تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس بمناسبة اختتام اعمال "مشروع وعد"لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية .
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس بمناسبة اختتام اعمال "مشروع وعد"لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية وإطلاقه سلسلة من المواقف في الشأنين المحلي والإقليمي.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"نصر الله: الإرهاب يضرب سوريا بالفتنة .. ونحن مع النسبية والدائرة الواحدة "و"الوعد الصادق يعيد الضاحية أجمل مما كانت"
وكتبت تقول"في الحادي عشر من أيار 2012، عادت الضاحية أقوى مما كانت وأجمل مما ولدت، على مر أزمانها وأجيالها، المقيمين والزاحفين اليها من أحزمة بؤس وفقر حزينة، جنوبا وبقاعا، ومن أحزمة بؤس بيروتية دمرت في زمن الحرب الغابرة".
في الحادي عشر من أيار 2012، أطلت الضاحية الجنوبية لبيروت، بهية، نوّارة، مشرقة، ليلها مثل صبحها، وناسها هم الذين صمدوا حتى النصر. تغيرت بناياتهم وشوارعهم وشققهم، ولكنهم ظلوا كما هم، بطيبتهم وسجيتهم وعنفوانهم وكرامتهم.
في الحادي عشر من أيار 2012، التقى عيد العودة الى الضاحية بعيد التحرير الوطني الكبير. تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. عيد يحتفل به لبنان واللبنانيون في الخامس والعشرين من ايار، ويطل خلاله مجددا الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وهذه المرة من بنت جبيل، من ساحة تقع بين صف الهوا و«مربع التحرير»، ليعيد تأكيد المؤكد من المعادلات الإستراتيجية وإطلاق مفاجآت صار الإسرائيلي مدمنا عليها الى حد الغيرة من «أهل المفاجآت».
أمس، كان موعد السيد نصر الله، مع عشرات الآلاف ممن احتشدوا تحت راية المقاومة. المقاومة التي رفعت رأسهم ورفعوا اسمها وعلمها وشكلوا حبر دمها، بشهدائهم وجرحاهم ومسيرات نزوحهم المتكررة، بحاراتهم وشققهم المشلعة وبيوتهم التي ظنوا أنهم لن يعودوا إليها أبدا.
في الرابع عشر من آب 2006، يوم دخل هؤلاء ضاحيتهم الجنوبية، ظنوا أنهم في ساحة من ساحات حرب عالمية جرت في زمن آخر وأمكنة أخرى. هالهم الدمار وهالهم أن يعيدوا الإعمار، لكن إرادتهم ومعهم من وعدهم، كانت أقوى، فإذا بالوعد يصبح أجمل الوعود والحقائق.. وإذا بالموعد يصبح أجمل الساحات.
في الحادي عشر من أيار، تجدد الموعد في حارة حريك، وتحديدا في «المربع الأمني الأول» في باحة شورى «حزب الله» سابقا. أطل عليهم «السيد» مهنئا، بداية وختاما، ولم يفوت المناسبة لإطلاق سلسلة مواقف سياسية داخلية، التقت في جزء منها مع اعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام زواره أنه متمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أيا كان القانون الانتخابي ولو أنه يفضل النسبية على ما عداها، ونفى وجود أي توجه لتغيير الحكومة الحالية، وقال ان هذه الحكومة هي حكومة أفضل الممكن في الظروف الحالية، مشددا على ضرورة ايجاد مخرج للإنفاق المالي وللتعيينات الادارية والقضائية، وجدد تمسكه بموقفه من موضوع رفض توقيع مشروع قانون الإنفاق بمرسوم، وقال ان الصرف الاستباقي غير قانوني.
وأعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقاء حواري مع المشاركين في «منتدى الاقتصاد والاعمال» في فندق «فينيسيا»، امس، عن أمله في أن يتم «تجاوز الثغرات القائمة في العمل الحكومي حتى موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل»، مؤكدًا ان الأمور العالقة ستحلّ، من دون ان يحدد ملامح الحل، وقال «إننا محكومون في النهاية بإيجاد حلّ لمســألة الإنفاق.. والحلّ الأفضل أن تكون الحكومة قوية وتسعى الى خدمة البلد».
نصر الله: الانتخابات في موعدها
بدوره، قال السيد نصر الله، ان «حزب الله» يؤيد اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وتجاهل الواقع الحكومي، وأعلن أن «حزب الله» «مع النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة»، مشددا على اهمية الانتخابات وقانونها لكنه اشار الى أن «الأمر يحتاج الى طول بال ودراسة والوقت ليس داهما مع أنه يبدو أن الانتخابات النيابية في لبنان قد بدأت منذ الآن».
وتمنى نصر الله على الأفرقاء اللبنانيين «ألا يغلقوا أبوابهم في موضوع القانون الانتخابي»، مؤكدا أن «أي قانون اعتمد لن يؤثر على حصة «حزب الله» ولكن بالرغم من أننا حزب كبير ومن مصلحتنا نظام أكثري إلا أنه على المستوى الوطني، النظام النسبي هو الأفضل ويلغي الأحادية في الطوائف والمناطق»، لافتا إلى «أن 35 في المئة من الناخبين السنة منحوا أصواتهم للخط المعارض في العام 2009 في أسوأ الظروف».
