14-11-2024 06:13 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 08-05-2012 : هولاند يبدأ عهده الرئاسي بالعلاقات الدولية

الصحافة اليوم 08-05-2012 : هولاند يبدأ عهده الرئاسي بالعلاقات الدولية

تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الثلاثاء بشكل أساسي موضوع فوز المرشح الإشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند بالرئاسة بأغلبية 51,7 % من الأصوات على منافسه ساركوزي.

 


 
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الثلاثاء بشكل أساسي موضوع فوز المرشح الإشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند بالرئاسة بأغلبية 51,7 % من الأصوات على منافسه نيكولا ساركوزي.


السفير :
صحيفة السفير عنونت"فرنسا تطوي حقبة الساركوزية .. والعالم يرحّب بالاشتراكي الجديد"و"هولاند يبدأ عهده الرئاسي بالعلاقات الدولية" 

فرنسوا  هولاند

وكتبت تقول"أعلن الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند أمس، أنه سيبدأ عهده بالتركيز على القضايا الدولية خلال تلبيته عدداً من دعوات القادة الدوليين، وسيعلن في 15 أيار الحالي اسم رئيس حكومته، أي في اليوم نفسه الذي سيتسلم فيه السلطة، ليسدل الفرنسيون الستار نهائياً على حقبة الساركوزية".
وقال هولاند لدى خروجه من مقره العام «في 15 أيار ستعرفون اسم رئيس الوزراء»، موضحاً أنه يعطي الاولوية الآن للملفات الدولية. وتابع الرئيس الفرنسي المنتخب قائلا إنه «خلال الايام القليلة المقبلة سأركز خاصة على الملفات الدولية، لان الكثيرين من رؤساء الدول والحكومات يريدون التعرف إلي وتقديم عدد من الملفات إلي. وعلي الاستماع اليهم». وكان الاشتراكي فرنسوا هولاند قد فاز الاحد الماضي بالدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بـ51,62 في المئة من الاصوات فيما نال خصمه نيكولا ساركوزي 48,38 في المئة. وسيشارك هولاند وساركوزي معاً اليوم في الاحتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في الثامن من أيار 1945. واعتبر هولاند ان مشاركته في هذا الاحتفال جنباً الى جنب مع ساركوزي «هي صورة جميلة» تأتي في سياق سعيه الى «المصالحة» بعد انتهاء المعركة الانتخابية.
وتوالت أمس، ردود الفعل المرحبة بفوز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتلقى الرئيس المنتخب المزيد من برقيات التهنئة من قادة العالم الذين تركزت أنظار الكثيرين من بينهم، ولا سيما الاوروبيين، على مستقبل النمو الاقتصادي في أوروبا في عهد الرئيس الجديد. وصرح هولاند بعد فوزه في تول في وسط فرنسا «مهمتي من الآن فصاعدا إعطاء الهيكلية الاوروبية بعداً من النمو والازدهار والمستقبل»، مضيفا «هذا ما سأقوله بأسرع ما يمكن لشركائنا الاوروبيين وفي مقدمتهم المانيا».
ويبدو أن نداءه لقي أصداء سريعة، فقد صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي «سنعمل معا على ميثاق للنمو من أجل أوروبا»، مشيدا بالانتخاب «التاريخي» للاشتراكي هولاند. وشدد الوزير الالماني على ان «علينا الآن تكريس ميثاق للنمو من أجل إيجاد المزيد من التنافسية»، معرباً عن ثقته في أن الصداقة بين فرنسا والمانيا «ستتعزز أكثر». وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد رفضت لقاء هولاند خلال الحملة الانتخابية وذلك بسبب معارضته معاهدة الانضباط المالي التي تم التفاوض عليها في مطلع العام بدفع من ألمانيا.
لكن ميركل اتصلت هاتفياً مساء الاحد الماضي بهولاند لتهنئته ودعته لزيارة برلين، بحسب بيان لمكتبها أكد أنهما «اتفقا على أهمية العلاقات الوثيقة بين فرنسا والمانيا وأكدا تطلعهما الى تعاون جيد تسوده الثقة». والاثنين سارعت ألمانيا الى طرح شروطها على الرئيس الفرنسي المنتخب مستبعدة أي تفاوض حول اتفاقية الموازنة الاوروبية وأي مبادرة «للنمو بالعجز». وأكد متحدث باسم ميركل انه «ليس ممكنا إعادة التفاوض على اتفاقية الموازنة» التي سبق ان «وقعت عليها 25 من أصل الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي» وترمي الى تعزيز الانضباط في ادارة المالية العامة.
وخارج أوروبا، توالت ايضا ردود الفعل المرحبة، فقد هنأ الرئيس الاميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي الرئيس الفرنسي المنتخب ودعاه لزيارة البيت الابيض لعقد اجتماع ثنائي قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي اللتين تستضيفهما الولايات المتحدة في غضون أسبوعين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان «الرئيس أوباما اتصل بالرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند لتهنئته بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الفرنسية».
وفي تطرقه الى العلاقات بين باريس وواشنطن، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان «هذا التحالف يبقى اليوم قويا كما كان عليه الاسبوع الماضي».
وفي موسكو هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هولاند، مبديا استعداده للعمل معه. وكتب بوتين في برقية وجهها الى هولاند ونشرتها وكالة «ايتار تاس» ان «المواطنين الفرنسيين وضعوا ثقتهم بك لقيادة البلاد في فترة صعبة ومهمة جدا»، مؤكدا استعداده «للعمل بنشاط» مع الرئيس الفرنسي المنتخب.
وهنأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هولاند، معربا عن أمله في استمرار العلاقات الجيدة بين البلدين. وقال نتنياهو قبل بدء اجتماع الحكومة «أود أن أتقدم بالتهنئة لفرنسوا هولاند لانتخابه رئيسا لفرنسا... العلاقات بين اسرائيل وفرنسا لطالما كانت جيدة وستبقى كذلك»، مضيفا «انني أتطلع قدما للقاء معه لمواصلة هذه العلاقة المهمة ثنائيا ودوليا».
وفي كابول أعلنت وزارة الدفاع الافغانية الاثنين ان القوات الافغانية قادرة على تحمل مسؤولية الامن في العام 2013، مقللة من شأن المخاطر إذا قرر الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند سحب قواته البالغ عديدها 3400 عنصر قبل الموعد المحدد. وفرنسا هي الدولة الخامسة من حيث عدد عناصرها في قوات الحلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة المنتشرة لمحاربة قوات طالبان في أفغانستان.
من جهتها أعربت ايران عن أملها ان يكون انتخاب هولاند مؤشرا لبدء «عهد جديد» من العلاقات مع فرنسا التي تدهورت كثيرا بسبب موقف فرنسا من البرنامج النووي الايراني منذ العام 2007. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست لوكالة الانباء الرسمية «نأمل بدء عهد جديد يستند الى الامكانات القائمة بين البلدين»، مؤكدا ان «هزيمة ساركوزي عقاب على فشل سياساته الخاطئة»، ومن بينها «تماشيه مع السياسة الاميركية التي تحد من تأثير فرنسا على الساحة الدولية» و«عدائيته إزاء الجمهورية الاسلامية في ايران». وأضاف المتحدث الايراني «نأمل ان يحاول هولاند تصحيح هذه الاخطاء من خلال سياسته».
من جهة اخرى، توقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان يطرأ تغيير في العلاقات بين تركيا وفرنسا بعد انتخاب هولاند رئيسا. وصرح اردوغان أمام صحافيين مساء في انقرة قبل ان يتوجه في زيارة الى سلوفينيا «نأمل ان تكون الحقبة المقبلة في فرنسا مختلفة تماما عما سبق على صعيد العلاقات بين تركيا وفرنسا»، معربا عن أمله ألا «تنعكس الرسائل الشعبوية التي أطلقت خلال الحملة الانتخابية في السياسة لان ذلك سينعكس سلبا على العلاقات بين البلدين».
أما دمشق فرحبت على لسان صحيفة مقربة من الحكومة بهزيمة ساركوزي ووزير خارجيته الان جوبيه الذي أعلن أنه لن يترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، التي ستشكل على الأرجح هزيمة جديدة ليمين الوسط الفرنسي. وعنونت صحيفة «الوطن» الخاصة والمقربة من السلطات «الثنائي ساركوزي - جوبيه إلى مزبلة التاريخ ... الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية الفرنسية».

