تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موضوع المراقبين الدوليين في سورية وآخر المواقف الدولية بشأن المسألة السورية لا سيما دعوة واشنطن لدمشق لانتهاز ما وصفتها الفرصة الأخيرة..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موضوع المراقبين الدوليين في سورية وآخر المواقف الدولية بشأن المسألة السورية لا سيما دعوة واشنطن لدمشق لانتهاز ما وصفتها الفرصة الأخيرة.. في الموضوع الداخلي اهتمام بالجلسة النيابية التي انعقدت في اليوم الثاني لمناقشة سياسة الحكومة وشهدت بعض التجاذبات الكلامية..
السفير
صحيفة السفير ابرزت الموضوع السوري ومهمة المراقبين على صفحتها الاولى، اضافة الى السجال داخل مجلس النواب اللبناني وموضوع قانون الانتخاب وجولة المسؤول العسكري الاميركي في الجنوب..
سجال بين «المستقبل» و«حزب الله» .. وجولة أميركية على الحدود الجنوبية
سليمان ينتقد ديكتاتورية السياسيين .. وجنبلاط يعارض اقتراح بري
بقيت المناقشة النيابية للحكومة، في فصليها الثالث والرابع، تحت السيطرة من دون ان تتجاوز السجالات المتكررة الخطوط الحمر الضمنية، وإن تكن قد لامستها أحيانا، علما ان نوعية الخطباء أمس ضخت جرعة سياسية زائدة في عروق النقاش، بعدما اعتلت «القوة النيابية الضاربة» لـ«حزب الله» المنبر وأطلقت مواقف أثارت ردود فعل لدى نواب « كتلة المستقبل»، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي استفزته كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الذي دعا إلى ترك سلاح المقاومة وشأنه في مواجهة إسرائيل، ونصح بعدم ممازحته من قبل أي أحد، ليتطور الأمر الى تلاسن بينهما، أُستخدمت فيه الاحاديث النبوية والأبيات الشعرية.
كما شهدت جلستا أمس، أكثر من سجال بين نواب من «تكتل التغيير والاصلاح» ونواب من «14 آذار»، وكان لافتا للانتباه ان الطرفين تبادلا الاتهامات بالفساد والارتكابات والاستفادة من السلطة لتقديم التنفيعات الى المقربين والأقارب، حتى بدت الدولة وكأنها مشاع سائب!
سليمان: معارضو النسبية سيصبحون معها
في المقابل، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أستراليا الى اعتماد الخطاب السياسي الهادئ، وأثنى على موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المؤيد لاعتماد النسبية في القانون الانتخابي الجديد، معتبرا أن هذا المشروع وضع على الطاولة «وسنحاول تمريره عبر القنوات الدستورية».
وقال سليمان لـ«السفير» ان من يقف اليوم ضد النسبية علنا، سيكون معها في المستقبل، وجدد التأكيد ان التعيينات ستتم وفق الآلية التي أقرت، بما في ذلك في مجلس القضاء الأعلى، وهي المعايير التي تقدم الكفاءة والأقدمية والشفافية على ما عداها، معتبرا أن التأخر في تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى لن يتسبب بإحداث أزمة، وخصوصا اذا قمنا بتعيين أو انتخاب الأعضاء الآخرين.
ورفض سليمان محاولات التشكيك بدور الجيش، وقال ان تجربته في قيادة الجيش والآن في رئاسة الجمهورية، أظهرت أن العسكر يطبقون الديموقراطية في حين أن السياسيين يتصرفون بطريقة ديكتاتورية، مذكرا بدور الجيش في 8 و14 آذار 2005.
وتعليقا على ما اقترحه الرئيس نبيه بري عبر «السفير» بشأن إجراء الانتخابات النيابية على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، وفق النسبية، يليها فورا استحداث مجلس الشيوخ، قال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير»: بصراحة، لست متحمسا لمجلس الشيوخ الآن، لأننا إذا أردنا تطبيق اتفاق الطائف بشكل حرفي فإن إنشاء مجلس الشيوخ مرتبط بإلغاء الطائفية السياسية، ولا أظن ان المناخ ملائم في الوقت الحاضر للخوض في إلغاء الطائفية.
