لم تعد قضية الناشط الحقوقي الدولي عبد الهادي الخواجة، المعتقل في السجون البحرينية والذي تجاوز إضرابه المفتوح عن الطعام شهره الثالث، وحدها الشغل الشاغل للمنظمات الحقوقية البحرينية منها والدولية
لم تعد قضية الناشط الحقوقي الدولي عبد الهادي الخواجة، المعتقل في السجون البحرينية والذي تجاوز إضرابه المفتوح عن الطعام شهره الثالث، وحدها الشغل الشاغل للمنظمات الحقوقية البحرينية منها والدولية، ولو أنها لازالت القضية الأبرز والأهم، ليُضاف عليها مؤخراً قضية اعتقال ناشط حقوقي دولي آخر هو نبيل رجب.
فبعد أن استبشر المتابعون لمجريات الأحداث في البحرين خيراً في قرار محكمة التمييز البحرينية باستئناف محاكمة المعتقلين في السجون البحرينية من بينهم عبد الهادي الخواجة ورموز سياسيين، سرعان ما أتت خطوة اعتقال الناشط الحقوقي الدولي والحاصل على جوائز دولية نبيل رجب، ليؤكد النظام أن لا تراجع عن سياسات قمع وترهيب كل من يفضح انتهاكات وتعدياته على حقوق الشعب.
وفي هذا المجال يشرح صهر عبدالهادي الخواجة الناشط الحقوقي محمد المسقطي بأن قرار محكمة التمييز أتى ليثير ضجة في أوساط إعلامية دولية، كون قرار الاستئناف يختلف عن قرار إعادة المحاكمة، لأنه يبقي على قرارات المحكمة ليصحح أوضاع المعتقلين في السجون.
ويؤكد المسقطي أن الوضع الصحي للخواجة سيء جداً وهو في حالة تدهور مستمر، رابطاً ذلك بعدم تمكن الخواجة من حضور الجلسة التي عقدتها المحكمة يوم أمس وتأجيلها لحين حضوره شخصياً الجلسة، وأضاف: "اليوم لا وقت كافي للخواجة لحضور المحاكمات لأنه بين الحياة والموت، ويبدو أن السلطة راغبة في قتله".
وتابع أن النظام محرج ومتخوف من قضية الناشط الحقوقي الخواجة، إلا أنه مصر على تعنته ولا يريد أن يخضع للمطالب الدولية "كي لا يظهر بصورة المهزوم، وليحفظ ماء وجهه كونه محرج دولياً من القضية"، مشيراً إلى أن السلطات ترفض ترحيل الخواجة إلى الدنمارك ولكنها استدعت أطباء دنماركيين لإسداء النصائح للأطباء البحرينيين الذين يتابعون قضية الخواجة، "وهذا ما لم تفعله السلطات البحرينية مع اي من المعتقلين".
وحول ما يدور في الكواليس عن مساعي لحل القضية، يؤكد المسقطي أن الأحاديث خلف الكواليس كثيرة ويومية ولكن عائلة الخواجة لا تأخذها بشكل جدي، لأنها تفتقد إلى ترجمة واقعية، معتبراً أن المطلوب أفعال لا مجرد وعود واحاديث من خلف الكواليس.
النظام يريد كتم صوت رجب بعدما افتضح في المحافل الحقوقية الدولية
وعن قضية اعتقال الناشط الحقوقي الدولي نبيل رجب، قال المسقطي أن رجب كان يدرك مسبقاً أن هناك نية في اعتقاله، بعد عرى السلطات البحرينية وأظهرها بصورتها السوداء في المحافل الحقوقية الدولية. وأضاف أن السلطة أرادت كتم صوت رجب بعد أن أحرجها، ولأن دعواته للتظاهر السلمي لها صدى في الشارع البحريني، "وتتسبب بأزمة سياسية حقيقية للنظام، وفي كل مرة يحاول النظام قمع الاحتجاجات تأتي دعوات نبيل والاستجابات الشعبية لها لتفاقم الوضع سوءاً".
وتابع المسقطي أنه "تم تمديد سجن نبيل رجب لـ 7 أيام إضافية، وذلك بتهم: إهانة هيئة نظامية أي وزارة الداخلية، والدعوة والمشاركة في مسيرات غير مرخصة، أدت -بحسب ادعاءات السلطة- إلى عنف وتعرض لرجال الأمن"..
وقال الناشط الحقوقي البحريني إن رجب لا يأبه لما يحاك له من تهم، موضحاً أن رجب دعا من داخل السجن إلى المشاركة في تظاهرة سيتم تنظيمها يوم السبت القادم في العاصمة المنامة، كما دعا إلى مواصلة التظاهرات السلمية في مختلف مناطق وقرى البحرين.. ونحن كذلك نؤكد على دعوة نبيل بمواصلة التظاهرات وعدم التوقف عنها".
ولم يستغرب المسقطي موقف رجب الجريء شارحاً أنه "لا يجب الاعتراف بمن لا يحمي حقوق الانسان نحن نعترف بالقوانين التي تؤكد على حقنا الانساني وحق التظاهر السلمي في كل وقت وفي كل مكان"، مؤكداً أن نبيل رجب "يريد أن يرسخ في عقول الناس بأن القانون مفترض أن يحمي حقوق الانسان لا أن يقيّدها".
واعتبر المسقطي أن السلطات لن تتعرض بسوء لرجب، لأنه شخصية تتمتع باحترام دولي ومحلي، ما يجعل السلطات تعتمد الحذر. وقال ان سياسة النظام اختلفت عن الأشهر السابقة فهي اليوم تريد أن تلمع صورتها السوداء في مجال حقوق الإنسان، في ظل تعرضها لحملة دولية منددة باعتقال الخواجة ورجب الذي حل ضيفاً في برنامج جوليان أسانج، مؤسس موقع الويكيليكس، على قناة روسيا اليوم.