تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع مهمة المراقبين الدوليين في سورية والحديث الأميركي عن فشلها في الوقت الذي حذرت فيه موسكو من عرقلتها .
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع مهمة المراقبين الدوليين في سورية والحديث الأميركي عن فشلها في الوقت الذي حذرت فيه موسكو من عرقلتها .
السفير :
صحيفة السفير عنونت"واشنطن تعدّ لما بعد فشل خطة أنان .. وموسكو تحذر من عرقلتها"و"مهمة المراقبين تواجه عقبات .. وأسئلة في مجلس الأمن"
وكتبت تقول"حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، موضحا انه «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، فيما رأى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان أن الوضع في سوريا «غير مقبول» ويتطلب المزيد من الالتزام من جانب الحكومة السورية والمزيد من المراقبين، ملمحا في خطاب في السويد لم يذكر فيه سوريا بالاسم الى ان التدخل العسكري الدولي قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن القرار يجب الا يتخذ باستهتار".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن للبعثة وسائل نقل جوية. وقال «من المهم فعلا أن تقدم الحكومة السورية حماية تامة للمراقبين وان تضمن حريتهم في التنقل والحركة». وأوضح انه يتوجب على دمشق أن تقدم لهذه البعثة «كل التعاون» الممكن بما في ذلك «وسائل جوية»، موضحا انه بعث برسالة بهذا الخصوص إلى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لنقلها إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع «آمل أن تتعاون الحكومة السورية كليا» مع وسيط الأمم المتحدة كوفي انان.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن واشنطن تستعد لإمكانية فشل خطة انان في إيقاف العنف في سوريا وستتخذ إجراءات إضافية ضد الحكومة السورية إذا حصل هذا الأمر. وأدانت تواصل العنف وعدم قدرة المراقبين على القيام بعملهم. وأشارت الى ان الولايات المتحدة والحلفاء ملتزمون بخطة انان، ويريدون ان تنجح، لكنها اضافت «انها لا تثق بان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ستذعن لها». وأوضحت انه اذا فشلت خطة انان فإن واشنطن تخطط لعقوبات إضافية على النظام السوري وعزله.
وأعلنت الحكومة السورية، بعد اجتماع برئاسة عادل سفر، أنها قررت «تشكيل لجنة إنجاز برئاسة وزير الإدارة المحلية وعضوية وزراء الداخلية والصحة والإسكان والتعمير والكهرباء والدولة للمشاريع الحيوية تقوم بحصر وتقدير الأضرار الواقعة في حمص، ومنحها الصلاحيات والإمكانات لإنجاز مهامها لإعادة الحياة وعودة المواطنين إلى بيوتهم بالسرعة القصوى».
ونقل دبلوماسي في نيويورك عن انان إبلاغه مجلس الأمن أن الوضع في سوريا لا يزال «غير مقبول».
وأبلغ قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسوس مجلس الأمن الدولي بأن نشر مئة عنصر من بعثة المراقبين الدوليين في سوريا يتطلب شهراً واحداً، حسبما نقل عنه دبلوماسي في نيويورك.
وكان المتحدث باسمه احمد فوزي قال، لشبكة التلفزة التابعة للأمم المتحدة، إن «وقف إطلاق النار هش للغاية وندعو الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها في شكل كامل».
وأضاف أن تطبيق وقف إطلاق النار «يعني سحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن»، موضحا أن «صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية أثبتت أن هذا الأمر لم يحصل كليا، وهذا غير مقبول. وسيقول انان هذا لمجلس الأمن عندما يتحدث إليه في جلسة مغلقة».
وتابع فوزي أن مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماه، وحين يصلون «يتوقف إطلاق النار»، لكنه أضاف أن «لدينا تقارير موثوقة تفيد أنهم عندما يغادرون يتجدد» إطلاق النار. وتابع إن «أفراد الجيش وقوات الأمن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الأمم المتحدة بعد مغادرة المراقبين المدينة، وأحيانا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل».
وكانت الرابطة السورية لحقوق الإنسان اتهمت، في بيان، «القوات النظامية بتنفيذ عملية إعدام ميداني في حماه أمس (الأول) في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الأحد الماضي». وزار وفد المراقبين حماه وحمص.