وأضاف جنبلاط: أنا أقدّر حرص الرئيس بري على إيجاد حل او مخرج لقانون الانتخاب، وأشكره على الاقتراح الذي تقدم به، ولكنه ليس عمليا، لأن ما طرحه لا ينسجم كثيرا مع نص «الطائف»، وأنا لا أرى مصلحة في المساس باتفاق الطائف وإعادة النظر فيه.
وشدد جنبلاط على ان هناك خيارين للتعامل مع الانتخابات المقبلة، « فإما ان ننفذ إصلاحا جذريا يستوجب إلغاء الطائفية السياسية، وأعتقد ان الوقت أصبح ضيقا امام مثل هذا الطرح، وإما ان نبقي على قانون الستين الذي ما زلت متمسكا به وأجد فيه الخيار الواقعي».
وعن رأيه في مداولات جلسة المناقشة في مجلس النواب، قال: لم يتسن لي متابعتها.. لا تعليق.
الاميركيون على الحدود الجنوبية!
وبينما كانت الحكومة والسلطة التشريعية منشغلتين بالمبارزة الخطابية في مجلس النواب، كان قائد القوات البرية الاميركية في المنطقة الوسطى الجنرال فنسنت بروكس يجول في الجنوب، معاينا عن قرب الخط الحدودي مع الكيان الاسرائيلي من الناقورة حتى الغجر مرورا ببوابة فاطمة ومارون الراس والعديسة والعباد، في زيارة اثارت تساؤلات حول أهدافها الفعلية، فيما رجحت أوساط مطلعة ان تكون الغاية من هذه الجولة الاطلاع على حقيقة وضع الجيش اللبناني، وطبيعة دوره في الجنوب، وماهية علاقته مع حزب الله، لأن من شأن الانطباعات او المعلومات التي يمكن للجنرال الاميركي ان يتوصل اليها، في ضوء مقاربته الميدانية للواقع، ان تؤثر على مستوى المساعدات الاميركية للجيش.
من ناحيتها، قالت مصادر عسكرية لبنانية لـ«السفير» ان وفد الجيش اللبناني المرافق شرح للزائر الاميركي الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر، متوقفا عند الخروقات المستمرة للخط الازرق، ومشددا على التزام لبنان بحقوقه.
اتفاق على 90% من بروتوكول المراقبين.. وواشنطن ترى «فرصة أخيرة»
خطة أنان: دمشق تنال تأييداً صينياً
جددت دمشق، أمس، عبر البوابة الصينية، التعبير عن التزامها بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وتعاونها مع وفد المراقبين الدوليين للإشراف على وقف العنف، عبر تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته بكين، أن بلاده «ستحترم وتطبق» ما ورد في الخطة. وبينما أكد المعلم أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار لن تحتاج لأكثر من 250 مراقبا، ألمح إلى رفض السلطات السورية لاقتراح بالاستعانة بطائرات وطوافات من الاتحاد الأوروبي لمساعدة البعثة في عملها، موضحا أن سوريا مستعدة لوضع سلاحها الجوي تحت تصرف البعثة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وفيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلحة بأنها تسعى إلى إثارة أعمال عنف لإفشال الخطة السلمية التي وضعها انان، واصلت واشنطن لهجتها التصعيدية ضد دمشق، معتبرة أن «سوريا تمر بنقطة تحول، فإما ننجح في تنفيذ خطة أنان بمساعدة المراقبين، وإما يضيع الأسد فرصته الأخيرة قبل أن يصبح من الضروري النظر في إجراءات إضافية».
وفي الوقت الذي بدت فيه التهدئة صامدة عموما، على الرغم من الخروقات، التي أدت إلى سقوط 14 قتيلا من المدنيين والقوات الأمنية، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الحكومة وفريق المراقبين «اتفقا على 90 في المئة من بنود البروتوكول» الذي ينظم عمل البعثة، التي أكد رئيس وفدها الطليعي العقيد المغربي أحمد حميش أن إتمام مهمتهم يحتاج إلى وقت وبناء الثقة مع جميع الأطراف في البلاد.
وسيبعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة إلى مجلس الأمن يشرح فيها ما آلت إليه حتى الآن مهمة بعثة المراقبين، ما سيفتح الطريق أمام المجلس لتمرير قرار آخر لإرسال عدد أكبر من المراقبين إلى سوريا. ومن المقرر أن يقدم مساعد انان، جان ماري غيهينو إحاطة عن الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن اليوم، في حين يخاطب المبعوث الدولي، الذي التقى رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الدوحة، المجلس قبل نهاية الأسبوع.
النهار
صحيفة النهار ركزت على جلسة مجلس النواب ووقائعها اضافة الى الموضوع السوري ومواقف واشنطن حول "الفرصة الاخيرة".
21 يختمون المبارزة اليوم وهبّة دافئة بين السنيورة والموسوي
"أنقذ" نحو 15 نائبا جلسة المناقشة العامة النيابية من احتمال تمديدها يوما رابعا، عندما سحبوا أمس طلبات الكلام في الجلسة ليتاح حصرها بالايام الثلاثة المحددة لها أصلا وختمها مساء اليوم برد الحكومة على المداخلات النيابية.
ومع حرصه على توجيه شكر علني الى النواب "المتبرعين بسحب كلماتهم"، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في نهاية اليوم الثاني من الجلسة ان 21 نائبا لا يزالون على لائحة طالبي الكلام اليوم، وأجرى تعديلا على الجلستين الصباحية والمسائية، بحيث تنعقد الاولى في العاشرة والنصف وترفع في الثالثة والنصف، ثم تنعقد الجلسة الثانية في الخامسة بدل السادسة مساء وتستمر الى حين انتهاء المداخلات ورد الوزراء ورئيسهم على المداخلات.
ولم يختلف المناخ العام للجولة الثانية من المبارزات النيابية أمس عنه في الجولة الاولى، إلا أن مداخلات النواب الـ18 الذين تعاقبوا على الكلام غلبت عليها كثافة المتكلمين من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، في استكمال للخط البياني الذي طبع مواقف قوى 8 آذار والذي اعتمد طابع الهجوم بمفعول رجعي على حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة وحكومة الرئيس سعد الحريري تحت شعار "الارث الثقيل"، في مواجهة هجمات نواب 14 آذار على الحكومة الحالية وسياساتها وملفاتها.
وبدا انخراط "حزب الله" في المعركة الكلامية بمثابة علامة فارقة ميزت اليوم الثاني، وخصوصا من حيث دفاعه عن حكومة ميقاتي من باب تبرير الاخفاقات او حتى التشديد مجددا على انها ليست حكومة اللون الواحد، او من حيث هجماته على السياسات المالية والاقتصادية للحكومات السابقة، الامر الذي ولّد احتكاكات عدة بين نوابه والرئيس السنيورة ونواب من قوى 14 آذار.
لكن ذلك لم يحجب "هبّة دافئة" نفذت من خلال مناخ محتدم، وتمثلت في ملامسة عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي موضوع الحوار وفتح الجسور ولاقت مبادرته ملاقاة في منتصف الطريق من الرئيس السنيورة، وإذ علم ان لقاء جمع السنيورة والموسوي في احدى قاعات المجلس، بدا ان الحزب اعتمد نهجين، أولهما متشدد مع مداخلات كان أبرزها للنائبين علي فياض وحسن فضل الله، والآخر مرن مع مناداة الموسوي بالحوار.
لكن الجلسة المسائية شهدت احتداما متجددا مع هجوم فضل الله على قوى المعارضة وحكومة السنيورة في موضوع الهبات والمساعدات في حرب تموز. ورد عليه السنيورة بقول للنبي محمد عن "الخداع والكذب".
