اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بزيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والوفد المرافق إلى لبنان، والتي تزامنت مع وصول نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي
اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بزيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والوفد المرافق إلى لبنان، والتي تزامنت مع وصول نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي إلى بيروت، لتحتل أخبار الإضراب العمالي وأحداث ساحة العباسية العنوان التالي.
السفير
فعنونت السفير على صفحتها الأولى:
"فيلتمان «وصي» على الانتخابات .. وليبرمان على الحدود"، وكتبت عن الزيارة:
فرض الحضور الدبلوماسي الأميركي إيقاعه على الساحة الداخلية أمس، من خلال زيارتي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي جوزف ليبرمان، إلى لبنان، بالتزامن مع وصول نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي الى بيروت، في مشهد اختصر برمزيته جوهر الصراع في لبنان والمنطقة، بين خيارين إستراتيجيين، لكل منهما حلفاء وأصدقاء، على المستويين الداخلي والإقليمي.
وكان لافتا للانتباه ان الحراك الأميركي امتد من اللقاءات السياسية في العاصمة الى الاستطلاع الميداني على الحدود الشمالية مع سوريا، حيث صال ليبرمان وجال، من دون خجل أو وجل، داعيا الى تقديم الدعم للمعارضة السورية والنازحين، فيما كان فيلتمان يؤكد أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، على ان اللافت للانتباه هو ان الزائرين الاميركيين أبديا حرصا على عدم المجازفة بالاستقرار اللبناني الهش في ظل الأزمة السورية، ما يؤشر بوضوح الى أن واشنطن ما تزال تعطي الأولوية حاليا لهذه الأزمة.
التحرك الأميركي
في هذه الاثناء، استأثرت زيارتا فيلتمان وليبرمان بالاهتمام أمس، فيما قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» انهما لا تعكسان بالضرورة تقدما في موقع لبنان على سلم الاولويات الاميركية، بل تعبران عن رغبة واشنطن في «صيانة» هذا الموقع، من دون إحداث أي تغيير في ترتيبه الذي ما يزال ثانويا حتى إشعار آخر، و«ملحقا» بالملف السوري، بينما ينصب التركيز الاميركي الاستراتيجي حاليا على سوريا حيث تحاول إدارة أوباما ان تتقدم بأقل كلفة ممكنة، وعلى أفغانستان حيث تحاول ان تنظم انسحابها بأقل الخسائر الممكنة.
ولاحظت المصادر ان فيلتمان وليبرمان أبديا قلقا من أي انعكاسات سلبية محتملة للأزمة السورية على الساحة اللبنانية وطرحا على المسؤولين العديد من الأسئلة التي تعكس هذا القلق، ما أوحى بأن واشنطن ترغب في عدم اهتزاز الوضع اللبناني في هذه المرحلة، في انتظار اتضاح مسار الأحداث في سوريا.
ورجحت المصادر ان يكون من أهداف لقاءات فيلتمان مع رموز 14 آذار «شدشدة» مفاصل هذا الفريق، الذي يشكل رأس الحربة اللبنانية في مواجهة النظام السوري، وحثه على البدء في تنظيم حملته للانتخابات النيابية، بما يجعلها جسر عودة لـ«14 آذار» الى السلطة.
بري للزائر الأميركي: نتمسك بحقوقنا البحرية
الى ذلك، علمت «السفير» أنه، وخلال لقاء فيلتمان مع الرئيس نبيه بري، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان، أكد بري تمسك لبنان بحدوده البحرية إزاء محاولات القضم الاسرائيلية لها، مشيرا الى إصرار لبنان على الاستثمار في كل المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له، ورفضه التفريط بأي جزء منها.
وأبلغ بري الزائر الاميركي ان الحكومة تعمل على صون الاستقرار الداخلي من خلال السياسة التي تتبعها، لافتا الانتباه الى انه إذا كان هناك قاسم
مشترك برز خلال الجلسات الاخيرة في مجلس النواب، فهو ان الكل يريدون الاستقرار ويرفضون تهريب السلاح الى سوريا عبر الحدود اللبنانية، منوها بالدور الذي يؤديه الجيش اللبناني على هذا الصعيد.
