ضبط النفس»، غداة تعبيره عن «قلقه الشديد» ازاء الوضع على الارض في سوريا.
ويشهد وقف اطلاق النار خروقات عدة، ابرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على احياء حمص القديمة منذ السبت، واطلاق النار على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، ما اسفر عن مقتل 59 شخصا حتى اليوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. كما تم خلال الايام الماضية اعتقال عشرات الناشطين والعثور على جثامين عدد من الاشخاص قضوا تحت التعذيب.