اطلاق نار في حضور المراقبين بريف دمشق
كلينتون تحذّر الأسد من إهدار "الفرصة الاخيرة"
بعد أسبوع من دخول وقف النار حيز التنفيذ في سوريا، سُجلت سلسلة جديدة من أعمال العنف الدامية في ظل وجود وفد المراقبين الدوليين، الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى "وقت وبناء ثقة". واوقعت اعمال العنف المتفرقة 14 قتيلاً هم سبعة عسكريين وسبعة مدنيين بينهم طفلة، وذلك خلال عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت القوات السورية. وزادت هذه الخروقات المستمرة قلق المجتمع الدولي. وعشية اللقاء الذي سيجمع اليوم في باريس 14 وزيراً للخارجية بينهم الاميركية هيلاري كلينتون، قالت واشنطن ان الرئيس السوري بشار الاسد غير صادق وهددت باجراءات جديدة ضده اذا أهدر ما وصفته بـ"الفرصة الاخيرة".
ومع اتجاه الغرب الى ممارسة مزيد من الضغوط والبحث عن الخطوات التالية في حال فشل خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلحة بانها تسعى الى اثارة اعمال عنف لإحباط الخطة السلمية التي وضعها كوفي أنان. واكد ان مجلس الامن وحده المرجعية التي لها الحق في تقويم مهمة المراقبين. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اجرى محادثات في بيجينغ، ان بلاده ترحب بمشاركة "دول محايدة" في بعثة المراقبين، واقترح استعانة المراقبين بمروحيات سورية. وقال ان التزام الحكومة السورية وقف العمليات العسكرية "لا يلغي أبدا حق الدفاع عن النفس والرد بصورة مناسبة على الهجمات التي تشنها المجموعات المسلحة على البنية التحتية والمدنيين والممتلكات العامة والخاصة".
الأخبار
صحيفة الاخبار ابرزت خطة العمل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي التي انجزتها رئاسة الحكومة، واعتمادها على عائدات استخراج الغاز..
إطفاء الدين بالغاز
وتقول الصحيفة: أنجز الفريق التابع لرئاسة مجلس الوزراء ما سمّاه «خطة العمل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي»، ووُزِّعَت على الوزراء للاطلاع على مضامينها وإبداء الملاحظات عليها، في مهلة 15 يوماً، تمهيداً لطرحها وإقرارها في جلسة ستعقد في الشهر المقبل بالتزامن مع جلسات أخرى مخصصة لمناقشة وإقرار مشروع موازنة عام 2012 ومشروع تعديل سلاسل الرتب والرواتب في الإدارات والأسلاك العامّة
تسلّم الوزراء أمس الخطّة التي أعدّها الفريق التابع لرئاسة مجلس الوزراء تحت عنوان «خطّة العمل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي»، وهي تقع في 25 صفحة، وتنقسم إلى قسمين: الأول يتناول المبادئ التوجيهية وأولويات السياسة الاقتصادية والاجتماعية. والثاني يعرض مقوّمات «الإصلاح» في مجالات إدارة الدين العام وإصلاح المالية العامّة وتنمية القطاع الخاص وإعادة تأهيل البنية التحتية (الطاقة، النقل، المياه والصرف الصحي، البيئة، والاتصالات) والتنمية البشرية والتنمية المناطقية والبلدية والإصلاح المؤسساتي والإداري، فضلاً عن عوامل مساعدة أخرى. وقد أُرفقت هذه الخطّة بما تسمّيه «مصفوفة إجراءات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي»، وهي عبارة عن جداول قطاعية تتضمن المحاور المطروحة والإنجازات المطلوبة ومدّة العمل والجهة الحكومية المسؤولة والتمويل المطلوب وموقع هذه المحاور في البيان الوزاري وأولويات الناس (لا توضح الخطة مصدر تحديد أولويات الناس، إلا أنها تشير إلى عام 2009، ما يعني أنها تستند إلى استطلاع رأي جرى في العام المذكور في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أو سعد الحريري).
