26-11-2024 06:34 AM بتوقيت القدس المحتلة

انطلاق فجر الأوديسة: ليبيا الثورة تواجه استحقاق الحرب

انطلاق فجر الأوديسة: ليبيا الثورة تواجه استحقاق الحرب

لم يعد المشهد الليبي يقتصر على ثورة يقودها الشعب لإسقاط النظام. أراد مجلس الأمن ولوج المشهد عبر قرار حمل الرقم 1973 سمح لقوات التحالف ببدء ما أسمته "فجر الأوديسة": عملية عسكرية تهدف في ظاهرها إلى تح


  

لم يعد المشهد الليبي يقتصر على ثورة يقودها الشعب لإسقاط النظام. أراد مجلس الأمن ولوج المشهد عبر قرار حمل الرقم 1973 سمح لقوات التحالف ببدء ما أسمته "فجر الأوديسة": عملية عسكرية تهدف في ظاهرها إلى تحرير الليبيين من قمع القذافي وفي باطنها إلى تسيير الحدث وفقاًَ لمصالحها.

قصفت السفن الحربية التابعة للولايات المتحدة الأميريكية وبريطانيا وفرنسا، ليبيا بصواريخ توماهوك. وشنّت الطائرات الحربية غارات جوية على الأراضي الليبية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وفي أكبر عدوان عسكري على العالم العربي منذ غزو العراق عام 2003، أطلقت السفن الحربية الأميركية والبريطانية عدد كبير من صواريخ توماهوك باتجاه الأراضي الليبية.
وقامت مقاتلات بي-2 شبح الأميريكية بإلقاء أربعين قنبلة على قاعدة جوية ليبية.  

وقال الأميرال الاميركي وليام غورتني لصحافيين، إن هذه الصواريخ أصابت "أكثر من عشرين هدفاً من الأنظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية" على الساحل الليبي.
  
من جهته، صرّح مسؤول فرنسي، طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس، أن الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ "منسقة" من مقرّ أميركي في ألمانيا. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من تبني مجلس الأمن الدولي قراراً يجيز استخدام القوة ضد ليبيا. وألقيت قنابل قرب باب العزيزية، مقرّ الرئيس الليبي معمر القذافي. 
في المقابل، ردّت المدفعية الليبية المضادة للطيران على القصف الذي استهدف مقرّ القذافي. وذكر التلفزيون الليبي أن مئات الأشخاص تجمعوا أمام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه.
  وأعلن مسؤول ليبي أن ضربات قوات التحالف أدّت إلى مقتل 48 شخصاً على الاقل وجرح 150 مواطناً معظمهم من النساء والاطفال. وذكر التفزيون الليبي نقلاً عن متحدث باسم الجيش الليبي أن "اهدافاً مدنية" في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت لغارات "معادية".
  
وفي كلمة مقتضبة عبر الهاتف بثّها التلفزيون الليبي، أعلن القذافي بعد ساعات قليلة على بدء العملية العسكرية أن قواته "ستهاجم كل هدف مدني أو عسكري في البحر الابيض المتوسط".
   وأضاف أن "البحر المتوسط معرّض للخطر بسبب هذا العدوان البربري وقد أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية". مؤكداً أن "مصالح الدول التي شاركت في العدوان ستتعرض  للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل بإشعال حرب". كما أعلن القذافي أنه "منذ الآن يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعاً عن وحدة تراب ليبيا "، مشدداً على أن "الشعب الليبي الشجاع يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر". وهدد القذافي الإتحاد الأوروبي بوقف دعم مكافحة الهجرة غير الشرعية.
  
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها، أنها تعتبر قرار مجلس الامن 1973، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإقامة منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية قد "انتهى مفعوله"، داعية مجلس الامن إلى عقد اجتماع طارئ.   
   
   وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أنه أذن للقوات الاميركية القيام ب"عمل من جهة أخرى، عسكري محدود" في ليبيا لفرض احترام القرار 1973، حسب زعمه. وأكد أوباما أن بلاده لن تنشر قواتها على الأراضي الليبية ". وحذّر اوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بأن "الأفعال لها عواقب". وأضاف أوباما أن العملية العسكرية ستتم على عدة مراحل "لفرض احترام قرار الأمم المتحدة ومنع النظام الليبي من استخدام القوة ضد شعبه".
  
وبعد بدء العملية العسكرية، عبّرت روسيا والصين اللتان امتنعتا عن التصويت على القرار1973، عن أسفهما للتدخل العسكري في ليبيا. وقال المتحدث بإسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش "نعرب عن الأسف لحصول هذا التدخل المسلح الذي يتم في اطار القرار 1973  الذي أقر على عجل". من جهتها،
 أكدت وزارة الخارجية الصينية ضرورة احترام "سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي هذا البلد".