وفي الشأن اللبناني عنونت "الجيش يضبط ذخائر في مرفأ طرابلس "و"النفـط: خـط أزرق بحـري"

وكتبت تقول"تقدم ملف النفط البحري مجددا إلى واجهة الاهتمام الرسمي في سياق سعي لبنان لاستثمار ثروته النفطية والغازية ضمن حدود منطقته الاقتصادية البحرية الخالصة، في وقت شارف فيه فرز طلبات التوظيف لمجلس إدارة هيئة قطاع البترول على الانتهاء حيث يفترض أن يتم ذلك غدا، تمهيدا للانتقال الى المرحلة التالية، بإحالة الطلبات المستوفية الشروط، الى اللجنة المعنية لاختيار الأنسب من بين طالبي الوظيفة".
وعقد في القصر الجمهوري في بعبدا امس، اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الخارجية عدنان منصور، وزير الدفاع فايز غصن، وزير العدل شكيب قرطباوي، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، رئيس لجنة التنسيق مع «اليونيفيل» اللواء عبد الرحمن شحيتلي، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مدير عام النفط سركيس حليس، وعدد من المستشارين والمعنيين بموضوع النفط والغاز.
ووفق المعلومات الرسمية، اطلع المجتمعون «على المراحل التي بلغتها عملية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة والحقوق اللبنانية، تمهيدا لاتخاذ الخطوات اللازمة لبدء مرحلة التنقيب عن النفط والغاز».
وقالت مصادر رسمية متطابقة لـ«السفير» ان سليمان تمنى على المجتمعين إحاطة وقائع الاجتماع بالكتمان ما يوفر الاصطدام بأية تعقيدات او مداخلات من أي نوع أو اتجاه كان.
وأضافت المصادر أن هذا الاجتماع يشكل مقدمة لمرحلة تنفيذية متصلة بالملف النفطي برمته، على ان تحدد تلك المرحلة وآلياتها من قبل مجلس الوزراء، في الجلسة المقررة غدا في القصر الجمهوري وعلى جدول أعمالها 36 بندا أبرزها «البنود المالية».
وقالت المصادر ان المجتمعين استمعوا الى شروح عن نتائج الحركة الديبلوماسية التي قامت بها وزارة الخارجية، وكذلك عن مدى جهوزية لبنان للانتقال الى سكة التلزيم تمهيدا لبدء عمليات التنقيب وحجم الدول الراغبة بالمشاركة في هذا القطاع، وايضا عن نتائج الاتصالات بين بيروت والامم المتحدة التي عبرت عن تفهمها للموقف اللبناني من الموضوع النفطي، مع تكرار نصائحها «بتجنب القيام بأية خطوات استفزازية».
وكشفت المصادر ان المجتمعين بحثوا «فكرة جدية» لكنها لم تثبت نهائيا بعد، وخلاصتها رسم «خط أزرق بحري»، على غرار «الخط الازرق» البري، يحدد المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة ما بين لبنان وفلسطين المحتلة، على ان يترك تقرير مصير المنطقة المتنازع عليها لحركة مفاوضات لاحقة تتولاها الامم المتحدة مع لبنان واسرائيل، علما ان المنطقة المتنازع عليها تزيد مساحتها عن 860 كيلومترا مربعا.
وذكرت المصادر أنّ رسم «الخط الازرق البحري»، هو فكرة لبنانية من الاساس، وردت في سياق الرسالة التي اعترض فيها لبنان رسميا لدى الامم المتحدة عبر وزارة الخارجية وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بـ«اتخاذ التدابير التي يراها مناسبة تجنبا لأي نزاع». ومن ضمن هذه التدابير كما تقول المصادر المذكورة «وضع خط أزرق بحري على غرار الخط الازرق البري».
ولفتت المصادر الانتباه الى حماسة رئيس الجمهورية للفكرة، لأنها ستمكن لبنان من الدخول سريعا الى مرحلة التطبيق العملي والاستفادة من ثرواته. وكان متناغما في ذلك مع كل من رئيس الحكومة ووزير الخارجية.
واشارت المصادر الى عدم ارتياح وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لهذا الاقتراح، حيث طرح ضرورة ان يكون موقف لبنان في هذا المجال اكثر صلابة وتماسكا و«ألا تكون هناك اية خطوات غير مكتملة، اذ أنه كما يتم التعاطي بالمستوى ذاته مع الحدود البحرية اللبنانية السورية والحدود البحرية اللبنانية القبرصية فلدينا مع سوريا كما قبرص نقاط تقاسم مشتركة للثروة».
وتقرر في خلاصة الاجتماع تشكيل لجنة برئاسة وزير الخارجية تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والطاقة والدفاع والعدل والاشغال. وتردد أن غياب وزير الاشغال غازي العريضي عن اجتماع الامس، متصل باعتراضه على إسناد رئاسة اللجنة لوزير الخارجية.
ولاحظت مصادر مواكبة عقد هذا الاجتماع غداة الزيارة الاخيرة لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الى بيروت، ولم تستبعد ان يكون هناك رابط بينها وبين الزيارات المكوكية المتتالية التي قام بها الموفد الاميركي فريدريك هوف الى بيروت في سياق سعيه لايجاد مخارج لملف الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
ضبط ذخائر جديدة
من جهة ثانية، ضبط الجيش اللبناني، أمس، كميات من ذخائر لأسلحة رشاشة (9 ملم و12،7 ملم ورصاص «كلاشينكوف»)، في مرفأ طرابلس، كانت مهربة عبر سيارة من نوع «رابيد» تم توقيفها مساء أمس خلال محاولة إخراجها من المرفأ، بعد أن وصلت مع عدد كبير من السيارات على متن باخرة إيطالية تابعة لشركة «غريمالدي»، وقد تم نقل السيارة ومحتوياتها الى فرع مخابرات الجيش في القبة حيث بوشرت التحقيقات لمعرفة الملابسات المحيطة بها.
وفي التفاصيل، التي حصل عليها مراسل «السفير» في طرابلس غسان ريفي استنادا الى مصادر أمنية، أن باخرة تابعة لشركة «غريمالدي» تحمل العلم الايطالي، وصلت، أمس، الى مرفأ طرابلس قادمة من ألمانيا، وعلى متنها عدد كبير من السيارات تم تفريغها في باحة المرفأ ومن بينها سيارتان من نوع «رابيد» عائدتان لأحد التجار ويدعى (أ . م)، محملتان بالألعاب والسجاد ومن ضمن هذه الحمولة في إحدى السيارتين 15 صندوقا من الذخيرة يحتوي كل صندوق على ألف طلقة عائدة لأسلحة حربية رشاشة من أنواع مختلفة.
وخلال محاولة إخراج السيارات من المرفأ، عثر الجيش اللبناني خلال أعمال التفتيش على صناديق الذخيرة، فأوقف السيارتين وعددا من الأشخاص، واقتادهم الى فرع المخابرات في القبة حيث بوشرت التحقيقات، كما جرت مداهمة الأماكن التي يتردد عليها (أ . م) الذي ما يزال متواريا عن الأنظار.
وعلمت «السفير» أن الباخرة أبحرت من إيطاليا الى ألمانيا، وتوقفت في طريقها في مرفأ الاسكندرية قبل أن تبحر باتجاه طرابلس، الأمر الذي اثار سلسلة علامات استفهام، خصوصا أن الباخرة «لطف الله 2» أبحرت أيضا من مرفأ الاسكندرية وتوجهت من هناك الى طرابلس.
ورجحت مصادر أمنية أن تكون هذه الكمية من الذخيرة إما للتجارة وإما للتوزيع على بعض الجهات الحزبية، في حين أكدت مصادر مرفأ طرابلس أن تدابير أمنية مشددة وإجراءات تفتيش صارمة يعتمدها الجيش اللبناني مع كل البواخر التي تصل الى المرفأ، مؤكدة أن أي محاولات تهريب أسلحة أو أية ممنوعات أخرى لا يمكن أن تنجح.

   
الأخبار :

صحيفة الاخبار عنونت" هولاند وتحديات ما بعد الساركوزية"

فرنسوا  هولاند

وكتبت تقول"لقد فعلتموها، قالت مرشحة الرئاسة السابقة سيغولين روايال، مساء أول من أمس، مخاطبة جموع المحتفلين بفوز اليسار في انتخابات الرئاسة الفرنسية في ساحة الباستيل في باريس. ثم أضافت، بعد تردد: «لقد فعلها»، مشيرة إلى مساكنها السابق فرانسوا هولاند، الذي نجح في افتكاك الرئاسة من نيكولا ساركوزي، بأغلبية 51,7 في المئة من الأصوات. نصر انتخابي فاجأ الحلفاء قبل الخصوم".