وتوجه نصر الله للرئيس سعد الحريري بالقول: «لا تريدون انتخابات في ظل السلاح يعني لا تريدون انتخابات؟ لأن السلاح باق»، متسائلا: إذا أردت أن أفرض لائحة انتخابية، هل سأفرضها بصاروخ «زلزال»؟. وتوجه الى «تيار المستقبل» وحلفائه من دون ان يسميهم قائلا: «اذا اردنا الذهاب الى انتخابات، يجب ان نتجنب التحريض الذي يؤدي الى فلتان الوضع الامني».
أما في موضوع التحريض الطائفي والمذهبي على خلفية أحداث 7 أيار، فقال نصر الله ان الشبكة السلكية التي قررت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تفكيكها في الخامس من ايار «بقيت والفتنة سقطت»، متسائلا «لمصلحة من اتخذت الحكومة قرارا في 5 أيار بضرب أهم سلاح في المقاومة؟».
وإذ أشار إلى أن لبنان لا يزال في دائرة الخطر الإسرائيلي كما كل المنطقة، توجه إلى الإسرائيليين قائلا ان «كل مبنى يقصف في الضاحية الجنوبية سنقصف مقابله مباني في تل أبيب. فقد انتهى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا ولا يخرجون هم من بيوتهم التي بنوها على الاغتصاب. لقد جاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم إلى زوال».
وكشف أنه «في العام 2006 كنا نستطيع ضرب تل أببب ولكننا تريثنا حماية لبيروت. واليوم لسنا فقط قادرين على ضرب تل أبيب كمدينة، بل يمكننا ضرب أي هدف محدد على مساحة كل فلسطين المحتلة».
وعلق نصر الله على التفجيرات الارهابية في سوريا قائلا، «يريدون تدمير سوريا للتخلص من الداعم الأساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين. والأيدي نفسها التي عبثت بالعراق هي نفسها تريد تدمير سوريا»، متسائلا «كيف يمكن لنظام أن يفجر مراكز الاستخبارات الخاصة به؟».
وتوجه نصر الله إلى الشعب السوري قائلا «أمامكم خياران اما الاصلاح السياسي والمشاركة وإما تدمير سوريا على طريقة ما شهدناه في اليومين الماضيين».
أما في الموضوع الفلسطيني، فناشد نصر الله الحكومات والشعوب العربية الوقوف وقفة حقيقية أمام الأسرى في السجون الإسرائيلية ودعاهم إلى العمل على إعادة إعمار بيوت غزة، منبها من تحويل الفلسطينيين في لبنان إلى جالية خدمة للعدو الإسرائيلي.
وفي الشأن البحريني، رأى «أن الحراك السلمي في البحرين أحرج سلطة آل خليفة»، مشيرا إلى أن السلطة في البحرين تعمل على دفع الأمور إلى مواجهة مسلحة .
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت"نصر الله: لم ولن نحتكم الى السلاح"و"نصر الله: الانتخابات يجب أن تجري في موعدها وهذه مصلحة للجميع"
وكتبت تقول"أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن النظام النسبي هو الأكثر تمثيلاً في لبنان، ناصحاً تيار المستقبل بعدم "الاستمرار في التحريض". وكشف نصر الله أن صواريخ المقاومة تستطيع أن تضرب أهدافاً محددة في أيّ مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا في تل أبيب وحدها".
كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة أصبحت قادرة ليس على ضرب تل أبيب كمنطقة فحسب، بل أيضاً على ضرب أهداف محددة في أيّ مكان من فلسطين المحتلة، مؤكداً في الجانب اللبناني أنه «إذا كنا نريد انتخابات سليمة يجب على جميع الأفرقاء أن يتجنبوا التحريض». وشدد على إجراء الانتخابات في موعدها، مشيراً إلى أن النظام النسبي هو الأفضل للتمثيل، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم إغلاق الباب أمام أي طرح آخر. وإذ أدان تفجيرات دمشق الأخيرة أكد «أننا نزداد قناعة بأن هناك من يريد تدمير سوريا، لأنهم يريدون التخلص من الداعم الأساس للمقاومة في فلسطين، وللمقاومة في لبنان، وقد انتصرتا وذهب مشروع جورج بوش في إقامة شرق أوسط جديد أدراج الرياح».
ورأى السيد نصر الله في كلمة ألقاها عبر شاشة في احتفال «الوعد الأجمل» في مناسبة انتهاء مشروع «وعد» لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية، في المربع الأمني السابق في حارة حارة حريك ليل أمس، أن الانتخابات السياسية الوحيدة في لبنان هي انتخابات المجلس النيابي، لذلك «هذا الموضوع يستأهل أن نطول بالنا»، متمنياً ألا «تغلق الأبواب على أي مشروع انتخابي». ودعا الى «مزيد من الحوار في موضوع القانون الانتخابي، وعلى كل واحد أن يقدم فكرته ويناقشها».