فيلتمان لجنبلاط: الانتخابات في موعدها
وكان فيلتمان قد التقى فور وصوله الى بيروت، أمس الاول، النائب وليد جنبلاط الذي أقام مأدبة عشاء في كليمنصو على شرفه والوفد المرافق، بحضور السفيرة مورا كونيللي.
وأبلغت أوساط قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي «السفير» ان زيارة فيلتمان الى لبنان استطلاعية بالدرجة الأولى، وهي تندرج في إطار الجولات التي يقوم بها مسؤولون أميركيون على المنطقة من حين الى آخر. وأوضحت الأوساط ان فيلتمان شدد خلال اللقاء مع جنبلاط على أمرين: الحفاظ على الهدوء في لبنان ومساعدة النازحين السوريين، ملاحظة ان فيلتمان لم يأت على ذكر إيران لا من قريب ولا من بعيد.
وفي معلومات «السفير» ان جنبلاط أثار خلال الاجتماع مسألة الانتخابات النيابية المقبلة، وشرح موقفه المعترض على النسبية، فيما أكد فيلتمان أهمية الانتخابات، وضرورة إجرائها في موعدها.
كما زار فيلتمان امس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
ليبرمان على الحدود الشمالية
وفي حين كان فيلتمان يجول على القيادات اللبنانية، قام عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جوزف ليبرمان، مع الوفد المرافق له، بزيارة خاطفة الى الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا، ما طرح تساؤلات حول الغاية من هذه الزيارة التي تم استباقها بتعليق أعلام «الثورة السورية» في أكثر من بلدة عكارية حدودية، ورفع لافتات تضمنت عبارات نابية ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وجال الوفد على المعابر الحدودية، ثم زار منزل رئيس «هيئة إغاثة النازحين السوريين» محمود خزعل، واجتمع بعدد من النازحين.
سليمان: نرفض مقولة الأقليات
واجتمع ليبرمان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وناقش معهما العلاقات الثنائية والوضع في سوريا.
ولخص مصدر مطلع على أجواء اجتماع بعبدا لـ«السفير» مجريات النقاش كالآتي:
بداية، سأل سليمان عن الانتخابات الرئاسية الاميركية، فقدم ليبرمان شرحا مقتضبا عنها، مشيرا الى ان مراحلها تُنجز بسلاسة وفق المعايير الديموقراطية الاميركية. ثم تناول الحديث الوضع في المنطقة عامة، وجرى التشديد على أهمية سلوك الخيار الديموقراطي، ورفض كل أشكال التطرف والانغلاق.
وتكلم ليبرمان عن الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين، معتبرا ان على الفلسطينيين توحيد صفوفهم وإجراء انتخابات تنتج قيادة موحدة وزعيما يمتلك كامل التفويض للجلوس مع الجانب الاسرائيلي، وجدد موقف بلاده لجهة دعم حل الدولتين، مع التأكيد ان أي حل يجب ان يحفظ أمن إسرائيل.
وسأل ليبرمان رئيس الجمهورية عن موقفه من التطورات في سوريا، فجدد سليمان تأكيد ضرورة الحل السياسي ودعم مهمة كوفي أنان، مشيرا الى ان الشعب السوري يجمع، بالموالين والمعارضين، على الخيار الديموقراطي، وبالتالي فإن أي حل يجب ان يكون بعيدا عن العنف، مع رفض أي تدخل عسكري خارجي.
كما سأل ليبرمان عن المخاوف من انعكاس التطورات على الاقليات، فرد سليمان برفض مقولة الاقليات، لافتا الانتباه الى ان «هناك مكونات في المجتمع العربي، وداخل كل دولة عربية، وبالتالي نحن نرفض ان يؤدي ما يحصل راهنا الى دفع بعض المكونات الى ترك هذه المجتمعات لتحل مكانها مكونات أخرى». ورأى سليمان ان الحفاظ على تلك المكونات لا يكون إلا عبر المسار الديموقراطي الذي يحفظ لها دورها وموقعها في القرار الوطني، وإشراكها في الحياة العامة بجوانبها المختلفة.