فطوال أشهر، كان نزيل الإليزيه الجديد عرضة لانتقادات شتى. خلال انتخابات التصفيات الداخلية بين أقطاب الحزب الاشتراكي، تمهيداً لتعيين مرشح الحزب للرئاسة، وصفته منافسته الأبرز، مارتين أوبري، برمز «اليسار الرخو»، بينما قالت منافسته الأخرى، سيغولين روايال، التي تقاسمته حياته طوال ربع قرن وأنجبت منه أربعة أبناء، أنه «كسول واتكالي ومراوغ يخشى المواجهة وعاجز عن حسم مواقفه أو اتخاذ قرار». لكن التحول الجذري الذي ظهر به هولاند، خلال المراحل الأخيرة من حملة ما بين دورتي انتخابات الرئاسة، فاجأ جميع المراقبين، وبالأخص بعد أدائه في المناظرة التلفزيونية التي قضى فيها على آخر آمال ساكوزي في إعادة ترجيح كفة موازين القوى الانتخابية في مصلحته. وتوافق الجميع، بعد الوجه الحازم والكاريزما المفاجئة التي برهن عليها هولاند خلال المناظرة، على أنه وضع قدماً في الإليزيه.
وأجمعت تعليقات المحللين على أن التغيير في شخص هولاند ومساره وأسلوبه السياسي يذكّر إلى حد كبير بمقولة الرئيس الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران الشهيرة بأن المقام الرئاسي في العرف السياسي الفرنسي، منذ قيام الجمهورية الخامسة، يعيد تشكيل شخصيات المرشحين ويكشف ما قد يخفى حتى على أقرب المقربين منهم من مواصفات الكاريزما والزعامة السياسية. واللافت أن فرانسوا هولاند ظل الأقل استقطاباً للأضواء من بين «صقور الحزب الاشتراكي» الشباب، الذين اتخذ منهم الرئيس ميتران مستشاريه بعد انقلابه على الحرس القديم في الحزب. عمل هولاند إلى جانب ميتران 14 عاماً (1981 _ 1995)، ثم تولى قيادة الحزب الاشتراكي خلفاً لليونيل جوسبان الذي عُيِّن رئيساً للحكومة، عام 1997. ومع ذلك، فإنه قوبل بالسخرية، حين تقدم لأول استحقاق انتخابي محلي، عام 2001، كمرشح لمنصب عمدة مدينة «تول»، في مقاطعة «كوريز»، المعقل السياسي التقليدي لجاك شيراك وزوجته برناديت، التي لا تزال رئيسة المجلس البلدي للمقاطعة إلى اليوم. يومها، نُقل عن الرئيس شيراك قوله متهكماً: «من هذا الاشتراكي المغمور الذي زج به لمنافستنا في هذا المعترك الانتخابي؟ حتى كلب ميتران «بالتيك» أكثر شهرة منه في مقاطعتنا».
لكن هولاند المغمور افتك المنصب من آل شيراك على نحو مفاجئ. وإذا بجاك شيراك الذي سخر منه في بداياته يدعمه في معترك الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد ساركوزي، المفترض أنه ورث شيراك في قيادة الغالبية اليمينية الفرنسية. وفسر شيراك تأييده لهولاند بالتغيير الباهر في شخصيته، حيث أعاد تفصيل منهجه وخطابه على مقاس المقام الرئاسي، كما كان يقول الجنرال ديغول، ما جعل شيراك يرى فيه الشخصية الكفيلة بأن تعيد إلى المنصب الرئاسي هيبته ووقاره اللذين ابتذلا في عهد ساركوزي.
بعد فوز هولاند بالرئاسة، أصبح المحللون، الذين كانوا في السابق يرون في منهجه التوفيقي مؤشراً على «رخاوة فكرية»، يأملون أن يؤهله ذلك لتجميع مختلف تيارات اليسار حول برنامج مشترك يتسم بالبراغماتية، ويزاوج بين التوجهات الاجتماعية ذات المنحى الاشتراكي للتكفل بأوضاع الطبقات البسيطة الأكثر تضرراً من الأزمة الاقتصادية، وبين مقتضيات ترشيد الإنفاق العام لتفادي الوقوع مجدداً في مطب عجز الميزانية الذي أدى إلى تفاقم أزمة الديون السيادية التي عصفت بكامل دول منطقة العملة الأوروبية المشتركة «اليورو».