وأكد أن حزب الله مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مشيراً الى أن «هناك من لا يريدون الانتخابات ويلقون اللوم على الآخرين»، لافتاً في هذا الإطار الى حملة «لا انتخابات في ظل السلاح»، وموضحا أن ذلك يعني أن «لا انتخابات لأن السلاح باق ...». وشدد على أن «الانتخابات يجب أن تجري في موعدها وهذه مصلحة للجميع. ونحن نهيّئ لإقامة الانتخابات في موعدها»، مؤكداً أن أي قانون انتخاب بالنسبة إلى حزب الله سوف يحافظ له على حصته الانتخابية.
وإذ لفت إلى أن «هناك شعوراً لدى شرائح عدة من الناس بأنها غير ممثلة سياسياً»، رأى أن «النظام النسبي هو الأفضل»، مؤكداً أنه «لا يلغي أحداً، بل يلغي الأحادية في الطوائف. النسبية تتيح الفرصة أمام الثنائية أو الثلاثية، وهذا يعدّ تمثيلاً أفضل في المجلس، وحزب الله يؤيد النسبية ولبنان دائرة واحدة».
وتطرق إلى أحداث 7 و11 أيار 2008 وقال: «إذا كنا نريد انتخابات سليمة يجب على جميع الأفرقاء أن يتجنبوا التحريض. نحن عندما لا نرد ليس لضعف منا، بل حرصاً منا على البلد، وإلا فنحن لدينا معطياتنا ووثائق لما كان يعد لبيروت من استقدام آلاف المقاتلين واكتظاظ بيروت بالأماكن المسلحة استعداداً لإحداث فتنة سنية ـــــ شيعية. قد نكون حاضرين كل يوم للتعبير بلغة هادئة مع الآخرين، وبلغة تحريضية أيضاً، لكن أين يصبح البلد؟». وأكد أننا «فقأنا عين الفتنة وحفظنا المقاومة وقدمنا شهداء لا نخجل بهم، من أجل أن نقطع الطريق على الفتنة، وكنا حريصين على المسارعة إلى وأد الفتنة، لأن المؤامرة ووجهت بالفشل».
وأضاف: «قلنا عن تلك الأحداث إنها مؤسفة لأنها كانت تريد أن تستخدم بيروت. ما حصل في بيروت هو مواجهة لها أسبابها. نحن صامتون حرصاً على البلد، لا ضعفاً. أما تيار المستقبل، فسيظل يستخدم التحريض حتى الانتخابات، وسيستخدم اللغة الطائفية. وأقول إن أحداث 7 أيار لم تكن حرباً بين السنّة والشيعة، بل هم من يأخذونها الى منحى طائفي»، داعياً إلى «عدم استخدام 7 أيار في سجالات قد تؤذي البلد، فالمناخ الموجود في المنطقة يكفي».
وإذ أشار الى أن «تيار المستقبل لا يمكن أن يدعي أحادية التمثيل لطائقة معينة»، لفت الى أن «35 % من الناخب السني أعطى في الانتخابات النيابية للخط المعارض لتيار المستقبل»، متسائلاً: «هؤلاء كيف سيعبرون عن أنفسهم في انتخابات على قانون النسبية؟»، وقال: «نقبل أن نحتكم إلى الانتخابات النيابية، لكن لم ولن نحتكم الى السلاح».
وتطرق السيد نصر الله إلى «حرب تموز التدميرية»، وإلى عملية إعمار الضاحية، وأوضح أن «الكل يعلم أن الهدف من حرب تموز كان سحق المقاومة، وإخضاع لبنان كجزء من متغيرات كبرى يُعدّ لها في المنطقة لإقامة شرق أوسط جديد، وإلحاق لبنان والمنطقة بالمحور الأميركي»، مؤكداً أن «الحرب فشلت في تحقيق أي من أهدافها». ولفت إلى «أننا نحتفل كما احتفلنا في 22 أيلول 2006 بالانتصار الإلهي الكبير، اليوم نحتفل بانتصار الإعمار على حرب التدمير، بل هو احتفال الصمود». وأشار إلى أن «هناك من راهن عند توقف الحرب على دفع الأمور الى أزمات اجتماعية. من هنا لم ننتظر الدولة، لأن الدولة بغض النظر عن إمكاناتها فهي بطيئة، وستحتاج الى الوقت. وكان أن استجاب آية الله السيد علي خامنئي لهذا الأمر، كما كانت استجابة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، لدفع التعويضات، فقدمت إيران دعماً مالياً ومساعدات». وإذ أشار الى أن «أهم ملف بعد نهاية الحرب كان إيواء المهجرين وإعادة الإعمار والترميم»، لافتاً إلى تضرر أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، أوضح أنه «أُنجز الجزء الاكبر من ترميم المنازل خلال الأشهر القليلة بعد الحرب».