وأعرب ليبرمان بعد لقائه ميقاتي عن قلقه من الصراع الحاصل في سوريا، ومن عدم تقديم ما يكفي لدعم المعارضة السورية، موضحا انه طلب مساعدة النازحين، ومشيرا الى «ان رئيس الوزراء قلق ونحن ايضا من ان يمتد الصراع في سوريا الى الدول المجاورة وخصوصاً لبنان».
الحضور الإيراني
على خط مواز، عرض نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي مع الرئيس نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، بحضور وفدين لبناني وإيراني، «العلاقات اللبنانية - الايرانية ومجالات التعاون بين البلدين وضرورة تثمير الاتفاقات ومذكرات التفاهم الثنائية لما فيه مصلحة البلدين».
وزار رحيمي والوفد المرافق، مساء أمس، ضريحي السيد محمد حسين فضل الله والشهيد عماد مغنية ووضع إكليلين من الزهور عليهما.
الأخبار
أما صحيفة الأخبار فاعتبرت أنه "في كل مرة يزور فيها جيفري فيلتمان لبنان، ويجمع أقطاب 14 آذار ويتحدث لهم عن السياسة الأميركية تجاه بلاد الأرز، يبرز السؤال: العمّ سام هنا، من أجل أية قضية؟"
فيلتمان: عزل حزب اللّه
يكشف مصدر دبلوماسي عربي قصة زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الراهنة للبنان، بالقول: أحد جوانب أهدافها الأساسية هو إحداث اختراق لجدار الصوت في أجواء زيارة نائب الرئيس الإيراني للبنان، وإبلاغ الحكومة اللبنانية أن هناك حدوداً لاندفاعتها في العلاقة مع إيران. والمطلوب من لبنان هو النأي بنفسه عن العلاقات الاقتصادية ذات الطابع البنيوي عن إيران، مع التأكيد من جانب فيلتمان لحلفائه أن واشنطن لا تزال تسير بسياسة عزل حزب الله داخلياً في لبنان، والهدف الثالث هو جعل لبنان أهم حاضن سياسي للنازحين السوريين.
تحضير الزيارة
ويروي الدبلوماسي عينه لـ«الأخبار» قصة السياق التحضيري الذى جرى في مكاتب الخارجية الأميركية، إذ فيما حددت زيارة المسؤول الإيراني قبل عدة أسابيع، فإن زيارة فيلتمان اتخذ القرار بموعد حصولها على عجل، ووفق برنامج عمل سريع تم تخطيطه من قبل فيلتمان والسفير الأميركي في سوريا روبرت فورد وإشراف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وتمثلت الخطوة الأولى بإرسال مساعدته الأساسية اليزابيت ديبل الى بيروت. واللافت أن موعد زيارتها وأهدافها تقصد روبرت فورد الإفصاح عنها وتسريبها الى بيروت الرسمية، عبر قنوات خاصة، قبل وصول ديبل الى لبنان بعدة أيام. وبموجب ما سربه فورد، فإن ديبل أتت بتوقيت واحد مع مديرة قسم الشرق الأوسط في وكالة الإنماء الدولية مارا رودمان. وهذا يعني أن الزيارة في قسم أساسي منها على صلة بموضوع النازحين السوريين في لبنان، وهو أمر توليه واشنطن أهمية خاصة.