من هذا المنظور، ترجح التسريبات الأولية من كواليس الأغلبية اليسارية الجديدة أن يدور التنافس على منصب رئاسة الحكومة أساساً بين ثلاث شخصيات محورية، هي: وزيرة العمل السابقة، مارتين أوبري، ورئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان، جان مارك إيرو، ووزير الشؤون الأوروبية في آخر حكومة يسارية (١٩٩٧ _ ٢٠٠٢)، بيار موسكوفويسي. مارتين أوبري، التي تجمع حالياً منصبي الأمينة العامة للحزب الاشتراكي وعمدة مدينة «ليل»، كبرى مدن الشمال الفرنسي، تُعَدّ الوريثة السياسية لوالدها جاك ديلور، رئيس المفوضية الأوروبية في عهد ميتران، وزعيم تيار «اليسار الاجتماعي». بينما يمثل جان مارك إيرو الجناح اليساري للحزب الاشتراكي، وهو أقرب إلى توجه زعيم «جبهة اليسار»، جان لوك ميلانشون. أما بيار موسكوفيسي، فهو من أقطاب تيار «يسار الوسط»، الذي كان يتزعمه في السابق رئيس صندوق النقد الدولي المستقيل، دومينيك شتراوس ـــ كان، الذي أُقصي من السباق الرئاسي إثر فضيحة «سوفيتيل نيويورك»، الجنسية الشهيرة، في مثل هذه التفرة من العام الماضي.
ويرتقب أن تكون الشخصية التي سيزكيها الرئيس هولاند لرئاسة الحكومة المؤشر الأبرز الذي ستتوضح في ضوئه معالم التوجه السياسي والاقتصادي للعهد الجديد في فرنسا. وجرت الأعراف السياسية الفرنسية أن يحسم هذا الخيار خلال الأيام العشرة الموالية للاقتراع الرئاسي، التي تفصل الرئيس الفائز عن موعد التسلّم الفعلي لمقاليد الحكم. وإذا كان إيرو الأكثر قبولاً من بقية تشكيلات اليسار المتحالفة مع الحزب الاشتراكي، فإن أوبري تعد الشخصية التوفيقية القادرة على الجمع بين طموحات «شعب اليسار» في فرنسا، كما كان يسميه ميتران، وبين واجب ترشيد الإنفاق العمومي وضبط مشكلة المدينوية. أما موسكوفيسي، فتكمن ميزته الأساسية في القبول الذي يلقاه لدى الأوساط المالية، وفي هيئات الاتحاد الأوروبي التي عرفها عن قرب من خلال توليه منصب وزارة الشؤون الأوروبية، طوال أربع سنوات.
هناك إجماع لدى مختلف الأفرقاء اليساريين في فرنسا على أن الاقتصاد سيكون المحك الأساسي للتجربة الجديدة للحكم اليساري في فرنسا. وذلك ليس بسبب تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعد المنطقة الأوروبية الأكثر تضرراً منها، بل أيضاً لتفادي أخطاء المضي، التي أدت إلى انهيار البرنامج الاقتصادي لحكومة ميتران الأولى (1981 _ 1983)، واضراره إلى التخلي عن الكثير من الوعود الاجتماعية التي تعهدها لشعب اليسار. ما أدى إلى بروز اليمين المتطرف، ثم إلى هزيمة اليسار، واضطرار ميتران إلى «مساكنة» اليمين الديغولي، خلال ولايته الرئاسية الثانية، من خلال تعيين جاك شيراك رئيساً للحكومة.
وقد عبّر هولاند في خطابه الأول في ساحة الباستيل، بعد فوزه بالرئاسة، عن اقتناعه بأن فوز اليسار في فرنسا سيطلق دينامية يسارية على الصعيد الأوروبي من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية بسبل بديلة عن سياسات التقشف الليبرالية، التي اعتمدها خلفه ساركوزي، وذلك من خلال تعديل معاهدة الاستقرار الأوروبية، لجعل دعم التنمية والتشغيل المحورين الأبرز في أداء حكومات الاتحاد. ويعتقد الخبراء أن هولاند إذا نجح في فرض هذه الرؤية، خلال القمة الأوروبية التي ستعقد في شهر حزيران المقبل، فسيعالج إحدى الإشكاليات الأكثر تعقيداً في الإرث الساركوزي الثقيل.
أما على الصعيد الداخلي، فقد قال هولاند إنه سيضع حداً لحالة الاحتقان وتأليب الفرنسيين بعضهم على بعض أو على المقيمين الأجانب في البلاد، التي كانت سمة العهد الساركوزي، واعداً بأن تكون أولويته استعادة «وجه فرنسا الإنساني، القائم على أنموذج العدالة والتآخي ونبذ العنصرية».