وأشار فوزي إلى أن انان سيبلغ مجلس الأمن بوجود حاجة «لوجود أقوى» للمراقبين في سوريا. ونقل عن انان تأكيده أن 11 أو 12 مراقبا هو عدد غير كاف ولا بد من «وجود اكبر». وشدد على انه «مع نحو 300 (مراقب) سنكون قادرين على مراقبة مزيد من المدن».
وقال انان، في خطاب في جامعة لوند السويدية، إن استخدام المراقبين يتطلب «موظفين أكفاء، وتفويضا قويا ودعما دوليا واضحا»، مضيفا انه لا يمكن ضمان
سلامتهم دائما. وشدد على انه يجب ألا ينتظر المجتمع الدولي النزاعات «لتنفجر» قبل إرسال مبعوثين أو مراقبين. وتابع «في الغالب، يكون رد مجلس الأمن ضعيفا أو غير موجود. إن أعماله لا تنطلق من المبادئ بل عبر السياسة أو انتقائيا».
واعتبر أن على العالم أن يكون مستعدا للتدخل عسكريا عندما «لا تتم حماية السكان من أبشع الجرائم». وقال، من دون أن يذكر سوريا بالاسم، «بالتأكيد يجب أن يكون الحل العسكري آخر ما يتم اللجوء إليه، لكنه قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن يجب الا يتم اتخاذ القرار باستهتار».
روسيا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، إن «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ألا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم». وأضاف أن «الوفد قد أدى دورا ايجابيا وإننا نعول على زيادة عدد المراقبين قريبا جدا إلى 300 كما ورد في قرار الأمم المتحدة». وتابع «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، معربا عن أسفه لوجود «وسائل إعلام تستند إلى مصادر لا تبعث على الثقة».
ونقلت وكالة «ايتار تاس» عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن لافروف سيلتقي في موسكو غدا وفدا من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، التي هي احد أطياف المعارضة الداخلية في سوريا».
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيغوف، في تصريح لوكالة «انترفاكس»، أن «تقرير مصير سوريا يجب أن يكون بيد السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي. أما كيف سيكون هذا القرار فهذا ما سيقرره السوريون أنفسهم، ومن سيترأس البلاد فهذا ما سيقرره السوريون فقط».
وحول العقوبات الأوروبية الجديدة، قال تشيغوف إن «نهج العقوبات المفروضة ضد السوريين ليس هو ذلك الطريق الذي يؤدي إلى تسوية سياسية». وأضاف «موقفنا معروف للجميع بما فيه الكفاية، بمن فيهم لواضعي قرار الإجراءات الجديدة ضد دمشق. من الضروري وقف العنف ومراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، بما في ذلك عبر إشراك مراقبي الأمم المتحدة بعدد اكبر، وبالطبع عبر إنشاء حوار سياسي بمشاركة كافة القوى السياسية السورية الأساسية، والذي بمقدوره أن يؤدي إلى حل من قبل السوريين أنفسهم».
وقال نائب رئيس الحكومة الروسية المشرف على المجمع الصناعي العسكري ديميتري روغوزين «سنستمر بالتعاون في المجال العسكري التقني مع سوريا، تنفيذا للاتفاقيات الموقعة في هذا المجال، ولكن منظومة صواريخ أس 300 ليست من ضمنها».
وقالت باريس إنها لا تزال تدعم خطة انان لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد من دون حدوث تغييرات على الأرض لا سيما في ما يتعلق بانتشار القوات السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «يجب على النظام ألا يخطئ هذه المرة. لا يستطيع أن يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة أطول كثيرا. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة إذا لم يتغير الوضع على الأرض».
غليون
وأعرب رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مؤتمر صحافي في القاهرة، عن امله في ان يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة غدا «الباب لقرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت البند السابع لارغام النظام السوري على وقف العنف».
وقال «هناك تحد امام الجامعة العربية ومجلس الامن ومجموعة اصدقاء سوريا يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية الدولية» التي طرحها انان. واضاف ان «النظام السوري لا يفي بالتزاماته» وفقا لمبادرة انان وبالتالي «يجب ان نذهب الى مجلس الامن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الاقل من اجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الاغاثة الدولية».
