25-11-2024 01:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

المؤتمر الدولي الرابع – فكر الشيخ البهائي: تراث الأصالة في الوحدة الإسلامية

المؤتمر الدولي الرابع – فكر الشيخ البهائي: تراث الأصالة في الوحدة الإسلامية

كلمة راعي المؤتمر القاها بالنيابة عن سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ومما قاله:مؤتمر الشيخ البهائي يربط بين دول العالم المختلفة ليوصلنا إلى قاسم الفكر المشترك الذي هو فكر الإسلام

البوستر الذي حمل عنوان المؤتمر حول فكر الشيخ البهائيأقيم حفل افتتاح للمؤتمر الدولي الرابع حول فكر الشيخ بهاء الدين محمد ابن الشيخ حسين عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي الجباعي المعروف بالشيخ البهائي، في قاعة رسالات بمنطقة بئر حسن جنوب بيروت، والذي تنظمه جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي، بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، بحضور ممثل الإمام السيد علي الخامنئي في مدينة آراك الإيرانية الشيخ دري نجف آبادي، والسفير  الإيراني في لبنان الدكتور غضنفر ركن أبادي، وحشد من النواب والعلماء والفعاليات، وذلك برعاية الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ممثلا بشخص نائبه سماحة الشيخ نعيم قاسم.

الشيخ احمد قبلان: الشيخ البهائي صاحب مقولة تطويع الأرض والإنسان

 


الشيخ أحمد قبلان والشيخ نعيم قاسم وومثل الإمام الخامئني في مؤتمر الشيخ البهائيكلمة نائب المجلس الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان ألقاها نيابة عنه نجله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وجاء في كلمته، التي اتسمت بالبلاغة:" لأن كل حروفه بهية على سنا بهائه، ولأن مداد العالم يرتشف محابره من الشواطئ السرمدية حتى قال تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ". فقد أكد الشيخ البهائي أن مادة الكون وهيئاتها تتسرب في شرط العلة من الرتق والفتق والتكوير ، فإذا اتحدت الهيئة والمادة بسعة وجودها دلت صورة أحيائها وضرورة انقيادها على أن الناظم عالم والباني حاكم والمدبر قاتل، قيوم صمد فطر القلوب على معرفته وقيدها على مودته فإن هي أقبلت عليه مد لها ذراع الكلي لتحيا إلى الأبد .. فقد أكد الشيخ البهائي أن العبد قطعة من حروف الإعجاز وكلمة من لوح الألغاز لا يمكن أن تنفصل مادته عن روحه ومواقفه عن صروحه من هنا فإن مقولته ظلت تتوشج مهد السماء رغم طاحونة الأرض وحكومة الأدعياء. ومن يتتبع عيناته يتأكد أنه من قلة جمعوا كتاب الخلق ليحكي شفيعة الحرف بلغة الصور ثم ليتحول خبزا في فلك الأساطير، فما اكتفى الشيخ البهائي بالتنظير بل عمل على التطبيق ثم ليؤرخ قبيل وفاته بقليل قائلا:" إن أردت الله فكل ذرة في هذا الكون دليله وإن أردت الدنيا فليس شيئا قاتمة مثلها على أن من يعيد قراءة التاريخ يجد أن فترة القرنين العاشر والحادي عشر شكلت نموذجا أقرب لمحنة العالم الإسلامي ومع نشأة الدولة الصفوية بدا أن فقه السياسة اعتصم بعتبة عقل المحقق الكركي الذي أتقن فهم الوجود، فقرر أسس الدولة وظيفة وإجراءات على سكة فقهنة الوجود، فدعا الفقهاء العاملين أن يؤدوا فقه السماء على طريقة تطويع مهارات أهل الأرض علها تخاطب الله بلغة العابد له وبذلك تشكل الدولة حاكما وليس محكوما على طريقة الحجج والأولياء، ولتوضيح هذا المعنى فقد التقى والد الشيخ البهائي بالمحقق ليؤسس لولده الشيخ أول أدواره التي افتتحها بمقولة تطويع الأرض والإنسان ما بين فلك التدبير وفلك التطوير.