تضيف الصحيفة: الخطّة تتعامل مع تحقيق أهداف «النمو المستدام» و«الحدّ من الهجرة»، وكأنها لا تنبع من فعل إرادي تمارسه «الدولة» انطلاقاً من المصلحة العامّة لا من مصلحة ما يسمى «اللاعبين الاقتصاديين» الذين مهما ازداد وعيهم، سيبقون رهائن لحسابات ضيقة على قياسهم، ولذلك تنحو «الخطّة» نحو إبقاء قدر قليل من «الدولة»، في مقابل «تمجيد» ما تسمّيه مبادرات القطاع الخاص وتوفير «بيئة» مناسبة للشركات و«مناخ» مناسب للاستثمار، من دون أن تقارب «كيفية» توجيه هذه المبادرات نحو خدمة الأهداف المعلنة إلا من خلال عناوين عامّة وفضفاضة لا تقول شيئاً بالفعل، ما عدا تمنيات بأن تكون التغطية الصحية «شاملة»، على سبيل المثال، وأن يكون النظام الضريبي «عادلاً»، وأن تكون البنى التحتية مؤهلة وبأسعار مقبولة... وهذه التمنيات لا تقترن بخيارات محددة، على عكس الخيارات التي تتبناها الخطّة في مجال «أولويات» خفض الدين العام، عبر تبنّي كامل للخصخصة (ولا سيما خصخصة الهاتف الخلوي) وتسخير العائدات المتوقّعة من اكتشاف واستخراج الغاز لهذا الهدف دون سواه (وهو أمر خطير؛ إذ تقول الخطّة إن نيّة الحكومة أن تمنع أي تمويل لأي مشروع من عائدات الغاز قبل أن يتراجع الدين العام إلى ما دون 60% من مجمل الناتج المحلي، وهذا يعني أن اللبنانيين لن ينتفعوا من هذه الثروة أبداً، بل ستذهب، كما الضرائب، إلى جيوب قلّة من المكتتبين في الدين العام الذي شكّل الأداة الأهم لإعادة التوزيع المعتمدة!).
وتتحدّث «الخطّة» عن «تغيير» سيبدأ من مشروع الموازنة العامة لعام 2012 المنتظر، وتستعرض «المفاضلات» في مجال الضرائب وانواعها واستهدافاتها، الا انها لا تحسم اي مفاضلة ستختار، مع أن كل خيار يترك آثاراً مختلفة بالكامل على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، بين أن تستمر عملية استهداف الأسر في استهلاكها وأن تصيب الضرائب الأرباح الطائلة المحققة من المضاربات العقارية والمالية،
الملل النيابي ـ 2: ضحك ولعب وجد... وبغض
لا جديد تحت سقف مجلس النواب أمس. يختلف النواب، يصرخون، يحتدّون على بعضهم. فجأة وكأن شيئاً لم يكن. داخل قاعة المجلس لم تتجاوز الأمور حدّها. أما في الخارج، فكانت هناك اعتصامات صباحية لمعوقين، ومسائية لشباب معترضين على غلاء البنزين. أما النواب، فكانوا غارقين في الهجوم على الحكومة والدفاع عنها..
وفي اليوم الثاني من أيام مساءلة الحكومة اللبنانية، تغيرت الاستراتيجية. تولى نواب الموالاة الهجوم على سياسات الحكومات السابقة. أما نواب المعارضة، فكانت مهمتهم الدفاع عنها وعن رؤسائها. جلسة أمس لم تختلف عن سابقتها، إذ لم تخلُ من سجالات بين هذا النائب أو ذاك، أو «تقريق» بطريقة ملطفة على أحد المتحدثين، وشطب بعض العبارات من محضر الجلسة. أمس «ولّع» النائب زياد أسود «الجو» عندما هاجم الرئيس فؤاد السنيورة، فأعاد التذكير بـ«حكومات المعارضة الانتهازية التي ضيعت أملاك اللبنانيين وأموالهم». دافع أسود عن وزير الطاقة جبران باسيل الذي اتهمته المعارضة بالفساد في قضية استئجار بواخر توليد الطاقة، قائلاً إن «سمير ضومط (وكيل الشركة التركية التي استأجرتها الدولة لتوليد الطاقة) هو نائب رئيس حزب المستقبل». يقاطعه النائب أحمد فتفت قائلاً: «هو مثل التي تتقاضى راتبها من كازينو لبنان بدون أن تحضر إلى عملها». يردّ أسود عليه: «زوجتي موظفة في الكازينو قبلي وقبلك، وهي موظفة هناك منذ 16 عاماً». تتدخل فرقة الإسناد العوني لدعم أسود، يقول النائب سيمون أبي رميا: «جيبوا مستندات». يقطع رئيس المجلس نبيه بري النقاش، بضربتين من مطرقته.
