تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها التطورات المرتبطة بالأزمة في سورية وخاصة لجهة انطلاق مهمة المراقبين رسميا...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها التطورات المرتبطة بالأزمة في سورية وخاصة لجهة انطلاق مهمة المراقبين رسميا...
السفير
استعادة غربية وعربية لكلام التسليح... وبانيتا يؤكد ولاء الجيش للأسد
سـوريـا: انطـلاق مهـمـة المراقبـيـن رسـميـاً
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "انطلقت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا رسمياً امس مع توقيع وزارة الخارجية السورية ووفد من الامم المتحدة، في دمشق، اتفاقاً أولياً حول آلية عمل المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار في سوريا يشكل أساساً للبروتوكول بين الجانبين الذي سيرعى عمل البعثة الموسعة على الارض، لكن دولاً أوروبية وعربية بالاضافة الى الولايات المتحدة، اختارت اجواء الانطلاق الفعلي لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، للتشويش عليها من خلال التشكيك بها واستعادة الحديث عن خيارات تسليح المعارضة السورية اذا لم تطبق دمشق الخطة.
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد ساعات من تقديمه رسالة الى مجلس الأمن الدولي يوصي فيها بنشر 300 مراقب، من الحكومة السورية توفير «حرية حركة كاملة» لمراقبي الأمم المتحدة وتسهيل «عملية إنسانية ضخمة» لمساعدة السكان. وأعلنت الجامعة العربية عقد اجتماع لوزراء الخارجية الخميس المقبل لبحث التطورات في سوريا والسودان.
وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن «مجلس الأمن الدولي قد يتبنى قرارا جديدا حول سوريا قريبا». وقال بعد اجتماع مجلس الأمن «أعتقد أن بإمكاننا أن نتصرف بسرعة كبيرة. لقد أكدت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن أنها تودّ الحصول على تقرير إضافي حول الأوضاع الميدانية في سوريا الأسبوع المقبل».
وقدم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الصورة الأكثر وضوحاً حول تفكير الإدارة الأميركية في الملف السوري. وقال، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، «مقاربتنا انه يجب أن نبقي كل الخيارات على الطاولة مع إدراك حدود القوة العسكرية على أن نكون مستعدين لأي إجراء مطلوب». واعتبر ان سوريا ليست كليبيا، حيث كان هناك اجماع دولي للتدخل ومعارضة ليبية اكثر تنظيماً ولديها سيطرة على الارض. ورأى ان «المشكلة هنا ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يبدو انه لا يزال يحافظ على ولاء المؤسسة العسكرية حتى لو كان هناك انشقاقات». ورأى أن «أفضل سيناريو هو أن يلتزم النظام السوري بوقف إطلاق النار وبالإصلاحات بحيث يخرج الأسد... والسيناريو الأسوأ هو قيام حرب أهلية في سوريا». وقال إن المعارضة السورية «متفرقة»، معتبراً أنه «لا يمكن الاعتماد على الانشقاقات في صفوف الجيش النظام».
التوقيع على الاتفاق
ووقع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عن الجانب السوري ورئيس الوفد الفني الجنرال غوها ابهيجيت عن الأمم المتحدة، في دمشق، على اتفاق أولي ينظم عمل بعثة المراقبين. وأعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان، انه «تم التوقيع رسمياً في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين». وأضافت «يأتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية إلى إنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن إطار السيادة السورية والتزامات الأطراف المعنية». واشارت الى ان الاتفاق يتضمن أيضاً «مراعاة تامة لمعايير القانون الدولي الناظمة لعمل هذا النوع من البعثات الدولية».
وفي جنيف، أوضح المتحدث باسم الموفد الدولي إلى سوريا كوفي انان، احمد فوزي، في بيان، أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه «يهدف إلى تأمين أساس لبروتوكول ينظم عمل طليعة المراقبين الدوليين وبعثة المراقبين» الموسعة في حال انتشارها. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يهدف إلى «مراقبة ودعم وقف العنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف وتنفيذ خطة الموفد الخاص المشترك المؤلفة من ست نقاط».