ميدانيات
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان، مضاعفة مساعداته الغذائية في سوريا لتصل إلى ربع مليون متضرر نهاية نيسان الحالي، ونصف مليون خلال الأسابيع المقبلة، إلا انه حذر من عجز في الميزانية بسبب عدم تحصيل المبلغ اللازم لإتمام العملية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «انفجرت عبوة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة في سيارة نوع مازدا قرب مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق». وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة إن «العبوة كانت ملصقة تحت السيارة من جهة السائق، ما أدى إلى إصابته بجروح». وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الإيراني، لكن لم تلحق أضرار بالمركز.
وأضافت الوكالة السورية «اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل في ريف دمشق». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «اغتيل مساعد أول في الاستخبارات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة. كما قتل شخص في دوما».
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت" الأسد: الأزمة في بدايتها"
وكتبت تقول"يوم السابع من أيار الشهر المقبل، يتسلّم فلاديمير بوتين مقاليد الحكم في الكرملين، مدشّناً عهده الجديد كرئيس لجمهورية روسيا الاتحادية. وفي السابع من أيار، أيضاً، سيكون معلوماً اسم الرئيس الفرنسي الجديد، إذ تجري الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية في السادس من أيار. ومع بزوغ فجر اليوم التالي تكون صناديق الانتخابات حسمت نتيجة السباق بين نيكولا ساركوزي ومنافسه".
وليس من دون خلفيات موحية أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد ضرب موعداً لعقد الانتخابات التشريعية الأولى من نوعها في بلده، في اليوم السابع من أيار المقبل أيضاً.
وفي سوريا يجري التعامل مع رزمة استحقاقات السابع من أيار بوصفها مناسبة لإعادة إنتاج الرؤية الداخلية والإقليمية والعالمية تجاه المرحلة المقبلة. وكان الرئيس بشار الأسد عبّر عن هذا المعنى أخيراً في لقائه، بعيداً عن الأضواء، مع أحد رموز معارضة الداخل السورية، حيث كشف له أنه من وجهة نظره «فإن الازمة السورية لا تزال في هذه اللحظة في بدايتها»، لكنه أشار إلى «أن الموقف الدولي يتطور إيجاباً»، مشيراً «إلى أن إدارة الرئيس أوباما ستكون مضطرة مع حلول الصيف، إلى البحث عن تهدئة بسبب موجبات تفرضها الانتخابات الاميركية، ما يعزز فرص تعاونها مع موسكو للمساهمة في إنتاج حل للأزمة السورية». ولاحظ الأسد «أنه باستثناء قطر والسعودية وتركيا، فإن الموقف الدولي هو الآن أفضل».
وقال الأسد إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستجيب لطلب مجلس الشعب منه تأجيل الانتخابات النيابية المزمع عقدها في السابع من أيار المقبل، بعض الوقت، وذلك لأسباب تقنية، معتبراً «أنه مبدئياً عازم على إجرائها في موعدها، وإذا وافق على التأجيل، فإنها ستجري في الصيف على أبعد تقدير».
وأعلن الأسد في اللقاء «أنه ليس رئيس حزب البعث، بل هو رئيس كل سوريا»، وأنه مؤمن بإيجاد «تعددية حزبية في سوريا»، وأن «حزب البعث إن أراد البقاء في الساحة، فعليه أن يعمل بين الناس وينافس لضمان وجوده السياسي»، كاشفاً عن تطلّعه إلى «إنتاج جبهة سياسية أبعد أثراً في تأثيرها على مسار بناء المستقبل السياسي الجديد لسوريا، من صيغة الجبهة الوطنية الحالية».
وكشف الأسد عن أنه «ليس من الضروري أن يتمثل حزب البعث في الحكومة الجديدة المنوي تأليفها بعد الانتخابات، فقد يصار إلى الاكتفاء بتمثّله في البرلمان». كذلك تحدث عن العلاقات السورية ـــ اللبنانية، فأوضح، بحسب ما نقلته عنه الشخصية السورية عينها، «أن دمشق ستتعامل بشروطها مع القوى اللبنانية»، موحياً بأن «مصالح سوريا سيكون لها اعتبار في هذه العلاقات». وأوضح أنه فور الانتهاء من الانتخابات النيابية في سوريا، ستعاود دمشق الاهتمام بالعلاقات اللبنانية السورية وفق معايير جديدة للنظرة إلى طرائق العمل ضمن هذا الملف.