النهار:

بدورها صحيفة النهار عنونت "هولاند ثاني رئيس اشتراكي للجمهورية الخامسة يطوي صفحة الساركوزية ويغيّر المعادلة في أوروبا "

فرنسوا  هولاند

وكتبت تقول"منتصف ليل أمس، انتهت رسميا ولاية نيكولا ساركوزي، ومعها طوت فرنسا صفحة "الساركوزية" التي أثارت كثيرا من الجدل، لتبدأ الجمهورية الخامسة مرحلة جديدة برئاسة الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي أعاد حزبه الى الاليزيه بعد غياب استمر 17 سنة واعــدا بأن يكون رئيسا "عاديا" لا "رئيسا للأغنياء"، وبتحفيز النمو وايجاد الوظائف لإخــــراج فرنســـــا من أزمتها المالية وأسوأ ركود اقتصادي تشهده منذ ثلاثينات القرن الماضي".
وبتصويتهم لهولاند، رفض الفرنسيون سياسة التقشف التي اعتمدها ساركوزي لمعالجة الازمة المالية والاقتصادية والتي ترخي بثقلها على حياتهم ومكتسباتهم الاجتماعية، وعاقبوه لا على مضمون سياسته فحسب، وإنما على طريقة حضوره وعمله، الى أخطائه النافرة واكرامياته الضريبية التي منحها للاكثر ثراء واحتكاره السلطة في شخصه.
ولن تنحصر تداعيات تداول السلطة بين الاتحاد من أجل حركة شعبية والحزب الاشتراكي على فرنسا وحدها، وإنما ستطلق عملية اعادة توازن في أوروبا كلها لمصلحة اليسار وسياسة النمو في مواجهة سياسة التقشف التي أرسى دعائمها ساركوزي مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل.
ومع أن هولاند الذي صار الرئيس السابع للجمهورية الخامسة لن يتسلم منصبه رسمياً قبل 15 أيار، لا يبدو أنه يتوقع فترة سماح من الفرنسيين الذين علقوا آمالاً كبيرة على وعوده بالخروج من سياسات التقشف، ولا من أوروبا التي أطاحت أزمتها المالية زعيماً تلو الاخر.
 فبعدما انتخب الاحد بـ51,7 في المئة من الاصوات في مقابل 48,3 في المئة لساركوزي، انكب أمس على الاعداد لتأليف فريقه الحكومي ومراجعة الملف الاوروبي، استعداداً لمحادثات حساسة في هذا الشأن مع ميركل، الى التحضير لزيارات دولية.
وزادت الحاح الازمة الاوروبية الانتخابات النيابية اليونانية التي تزامنت مع الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية والتي أثارت نتائجها تساؤلات عن تحول اليونان بلداً تستحيل ادارته. 

ميركل

 ويبدو اللقاء المرتقب لهولاند وميركل دقيقا مع تقديم  المستشارة الالمانية شروطها أمس، مؤكدة ان اعادة التفاوض على اتفاق الاستقرار الأوروبي غير واردة بالنسبة اليها.
إلا أنها أكدت ان هولاند سيستقبل "بالترحاب" خلال زيارته الاولى لالمانيا. وأضافت ان "التعاون الفرنسي - الالماني ضروري من أجل أوروبا وجميعنا نرغب في نجاح اوروبا"، مبدية استعدادها للبحث في استراتيجية نمو قبل حلول موعد القمة الاوروبية أواخر حزيران.
 وفي كثير من الدول الاوروبية، اعتبر وصول المرشح الاشتراكي الى الرئاسة فرصة للخروج من السياسات الموجهة حصرياً نحو التقشف.
 وانعكس الرفض لسياسات التقشف في نتائج الانتخابات النيابية اليونانية، إذ أدار الناخبون ظهورهم للاحزاب التي أقرت هذه السياسات التي أملاها مانحو القروض، وفي مقدمهم الاتحاد الاوروبي.
وفي مقر حزبه بباريس، بدأ هولاند ورشة الاعداد لقمتي مجموعة الثماني (18-19 ايار ) وحلف شمال الاطلسي (20-21 ايار ) في الولايات المتحدة، حيث "سيعلن سحب القوات الفرنسية من افغانستان مع نهاية السنة"، استنادا الى الناطق باسمه مانويل فالس.
وأفاد مساعد مقرب للرئيس المنتخب أن الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه الدعوة الى هولاند لاجراء محادثات ثنائية في واشنطن قبيل قمة حلف شمال الاطلسي.