بان كي مون
وفي نيويورك، أكد بان كي مون، وهو يذكر بتوصيته التي قدمها الى مجلس الامن بنشر 300 مراقب، أن «هذا القرار لا يخلو من المخاطر»، لكنه اعتبر انه «يمكن أن يساهم في تحقيق سلام عادل والوصول إلى تسوية سياسية تعكس رغبة الشعب في سوريا».
ولكي يتمكن المراقبون من القيام بعملهم، طالب بان كي مون «بالتعاون التام من جانب الحكومة السورية»، وخصوصاً بان تضمن للبعثة «حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة أفرادها، إضافة إلى استخدام وسائل حاسمة مثل الطوافات»، مشيراً الى «هذه القضية ستبحث بتفصيل أكثر مع السلطات السورية».
«المجموعة الرائدة لأصدقاء سوريا»
ومن باريس نقل مراسل «السفير» محمد بلوط عن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قوله «ليس لحلف شمال الأطلسي ما يفعله في المنطقة». وكرر جوبيه إلى «السفير» الموقف الفرنسي من التلويح بالتدخل العسكري في سوريا. ورد الوزير الفرنسي «على تلويح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بحلف شمال الأطلسي وتذكيرها في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية الأربعة عشر في المجموعة الرائدة «لأصدقاء سوريا» بأن «النزاع السوري يدور على درج الحلف وتفكير الأتراك باستخدام الفقرة الخامسة من ميثاق الحلف»، التي تتيح تدخلهم لحماية حدود بلد عضو يتعرض للنيران السورية عبر الحدود .
وخلال لقاء في مركز الصحافة الأجنبية، قال جوبيه إلى «السفير» إنه «ينبغي أن نعمل على تفادي الخيار العسكري الذي سيؤدي حتماً إلى إشعال حرب أهلية. هناك فرق كبير مع ما جرى في ليبيا التي تمتعت بانسجام بين المعارضة ومجتمع مؤلف من السنة المالكيين بنسبة 95 في المئة، وهذا ليس حال سوريا، التي تعيش فيها طوائف وجماعات متنوعة من الأكراد والعلويين والمسيحيين، ويجعل من خطر الحرب الأهلية عالياً جداً. نحن نعمل على تفادي أي انخراط لحلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة، التي لا عمل لها فيها هذا من جهة، وعلى تفادي أي تدخل عسكري من جهة ثانية».
النهار
"أصدقاء الشعب السوري" يصّعدون الضغط لتنفيذ خطة أنان
تلويح باللجوء إلى الفصل السابع وإحياء فكرة الممرات الإنسانية
وتناولت صحيفة النهار الشأن السوري وكتبت تقول "وجهت مجموعة دول "اصدقاء الشعب السوري" التي اجتمعت في باريس أمس، تحذيراً قوياً الى النظام السوري اذ اعتبرت ان خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان هي بمثابة الفرصة الاخيرة امامه للتوصل الى حل سلمي للأزمة، وإلا اتجهت سوريا نحو حرب اهلية واقليمية، وانه تجب العودة الى مجلس الامن لاتخاذ قرار بفرض عقوبات تشمل حظراً على السلاح واجراءات اخرى مشددة بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يخول استخدام القوة. وقبل اجتماع باريس، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون في رسالة الى مجلس الامن ان سوريا لم تف حتى الان بالتزاماتها في ما يتعلق بنشر بعثة المراقبين الدوليين، واقترح ارسال نحو 300 مراقب مع اتاحة حرية الحركة لهم على الاراضي السورية لفترة "اولية" ثلاثة اشهر. وتزامن التصعيد الغربي مع توقيع السلطات السورية "تفاهماً اولياً" مع الامم المتحدة في شأن عمل بعثة المراقبين. الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ان موسكو "تقوم بدورها بكل صدق" لانهاء العنف، وان على المجتمع الدولي الكف عن توقع فشل خطة انان.