وقالت الشخصية السورية عينها، الممثلة لإحدى فصائل معارضة الداخل، إن هناك تفكيراً مشتركاً بين موسكو ودمشق للعمل من أجل إنتاج طاولة حوار وطني بين النظام ومن يقبل بالحوار معه، وأن الأسد يرحّب بدور روسيا التي تدافع عن إيجاد حل للأزمة السورية.
وكانت مصادر ديبلوماسية كشفت، ضمن هذا السياق، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال لنظيره الروسي لافروف، خلال لقائهما أخيراً في موسكو: «نحن جاهزون لإطلاق الحوار الوطني وتأمين عملية استمراره». وتنقل مصادر عن النظام السوري قوله إن الأخير سيفعّل هيئة الحوار الوطني بعد الانتخابات النيابية، لتدير الحوار الوطني بين المعارضة والنظام، بإشراف الحكومة الجديدة المزمع تأليفها بعد الانتخابات، على أن تكون هذه الهيئة مفتوحة لاستقبال قوى معارضة جديدة تدخل إليها، ولكن النظام لن يقبل بإدخال قوى من المعارضة لم تقبل حتى الآن الحوار مع النظام إلى الحكومة الجديدة.
وكشفت هذه المصادر أنه سيصل اليوم إلى روسيا وفد جديد يمثل قوى معارضة الداخل قوامها علي حيدر وقدري جميل، للتباحث مع لافروف في شأن إنشاء طاولة للحوار الوطني بين المعارضة والنظام لإنهاء الأزمة السورية وتجسيد مشروع إصلاحي شامل. وتأتي زياره هذا الوفد بعد أقل من أسبوعين على استقبال موسكو لوفد من هيئة التنسيق السورية المعارضة.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار» واكب زيارة هيئة التنسيق المعارضة إلى روسيا، عن أن وفد هيئة التنسيق المعارضة قدم وجهة نظره إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف، واقترح أن تبادر روسيا إلى إقناع النظام بإطلاق حوار حقيقي مع المعارضة. كذلك أطلق وفد هيئة التنسيق، خلال مباحثاتهم في موسكو، فكرة إجراء مؤتمر للمعارضة الداخلية، وأن تقنع موسكو النظام بالسماح بعقده في سوريا، حيث قد يجري أيضاً توجيه دعوة للمشاركة فيه إلى معارضة الخارج. وترى هيئة التنسيق، كما عبّر وفدها لموسكو، أنه يجب على روسيا أيضاً إقناع الأسد بالتنحّي، وهنا يمكن روسيا من وجهة نظرهم أن تؤدي دوراً كبيراً، عن طريق الحوار، بحيث يُتّفق على مرحلة انتقالية قوامها حكومة انتقالية. وهنا فارق جوهري بين موقف النظام في سوريا الذي يريد دوراً قيادياً في الحوار وإعادة البناء وبين رؤيتهم لهذه النقطة.
يجمل المصدر الدبلوماسي محصّلة اللقاء بالقول: «إن مواقف وفد هيئة التنسيق اتّسمت بأنها نظرية، والجيد فيها من وجهة نظر موسكو أنها لا تطالب بتنحّي الأسد سلفاً». إلا أن مصدراً في معارضة الداخل يقول: «إن اجتماع هيئة التنسيق مع الجانب الروسي لم يفض إلى نتائج إيجابية، فالروس أرادوا منها المشاركة في الحكومة السورية الجديدة المنوي تأليفها بعد الانتخابات، ولكن الأخيرة وضعت شروطاًَ لذلك».
النهار:
بدورها صحيفة النهار عنونت " أنان: الوضع في سوريا لا يزال غير مقبول"و"كلينتون: نستعد لاحتمال فشل مهمة المراقبين"
وكتبت تقول"انفجرت عبوة ناسفة بسيارة متوقفة قرب المركز الثقافي الايراني في حي المرجة بدمشق فأصيب ثلاثة اشخاص بجروح، فيما واصل المراقبون الدوليون جولاتهم على عدد من المدن السورية، وتمركز اثنان منهم بصفة دائمة في مدينة حماه على غرار مدينة حمص. واعلنت مصادر حكومية ومعارضة اغتيال ثلاثة ضباط في الجيش السوري. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وتحدثت تقارير استخبارية تركية عن انشقاق خمس الجيش السوري منذ بداية الاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد في اذار 2011، وأوضحت ان معظم الانشقاقات حدثت في الوحدات المتمركزة على الحدود السورية - اللبنانية والحدود السورية - التركية".