واستطرد قائلاً: «نحن لم نعرف مال أيّ من الدول العربية التي قدمت دعماً مالياً لإعادة الإعمار بعد حرب تموز، ولا سيما أن هناك أموالاً قدمت لتنفق في الضاحية. وأقول أياً تكن الدول العربية التي وصل مالها الى الأهالي نتقدم إليها بالشكر، وشكر خاص لإيران شعباً ورئيساً لأنه لولا المال الايراني لما أنجزنا الإعمار في هذه السرعة».
وشدد على أن «اليد التي عمرت موجودة على الزناد دائماً، وكل مبنى سيهدم في الضاحية سوف تهدم في مقابله مبان في تل أبيب»، وقال: «كنا قادرين على ضرب تل أبيب، واليوم ليس فقط نحن قادرون على ضرب تل أبيب كمنطقة، بل أيضاً قادرون على ضرب أماكن محددة فيها، وفي كل فلسطين المحتلة، لقد انتهى الزمن الذي نخرج فيها من بيوتنا ولا يخرجون من بيوتهم، وانتهى الزمن الذي نهجر فيه ولا يهجرون، وجاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم الى زوال».
ودعا السيد نصر الله الدول العربية الى «مد يد المساعدة في غزة لتمكين أهلها من إعادة بناء بيوتهم»، وناشد «الحكومات العربية والعراق، بما أنه رئيس القمة العربية، الوقوف وقفة جليلة تجاه الأسرى المضربين عن الطعام، والقيام بمبادرة لرفع الموضوع الى مجلس الأمن». ورأى أن تأليف ما يسمى حكومة «وحدة وطنية» في اسرائيل «مؤشر يجب التوقف عنده، وهذا مؤشر يجب أن يدرس».
وتساءل: «الى متى يجب أن تستمر معاناة سكان مخيم نهر البارد»، مؤكداً رفض تحويل الفلسطينيين الى جالية في لبنان، مشدداً على وجوب «إعطائهم حقوقهم كلاجئين وهي حقوق محقة».
وتطرق إلى ما يجري في البحرين، مشيراً إلى أن السلطة تعمل على دفع الأمور الى مواجهات مسلحة، داعياً المعارضة إلى الصبر والمحافظة على حراكها السلمي.
وفي الموضوع السوري، دان السيد نصر الله العملية الانتحارية التي حصلت في دمشق، مشيراً إلى أنه «لَأمر مضحك أن يُتهم النظام السوري بالتفجيرات والعمليات الإرهابية». وأكد أن «الأيدي التي عبثت بالعراق وشعبه ومؤسساته من دون أيّ حس إنساني، هي الأيدي ذاتها التي تريد أن تدمر سوريا»، وإذ سأل: «هل العمليات الانتحارية هي التي ستقوم بالإصلاح في سوريا؟»، أكد «أننا نزداد قناعة بأن هناك من يريد تدمير سوريا، وذلك فقط لأنهم يريدون التخلص من الداعم الأساس للمقاومة في فلسطين، وللمقاومة في لبنان، وقد انتصرتا وذهب مشروع جورج بوش في إقامة شرق أوسط جديد أدراج الرياح».
وإذ أشار إلى فتح النظام باب الإصلاح، لفت السوريين إلى أنهم أمام منهجين: «منهج بحل الأمور سياسياً من جهة، وعقل تدميري وجهات مستعدة لتقديم الانتحاريين، وليس بالضرورة أن يكونوا سوريين، من جهة أخرى».
النهار:
بدورها صحيفة النهار عنونت"نصرالله للنسبية ويتجاهل المأزق الحكومي"
وكتبت تقول"مع أن الكلمة التي القاها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أمس في احتفال "الوعد الأجمل" بالضاحية الجنوبية تميزت بتركيزه في الشق السياسي الداخلي على الاستحقاق الانتخابي النيابي وقانون الانتخاب، بدا واضحا ان قوى الاكثرية بمجملها شرعت في الساعات الاخيرة في الاستعداد لجولة مشاورات تهدف الى تجاوز المأزق الحكومي في الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء الاربعاء المقبل".
وقالت مصادر وزارية متطابقة من فريق 8 آذار والفريق الوسطي في الحكومة لـ"النهار" ان تجاهل السيد نصرالله المأزق الحكومي في كلمته لم يحجب الاتصالات والمساعي الجارية بحثا عن ارضية لتفاهم حكومي بدأ يشكل الهاجس الجدي لكل القوى الحكومية، خصوصا ان موعد الجلسة المقبلة رسم بايحاءاته الواقعية استحقاقا لم يسبق للحكومة منذ تأليفها ان واجهته. وعلى رغم اعتراف هذه المصادر بأن لا ركائز عملية بعد تسمح باعطاء انطباع واضح عن طبيعة المخرج المحتمل لمأزق الانفاق المالي تحديدا، فانها كشفت ان "محركات" الاتصالات ستقلع بقوة في الساعات المقبلة. ولفتت الى ان حال الفتور الواضحة التي تسود العلاقات بين قصر بعبدا وعين التينة من جهة والسرايا وعين التينة من جهة مقابلة، مرشحة للمعالجة السريعة لأن الحل سيمر في النهاية بتوافق بين الرئاسات وبينها وبين القوة المشاركة في الحكومة. وأضافت ان اللقاء الذي جمع مساء الخميس ممثلين للحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" سيشكل دفعا لهذه الوساطات لان هذا اللقاء أبرز خطورة المضي في المأزق الحكومي من دون حل سريع، الامر الذي سيضع مصير الحكومة فعلا على كف المجهول ويعرضها لخطر الاهتزاز النهائي.