التشكيلة الحكومية

 ويبدو أن الرئيس المنتخب ينوي حسم مسألة فريقه الحكومي قبل تسلمه منصبه رسمياً. وهو قال أمس إنه سيعلن اسم رئيس الوزراء الثلثاء المقبل.
ولئن كان هولاند يلزم السرية التامة في شأن فريقه الحكومي المرتقب، يتداول الاعلام اسمي الامينة الاولى للحزب الاشتراكي مارتين أوبري ورئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي جان - مارك آيرو لمنصب رئاسة الوزراء.
 وبهذا الفريق الحكومي، يذهب الحزب الاشتراكي الى الانتخابات النيابية المقررة في العاشر من حزيران و17 منه آملا في "تأكيد" فوز هولاند، وقت يحذر اليمين من تبعات تركيز مفرط للسلطة في أيدي اليسار.
ونسبت صحيفة "الفيغارو" الى مسؤولين في الاتحاد من أجل حركة شعبية أن ساركوزي سيتخلى عن العمل السياسي، وإن يكن أصدقاء له شككوا في أن يفعل ذلك، خصوصاً أن"السياسة تسري في دمه".
واليوم، يحضر وهولاند جنبا الى جنب المراسم الرسمية التي تقام سنويا في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية فى الثامن من أيار 1945.

المستقبل :

أما صحيفة المستقبل فعنونت"فرنسوا هولاند.. السلحفاة التي فازت بالسباق إلى الاليزيه"