وفي احاطة قدمها الى مجلس الامن في وقت متقدم امس، أكد المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "أن الوضع الحالي في سوريا لا يزال غير مقبول، ويأتي على العكس تماما من إرادة المجتمع الدولي".
وقال ان "الحاجة ملحة الى اتخاذ اجراءات لنشر سريع لبعثة المراقبين لأن ذلك من شأنه ان يكون له تأثير ايجابي على الوضع". واضاف ان رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الفرنسي ايرفيه لادسو أبلغ مجلس الامن ان مئة مراقب سيتوجهون الى سوريا خلال شهر بينهم 30 قبل نهاية الاسبوع.
وأفاد ديبلوماسيون ان انان سيعين رئيس المراقبين "خلال الايام المقبلة". ويبدو ان الجنرال النروجي روبرت مود الذي اجرى محادثات مع النظام السوري لنشر بعثة المراقبين هو الاوفر حظا في رئاسة البعثة.
وقال ديبلوماسيون غربيون إن أنان أكد لأعضاء مجلس الأمن صحة التقارير التي تحدثت الاثنين عن دخول القوات الحكومية بأسلحتها الثقيلة إلى قلب مدينة حماه.
وفي ظل تزايد الخروقات لوقف النار، صرح احمد فوزي الناطق باسم أنان لشبكة التلفزيون التابعة للامم المتحدة بأن "وقف النار هش جداً وندعو الحكومة السورية الى الوفاء بالتزاماتها التزاما كاملا". واضاف ان تطبيق وقف النار "يعني سحب كل العتاد الثقيل من المدن"، مشيرا الى ان صوراً التقطت بالاقمار الاصطناعية أثبتت ان "هذا الامر لم يحصل كليا" و"هذا غير مقبول". وذكر ان مراقبي الامم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماه اللتين شهدتا مواجهات عنيفة، وحين يصلون "يتوقف اطلاق النار". لكنه استدرك بأن "لدينا تقارير موثوقا بها تفيد انهم عندما يغادرون يتجدد".
ونقل الناطق عن أنان تأكيده وجود 11 او 12 مراقباً في سوريا هو عدد غير كاف ولا بد من "وجود اكبر". وشدد على انه "مع نحو 300 سنكون قادرين على مراقبة مزيد من المدن".
وأعلن مصدر ديبلوماسي صيني في دمشق ان مراقبين صينيين هما جانغ بو وتشو دينغ انضما الى بعثة المراقبين الصينيين في سوريا . وأضاف ان المراقبين الصينيين اللذين قدما من بيروت، كانا يعملان ضمن القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "يونيفيل".
وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن بلادها تستعد لما بعد احتمال اعلان فشل خطة أنان، من طريق اتخاذ خطوات اضافية ضد الحكومة السورية.
وانتقدت التقارير الواردة عن عدم قدرة المراقبين على القيام بمهماتهم. وقالت ان واشنطن وشركاءها ملتزمون خطة أنان ويريدون لها النجاح. لكنها أضافت ان لا رهان على ان الاسد سيلتزمها. وأكدت ان العمل جار من أجل فرض مزيد من العقوبات الاميركية على نظام الاسد لزيادة عزلته.
برهان غليون
في القاهرة، أمل رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون ان يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم غداً في العاصمة المصرية الباب لقرار يتخذه مجلس الامن تحت البند السابع لارغام النظام السوري على وقف العنف.
وقال في مؤتمر صحفي: "هناك تحد امام الجامعة العربية ومجلس الامن ومجموعة اصدقاء الشعب السوري يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية الدولية" التي طرحها انان. واضاف: "هذا يقتضي موقفا حاسما من الجامعة العربية التي لا ينبغي ان تظل شاهد روز".
ورأى ان "النظام السوري لا يفي بالتزاماته" بموجب مبادرة انان وتالياً "يجب ان نذهب الى مجلس الامن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الاقل من اجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الاغاثة الدولية... أعتقد ان اجتماع وزراء الخارجية العرب مهم في رسم ملامح رد المجتمع الدولي على رفض النظام الانصياع للارادة الدولية".