وأكد المفتي في ختام كلمته  أن "خصومة الاوسط عادت كما بدأت ولأن مذابح الهوية وبإدارة أميركية-أوروبية عادت لتشكل ناظم السياسيات فان هذا الخطر الهائل يفترض بالازهر الشريف والنجف الاشرف أن تشكل كلماتهم ميزان الكلمة وسط نار لاح دخانها وحمولة أن هي انقدحت شرارتها شوت الطير في كبد السماء". ودعا في كلمته الامة لكي تنهض وتؤكد أن ثأرها مع تل أبيب وليست بين أزقة بلداننا التي تتلاعب بها اجندة الاستخبارات الغربية، وما دافعنا عنه نحن والقامات القطيعات لن نقدمه هدية للقاتل وزمن التسويات مقبول".


الشيخ البغدادي: الشيخ البهائي العاملي اليوم هو رمز للأمة الإيرانية

 


فضيلة الشيخ حسن بغدادي المشرف على مؤتمر الشيخ البهائيوألقى المشرف على المؤتمر وعضو المجلس السياسي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي كلمة جاء فيها :" في افتتاح أي مؤتمر لا يمكننا أن نتحدث عن الأبعاد العلمية والفكرية والثقافية لأي شخصية خصوصا في ظل شخصية الشيخ بهاء الدين محمد ابن الشيخ حسين عبد الصمد الحارثي العاملي الجباعي رائد العلوم في الفقه والحديث والأصول والهندسة والفلك والرياضيات والطب وغيرها، إنما نترك هذا للسادة الباحثين الذين بذلوا جهودا جبارة في البحث والتنقيب حول أبعاد كل هذه الجوانب للعلامة الشيخ البهائي وأشكرهم سلفا. ولعل ما تميز به الشيخ البهائي عن غيره من علماء جبل عامل الذين ذهبوا إلى إيران في العهد الصفوي هو التحدي بهذه المواهب التي تفرد بها. أولا هو نجل الشيخ حسين عبد الصمد الحارثي الهمداني، الذي هو من تلامذة الشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجباعي، باقر العلوم، ذلك العالم الشهيد الذي قل نظيره. فقد لازمه الشيخ عبد الصمد في حله وترحاله، فكان من الطبيعي أن يستفيد الشيخ البهائي من والده في بلدة "إيعات" البقاعية حيث ترعرع فيها لمدة اثني عشر عاما كان ينهل عليه من لدن علمه، أو السنوات التي قضاها الوالد بصفته شيخا للإسلام في عاصمة الدولة الإسلامية في قزوين، فكانت الفرصة التي أتيحت للشيخ البهائي للتعلم من العلماء الكبار في الفلسفة والحكمة والمنطق والطب وغيره عندما درس على أشهرهم وأهمهم في عاصمة الدولة آنذاك".

الأخوات شكلن جزءا منم حضور افتتاح مؤتمر الشيخ البهائيوبيّن الشيخ البغدادي مكانة الشيخ البهائي في المجتمع الإيراني :" كان يعدّ جزءا من النسيج الإيراني، لم يقل له أحد في إيران إنك من العرب، فقد كان طفلا في إيران تعلم اللغة وآدابها وأصبح عالما بها وشاعرا، وعندما تطورت إمكانياته أصبح ينظر له بصفته واحدا من هذا التكوين السياسي والاجتماعي في داخل إيران. فهذا اعطاه قوة عندما كان يقول نعم أو لا. اليوم الشيخ البهائي في إيران هو رمز الأمة الإيرانية اي سلطة جاءت إلى إيران ستقبل بالشيخ البهائي يعني أنه غير مرتبط بدولة أو هوية، فكيف إذا كانت السلطة اليوم قد ولدت من رحم هذا الشعب، وما وجدت المستشارية الإيرانية معنا في هذا الحفل. ومخطئ من يظن أن وجود علماء جبل عامل في إيران خلال العهد الصفوي كان حبا للسلطة أو هروبا من مسؤولية بقدر ما كانت مسؤولية شرعية تفرض نفسها عليهم للاستفادة القصوى من هذه السلطة التي كانت تدعي الانتماء إلى أهل البيت (ع) فقد كانوا يريدون أن يصححوا المسار العقائدي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يعودا بتلك البلاد إلى أصالتها خصوصا عندما انكفى الكثيرون من داخل الحركة الصفوية أنذاك".