وعن هذا الموضوع، يقول المصدر عينه إن زيارة ديبل توخّت في جوهرها غير المعلن اللقاء بمسؤول لبناني رسمي، ثمة التباس حول قانونية وجوده في موقعه، وهو من جهة ثانية، ينتمي إلى تيار المستقبل، الذي يؤمن له الحماية السياسية لاستمراره في منصبه، رغم عدم قانونيته. يضيف إن ديبل حملت معها ملفين اثنين الى لبنان: الأول على صلة بقضية كيفية بناء بيئات سياسية وجغرافية حاضنة للنازحين السوريين في لبنان، ربطاً بتقدير أميركي بأن لبنان، من بين كل دول الجوار مع سوريا، يستضيف العدد الأكبر من النازحين السوريين. كما أن هيئة الإغاثة في لبنان أسهمت في معالجة هذا الملف، وخاصة في منطقة وادي خالد، حيث لم تتميز فقط بأدائها الجيد على مستوى استقبال النازحين السوريين، بل، أيضاً، على مستوى رسم سياسات استراتيجية للعناية بهم. وتتطلع واشنطن الى ألا تبقى تجربة هيئة الإغاثة محصورة في منطقة وادي خالد، بل أن تعمم الى مناطق لبنانية أخرى، وتحديداً في البقاع وبيروت، حيث بدأ النزوح السوري يصل إليهما. كما تثمن واشنطن للحكومة اللبنانية أنها تعمل بشكل فعال وصامت بخصوص ملف النزوح السوري في لبنان وأن الخارجية الأميركية حثت وكالات إغاثة دولية مختلفة على وضع القسم الأهم من إمكاناتها بتصرف الجهد اللبناني المدني، المتمثل بجمعيات بعض الأحزاب السياسية المؤيدة للحراك السوري، والرسمي ممثلاً ببعض أطراف الحكومة اللبنانية.
من هنا، كان قرار الخارجية الأميركية أن تكون زيارة رودمان للبنان هي الظل غير المرئي لزيارة ديبل، وأيضاً تعمدها أن يكون لقاؤها الأهم في زيارتها مع شخصية لبنانية تلعب دوراً يربط بين الجهد المدني والجهد الرسمي في موضوع استيعاب النازحين السوريين خلال المرحلة المقبلة.
ويقول المصدر عينه إنه كان لزيارة ديبل شق آخر يتعلق بالتمهيد لزيارة فيلتمان، وذلك باتجاهين: الأول شرح موقف أميركا من الأزمة السورية. الثاني، الوضع الداخلي في لبنان، ارتباطاً بالأحداث السورية ومجمل الوضع الإقليمي. وفيما العنوان الثاني ترك لعناية فيلتمان، ذي الباع الطويل في فهم الوضع اللبناني، فإن العنوان الأول، وهو الأهم، رسم خطوطه العريضة روبرت فورد. وباعتقاد الدبلوماسي عينه، فإن ما سربه فورد لبيروت قبل أسبوعين هو ما سيقوله فيلتمان لأقطاب 14 آذار عند لقائهم في منزل النائب بطرس حرب.
فورد هو عضو في فريق يضمه مع فيلتمان وفريديريك هوف، ويترأسه هودريك شوليه. وهو الفريق المكلف بوضع خيارات التعامل الأميركي مع الأزمة السورية. ويقول فورد «على بيروت أن تدرك أن موقف واشنطن لا لبس فيه بخصوص أنها تريد في نهاية الأمر تنحي الرئيس الأسد، وأن سوريا لن تعود الى المجتمع الدولي طالما ظل نظام الأسد حاكماً».
وبرأي المصدر الدبلوماسي أن الرسالة التي يحملها فيلتمان بخصوص سوريا هي رسالة فورد ذاتها التي سربها لبيروت عبر قنوات دبلوماسية قبل أسبوعين، وخلاصتها أن واشنطن لا تزال سائرة بمشروع إسقاط الأسد. أما الأهداف الأخرى فتتضمن إحداث خرق لجدار الصوت في أجواء زيارة رحيمي للبنان، وإثارة قضية الحدود الشمالية السورية اللبنانية، وقضية حماية النازحين السوريين.
عزل حزب الله
أما في الشأن الداخلي، فإن فيلتمان حريص بقوة على شد عصب فريق ١٤ آذار، على قاعدة أن الهدف المركزي لا يزال هو: عزل حزب الله لبنانياً. في كانون الأول الماضي، قال فيلتمان لمحادثيه الآذاريين: «المطلوب في هذه المرحلة تشديد الحملة السياسية في الداخل اللبناني لعزل حزب الله داخلياً. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على فريق ١٤ آذار أن ينفتح على كل الأطراف اللبنانية الأخرى حتى الجنرال ميشال عون لو رغب في ذلك».