ويعقد الوزراء العرب اجتماعا غير عادي مساء اليوم لمناقشة الاوضاع في سوريا وفي السودان.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت"غليون يأمل موقفاً عربياً يفتح الباب أمام قرار دولي تحت الفصل السابع"و"أنان لمجلس الأمن: الوضع في سوريا غير مقبول"
وكتبت تقول"ألقى مبعوث مجلس الأمن وجامعة الدول العربية كوفي أنان بمسؤولية استمرار العنف في سوريا على نظام الأسد الذي أوضحت صور التقطت بالأقمار الصناعية أنه لم يسحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن، وأن لدى الأمم المتحدة تقارير موثوقة أن القصف يتجدد ضد التجمعات السكنية بعد مغادرة مراقبي الأمم المتحدة تلك المدن والقرى".
وأعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون مساء أمس عن أمله أن يفتح وزراء الخارجية العرب الباب لقرار في مجلس الأمن تحت البند السابع لإرغام النظام السوري على وقف العنف الذي لم يتوقف على الرغم من إعلان دمشق موافقتها على خطة مجلس الأمن المؤلفة من ست نقاط.
وأبلغ موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان مجلس الأمن أمس، أن الوضع في سوريا لا يزال "غير مقبول" وفق ما نقل عنه ديبلوماسي رفض كشف هويته.
وأعلن المتحدث باسم أنان أمس أن وقف إطلاق النار الذي أعلن في سوريا رسمياً "هش للغاية"، معتبراً أن استمرار العنف أمر "غير مقبول".
وقال أحمد فوزي لشبكة التلفزة التابعة للأمم المتحدة إن "وقف إطلاق النار(..) هش للغاية وندعو الحكومة السورية الى الوفاء بالتزاماتها في شكل كامل". وأضاف ان تطبيق وقف إطلاق النار "يعني سحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن"، موضحاً أن صوراً التقطت بالأقمار الصناعية أثبتت أن "هذا الأمر لم يحصل كلياً" و"هذا غير مقبول".
وتابع فوزي ان مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماة اللتين شهدتا مواجهات عنيفة، وحين يصلون "يتوقف إطلاق النار". وتدارك ان "لدينا تقارير موثوقة تفيد أنهم عندما يغادرون يتجدد (القصف)".
وقدم أنان إفادة لمجلس الأمن في ساعة متقدمة أمس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.
وتابع فوزي "سيستعرض التحديات على الأرض.. تحديات المراقبة بعدد قليل جداً من المراقبين.. تحديات الشروع في عملية سياسية من دون توقف الأعمال القتالية لأنه ينبغي أن يكون هناك وقف للأعمال القتالية لبدء عملية جديرة بالثقة".
وقال فوزي إن "أنان يشعر بأننا نحتاج الى وجود أقوى من أجل قابلية الحركة والمرونة والقدرة على الوجود في أغلب الأماكن في الوقت نفسه. فمع وجود 11 أو 12 مراقباً فقط لا يمكن أن نكون موجودين في كل مكان وهناك كثير من المدن التي شهدت تدميراً وشهدت قتالاً ويجب أن نكون موجودين فيها".
وفي إشارة الى قرار مجلس الأمن الذي أجاز نشر 300 مراقب آخرين، قال فوزي "مع قرابة 300 سنتمكن من مراقبة مزيد من المدن في الوقت نفسه بدلاً من مدينتين أو ثلاث فقط".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن الولايات المتحدة تتحضر لاحتمال فشل خطة أنان في سوريا، وإنها في هذه الحال ستقوم بزيادة الضغط من خلال المزيد من العقوبات على نظام الأسد.
وقالت فرنسا إنها لا تزال تدعم خطة أنان للسلام لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد بدون حدوث تغييرات على الأرض ولا سيما في ما يتعلق بانتشار القوات الموالية للأسد.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "يجب على النظام ألا يخطئ هذه المرة.. لا يستطيع أن يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة أطول كثيراً. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة إذا لم يتغير الوضع على الأرض".
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دوشانبي أمس، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية إن "عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل أن لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل وأن تؤمن لها وسائل نقل جوية.
وفي القاهرة، أعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون مساء أمس عن أمله أن يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الخميس المقبل في القاهرة، الباب لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع لإرغام النظام السوري على وقف العنف.
