ما كاد الرئيس الأميركي ينهي زيارته الليلية المفاجئة إلى أفغانستان، حتى هزت العاصمة الأفغانية كابول سلسلة انفجارات استهدفت إحدى القواعد العسكرية التابعة لقوات الحلف الأطلسي ونزلاً مخصصاً لموظفين أجانب
ما كاد الرئيس الأميركي ينهي زيارته الليلية المفاجئة إلى أفغانستان، حتى هزت العاصمة الأفغانية كابول سلسلة انفجارات استهدفت إحدى القواعد العسكرية التابعة لقوات الحلف الأطلسي ونزلاً مخصصاً للموظفين الأجانب من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة سقط فيه ستة قتلى.
وبعد ساعات على إلقاء الرئيس الأميركي كلمته من قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، سُمع دوي سلسلة التفجيراتفي العاصمة الأفغانية كابول ما استدعى حالاً من الاستنفار داخل السفارة الأميركية الموجودة في العاصمة.
وفي تصريح أولي أعلن الناطق باسم حركة طالبان تبني الحركة لهجوم نفذه أحد مقاتليها "بسيارة مفخخة على قاعدة عسكرية اجنبية في كابول، لحقه مقاتلون اخرون اقتحموا القاعدة".
ومن ثم، سُمع دوي انفجارين جديدين وإطلاق للنار داخل النزل الذي يؤوي موظفين أجانب من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في كابول، بعد عملية انتحارية شنها مقاتلون من حركة طالبان أمام مدخل النزل، المحاط بتدابير أمنية مشددة، أوقعت ستة قتلى على الاقل بينهم خمسة أفغان من المارة وحارس أمني لم تُعرف هويته.
ولاحقاُ أعلن متحدث باسم قوة الحلف الاطلسي في افغانستان "إيساف" انتهاء العملية الانتحارية التي شنها مقاتلون من حركة طالبان الاربعاء على نزل يؤوي بصورة خاصة موظفين أجانب من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في كابول وقتل جميع المهاجمين.
إتفاق شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وأفغانستان
وفي زيارة مفاجئة وهي الثالثة إلى أفغانستان، استمرت ست ساعات ليل الثلاثاء-الاربعاء، وقع أوباما خلالها على اتفاق شراكة استراتيجية مع نظيره الافغاني حميد كرزاي، يحدد اطر وجود الجنود الاميركيين في البلاد ويمتد لعشر سنوات تلي انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أي حتى العام 2024.
وهذا الاتفاق الذي وقع قبل ثلاثة اسابيع من قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو، لا يلحظ ابقاء قواعد عسكرية دائمة في افغانستان لكنه يلزم هذا البلد منح "تسهيلات للقوات الاميركية حتى 2014 وما بعده".
وبحسب بيان للبيت الأبيض، يلحظ الاتفاق امكان بقاء قوات اميركية في افغانستان الى ما بعد 2014 لتدريب القوات الافغانية واستهداف عناصر القاعدة المتبقين.
وأضاف: "الولايات المتحدة ستعتبر افغانستان، حليفاً رئيسياً غير عضو في الحلف الاطلسي"، مشيراً إلى أنه "إمتياز سبق ان حصلت عليه بلدان مثل اليابان والاردن ومصر، الا ان هذا الاتفاق "لا يلزم الولايات المتحدة بعدد جنود او مستوى تمويل في المستقبل".
أوباما: التغلب على القاعدة بات في متناولنا
وكان رئيس البيت الأبيض قد وعد مواطنيه بـ "يوم جديد" بعد أكثر مرور أكثر من عقد على الحرب في أفغانستان.
وفي خطاب ألقاه من قاعدة باغرام الجوية قال أوباما إن الولايات المتحدة "الهدف الذي حددته بالتغلب على القاعدة ومنعها من اعادة تجميع قواها بات في متناولنا"، داعياً حركة طالبان للإنضمام إلى المصالحة الأفغانية.
وأضاف: "قلنا بوضوح انه بالامكان ان يصبح لهم دور في المستقبل اذا ما قطعوا صلاتهم بالقاعدة واحترموا القوانين الافغانية" .لكن "اولئك الذين يرفضون سلوك (هذا الطريق) سيجدون انفسهم أمام قوات أمنية افغانية قوية، مدعومة من الولايات المتحدة وحلفائنا".
وتوجه أوباما إلى الجمهور الأميركي قائلاً: "أدرك بان الكثير من الاميركيين سئموا من الحرب. بصفتي رئيسا، لا شيء يؤلمني اكثر من توقيع رسالة إلى عائلة جندي قتيل أو النظر إلى عيني طفل سيكبر من دون أم أو أب".
وتابع:"لن اترك اميركيين في خطر يوما واحدا اكثر مما هو ضروري لامننا القومي. لكن علينا انهاء العمل الذي بدأناه في افغانستان وانهاء هذه الحرب بطريقة مسؤولة".
وحالياً ينتشر في أفغانستان 78 ألف جندي أميركي، يشكلون اكبر كتيبة داخل قوة الحلف الاطلسي "ايساف" التي تضم 130 الف جندي.
وكان أوباما أرسل عشرات الاف الجنود الاميركيين الاضافيين الى افغانستان وحدد نهاية 2014 موعدا لانسحاب الولايات المتحدة من هذا البلد، وهو استحقاق لم يبدله مقتل بن لادن.
وتأتي زيارة الرئيس الاميركي في لحظة حساسة تشهدها العلاقات بين البلدين، اثر هجمات قام بها رجال أمن وجنود افغان بحق عناصر تابعة لـ" قوات التحالف"، فقد قتل 18 عسكريا اجنبيا بنيران مصدرها افراد في القوات الافغانية منذ بداية العام، ما يشكل نحو عشرين في المئة من خسائر قوات التحالف وفق تعداد لفرانس برس.
ويعزى بعض هذه الهجمات الى سلوك بعض الجنود الاجانب، على غرار أميركيين تم التقاط صور لهم فيما كانوا يسيؤون إلى جثث أفغان او آخرين أحرقوا نسخا من القرآن الكريم ما أثار موجة استياء واسعة في البلاد.