فرنسوا  هولاند
وكتبت تقول"فرنسوا هولاند مجهول من العالم. معروف جيداً من الفرنسيين. لم يلتق مسؤولاً دولياً، لكنه التقى دائماً الفرنسيين، خصوصاً الاشتراكيين منهم. أعدّ نفسه طويلاً لهذا اليوم العظيم الذي يدخل فيه قصر الاليزيه رئيساً. حصل أولاً على أعلى الشهادات في العلوم السياسية والدراسات الاقتصادية العليا ومعهد الإدارة الوطني ENA، "مصنع" السياسيين والإداريين الكبار في فرنسا. تجنّب إخفاء الأسرار عن حياته، فكشف باكراً أنّ والده كان يمينيّاً من مؤيّدي "الجزائر فرنسية"، حتى لا يبتزّه أحد، كما ابتزّ اللوبي اليهودي فرنسوا ميتران بسبب "سرّه" حول علاقته مع الجنرال بيتان. لذلك أيضاً يُقال إنّ هولاند هو أول رئيس للحزب الاشتراكي ليس مديناً في صعوده للوبي اليهودي القوي داخل الحزب. عرف الاليزيه، غرفه ومكاتبه و"دهاليزه" عندما اختاره جاك أتالي عضواً في مكتبه بعد فوز فرنسوا ميتران بالرئاسة عام 1981".
لم يبق سوى سنة واحدة في الاليزيه. لم يحب سيد القصر الملك الرئيس فرنسوا ميتران رغم التزامه به باكراً، فقد أسّس ورأس، وهو طالب هيئة من الشباب الاشتراكي لدعم ميتران عام 1974. طبيعي جداً موقفه الذي لم يخفه، لأنّه نقيض ميتران، واقعياً، هولاند الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة لا يملك أبداً "الثقافة الملكية" للرؤساء الذين توالوا بعد شارل ديغول.
رغم مساره الطويل في إعداد نفسه لم يضع يوماً أوراقه على الطاولة، ولم يقدّم نفسه مرشحاً محتملاً للرئاسة. استثمر وضع طموحه بالظل، في عدم الدخول في معارك جانبية، مما جعله يكسب مودة واحترام "الفيلة" في الحزب الاشتراكي.
طموح فرنسوا هولاند بقي دائماً خفياً، لم يكن نمراً هائجاً. اختار أن يكون تنيناً هادئاً. كان يُوصف أحياناً بأنّه "رخو" ويصدّق الكثيرون ذلك. في الحقيقة، كان دائماً قوياً شجاعاً وذكياً.
ليونيل جوسبان العاثر الحظ، هو الذي اكتشفه، فأخذه من الاليزيه إلى الماتينيون قصر الوزير الأول، حيث أصبح بسرعة سوبر ناطق رسمي ومن ثم مستشاراً مسموع الكلمة عند جوسبان، إلى درجة أنه قال عنه يوماً: "إنّه الأفضل. الألمع والأكثر تجلياً بحسّ سياسي داخل الحزب". من فرائد العلاقات، أنّ هولاند ثأر اليوم لمكتشفه جوسبان، الذي انسحب من الحياة السياسية بعد خسارته أمام جان ماري لوبن زعيم اليمين المتطرف. لم يخفِ جوسبان "فرحه" بهولاند. جاء سريعاً إلى التلفزيون لوضع نفسه، بعد أن غاب طويلاً عن المسرح السياسي، في خدمة "تلميذه"، دون أن يعني ذلك طلباً لأي دور أو منصب، فهو لن يعود بعد أن ترك "سفينة" الحزب الاشتراكي في "أعالي البحار" بعد هزيمته.
فور انسحاب جوسبان وتشتت الحزب، تقدم هولاند الصفوف ليتولى زعامته في مؤتمر "ديجون" ومن ثم مؤتمر "مان". الطريف في هذا المسار، ان "فيلة" الحزب وعلى رأسهم لوران فابيوس أصغر وزير أول سنّاً والمرشح الاول والدائم لرئاسة الجمهورية، التقط قدرات هولاند وتصميمه وذكاءه. رأى فيه مساعداً له. كان دائماً يقول لـ"الفيلة" ولهولاند نفسه انه متى انتخب رئيساً للجمهورية، فإنّ هولاند سيكون وزيراً أول لديه. الدنيا خصوصاً في عالم السياسة "دولاب". اليوم طموح فابيوس أن يسمّيه هولاند وزيراً للخارجية في حكومته الأولى.
الحظ ساعد هولاند كثيراً. المرّة الأولى عندما دفعه خروج جوسبان إلى رئاسة الحزب. المرّة الثانية عندما أبعد دومنيك ستراوس كان من الترشح عن الحزب الاشتراكي للرئاسة، وكان الأقوى، بسبب فضيحة نفيسة ديالو في نيويورك. انتخبته القاعدة الحزبية رغم انه يمثل ما يطلق عليها "الاشتراكية الرخوة" وفاز على منافسته الأولى مارتين اوبري، ابنة جاك ديلور الذي يُعتبر "الأب الروحي" لهولاند. أيضاً ساعد الحظ هولاند في هذه المعركة الانتخابية. خصمه الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي ، هُزم منذ دخل الاليزيه ثم كرّس هزيمته مع بدء الحملة الانتخابية. لم يحب الفرنسيون طريقة حياة ساركوزي- الرئيس ولا طريقة "قفزه" من ضفة إلى ضفة بسرعة صاروخية، ولا طموحه للعب في ملعب "الكبار" و"العظماء" بعد أن تبين لهم ان إمكاناته محدودة. أيضاً وهو الأهم أنّ القاعدة الواسعة من اليمين خصوصاً من الديغوليين "الارثوذكس" و"الجدد"، لم يتقبلوا، ورفضوا "زحفه" أمام اليمين المتطرف لكسب أصواتهم، بعد "أن شنّ حملة أدّت إلى تدمير التحصينات الايديولوجية التي قضوا عشرين عاماً في بنائها" أمام هذا اليمين المعادي للجمهورية. هذا الخطأ الخطيئة هو الذي يفسّر دعم الرئيس السابق جاك شيراك الخفي له.
لا شك ان فرنسوا هولاند حقق "فوزاً نظيفاً لكنه ليس كاسحاً"، في فترة تعيش فيه فرنسا ومعه أوروبا كلها على وقع أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة وواسعة بسبب انتشار البطالة والتضخم وتراجع القدرة الشرائية للمواطن وعدم تنفيذ سياسة استثمارية شاملة تعيد فتح الأبواب أمام نهوض اقتصادي. يجب أن يكون لهولاند سياسة فعلية وبرنامج قوي لمواجهة هذه الملفات. في البداية يجب أن يحصل على اغلبية برلمانية مريحة وداعمة له في الانتخابات التشريعية المقبلة في نهاية حزيران.
يقول خصومه انه لا يملك تجربة تنفيذية لأنه لم يعيّن يوماً وزيراً. يردّ أنصاره أنّ ثلاثة رؤساء حكومات ناجحين هم: طوني بلير وجوسيه زاباتيرو، وغيرهارد شرودر تزعّموا أحزاباً ولم يدخلوا الحكومات.
أمام فرنسوا هولاند ملفات عديدة بعضها يتعلق بأمن فرنسا الاستراتيجي وبعضها الآخر بصورتها في العالم. أمام هولاند ملف افغانستان وما وعد به بسحب قواته في نهاية هذا العام، وملفات التفاهم أو البرودة مع ألمانيا وروسيا، وبناء علاقات ثقة مع الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً إذا ما أعيد انتخاب باراك اوباما رئيساً لولاية ثانية بعد أن جعل نيكولا ساركوزي هذه العلاقة "ترقص" على وقع خصوصية شخصيته و"شخصانيته" مع الآخر. ايضاً أمامه العلاقات مع الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، بعد أن اجتاح "الربيع العربي" هذه الضفة، وعلى رأسها سوريا. لم يتكلم هولاند في السياسة الخارجية كثيراً. الحدث السوري فرض نفسه عليه، فوصف النظام السوري بـ"الحقير" مؤيّداً التدخل العسكري إذا كان دولياً وأطلسياً. على هولاند أن يتعلم في هذا المجال الكثير وبسرعة، لأنّ عليه اتخاذ قرارات حاسمة.
فرنسا ومعها أوروبا بحاجة لانتشار حالة من الأمل، وعلى هولاند الرئيس الجديد حتى ينشر الأمل أن يحل الكثير من المعادلات القديمة والوليدة، خصوصاً وانّ "الانتصار يفتح على كل الاحتمالات، بما فيها جعل الهزيمة ممكنة".

اللواء:

أما صحيفة اللواء فعنونت" هولاند سيد الإليزيه يهدد اليورو: شعوب أوروبا تريد إنهاء التقشف"