خلال كلمة أسود التي حذّر فيها من «الخريف العربي»، كان النائب هادي حبيش يخضع لامتحان لغة عربية؛ إذ كان يحرّك نص كلمة زميله خضر حبيب. لكنه قال بعد الجلسة إنه عدّل في مضمونها.
جو التسلية في المجلس كان واضحاً جداً أمس، رغم الانضباط التام للنائب سيرج طورسركيسيان الذي على خلاف عادته لم يعلّق على أحد. ففي كلمته رأى النائب نبيل نقولا أن الفريق الآخر «ما بيشتغلوا، ولا بدهم مين يشتغل، ولا بزيحوا من درب الشغيلة». عبارة أضحكت من في المجلس، فطلب بري من أمانة سر المجلس شطب هذه العبارة عن المحضر. طلب نقولا في كلمته «استكمال تنفيذ وصلة العطشانة _ بكفيا، وبعبدات _ بشلامة _ زحلة وإطلاق مشروع لينور». يتدخل السنيورة قائلاً: «أنا معك بالمشروع»، فيعلق عباس هاشم ضاحكاً: «أكيد في شي غلط».
النائب علي فياض الذي رأى أن هذه الحكومة «سعت إلى تعطيل سنّة سيئة (…) عندما تقدمت من المجلس النيابي بمشروع قانون يطلب الإجازة في اعتماد إضافي استثنائي مقداره 8900 مليار ليرة بهدف إيقاف تلك الهرطقة القانونية». وطلب فياض تحويل «اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة المال النيابية إلى لجنة تحقيق نيابية مهمتها كشف الحقائق ومؤازرة وزارة المال وديوان المحاسبة في إعادة بناء الحسابات العامة وتصحيحها».
أما في الجلسة المسائية، فقال فضل الله: «لسنا هواة حرب، ولا نسعى لها، سلاح المقاومة يحمي كل اللبنانيين، فدعوه وشأنه، وهو لا يقبل المزاح». أما في الموضوع السوري، فسأل: «أليس تفرد فريق بإعلان الحرب على سوريا خروجاً عن الدولة (…) وتهريب السلاح أليس تدخلاً». أضاف: «أنتم مع السلاح أن يدخل إلى سوريا ومع سلاح داخلي معد للفتنة، ونحن ضد ذلك، نحن مع الجيش وتسليحه وأنتم ضد ذلك». النائب إيلي ماروني ردّ في كلمته على فضل الله، قائلاً: «إذا أرادونا أن نحمل السلاح فنحن لها».
وكان ماروني قد طلب من بري زيارته في زحلة التي سيسلك إليها طريقين بحاجة إلى سيارات مصفحة لسوء أحوالهما، فيجيبه بري: «شو هالزيارة هاي». ثم طلب أمين وهبي من ميقاتي تشكيل حكومة تكنوقراط، فالتفت كل من ميقاتي والوزير نقولا نحاس ضاحكين إلى الوزير محمد الصفدي. أما النائب حكمت ديب الذي بدأ كلمته بمديح لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو «حزب المقاومة والعروبة»، فبدأ نواب 14 آذار بالتصفيق، ليتبين أن هذه العبارة اقتبسها ديب من كلمة سابقة للنائب مروان حمادة عام 2003. في كلمته دافع ديب عن الوزراء الذين أصابتهم سهام المعارضة، واقترح في ختام كلمته إنشاء هيئة وطنية مستقلة للأشخاص المفقودين أو المخفيين قسراً تتمتع بالحصانة والاستقلالية.