وعلمت "النهار" في هذا السياق ان لقاء الحزبين الذي انعقد في منزل وزير الزراعة حسين الحاج حسن تخلله ابداء ممثلي "حزب الله" ملاحظات على الحكومة ورئيسها، لكن البحث تناول سبل تفعيل عمل الحكومة وأهمية استمرارها. ووصف اللقاء بأنه جزء من التواصل و"تنظيم الخلاف" بين "حزب الله" والحزب التقدمي الاشتراكي وشهد مصارحة في كل الامور ولا سيما منها الوضع السوري في ضوء الخلافات بين الجانبين. أما في موضوع المأزق المالي للحكومة، فعلم ان لا تسوية بعد وكل فريق لا يزال يتمسك بموقفه في انتظار بلورة الاتصالات وجلسة الاربعاء المقبل. كما ان النقاش أبرز استمرار الخلاف بين الحزبين على قانون الانتخاب في ظل رفض الحزب التقدمي الاشتراكي النسبية، في حين يؤكد "حزب الله" انه مع اعتماد النسبية على قاعدة الانفتاج على النقاش.
وقد حرص رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في لقاء حواري أجراه امس مع المشاركين في "منتدى الاقتصاد والاعمال" على الايحاء بفسحة تفاؤل من حيث المخرج للمأزق المالي، وقال: "ثمة نقاش دائر حاليا في شأن قوننة الانفاق، وقانون المحاسبة العمومية يقاربه كل فريق سياسي وفق تفسيره الخاص وبخلفية سياسية وفي النهاية نحن محكومون بايجاد حل لمعالجة هذه المسألة". وأمل في تجاوز المسألة "حتى موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء".
نصرالله
أما السيد نصرالله الذي خصص الجزء الاكبر من كلمته امس لموضوع اعادة اعمار المناطق التي دمرت في حرب تموز 2006 في الضاحية الجنوبية بتمويل ايراني، فلم يتطرق الى الوضع الداخلي إلا من زاويتي قانون الانتخاب وموضوع 7 ايار 2008 في اطار الرد على "تيار المستقبل". وإذ لاحظ ان "مرحلة الانتخابات بدات من الآن"، أبرز دور مجلس النواب و"تأكيد أهمية قانون الانتخاب الذي يستأهل ان نطول بالنا على بعضنا ولا نغلق الابواب على أي مشروع"، ودعا تاليا الى "مزيد من الحوار في موضوع قانون الانتخاب" مشددا على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها "وهذه مصلحة الجميع". وأعلن تأييد الحزب للنظام النسبي باعتباره "الافضل ولا يلغي أحدا بل يلغي الاحادية في الطوائف وحزب الله يؤيد النسبية ولو كان لبنان دائرة واحدة". وإذ اتهم "تيار المستقبل" بأنه يرفض النسبية "ليبقى مهيمنا على الطائفة"، أضاف أنه "يمكن تفهم الحزب التقدمي الاشتراكي" في رفضه للنسبية. أما في موضوع 7 أيار، فاعتبر "أنها لم تكن حربا بين السنة والشيعة (...) وهذا الموضوع يستخدمه تيار المستقبل لأنه لا يملك شيئا آخر يستخدمه".
"المستقبل"
وليلاً علقت أوساط بارزة في كتلة "المستقبل" على الجانب الاعماري في خطاب نصرالله، فقالت لـ"النهار": "إن نصرالله يعتمد على أن الدولة لا أب لها وان الناس لا ذاكرة لها. فيردد مقولة ان حزب الله تولى الاعمار بأموال ايرانية، فيما الحقيقة ان الدولة تولت اعمار البنى التحتية والأبنية في الضاحية الجنوبية لبيروت والمساكن في الجنوب. الدولة أعلنت أرقامها بينما هو لا يعلنها. صحيح أن مؤسسة وعد التابعة للحزب تولت الاشراف على الاعمار ولكن بعد إصرارهم على الحصول على توكيل من الناس وبأموال الدولة وبالأموال العربية. ومن المؤسف أن يقول نصرالله ما قاله عن الاعمار بأموال ايرانية، فيما لا تزال عبارات شكراً قطر شكراً السعودية على أعمدة الكهرباء في الجنوب. لقد انقلب المشهد فأصبح من تولى الدمار يدّعي الاعمار".