السفير آبادي: الشيخ البهائي كان أمة مستقلة وممن أسسوا للحضارة الإسلامية

 


السفير أبادي يلقي كلمته في مؤتمر الشيه لبهائيوشاركت السفارة الإيرانية في لبنان في افتتاح هذا المؤتمر، بشخص السفير الدكتور غضنفر ركن آبادي، وجاء في كلمته : نتشرف اليوم بتكريم العالم الرباني الجليل الشيخ البهائي، وهو أستاذ الأساتذة والمجتهدين الفقيه المحقق والحكيم البليغ والعالم البارع والأديب والشاعر، فكان بحق أمة مستقلة في عقد أطراف العلوم وكان ممن أسسوا المكانة الكبيرة للحضارة الإسلامية، وهذا من شيم العلماء المسلمين في بقاع الأرض وممن ممكن أن يقال عنهم إنهم علماء أصوليون. هذا إلى جانب ما تحلت به شخصيته الكريمة من كريزمة وقادة ورفعة أخلاق، وهو بما أوتي منم مواهب وذكاء يقف على قدم المساواة مع علماء إيران الأجلاء.
وجدد السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن آبادي تأكيد وقوف بلاده "الى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية مباركين للبنان انتصاره بعيد المقاومة والتحرير وانسحاب اسرائيل المذل في 25 ايار وبالانتصاره الالهي عندما اثبتت المقاومة وشعبها بانها نتاج العلم والشهامة امثال شيخنا البهائي".


كما اشار السفير الايراني خلال كلمة له في المؤتمر الدولي الرابع حول فكر الشيخ البهائي الى ان "ايران مستعدة ان تضع كل امكانياتها الدفاعية والردعية لخدمة الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط"، لافتا فيهذا الاطار الى ان ما يحمي الاسترار الداخلي هو تخلي الدول المستكبرة عن فرض اراداتها وخياراتها السياسية على الاخرين واعترافها بقدرتها على العمل في بناء نفسها وحل مشاكلها وادارة شؤونها بعيدا عن التدخل الاميركي لاسيما فيسوريا الصامدة. وجدد آبادي استعداد ايران الدائم لمساعدة لبنان والوقوف الى جانبه في مختلف الظروف وما اعلنه النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ان ايران مصممة على حماية ودعم لبنان حكومة وشعبا ومقاومة نؤكد عليه ايضا وعلى ربط شبكة الكهرباءالايرانية بالشبكة اللبنانية وايصال الكهرباء الى كل اللبنانيين ". واضاف: "نتطلع الى انارة كل البيوت اللبنانية وعبر بناء محطات الكهرباء في لبنان ونحن على استعداد للعمل فورا في هذا الامر".