وقد تحدث أمس كل من النواب: غازي زعيتر، أنطوان أبي فاضل، زياد أسود، خضر حبيب، علي فياض، عمار حوري، نبيل نقولا، عبد المجيد صالح، جمال الجراح، نواف الموسوي، حسن فضل الله، إيلي ماروني، فريد الخازن وحسين الموسوي.
المستقبل
صحيفة المستقبل ابرزت اجتماع باريس حول سورية وتحذير واشنطن للنظام السوري..
14 دولة عربية وغربية تجتمع اليوم في باريس لتوجه رسالة حازمة إلى الرئيس السوري
واشنطن تحذّر الأسد من إهدار الفرصة الأخيرة
حذرت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الاسد أمس من أنه سيواجه إجراءات أكثر شدة إذا أهدر "فرصته الاخيرة" المتمثلة في تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لوقف العنف في سوريا.
وتوجه 14 دولة عربية وغربية خلال اجتماع تستضيفه باريس مساء اليوم رسالة حازمة الى النظام السوري بسبب إخلاله بكل الوعود التي قطعها، وآخرها مسعاه إلى تقويض مضمون مهمة بعثة المراقبين الدولية التي يريدها بعثة مصغرة من دول حليفة.
واعتبر البيت الابيض أمس ان اعمال العنف الجديدة التي سجلت في سوريا تكشف "عدم صدق" نظام الاسد بشأن الالتزام بخطة كوفي انان، مؤكداً أن الإدارة الأميركية روّعت بـ"اعتداءات" قوات النظام على الشعب السوري.
وقال المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك أوباما "انه مؤشر جديد على عدم صدق واضح، لكنه لم يكن مستبعدا كليا من نظام الاسد عندما وعد باحترام بنود خطة انان ووقف اطلاق النار وسحب" القوات المسلحة.
وأكد جاي كارني الذي كان يتحدث الى الصحافيين "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا على الاجراءات القادمة" التي سنتخذها، لكنه لم يقدم ايضاحات.
ورأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس ان سوريا تقف "عند منعطف حرج" بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين "امر مقلق للغاية".
وصرحت كلينتون للصحافيين في بروكسل "من المقلق للغاية" وبينما بدأ المراقبون الدوليون الانتشار في سوريا، أن "تطلق مدافع نظام الاسد نيرانها مرة اخرى على حمص وادلب وغيرها من المواقع". وأضافت كلينتون عشية اجتماع سيعقد في باريس اليوم لدراسة امكانية زيادة الضغط على الاسد "نحن نقف عند منعطف حرج".
وقالت الوزيرة الأميركية انه "اما ان ينجح المجتمع الدولي في دفع خطة انان قدما" او اننا "سنرى الاسد يهدر فرصته الاخيرة قبل ان يتم التفكير في فرض اجراءات اضافية ضده". وتحدثت عن زيادة العقوبات المفروضة على سوريا، الا انها رفضت الرد على سؤال حول ما اذا كان مقبولا ان تسلح دول اخرى المعارضة، في اشارة الى السعودية وقطر.
وأشارت كلينتون في تصريحاتها التي اعقبت محادثات وزراء الخارجية والدفاع في دول الحلف الاطلسي في بروكسل، الى ان الولايات المتحدة "لا تقدم اسلحة قاتلة" للمعارضة، ولكنها ترسل لها معدات اتصالات وغيرها من المساعدات التي لا تستخدم في القتل.
وأعلنت فرنسا ان 14 وزير خارجية من بينهم كلينتون سيشاركون في اجتماع في باريس اليوم لبحث المسألة السورية وتوجيه رسالة "قوية" الى نظام الاسد لكي يطبق خطة انان. وقالت كلينتون انها تتطلع الى المشاورات التي ستجريها في باريس.
البناء
المعلم: لسورية مصلحة في نشر المراقبين ولا ندري لماذا يريدون سلاح الطيران؟
قطعت الاتصالات بين المسؤولين السوريين وفريق المراقبين الدوليين شوطاً كبيراً تمهيداً للتوقيع على بروتوكول يحدد عمل المراقبين وآليات تحركهم، وقد أكدت دمشق أنه تم الاتفاق على نحو 90 بالمئة من بروتوكول المراقبين.