14 آذار
وصرح منسق الامانة العامة لـ 14 آذار فارس سعيد لـ"النهار" تعليقاً على خطاب السيد نصرالله: "بعدما صدر كلام (رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة) اسماعيل هنية بان حركة حماس لا تحارب من أجل ايران وان أفضل فرصة لفلسطين هي الربيع العربي وان حماس تناضل على كامل مساحة فلسطين، يأتي حزب الله ليدعي ان ايران هي التي موّلت وعمّرت ويدعو العرب الى اعمار غزة، وكأنه يطمئن الناس هنا الى انه اذا تعرضنا مرة جديدة للدمار وكما عمّرنا في المرة الأولى سنعمّر في المرة الثانية في اعتبار أن الحزب جزء من المحور الايراني".
وأضاف: "ان الكلام الهادئ لنصرالله ينذر بتحضير شيء ما على المستوى الاقليمي، إذ ليس مصادفة قبل انطلاق الحوار الاميركي – الايراني في 23 من الجاري في بغداد ان ينبري من فلسطين من يقول إننا لن نحارب من أجل ايران فيما يطلع احدهم من لبنان ليقول إنه مع ايران في كل معاركها المقبلة".
ودعا "حزب الله" الى "أن يحذو حذو هنية ولا يحق له ان يزايد عليه من أجل ايران. كما لا يجوز له أن يتجاوز لبنانيته ويزايد في عروبته". وتساءل: "هل يبشر اللبنانيين بأنه سيأخذهم مرة أخرى الى حرب ايرانية جديدة؟".
البناء :
أما صحيفة البناء فعنونت"نصرالله: مضى الزمن الذي نُهجَّر فيه من بيوتنا ولا يُهجَّر "الإسرائيليون"
وكتبت تقول"تستمر الاتصالات الداخلية على خطوط متعددة سعياً وراء الاتفاق على مخارج لأزمة الإنفاق المالي، بعد أن أصبح إطلاق العمل الحكومي يتوقف على إيجاد حلول لهذه المشكلة، نظراً لانعكاساتها المباشرة على معظم الملفات الأخرى المتصلة بعمل الحكومة ونشاطها سواء القضايا الإنمائية والاستثمارية أم الملفات المعيشية والحياتية، وحتى الإدارية منها".
ورغم أن المشاورات لا تزال تراوح مكانها، فإن مصادر حكومية متابعة تبدي اعتقادها بأن الأمور قابلة للحل والوصول إلى مخارج، خصوصاً أن كل الأطراف في الأكثرية ترغب بذلك، على اعتبار أن لا مصلحة لأحد بإبقاء الجمود مسيطراً على الأداء الحكومي، أو بذهاب الأوضاع إلى مزيد من التعقيد والتأزم. وهذه المسألة تطرق إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس حيث قال: «إننا محكومون في النهاية بإيجاد حل لمسألة الإنفاق»، مضيفاً: «لا أنا ولا الوزراء نقبل بأن تكون هناك مشكلة، والحل الأفضل هو أن تكون الحكومة قوية وتسعى لخدمة البلد».
نصرالله: "إسرائيل" إلى زوال
وفي السياق المحلي أيضا، برز كلام للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال فيه: إنه "بالارادة استطعنا أن نبني جميعا حكومة وشعبا وجيشا واستطعنا أن نبقى في ارضنا، والمقاومة التي أرادوا أن يسحقوها ازدادت قوة وعدة وعديدا"، مؤكدا أن "اليد التي عمّرت معها هي موجودة على الزناد لتفرض المعادلة التالية: "كل مبنى يهدم في الضاحية سوف تهدم في مقابله مباني في تل أبيب".
وأوضح في احتفال "الوعد الأجمل" الذي أقامه "حزب الله" بمناسبة انتهاء مشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية، انه "كنا في جانب قادرون على ضرب تل أبيب واليوم لسنا فقط قادرين على ضرب تل أبيب كمنطقة بل قادرون على ضرب أماكن محددة. لقد انتهى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا ولا يخرجون من بيوتهم، كما انتهى الزمن الذي نهجّر فيه ولا يهجرون، وجاء الزمن الذي سنبقى فيه، وهم الى زوال".
وكان السيد نصرالله قد استعرض مرحلة حرب تموز، ورأى أن هذه "الحرب فشلت في تحقيق أي من أهدافها"، متسائلا "لماذا يلجأ "الاسرائيلي" الى هذا القدر من التدمير ولماذا لا يكتفي باستهداف المواقع العسكرية"؟.
وتابع "العدو الاسرائيلي" يتعمد تحويل حياة الناس الى جحيم، لكن في مقابل هذه الحرب التدميرية، كانت هناك مقاومة ومواجهة مقاومة أمنية، وكان هناك مقاومة إعلامية هناك حرب الاعمار والثبات وحرب البقاء في الارض. نحن نحتفل كما احتفلنا في 22 ايلول 2006 بـ"الانتصار الإلهي الكبير" واليوم نحتفل بانتصار الاعمار على حرب التدمير بل هو احتفال الصمود، الحياة في ظل وجود الاحتلال ليست حياة بل موتا".
وقال: كان هناك من يراهن عند توقف الحرب على دفع الامور الى أزمات إجتماعية. من هنا لم ننتظر الدولة لأن الدولة بغض النظر عن إمكاناتها، فهي بطيئة وستحتاج الى الوقت. وكان أن استجاب آية الله السيد علي خامنئي لهذا الامر كما كانت استجابة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، لدفع التعويضات وقدمت دعما ماليا ومساعدات".