جوبيه
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الذي شارك فيه 14 وزيراً للخارجية بينهم الاميركية هيلاري كلينتون فضلاً عن وزراء غربيين وعرب، ان "خطة انان هي فرصة للسلام، وهي فرصة ينبغي الا تفوت". وأضاف ان المعارضة السورية "وفت بالتزاماتها" من حيث احترام وقف النار خلافا للنظام. واوضح ان "المجموعات (المعارضة) على الارض احترمت وقف النار على رغم ان التنسيق بينها كان صعباً بسبب استفزازات النظام". ولكن "لا نستطيع ان نقول الشيء نفسه عن النظام السوري". ودعا الى فرض عقوبات اشد على دمشق، والى زيادة عدد المراقبين الدوليين المنتشرين في سوريا، وتعزيز هؤلاء المراقبين من طريق تزويدهم الامكانات البرية والجوية. وشدد على انه يجب ان تتوافر للمراقبين كل الوسائل التي تتيح لهم "اجراء تقويم واضح للتطبيق الفعلي لخطة انان".
واعتبر ان "خطة انان هي ضمان للسلام والحرية، وفشلها هو الطريق لحرب اهلية وربما اقليمية. دعونا نتحمل مسؤولياتنا". وحض الدول الكبرى على دعم جهود الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا. واعلن ان بلاده وشركاءها سيتقدمون قريبا بمشروع قرار امام مجلس الامن لنشر بعثة مراقبين في سوريا. ولاحظ ان على بعثة المراقبين ان "تكون صلبة قدر الامكان". وحذر من انه "اذا لم يتم تنفيذ خطة انان على غير فاعل، فسنفكر في خيارات اخرى. لقد قررنا ان يبحث مجلس الامن في خيارات اخرى".
كلينتون
ودعت كلينتون الى "تشديد الاجراءات" في حق النظام السوري من أجل ضمان احترام خطة انان، على ان يشمل ذلك قرارا لمجلس الامن يتضمن عقوبات وحظرا على الاسلحة. وقالت: "علينا ان نتجه بقوة نحو مجلس الامن من أجل (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يلحظ عقوبات ومنعا للسفر وعقوبات مالية وحظراً على الاسلحة".
ومع معارضة روسيا اصدار اي قرار لمجلس الامن يندد بسوريا، ستدرس مجموعة الدول التي اطلقت على نفسها "اصدقاء الشعب السوري" الخيارات الاخرى. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان هذه الخيارات قد تشمل اقامة ممرات انسانية داخل سوريا من اجل تقديم المساعدات للمدن التي تشهد تمردا.
سعود الفيصل
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل :"اتعجب لكون النظام الذي يقمع يستطيع الاستمرار في تسليح نفسه في حين لا تملك الضحايا البريئة وسائل الدفاع عن نفسها... ما دام المجتمع الدولي عاجزا عن وقف النزف، فان الحد الادنى للامور يفترض ان تساعد الدول المختلفة السوريين في الدفاع عن انفسهم". واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان روسيا والصين دعتا الى هذا الاجتماع، لكنهما اعتذرتا عن الحضور .
الأمم المتحدة
وفي نيويورك، تصدر انشاء مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا "أنسميس" أمس المشاورات التي أجراها اعضاء مجلس الأمن بناء على توصية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، الذي تحدث عن "أدلة مقلقة للغاية" على استمرار أعمال العنف على رغم التعهدات المقدمة الى أنان، في ظل تحفظات أميركية وأوروبية عن السرعة التي ينبغي اعتمادها في خطوة ارسال المهمة الكاملة للمراقبين.
وغداة رسالة وجهها بان الى مجلس الأمن يوصي فيها بنشر أولي لما يصل الى 300 مراقب، استمع أعضاء المجلس في جلسة مغلقة الى احاطتين من نائب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام أدموند موليت ومن نائب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا جان - ماري غيهينو الذي أكد أن ثمة حاجة الى ارسال المراقبين في أسرع ما يمكن على رغم الأخطار الناجمة عن استمرار أعمال العنف. وقال إن نشر المراقبين "يمكن أن يؤدي الى تغيير الديناميات السياسية على الأرض".