وقال غليون في مؤتمر صحافي "هناك تحدٍ أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء سوريا يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية - الدولية" التي طرحها موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان. وأضاف "هذا يقتضي موقفاً حاسماً من الجامعة العربية التي لا ينبغي أن تظل شاهد روز".
وتابع غليون أن "النظام السوري لا يفي بالتزاماته" وفقاً لمبادرة أنان، وبالتالي "يجب أن نذهب الى مجلس الأمن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الأقل من أجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الإغاثة الدولية". وقال "أعتقد أن اجتماع وزراء الخارجية العرب مهم في رسم ملامح رد المجتمع الدولي على رفض النظام الانصياع للإرادة الدولية"،ويعقد الوزراء العرب اجتماعاً غير عادي مساء الخميس لمناقشة الأوضاع في سوريا.
وأكد غليون أن المعارضة السورية "تبلغ معلومات يومية" حول ما يجري على الأرض الى بعثة المراقبين الدوليين في سوريا "حتى تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب".
واتهم غليون النظام السوري "بنشر قناصة إضافيين فوق الأسطح في كل المناطق التي تم سحب الأسلحة الثقيلة منها، كما أن بعض البيوت دخلها عسكريون للإقامة فيها والخروج عند الحاجة"، كما أشار الى مقتل العديد من المدنيين في حماة غداة زيارة المراقبين لها.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع عدد شهداء سوريا أمس إلى 38 شهيداً بينهم أطفال ونساء وثلاث شهداء تحت التعذيب، اثنا عشر شهيداً في حمص، سبعة شهداء في ريف دمشق معظمهم في دوما نتيجة القصف العنيف على المدينة، ثلاثة شهداء في دمشق، ثلاثة شهداء في إدلب، شهيدان في حلفايا بحماة وشهيد في كل من درعا، حلب والبوكمال.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"لافروف يحذِّر من عرقلة عمل بعثة الدولية .. وباريس تجدّد دعمها خطة السلام"
وكتبت تقول"جدّدت الامم المتحدة تأكيدها ان السلطات السورية لم تلتزم بتنفيذ خطة المبعوث الاممي العربي كوفي انان، وسط تصاعد وتيرة العنف في مناطق متفرقة، حيث افادت تقارير المعارضة السورية بمقتل 21 شخصا امس برصاص القوات الحكومية".
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي انان ان افراد الجيش وقوات الامن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الامم المتحدة بعد ان يغادر المراقبون المدينة واحيانا يتعرض هؤلاء الاشخاص للقتل.
وقال المتحدث احمد فوزي في تصريحات بثها تلفزيون الامم المتحدة بأنّ صور الاقمار الصناعية بينت ان القوات السورية لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن ولم تعد الى ثكناتها كما ينبغي لها وفقا لخطة انان.
وتابع بأنّ السلطات السورية «تزعم ان هذا تحقق. لكن صور الاقمار الصناعية وتقارير يوثق في دقتها تبين ان هذا لم يتحقق بالكامل وهذا غير مقبول وسيقول المبعوث الخاص المشترك كوفي انان هذا لمجلس الامن عندما يتحدث اليه في جلسة مغلقة».
انفجار في دمشق
إلى ذلك، هزَّ انفجار عبوة ناسفة امس العاصمة السورية غداة مقتل حوالى ستين شخصا في اعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف اطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية.
وجاء في شريط عاجل على قناة «الاخبارية» السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة»، الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت ان «مجموعة ارهابية مسلحة» الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق ما ادى الى اصابته بجروح.
كما ذكر نشطاء ووسائل الاعلام الرسمية ان مقاتلي المعارضة قتلوا 3 ضباط تابعين للقوات الحكومية في هجمات منفصلة حول دمشق.
وقالت سانا بأنّ «مجموعة ارهابية مسلحة» قتلت بالرصاص ضابطين بالجيش قرب دمشق في حين قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ضابطا ثالثا قتل في حي البرزة بالعاصمة.
جولات المراقبين
ويوم أمس، تابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقبا زياراته امس الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ وكالة فرانس برس.
وقال سينغ: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية».
وأشار الى ان الفريق «سيزور اليوم مناطق متعددة في البلاد»، دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وأفادت سانا بأنّ «وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح امس مدينة دوما في ريف دمشق»، بعد زيارة امس استقبلهم فيها الاف المتظاهرين المناهضين للنظام.