فرنسوا  هولاند

وكتبت تقول"تمكّن الاشتراكي فرانسوا هولاند من تغيير وجه فرنسا السياسي الأحد ونقله من اليمين إلى اليسار عندما فاز - ولو بفارق ضئيل - بالانتخابات الرئاسية وأعاد الحزب الاشتراكي إلى قصر الإليزيه مجددا بعد ١٧ عاما من خيبات الأمل أمام اليمين الذي فشل نيكولا ساركوزي هذه المرة في إقناع غالبية الفرنسيين بدعمه، وتحمّل بمفرده مسؤولية الهزيمة وأعلن اعتزاله العمل السياسي وتخليه عن قيادة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة (قريبا)، فيما وعد الرئيس المنتخب بـ «التغيير» وأعلن الحرب على سياسة التقشف التي انتهجها سلفه بتواطؤ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بينما تراجع اليورو أمس مدفوعا بفوز هولاند حيث يخشى المستثمرون من اعادة النظر في سياسات التقشف في اوروبا".
الأصوات
واعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ان الرئيس المنتخب فرنسوا هولاند نال 51,62 بالمائة من الاصوات مقابل 48,38 بالمائة لنيكولا ساركوزي بحسب الفرز النهائي للاصوات.
 وبحسب هذا الفرز الذي شمل اكثر من 46 مليون ناخب مسجل و37 مليون مقترع فان هولاند نال اكثر من 18 مليون صوت مقابل 16,9 مليون صوت لساركوزي فيما صوت 2,1 مليون شخص بورقة بيضاء او لاغية.
 وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت 19,66 بالمائة (مقابل 20,7 بالمائة في الدورة الاولى هذه السنة و16,03 بالمائة في الدورة الثانية عام 2007) اي تسعة ملايين شخص.
 ووصلت نتائج تصويت الفرنسيين المقيمين في الخارج والبالغ عددهم حوالى مليون ناخب، ليل الاحد الاثنين وتتضمن نسبة امتناع عن التصويت عالية بلغت 57,8 بالمائة.
نقل السلطة
وستجري عملية نقل السلطة في فرنسا من الرئيس ساركوزي الى الرئيس المنتخب فرنسوا هولاند في 15 ايار بالاتفاق بينهما، على ما اعلن قصر الاليزيه أمس.
 واوضح المصدر انه تم الاتفاق على هذا التاريخ بين امين عام رئاسة الجمهورية كزافييه موسكا ومدير حملة هولاند النائب بيار موسكوفيسي، على ان يشارك هولاند الثلاثاء مع ساركوزي في احياء يوم النصر في ذكرى 8 ايار 1945.
 كما يشارك هولاند صباح اليوم في باريس الى جانب ساركوزي في مراسم احياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في الثامن من ايار.
 وتنتهي ولاية ساركوزي رسميا في منتصف ليل الثلاثاء 15 ايار، وقد تولى مهام الرئاسة في 16 ايار 2007.
خطاب النصر
وفي خطاب ألقاه أمام جموع غفيرة من أنصاره احتشدت في ساحة الباستيل للاحتفال بالانتصار، قال الرئيس الفرنسي المنتخب، فرانسوا هولاند، منتصف ليل الأحد-الاثنين، إن فوزه هو بداية «حركة صاعدة في كل أوروبا وربما في العالم».
وأضاف هولاند «هذه هي رسالتي، أنتم بالتأكيد أكثر من مجرد شعب يريد التغيير، أنتم حركة صاعدة في كل أوروبا، وربما في العالم، لحمل قيمنا وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير».
وأضاف وقد بدا عليه التعب: «تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير في ساحة الباستيل، لأنه سيحفز كذلك شعوبا أخرى في أوروبا على التغيير»، متعهدا بـ «الانتهاء من التقشف». وتابع «في كل العواصم، هناك شعوب تتطلع إلينا وتريد منا الانتهاء من التقشف».
وقال: «أريد أيضا أن أطلب منكم ألا تثبط عزيمتكم، هناك الكثير علينا فعله في الأشهر المقبلة، وأول ذلك إعطاء رئيس الجمهورية أغلبية»، في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 10 و17 حزيران القادم.
ساركوزي
وما هي إلا لحظات قليلة بعد إقفال صناديق الاقتراع، حتى اعترف ساركوزي بهزيمته أمام هولاند، اذ قال لأنصاره في باريس: «فرنسوا هولاند هو رئيس الجمهورية، ويجب احترامه»، متمنيا للمرشح الاشتراكي حظا سعيدا.
وقال ساركوزي الذي تعرض كثيرا لمقاطعة أنصاره الباكين «لقد بذلت ما في وسعي لحماية الفرنسيين من الأزمات غير المسبوقة التي هزت العالم في السنوات الخمس الماضية ولكي تخرج فرنسا منها أقوى مما كانت».
كما حض ساركوزي مسؤولي حزبه التجمع من اجل حركة شعبية على «البقاء موحدين»، مؤكدا انه لن يخوض الانتخابات التشريعية في حزيران، وذلك وفق ما نقل مشاركون في اجتماع عقد في الاليزيه.
ردود الفعل
وتابعت العواصم الأوروبية عن كثب عملية الاقتراع التي جرت أمس بفرنسا وتفاعلت بسرعة مع الإعلان عن انتخاب فرانسوا هولاند رئيسا جديدا للبلاد
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول من هنأ الرئيس الفرنسي المنتخب ودعته في اتصال هاتفي لزيارة برلين «في أقرب وقت ممكن بعد تسلمه مهامه،وأكد المسؤولان على أهمية العلاقات الثنائية وعلى تطلعهما لتعاون جيد تسوده الثقة».

يذكر أن انغيلا ميركل رفضت استقبال فرانسوا هولاند عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية بسبب معارضته لمعاهدة «الانضباط المالي» التي تم التفاوض عليها والتي وقعت عليها فرنسا.
من جهته اعلن البيت الابيض الاثنين ان التحالف بين الولايات المتحدة وفرنسا «يبقى قويا» بعد انتخاب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند، ك كان عليه في عهد الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.
وفي تطرقه الى العلاقات بين باريس وواشنطن، قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان «هذا التحالف يبقى اليوم قويا كما كان عليه الاسبوع الماضي».
وكان الرئيس باراك اوباما هنأ هولاند مساء الاحد في اتصال هاتفي، متحدثا عن «ملفات صعبة» تنتظر الرئيس الفرنسي المنتخب في اشارة خصوصا الى افغانستان وازمة الديون الاوروبية.
ودعا اوباما هولاند الى زيارة البيت الابيض قبل قمتي مجموعة الثماني في كامب ديفيد والحلف الاطلسي في شيكاغو المقررتين بين 18 و21 ايا.
كذلك تلقى الرئيس الجديد التهنئة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والايطالي ماريو مونتي والاسباني ماريانو راخوي ورئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.