واثر الجلسة، قال بان للصحافيين إن "الأيام الأخيرة، بوجه خاص، جلبت تقارير عن تجدد وتصاعد للعنف بما في ذلك قصف مناطق مدنية وارتكاب القوات الحكومية انتهاكات جسيمة وحصول هجمات من الجماعات المسلحة". وأضاف: "أتطلع الى أن يتخذ المجلس إجراء مبكراً" لارسال المراقبين. وأفاد أن أكثر من 230 ألف شخص شردوا وأن نحو مليون شخص يحتاجون الى المساعدة. وأكد أن "أنسميس" ستراقب أيضاً الحدود وعمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود الى سوريا. ورفض أي شروط مسبقة من الحكومة السورية على جنسيات المراقبين.
الأخبار
توقيع اتفاق عمل المراقبين
مجلس الأمن يصادق الاثنين على 300 مراقب... وبان يطالب دمشق بتسهيل «عملية إنسانية» ضخمة
كما تناولت صحيفة الأخبار التطورات المرتبطة بالأزمة السورية وكتبت تقول "طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الحكومة السورية توفير «حرية حركة كاملة» لمراقبي الامم المتحدة وتسهيل «عملية انسانية ضخمة» لمساعدة السكان، في وقت تم فيه التوقيع على اتفاق اولي أمس بين دمشق والامم المتحدة ينظم عمل بعثة المراقبين.
بدأ مجلس الامن الدولي امس دراسة التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتوسيع مهمة مراقبي المنظمة الدولية المكلفين الاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا. واستمع مجلس الامن الى تقرير من جان ماري غيهينو، مساعد المبعوث العربي والدولي كوفي انان بشأن الوضع في سوريا. واستناداً الى المندوبة الاميركية سوزان رايس فإن غيهينو اوضح ان «الحكومة السورية لم تف بعد بالتزاماتها». واعتبرت ان عمل طليعة المراقبين المنتشرين ميدانياً سيكون بمثابة «اختبار» لرغبة دمشق.
وفي ما يتعلق بنشر 300 مراقب كما طالب بان، اكتفت رايس بالقول ان المباحثات ستستمر. وأوضحت أن «بعض الدول الاعضاء تتلهف على ذلك لكن هناك الكثير من الدول التي تشعر بالقلق» من «عدم تحقق» بعض الشروط المطلوبة ولا سيما وقفاً دائماً لاطلاق النار.
وفي دمشق، تم التوقيع على اتفاق اولي امس بين الحكومة السورية والامم المتحدة ينظم عمل بعثة المراقبين. واعلنت وزارة الخارجية السورية انه «تم التوقيع رسميا في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين». وأشارت الى أنه وقّع على الاتفاق من الجانب السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وعن الأمم المتحدة رئيس وفد المراقبين الى سوريا المستشار العسكري الهندي أبهجيجت أنمول، وهو من إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة.
وفي نيويورك، قال سفراء ان نائب رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة أبلغ مجلس الامن بأن الامم المتحدة لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع دمشق بشأن استخدام بعثة المراقبين في سوريا للامكانات الجوية الضرورية. وقال موليه ان سوريا والأمم المتحدة وافقتا على حل هذه القضية في وقت لاحق، لكنه اكد أن استخدام الطائرات «سيكون حيوياً للبعثة».
في جنيف، اوضح المتحدث باسم انان، أحمد فوزي، في بيان ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه «يهدف الى تأمين اساس لبروتوكول ينظم عمل طليعة المراقبين الدوليين (...) وبعثة المراقبين» الموسعة في حال انتشارها. واشار الى ان هذا الاتفاق يحدد «وظائف المراقبين خلال قيامهم بالتفويض المعطى لهم في سوريا، بالاضافة الى واجبات ومسؤوليات الحكومة السورية». واضاف ان مكتب انان «يقوم ايضاً بمفاوضات مماثلة مع ممثلين عن المعارضة حول واجبات ومسؤوليات مجموعات المعارضة المسلحة».
وزار وفد المراقبين الموجود في سوريا منذ الاحد مدينة درعا أمس للمرة الثانية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «اطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية السورية وقع في مدينة الحراك في محافظة درعا بعد خروج وفد من لجنة المراقبين الدوليين منها». وبث ناشطون مقاطع مصورة من الزيارة الى خربة غزالة في ريف درعا على شبكة الانترنت يظهر فيها تجمع حشد من الاهالي حول سيارة تحمل شارة الامم المتحدة وهم يهتفون «حرية»، و«الشعب يريد اسقاط النظام».