ويفترض ان يصل عديد الفريق الحالي الى ثلاثين بموجب قرار مجلس الامن على ان يبدأ الاسبوع المقبل نشر بعثة المراقبين الموسعة التي أقرّها المجلس السبت والتي سيصل عددها الى 300.
ويأتي ذلك في الاسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 الجاري وشهد خروقات يومية، اسفرت امس الاول عن سقوط 59 قتيلا، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وخرجت تظاهرات مساء امس في عدد من المدن، رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي كوفي انان، منها «الشهداء بالجملة، المراقبون بالتقسيط، من دون دفعة اولى»، واخرى «آخر كذبة نيسان الالتزام بخطة انان» التي رفعها متظاهرون في حي القابون الدمشقي.
صحف دمشق ترد
وكان الاتحاد الاوروبي قرر امس الاول فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة الى سوريا والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين.
وعلّقت صحيفة «الوطن» السورية المقرّبة من السلطة على العقوبات قائلة: «بعدما ذهبت مساعيها الرامية إلى التدخل عسكريا في سورية أدراج الرياح، واصلت الدول الغربية سياسة فرض العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري بحجة تصعيد ضغوطها على الحكومة التي أكد مسؤولوها مرارا أن هذه العقوبات تمس الشعب بالدرجة الأولى وتستهدف لقمة عيشه».
فيما كتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم «اننا قادرون على التحمل، ومصممون على المواجهة، واننا ماضون في اختبار الذات وتحدي ضغوطات الخارج الى أبعد نقطة».
ردود فعل
وفي ردود الفعل، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس في دوشانبي من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة الطاجيكية بأنّ «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم».
وأمل لافروف بألا يتمكن كل من يحاول إفشال عمل بعثة المراقبين الامميين في سوريا من تنفيذ خططهم»، مؤكداً أن البعثة لعبت دوراً إيجابياً ومعرباً عن أمله بأن يزداد عدد المراقبين في أقرب وقت الى 300 شخص كما جاء في قرار مجلس الأمن المصدق عليه رقم 2043.
وأوضح أنه كلما كان عدد المراقبين كبيرا كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند الى وقائع موضوعية مؤكداً مرة أخرى أن عمل المراقبين هو بدون شك عامل إيجابي.
من جهتها، قالت فرنسا بأنّها لا تزال تدعم خطة انان للسلام لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد بدون حدوث تغييرات على الارض لا سيما فيما يتعلق بانتشار القوات الموالية للاسد.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «يجب على النظام الا يخطىء هذه المرة..لا يستطيع ان يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة اطول كثيرا. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الاجراءات الضرورية المطلوبة اذا لم يتغير الوضع على الارض».
من جهته، قال مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي في جلسة لمجلس الأمن الدولي، كانت مخصصة لبحث الحالة في الشرق الأوسط وخاصة الأزمة السورية، إن نظام الأسد يواصل قمع السوريين، وممارسة العنف تجاههم.
وأضاف: على الحكومة السورية أن تكف عن توجيه فوهات بنادقها إلى صدور شعبها، مؤكداً أنها لم تف بتعهداتها تجاه خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى مزيد من التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين الذين يتابعون مدى التزام النظام بخطة كوفي انان، مثمنا إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بزيادة عدد المراقبين إلى أكثر من 300.
ولفت إلى أنه على تواصل مستمر مع انان بهذا الشأن، كما أبدى امتنانه لمجلس الأمن الدولي، بعدما توحد لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن، واستصدار القرار الأخير برفع عدد المراقبين.
في المقابل، تجاهل مندوب سوريا بشار الجعفري الوضع السوري، واكتفى بحديث مطول عن تاريخ القضية الفلسطينية، والقرارات الدولية المتعلقة بها، وطالب اسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل.
وبعيداً عن مجلس الأمن، إنما في سياق متصل، قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجامعة تأمل في الحصول على تعهد من الحكومة السورية بوقف القتل فوراً، وإرسال عدد كاف من المراقبين المؤهلين عسكرياً بما يسمح بانطلاق العملية السياسية. وأضاف أن أهم التطورات الحاصلة حالياً هي الاجماع الدولي المسجل بشأن الوضع في سوريا.