ويقول المصدر إن هذا الهدف لا يزال يشكل الحلقة المركزية في السياسة الأميركية تجاه لبنان، بإشراف مباشر من فيلتمان. ويضيف إن تطورات المنطقة، وبخاصة الحدث السوري والتفات واشنطن الى ضرورة وقف اندفاع النفوذ الإيراني الذي بات له شكل اقتصادي أيضاً، أصبح أكثر إلحاحاً، وقد يأخذ واشنطن الى التفكير بأساليب جديدة لمحاصرة حزب الله، ومنها تشجيع فكرة إنشاء حكومة تكنوقراط حيادية تخرج «حزب الله» من أية حكومة سيكون من مهماتها الإشراف على الانتخابات النيابية.
وبرأي المصدر، فإن هدف إسقاط الحكومة الحالية هو جوهر ما طلبته السعودية من النائب وليد جنبلاط بضرورة فك علاقته مع حزب الله كشرط لتطبيع علاقته معها، وإبلاغه أن هذا الأمر له أسبقيه في دفتر الشروط السعودي، على إعلان خصومته للنظام السوري. وهذا الأمر هو الذي يفسر أيضاً لماذا دشن فيلتمان لقاءاته اللبنانية مع جنبلاط لحثه على القيام بخطوة إعلان قطيعته مع حزب الله، كون هذا الأمر هو الأهم بالنسبة إلى واشنطن الذي ترى أنه يؤدي الى شل اندفاعة النفوذ الإيراني في لبنان.
ويكشف المصدر أن فيلتمان لديه رؤية لكيفية تنفيذ فكرة عزل حزب الله، وكان قد عرضها مع شخصيات لبنانية آذارية، ومفادها أن سقوط بشار الأسد سيؤدي الى إضعافه وعزله، وأنه يجدر بواشنطن في إطار سياستها المتبعة لتكثيف الضغوط لعزل حزب الله لبنانياً أن تبقي بابها نصف مفتوح بوجه قوى سياسية أخرى حليفة للحزب، حتى يظل لديها حسابات الرهان على واشنطن، ويظل لديها هامش مناورة معها. وبحسب قناعته، هناك قوى كثيرة قريبة الآن من حزب الله، مسيحية وإسلامية، ستترك الحزب فور بروز ضعفه وضعف نظام الأسد. وأن مهمة واشنطن وقوى ١٤ آذار هي الاستعداد لتقبل هذه القوى والشخصيات وعدم القطع معها قطعاً نهائياً.
ويكشف المصدر عينه أنه في لقاء شهر كانون الثاني الماضي، قال فيلتمان إن من الأفضل في هذه المرحلة بقاء نجيب ميقاتي وحكومته وتعزيز التناقض بداخلها، انطلاقاً من مبدأ تحقيق هدف عزل حزب الله. والسؤال اليوم هو: هل سيجري فيلتمان تغييراً على رؤيته هذه، بحيث يذهب بخيار الرئيس فؤاد السنيورة لإنشاء حكومة تكنوقراط حيادية عن طريق إقناع النائب وليد جنبلاط بالانحياز إليها؟
المعلومات الأولية عن لقاء فيلتمان بجنبلاط تقول إن الأخير تحفّظ على الطلب منه إعلان القطيعة مع حزب الله، ورأى أن الاستقرار يحتم عدم هز الواقع السياسي الراهن في لبنان بقوة، أقله في المدى المنظور.
النهار
واهتمت صحيفة النهار بخبر إضراب الاتحاد العمالي العام فكتبت:
الإضراب العمالي يظلِّل الخلافات الحكومية المتصاعدة
ومع أن الوسط الرسمي والسياسي انشغل أمس بتحركات الوفدين، فإن ذلك لم يحجب الملفات الداخلية البارزة ولا سيما منها الملف الاجتماعي والمطلبي في ظل الاضراب الذي سينفذه اليوم الاتحاد العمالي العام والذي يكمل سلسلة تحركات احتجاجية تعكس تفاقم الازمات في ظل دوران الحكومة في حلقة مفرغة وعجزها عن التوصل الى حل لمأزق الإنفاق المالي.