من جهة ثانية، اعلنت الصين أمس انها «تدرس» امكانية ارسال مراقبين لوقف اطلاق النار في سوريا. ورشح اليمن عشرة ضباط للمشاركة في فريق المراقبين الدوليين في سوريا، وذلك بناءً على طلب من الأمم المتحدة.
وفي موقف لافت، ابدى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا «تشككه العميق» في نية النظام السوري تطبيق وقف اطلاق النار الهش نظراً لما وصفه بسلسلة «الافعال الخادعة» التي ارتكبها الرئيس السوري بشار الاسد. وقال، في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، «من جميع الزوايا فإن الوضع في سوريا معقد للغاية». وحذّر قائد القوات الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال الجلسة من ان الاضطرابات في سوريا تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.
على صعيد آخر، نفى حاكم مصرف سوريا المركزي اديب ميالة نية المصرف طرح قسم من احتياطي الذهب الذي يملكه للبيع. وقال، في تصريح خاص لـصحيفة الوطن السورية الخاصة، إن «هذا النوع من الأخبار المغرضة يصدر بالتزامن مع توجه سعر صرف الليرة السورية إلى الاستقرار».
اللواء
مجلس الأمن يناقش الوضع في سوريا وطلب بان إرسال 300 مراقب عسكري
توقيع بروتوكول عمل المراقبين دون التوصّل لاتفاق حول استخدام الطائرات
بدورها تناولت صحيفة اللواء الاحداث في سورية وكتبت تقول "توصّلت الامم المتحدة والحكومة السورية الى اتفاق يضع الاطر العامة لنشر مراقبي الامم التحدة لمراقبة الهدنة التي تم التوصل اليها بموجب خطة السلام الدولية، لكن لم تُحسم مسألة استخدام الطائرات في مهام المراقبين، في حين كان مجلس الامن يناقش قرارا جديدا بإرسال عدد كبير من المراقبين طالب به بان كي مون الامين العام للمنظمة الدولية الذي قال بأنّ سوريا لم تلتزم بتطبيق خطة انان بشكل كامل.
وقال متحدث باسم كوفي بانان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا، بأن الاتفاقية تغطي الجوانب العملية من مهمة مراقبي الامم المتحدة، والمسؤوليات المنوطة بالحكومة السورية. وأضاف بأنّ فريق انان يجري مناقشات مماثلة مع ممثلي المعارضة بشأن مهام ومسؤوليات جماعات المعارضة المسلحة. وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية السورية بأنّ «هذه الاتفاقية الاولية تهدف الى تسهيل مهام المراقبين في اطار السيادة السورية».
وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية «تم التوقيع في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولى الذي ينظم الية عمل المراقبين التابعين للامم المتحدة في سوريا». وأضاف البيان: «ان هذا الاتفاق الاولي يأتي في سياق الجهود السورية الرامية لإنجاح خطة (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية) كوفي انان ويهدف الى تسهيل مهمة المراقبين ضمن اطار السيادة السورية والتزامات الاطراف المعنية بإنجاح هذه المهمة وذلك بضوء المراعاة التامة للقانون الدولي الناظم لعمل هذا النوع من البعثات الدولية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي: «انجاح خطة انان. هذه هي القراءة للبرتوكول الاجرائي».
مجلس الأمن
إلى ذلك، قال دبلوماسيون بمجلس الامن بأنّ نائب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان أبلغ المجلس بأن هناك حاجة لنشر مزيد من المراقبين على وجه السرعة في سوريا رغم المخاطر وأعمال العنف المستمرة. وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه بأنّ جان ماري جينو أبلغ المجلس بأن نشر مزيد من المراقبين العسكريين غير المسلحين «سيتيح امكانية تغيير الاليات السياسية على الارض».
وأبلغ ادموند موليه نائب رئيس عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة مجلس الامن ان سوريا والامم المتحدة وقعتا اتفاقا مبدئيا امس بشأن شروط بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار لكن الاتفاق تجنب القضية الاساسية الخاصة بالطائرات. وقال دبلوماسي بأنّ موليه ذكر ان سوريا والمنظمة العالمية اتفقتا على تسوية القضية في وقت لاحق لكنه اكد ان استخدام الطائرات «سيكون حيويا للبعثة».