وإذ أشار الى أن "أهم ملف بعد نهاية الحرب كان إيواء المهجرين وإعادة الاعمار والترميم"، لأكثر من 100 ألف وحدة سكنية"، منوها الى أنه "تم إنجاز الجزء الاكبر من ترميم المنازل خلال الاشهر القليلة للحرب.
ودعا السيد نصرالله في هذا السياق، الدول العربية الى "مد يد المساعدة في غزة لتمكين أهلها من إعادة بناء بيوتهم"، موضحا انه "فليقدم المال لأهل غزة وليتدبر أهلها شؤونهم، حيث لا يجوز أن يبقى أهل غزة مهجرين"، لافتا الى أن "هناك إمكانية في غزة إذا توافر المال لاعادة بناء القطاع". وأكد "وجوب أن نتذكر وأن نعبّر عن تضامننا ووقوفنا الى جانب الاسرى في السجون الفلسطينية، والمضربين عن الطعام الذين يحتاجون الى تضامن حقيقي".
وتحدث السيد نصرالله عما يجري في البحرين، ورأى أن "الحراك الشعبي المتواصل في البحرين هو حوار يعبر عن الصمود والقدرة على التحمل، حيث يتم تضليل بعض الشباب. نحن في حزب الله لدينا محبة لدى البحرين، ونؤيد ما تعتقد به المعارضة في البحرين من خلال الاصرار على الحراك السلمي"، مشيرا الى ان "الله سوف يجعل لهؤلاء الصابرين في البحرين فرجا ومخرجا، السلطة في البحرين تعمل على دفع الامور الى مواجهات ملسحة"، متابعا "نقول لاهلنا في البحرين اصبروا على حراككم السلمي".
أما في الموضوع السوري، فأدان السيد نصرالله العملية الانتحارية التي حصلت في دمشق، مشيرا الى أن "اليوم نجا أهلنا في حلب من خلال اكتشاف إرهابي يحمل اكثر من 1000 كيلوغرام من مادة الـ"TNT"، معتبرا أنه "لأمر مضحك أن يتهم النظام السوري بالتفجيرات والعمليات الارهابية".
وأكد أنه "من خلال الايدي ذاتها التي عبثت بالعراق وشعبه ومؤسساته من دون أي حسّ إنساني هي الأيدي ذاتها التي تريد أن تدمر سورية. وأسأل: هل العمليات الانتحارية هي التي ستقوم بالاصلاح في سورية؟. من هنا نزداد قناعة أن هناك من يريد تدمير سورية وذلك فقط لأنهم يريدون التخلص من الداعم الاساس لفلسطين وللمقاومة في لبنان، وذهب مشروع جورج بوش في اقامة شرق اوسط جديد".
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" نصر الله يأسف لـ7 أيار ويتعهد بعدم إستخدام السلاح"
وكتبت اقول"بين «خطاب الحرب» لمواجهة التحدّي الاسرائيلي لحكومة «وحدة وطنية» عمادها الليكود و«كاديما» وخطاب الانتخابات على خلفية الخلاف المستحكم مع «تيار المستقبل» ومن ورائه قوى 14 آذار، تجنب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التطرّق الى الوضع الحكومي، والشلل الذي يضرب البلاد، وازمة الانفاق وغياب التعيينات والعجز عن اقرار الموازنة او حتى اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية المقبلة.. ومضى الى مقاربات قد تحدث جديدة لجملة ملفات اقليمية انتهت «بروفة» سجال مع الرئيس سعد الحريري وفريق «تيار المستقبل» على خلفية احداث 7 ايار".
واذ اعرب السيد نصر الله عن اسفه لاحداث السابع من ايار في بيروت واعلانه انه «لم ولن نحتكم الى السلاح ولن ندخل في سجال، لا ضعفاً بل حرصاً على البلد»، الا ان ما ادلى به سواء لجهة «افتقاد» تيار المستقبل الى مشروع وطني واعتبار ان التيار يريد احتكار تمثيل الطائفة السنية وان ما جرى كان لوأد الفتنة، وان فتح ملف 7 ايار يُستخدم للتحريض الطائفي والمذهبي ولشد عصب جماعتهم او يريدون جرنا الى سجال لإلهاب البلد»، من شأنه ان يفتح السجال على مصراعيه وان يلهب الانتخابات النيابية قبل التوصل الى تفاهم على اي قانون ستُجرى وسيدفع الانقسام الراهن الى خط اللاعودة وفقاً لمصادر تابعت خطاب الامين العام لحزب الله.
الاولويات الـ4
واذ كانت قيادات بارزة في «تيار المستقبل» تريثت في الرد، اما لانها لم تتابع الخطاب او بانتظار بلورة قرار في هذا الاتجاه، فإن مصادر شبه رسمية مطلعة تُحدّد اولويات المرحلة بالنقاط التالية:
1- بقاء تطور الازمة السورية عاملاً مقرراً للمواقف والسياسات على الساحة الداخلية، وإن كانت المصادر اياها تستبعد اية ارتدادات على الوضع العام، امناً واستقراراً، باستثناء احداث حدودية او ملاحقات لمعارضين او توترات ليست خارج السيطرة.