غير ان الاضراب المقرر تعرض لاختراقات مسبقة ستحول دون اكتسابه طابعا شموليا، ذلك أن المدراس والمستشفيات والمصارف والافران لن تشارك فيه.
ومن المتوقع ان يرخي هذا الاضراب بظلاله على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها اليوم في قصر بعبدا والتي من المقرر أن تتناول الملف المالي في ضوء المشروع المعدل الذي أعده وزير المال محمد الصفدي لملف الانفاق الحكومي انطلاقا من مبلغ الـ8900 مليار ليرة. وقد شكك بعض المصادر المعنية في امكان الخروج بحل لهذا المأزق، اذ قال لـ"النهار" إن طرح هذا الموضوع اليوم ليس محسوما في انتظار توافق مسبق على طرحه لم يكن قد توافر بعد، مشيرا الى أن وزير المال اضاف في مشروعه المعدل فقرة ضمَّنها الانفاق لسنة 2012.
وكان تقرر في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء أمس في السرايا ترك كل الملفات المالية الى جلسة اليوم. وتميزت الجلسة، كما علمت "النهار"، بمداخلة لوزير الخارجية عدنان منصور الذي أبلغ مجلس الوزراء استياء "مسؤول سوري رفيع" من أداء الحكومة حيال التزام لبنان الاتفاقات المبرمة بين البلدين، وقد سأله وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور عن هذا المسؤول، فامتنع عن الافصاح عن اسمه. وقال ابو فاعور معلقا: "نحن لسنا مجهولين ولا نستطيع التعامل مع مجهول ولسنا في موضع تلقي الاستياء من أحد، واذا كان ثمة استياء فعلي فهو مما يحصل في سوريا من بطش وقتل\". وجاء هذا الجدل اثر اثارة موضوع ضبط الجيش باخرة سلاح. وقد دعا أبو فاعور الى الذهاب في التحقيق الى آخره، مشيرا الى ان قادة الاجهزة الامنية يجمعون على ان طابع تهريب السلاح هو تجاري وتاليا يجب عدم القفز في الاستنتاجات الى اتهام أطراف سياسيين. وهذه الحكومة مختلفة على الموضوع السوري ولكن في الوقت نفسه نحن متفاهمون على عدم دفع الامور في اتجاه ليس محل اتفاق بين كل مكونات لبنان.
ثم كانت مداخلة لوزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، فدعا إلى اعتماد المعلومات الدقيقة من الاجهزة الامنية وليس اعتماد الاوهام، مبرزا ضرورة عدم التدخل أو التورط في أحداث سوريا. وسأل: هل نحن دولة واحدة أم لا؟ وما هي المعلومات التي يجب إطلاع مجلس الوزراء عليها؟
وفي المقابل تشدد الوزيران نقولا فتوش وعلي قانصو في موضوع متابعة ملف باخرة السلاح. وأشار فتوش الى ان هناك 500 الف لاجئ سوري وفقا للتقارير الاعلامية. ودعا قانصو الى اعتماد موقف مدافع عن سوريا.
وكانت ايضا مداخلة اتسمت بالهدوء للوزير محمد فنيش الذي أكد الاتفاق على عدم التورط في الخلاف السوري على ان تتحمل الدولة مسؤولياتها.
وأثار الوزير فتوش أيضاً موضوع زيارة السناتور الاميركي جوزف ليبرمان للبنان، معتبراً انه لا يمكن فتح المنابر اللبنانية لاستغلالها من جانب ضيوف أجانب وإطلاق تصريحات كتلك التي أطلقها ليبرمان لانها تعمق الشرخ. ثم طالب الوزير فيصل كرامي بالتعجيل في التحقيق في باخرة السلاح لأن التهاون يهدد أمن لبنان وليس فقط أمن سوريا ولا يمكن تجهيل الفاعل كما في أحداث سابقة.