وفيما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم من بكين أن لسورية مصلحة حقيقية في وصول لجنة المراقبين لتأمين الاستقرار، رفع الحلف الغربي ـ الخليجي من محاولاته لإفشال مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان. وهو ما برز في جملة مواقف وتصريحات حادة صدرت في الساعات الماضية عن واشنطن وباريس وصولاً إلى قطر التي كانت أعلنت صراحة عن سعيها الواضح لتعطيل عمل المراقبين، بينما أشاد ما يسمى رئيس «مجلس اسطنبول» برهان غليون بدعم السعودية له ولعصاباته المسلحة.
قد انعكس هذا المسعى السلبي من قبل الغرب وحلفائه في الخليج، مزيداً من الاعتداءات التي تنفذها المجموعات المسلحة، حيث وصل الأمر بإرهاب هذه المجموعات إلى إطلاق النار الكثيف أثناء وجود وفد من المراقبين في منطقة عربين في ريف دمشق.
تساؤلات حول ما يحصل في الشمال
وبينما تحدثت المعلومات عن وصول قيادي عسكري من المجموعات الإرهابية إلى إحدى مستشفيات الشمال اللبناني وهو مصاب بجراح خطيرة، حيث تتم معالجته في إطار من السرية والكتمان، طرحت هذه المعلومات الكثير من علامات الاستفهام حول الوضع في بعض مناطق الشمال، حيث تتحرك المجموعات المسلحة بكثير من الحرية، واستغربت مصادر مراقبة صمت الدولة إزاء هذه المعلومات، وما إذا كان ما جرى تداوله صحيحاً. وسألت كيف يمكن بقاء بعض المناطق على هذا الفلتان، وبالتالي استمرارها منطلقاً للتآمر على سورية ما يتناقض مع كل الاتفاقيات المعقودة بين البلدين. خصوصاً مع إقرار لبنان بأنه لن يكون ممراً أو مقراً للتآمر على سورية.
المعارضة ترسب في دائرة الحساب والحكومة تخرج اليوم مرتاحة
أما داخلياً، فكان الأبرز امس ما شهدته مداخلات النواب في اليوم الثاني من جلسة مناقشة الحكومة حيث سعى نواب «14 آذار» على غرار محاولاتهم في اليوم الأول إلى ترحيل الأزمات التي خلفتها حكومتا فؤاد السنيورة وبعدهما حكومة سعد الحريري نحو بعض الأطراف المشاركة في الحكومة.
ولاحظ متابعون لجلسات المناقشة أمس أن ما طرحه بعض نواب «14 آذار» ليس أكثر من محاولة مكشوفة لرفع مسؤولية الأزمات التي تعاني منها البلاد باتجاه الفريق الآخر، بينما ذهب البعض الآخر من نواب المعارضة نحو تكرار مواقف سابقة هي أشبه بشهادة «حسن سلوك» باتجاه حلفائهم في الخليج وواشنطن.
اليوم الثاني
وفي تفاصيل اليوم الثاني، فقد خرجت المعارضة في اليوم الثاني من جلسة المناقشة عن طورها بعد أن وجدت نفسها محاصرة بحساب عسير ودقيق بدل أن تحاسب الحكومة. ولجأت لتغطية هذا الضعف بافتعال سجالات ومشادات كلامية مع عدد من نواب الموالاة في الجلستين النهارية والمسائية.
وإذا كانت المعارضة تعوِّل على بعض أركانها لتخفيف وطأة ما حلّ بها في ساحة النجمة أمس، فإنها بالتأكيد ستخرج بخفي حنين، بينما ستكون النتيجة لصالح الحكومة التي واجهت امتحاناً سهلاً مدعوماً بتنسيق دقيق من الائتلاف الحكومي.
وقد تكلم أمس 20 نائباً ليصبح عدد المتكلمين حتى الآن 40، وبقي على جدول الكلام 21 نائباً رغم سحب 14 نائباً لكلماتهم تجاوباً مع تمني الرئيس بري.