وكانت سوريا استبعدت ان يكون هناك أي حاجة لطائرات الامم المتحدة، لكن دبلوماسيين ومسؤولين بالامم المتحدة يقولون ان البعثة الصغيرة ستحتاج الى طائرات وطائرات هليكوبتر تابعة للامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار بطريقة صحيحة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أيضا بأنّ طائرات الهليكوبتر والمعدات العسكرية الاخرى ستكون ضرورية. وقال للصحافيين امس ان «هذه القضية ستبحث بتفصيل أكثر مع السلطات السورية، ونظرا لاتساع رقعة البلاد وفي ضوء العدد المحدود جدا لفريق المراقبة التابع لنا سيتعين علينا توفير وسائل للتحرك بطريقة بالغة الكفاءة والفاعلية». وتابع بأنّ السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري أكد مجددا تصميم الحكومة السورية على تقديم الدعم والتعاون الكامل مع بعثة المراقبة.
تشوركين
من جهته، أفاد المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بأنّ مجلس الأمن الدولي قد يتبنى قرارا جديدا حول سوريا قريبا. وقال في تصريح صحفي بعد الاجتماع: «أعتقد بأنّ بإمكاننا أن نتصرف بسرعة كبيرة. لقد أكدت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن أنها تود الحصول على تقرير إضافي حول الأوضاع الميدانية في سورية الأسبوع المقبل». ولم يستبعد تشوركين أن يكرر القرار الجديد لمجلس الأمن الكثير مما نص عليه قراره رقم 2042 حول سوريا.
رسالة بان
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد ابلغ مجلس الأمن بأنّ الحكومة السورية لم تلتزم بشكل كامل بخطة كوفي انان لإحلال السلام في سوريا. واضاف الامين العام في رسالة إلى مجلس الامن بأنّ سوريا لم تسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن، الا أنه أكد وجود «فرصة للتقدم» في سوريا، موصيا المجلس بارسال بعثة تضم 300 مراقب لوقف النار لفترة اولية امدها ثلاثة شهور.
المستقبل
ساركوزي يتّهم الأسد بأنه يريد محو حمص من الخارطة مثلما أراد القذافي تدمير بنغازي
كلينتون: قرار تحت الفصل السابع حول سوريا أو تفعيل الدفاع المشترك لـ"الناتو"
صحيفة المستقبل تناولت الشأن السوري وكتبت تقول "سجلت أمس حركة ديبلوماسية دولية مكثفة في باريس حيث عقد اجتماع لمجموعة من دول "أصدقاء سوريا" ونيويورك حيث استمع مجلس الامن الدولي الى تقرير عن التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهدف توسيع مهمة المراقبين المكلفين الاشراف على وقف النار.
الحركة الديبلوماسية تلك، تخللتها مواقف حاسمة، ربما اكثرها صراحة لوزيرة الخارجية الأمركية هيلاري كلينتون التي دعت الى قرار جديد في مجلس الامن حول سوريا تحت الفصل السابع، وهو أمر لن يكون سهلا بسبب "الفيتو" الروسي ـ الصيني، طارحة من ضمن الخيارات تفعيل اتفاق الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للوقوف الى جانب تركيا التي تعدت قوات بشار الأسد على أراضيها.
فقد أكدت كلينتون خلال اجتماع باريس: "يجب ان نبدأ بالتحرك بقوة في مجلس الامن بهدف (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات تشمل حظر السفر وعقوبات مالية وحظرا على الاسلحة". واضافت ان تفعيل الفصل السابع سيشكل ضغطا على النظام "يتيح لنا دفعه الى تطبيق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي) انان بنقاطها الست". الا ان كلينتون اقرت بأن روسيا، التي تملك حق النقض في مجلس الامن، قد لا تسمح باقرار مثل هذه الخطوة، وقالت انه في هذه الحال على الدول ان تسعى الى فرض مزيد من العقوبات الديبلوماسية والاقتصادية.