الشيخ قاسم: الشيخ البهائي جسّد روح الوحدة الإسلامية بين المذاهب

 
سماحة العلامة نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة راعي المؤتمر، القاها بالنيابة عن سماحة الأمين العام لحزب الله العلامة الشيخ نعيم قاسم، حيث انقسمت كلمته إلى محورين. إذ خصص المحور الأول للحديث عن الشيخ البهائي، ومما قاله : " مؤتمر الشيخ البهائي هو مؤتمر يربط بين دول العالم المختلفة ليوصلنا إلى قاسم الفكر المشترك الذي هو فكر الإسلام  المحمدي الأصيل. الشيخ البهائي ولد في لبنان وترعرع في إيران وأيعنت أغصان شجرته في أسفاره التي أمضاها في بلدان المنطقة وترك لنا أثارا تضيء على مستوى الأمة الإسلامية من دون أن يفرق بين مذهب وأخر. هو من علماء جبل عامل في لبنان حيث انتقل إلى إيران ليوجد صلة وصل لا تعترف بالحدود طالما أن الجامع المشترك هو الفكر والإيمان ومصلحة الإنسان. وأضاف الشيخ قاسم ملقيا الضوء حول ما يعنيه الدور الكبير للشيخ البهائي، ويختصره "الشهيد مطهري حين قال : "إن لفقهاء جبل عامل بتأسيسهم الحوزة العلمية في أصفهان حقا كبيرا على ذمة الأمة الإيرانية". وهذا يوحي بالمكانة التي يراها الإيرانيون للعلامة الشيخ البهائي. ولقد تميز بشخصية متواضعة مع علمه الوفير فقد كان يخالط الفقراء من الناس حتى عاب عليه الشاه عباس هذا الأمر. ولكنه بحكنته وذكائه بيّن للشاه أنه لا يخافه وأنه من دور العلماء أن يكونوا بين الفقراء". وكشف الشيخ قاسم عن دور الشيخ البهائي في تميزه بدعوته إلى الوحدة الإسلامية، "حتى أن البعض لم يتمكن من معرفة مذهب الشيخ، عندما كان يلتقي به في أحد البلدان الإسلامية. وفي هذا يقول المحدث التوستري إن كل طائفة من طوائف المسلمين كانت تنسبه إليها. ويقول سمعت الشيخ القاضي، الشيخ عمر من علماء البصرة، يقول إن بهاء الدين محمدا من أهل السنة والجماعة. هذا لأن ما عرضه الشيخ البهائي كان منسجما مع الأصالة الإسلامية التي لا تتحزب إلى مذهب أو تنافس من موقع العصبية وإنما كان يريد، قدس الله روحه الشريفة، تحقيق الإسلام بنقائه وعظمته".


جانب من الحضور في مؤتمر الشيخ البهائيوانتقل سماحة الشيخ قاسم إلى المحور الثاني من كلمته للحديث عن دور الطائفة السنية، فقد أكد  سماحته أن "الطائفة السنية هي طائفة المقاومة ولها السبق في مقاومة المشروع الإسرائيلي، ولا يمكن اختصارها ببعض الشخصيات أو التيارات، ولا تحميلها وزر مواقفهم".
واكد أن "علينا أن نعمل للوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، الوحدة الإسلامية التي تجمعنا لحماية معتقداتنا وأجيالنا وأرضنا وحقوقنا من الأغيار، (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ), والوحدة الوطنية التي تبني وطناً لكل أبنائه.(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). والخلافات ليست دينية لا على مستوى إسلامي ولا مسيحي، الخلافات سياسية يستخدم البعض فيها الشعار الديني للتحريض ولعجزهم عن تسويق رؤيتهم"
وأضاف الشيخ نعيم قاسم إن "الطائفة السنية هي طائفة المقاومة ولها السبق في مقاومة المشروع الإسرائيلي، ولا يمكن اختصارها ببعض الشخصيات أو التيارات، ولا تحميلها وزر مواقفهم. أنه لا يُعبر عنها من يقتل الأطفال والأبرياء ولا يجوز تحميلها مسؤولية أعمالهم، كما لا يعبر عنها من يخدم المشروع الإسرائيلي الأمريكي، هذا ما لا نقبله من أحد مهما كانت طائفته أو مذهبه".

وشدد نائب الأمين العام لحزب الله على أن "الرئيس سعد الحريري ليس ممثلاً حصرياً، ولا تتحمل الطائفة مسؤولية خياراته، يوجد من يحمل هم الوحدة الإسلامية، ومقاومة العدو الإسرائيلي، وعدم السير في مشاريع تسوِّق لها أمريكا وتخدم مشروعا إسرائيليا وتمول من بعض الدول النفطية، نتعاون معهم، ويشرفنا أن نكون وإياهم في خندق واحد ضد "إسرائيل" ولمصلحة استقلال لبنان. وحاضرون للتعاون مع كل من يحمل هذه الرؤية، بل مع الذين يتبنونها بعد ابتعاد".