اللواء
الأحداث الدموية المصرية بدورها احتلت العناوين الأولى للصحف، فكتبت صحيفة اللواء:
مصر: قتلى وجرحى باشتباكات قرب وزارة الدفاع
العنف يهدد الإنتخابات والعسكر لتسليم مبكر للسلطة
عادت صورة العنف الدموي مجددا لتضرب الساحة المصرية قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المنتظر مع انتخابات الرئاسة. فما كادت القاهرة تلتقط أنفاس الهدوء حتى عادت إلى جو التظاهرات المتضادة وعبارات «البلطجية» و «الشهداء» وإحصاءات القتلى والجرحى الذين بلغ عددهم ١٥٥ أمس عندما اندلعت اشتباكات حادة بين أنصار المرشح المستبعد حازم أبو إسماعيل المعتصمين في ميدان العباسية (بقرب وزارة الدفاع) ومدنيين مجهولين، ما أحرج بشدة المجلس العسكري الذي تداعى إلى اجتماع طارئ مع رؤساء الكتل (قاطعه «الإخوان») وأعلن في أعقابه استعداده لتسليم السلطة بمجرد فوز أي مرشح في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في ٢٤ الجاري.
وأكدت مصادر طبية مقتل ٢٠ شخصا وجرح أكثر من ١٥٥ خلال الاشتباكات لكن وزارة الصحة لم تؤكد مقتل سوى ٦ أشخاص.
وذكر بعض شهود العيان تعرض بعض القتلى للذبح، فيما أكدت مصادر طبية مقتل آخرين بإصابات بالرأس بالرصاص والخرطوش. ولاحقا تدخلت قوات الجيش وانتشرت في المنطقة ووضعت حدا للاشتباكات وشكّلت حاجزا امنيا بين المحتجين والمهاجمين، مما ادى الى توقف الاشتباكات بينهم.
ومساءً تحرّكت مسيرة من مسجد الفتح إلى محيط وزارة الدفاع لدعم المعتصمين هناك شارك فيها الآلاف الذين طالبوا بإسقاط حكم العسكر وسرعة تسليم السلطة.
وسارع المجلس العسكري إلى الاجتماع أمس برئاسة الفريق سامي عنان مع رؤساء الأحزاب والقوى السياسية وإعلان التزامه الكامل بتسليم السلطة فور انتخاب الرئيس القادم، دون التقيد بوضع الدستور، أو الانتظار حتى نهاية تموز.
وكشف النائب البرلماني مصطفى بكري، الذى شارك في الاجتماع أن الفريق عنان قال: «إننا نبحث تسليم السلطة يوم 24 أيار الحالي فى حال فوز الرئيس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية».
ونقل بكري - في مؤتمر صحافي عقد عقب الاجتماع - عن عنان قوله إن «المجلس العسكري ينتظر الانتخابات الرئاسية بفارغ الصبر».
وأضاف الفريق: «إننا لن نستخدم العنف بأي حال من الأحوال ضد المتظاهرين (...) إذا كان هدف البعض هو الصدام مع المؤسسة العسكرية، فإننا لن نلجأ أبداً للصدام مع المتظاهرين».
ونقل بكري عن الفريق عنان قوله: «ليس لدينا أي نوايا لاستخدام إجراءات استثنائية»، مضيفاً أن الدستور سيضعه الشعب والشورى.
كما أكد عنان أن «الجيش ليس شماعة لأي مشكلة»، و»لن نسمح بسقوط وزارة الدفاع ولم ولن نلجأ للعنف».
بالمقابل قرر عدد من القوى السياسية، بما فيها جماعة الإخوان تنظيم مظاهرة بعد غد المقبل أطلقوا عليها اسم» جمعة إنقاذ الثورة».
كذلك قرر اربعة من مرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية هما عبد المنعم ابو الفتوح ومحمد مرسي وحمدين صباحي وخالد علي تعليق حملاتهم الانتخابية أمس اثر هذه الاحداث.