وقالت ان احد تلك الاجراءات هو ان يفعل الحلف الاطلسي اتفاقية الدفاع المشترك ردا على القصف السوري "المشين" لمنطقة على الحدود مع تركيا، العضو في الحلف. واضافت "انا اعلم تماما انه في هذه المرحلة فانه من المرجح ان يتم الاعتراض على هذه الجهود، ولكننا نحتاج الى البحث عن طريقة من اجل الدفع الى الامام"، لافتة الى انها التقت في وقت سابق نظيرها الروسي سيرغي لافروف في بروكسل. وتابعت "لقد كان (وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف) كالعادة مصمما تماما على القاء المسؤولية على جميع الاطراف، وخصوصا على المعارضة، ولكنه ادرك كذلك ان الوضع ليس ثابتا ولكنه يتدهور". واضافت "وبعد ذلك علينا ان نبقي الاسد في حالة اختلال توازن بتركنا جميع الخيارات مطروحة على الطاولة". واكدت ان "تركيا ناقشت مع الحلف الاطلسي .. خلال اليومين الماضيين عبء اللاجئين السوريين على تركيا، والقصف المشين عبر الحدود من سوريا الى تركيا قبل اسبوع".
وتنص المادة الرابعة من معاهدة الحلف على ان الهجوم على اي عضو من الحلف هو هجوم على جميع الاعضاء، ما يشير الى ان اي قصف جديد عبر الحدود يمكن ان يعتبر هجوما على الحلف العسكري الاقوى في العالم. وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن جميع الخيارات مفتوحة بشأن الأزمة في سوريا، مشيرا في نفس الوقت إلى محاذير أي سيناريو عسكري. وقال بانيتا في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أمس: "الولايات المتحدة أوضحت أن نظام الأسد فقد شرعيته وأن هذه الأزمة ليس لها حل فعال بدون تنحي الأسد". وأضاف: "الولايات المتحدة مسؤولة عن جعل النظام السوري مسؤولا عن التزاماته، ونحن نقود جهودا دولية للمساعدة على إيقاف العنف ودعم عملية انتقال سياسي في سوريا".
عودة إلى باريس، فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان "على مجلس الامن ان يتبنى قرارا جديدا لتشكيل بعثة المراقبين. وعلى هذه البعثة ان يكون لها التفويض والوسائل الضرورية لتحقيق اهدافها. ان فرنسا مع شركائها في المجلس ستقترح سريعا جدا مشروع قرار". واضاف ان على بعثة المراقبين ان "تكون صلبة قدر الامكان. ولتتمكن من القيام بمهمتها في شكل كامل، على هذه القوة ان تزود امكانات كبيرة وتنتشر في اسرع وقت وتغطي كل المناطق التي تجري فيها الاحداث.. على المراقبين ان يزودوا بكل الوسائل الضرورية لانجاز مهمتهم عبر امتلاك تجهيزات حديثة تهدف الى ضمان مراقبة فاعلة".
فرنسياً ايضا، كان الرئيس نيكولا ساركوزي دعا قبل الاجتماع الذي حضرته الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية ودول أخرى، لإقامة ممر آمن لمنظمات الإغاثة لنقل الغذاء والدواء إلى نحو مليون مدني محاصرين في الصراع. وقال ساركوزي لإذاعة "أوروبا 1": "بشار الأسد يكذب.. يريد محو حمص من على الخارطة مثلما أراد (الزعيم الليبي الراحل معمر) القذافي تدمير بنغازي". وأضاف: "الحل هو إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية حتى يمكن أن توجد معارضة في سوريا".
أما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل فأجاب عن سؤال حول ما اذا كانت بلاده وقطر لا تزالان عازمتين على تسليح الثوار بالقول "لا احد يشك للحظة في وجود مذبحة في سوريا. الغريب في الأمر ان المجال متاح للقاتل الذي يقوم بالجريمة بأن يتسلح ويفعل ما يريد وفي المقابل لا يسمح لهؤلاء الأبرياء بالتسلح للدفاع عن انفسهم. وطالما ان الموقف الدولي لم يتمكن من وقف النزيف فعلى الدول مساعدة السوريين في الدفاع عن انفسهم".