2 - عدم التفريط بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي مهما بلغت حدة الخلافات داخل مكوناتها لأن لا أفق لأي تسوية أخرى تأتي بحكومة جديدة، ولا يمكن إدارة البلد بحكومة تصريف أعمال.
3 - إخراج الملفات الخلافية من ساحة «الضغط الاعلامي» وتكثيف الاتصالات للتفاهم على صيغة تقونن الانفاق، وفي هذا الإطار، أكّد الرئيس نجيب ميقاتي انه متفائل بتجاوز الثغرات القائمة في العمل الحكومي حتى الأربعاء المقبل (موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء) مذكراً اننا محكومون في النهاية بإيجاد حل لمسألة الانفاق، مضيفاً «لا انا ولا الوزراء نقبل بأن نكون مشكلة، والحل الأفضل أن تكون الحكومة قوية وتسعى لخدمة البلد».
4 - اجراء الانتخابات النيابية في موعدها على الرغم من الشبهات القوية التي تدور على صفقة التأجيل، نظراً لرفض معظم الجهات المعنية لمثل هذه الخطوة التي تعمّق الأزمة وتهدد الاستقرار ولا تتناسب مع المناخات السائدة في عموم المنطقة بتأثير من «الربيع العربي».
الاشتراكي - «حزب الله»
في هذا السياق، جاء التفاهم بين «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي خلال الاجتماع الذي عقد بين وزراء الجانبين خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية والذي أجرى مراجعة للتوترات السياسية التي شهدتها البلاد من حملات النائب ميشال عون لإعادة نكء جراح حرب الجبل أو لجهة خلق شرخ داخل الصف الوزاري مع تأكيد الوزير علاء الدين ترّو «أننا لن نسير بالنسبية أياً كانت الظروف واشتممنا رائحة غير جيدة».
وحسب مصادر الطرفين، فإن اللقاء تطرق أيضاً إلى ملف الإنفاق المالي وضرورة إيجاد تسوية لهذا الموضوع، فضلاً عن ضرورة إبعاد لبنان عن تداعيات الأزمة السورية رغم الاختلاف في وجهات النظر حول مقاربة الحل أو توصيف ما يجري في سوريا.
وكشف مصدر عوني أن قناة الاتصال بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» أبلغت الجانب الثاني أن الحزب يسعى إلى التهدئة بين الطرفين لئلا يؤثر على الأجواء داخل الحكومة.
رسائل نصر الله
وبالعودة إلى مواقف السيد حسن نصر الله، التي بدأت في خطاب الانتهاء من إعادة إعمار الضاحية الجنوبية وتختتم في مهرجان عيد التحرير في 25 أيار، فإنه يمكن التوقف عند الرسائل التالية:
1- في موضوع الإعمار، توجيه تحية خاصة إلى إيران وكأن المساهمة العربية سواء من المملكة العربية السعودية أو قطر أو دولة الإمارات أو حتى الكويت لم تستأهل وقفة من العيار نفسه مطالباً بإعادة اعمار مخيم نهر البارد، ومعرباً عن استعداد الحزب للقيام بدور مالي يتعلق بإعادة إعمار غزة.
2 - لاحظ نصر الله ان الايدي التي عبثت في العراق تريد تدمير سوريا الآن، متحدثا عن تصدير انتحاريين، واصفا القتل بالمنهجي تاركا الجواب للشعب السوري.
3 - بالنسبة لإسرائيل، رفع السيد نصر الله من حجم اللهجة، وطوّر معادلة «تل ابيب مقابل بيروت»، مؤكداً «ان اليد التي عمرتها موجودة على الزناد لتفرض على الاسرائيلي معادلة جديدة، فكل مبنى سيهدم في الضاحية سيهدم في مقابله مبانٍ في تل ابيب، لقد انتهى الزمن الذي «نُهجر فيه ولا يهجرّون»، في رسالة لمن يعنيه الامر، وان لم تُشر صراحة الى الحكومة الجديدة في اسرائيل فإنها تتماهى مع ضرب طبول الحرب بين تل ابيب وطهران.
4 - في الانتخابات النيابية، اعتبر نصر الله ان قانون الانتخاب يستأهل عدم غلق ابواب النقاش حول ماهية القانون الذي سيجري على اساسه الانتخابات، والتي اكد ان الحزب مع اجرائها في موعدها، ويستطيع الحفاظ على حصته في ظل قانون انتخابي، معتبرا ان النظام النسبي الذي يؤيده الحزب يتيح التمثيل الافضل في المجلس النيابي، ولا يلغي احداً ولكن يلغي الاحادية في الطوائف، مؤكدا ان السلاح باق وبالتالي لا ضرورة لربط الانتخابات بوجود هذا السلاح.