تقرير الانترنت ليوم الاثنين 14-5-2012
-الراي الكويتية: مصادر "الراي": واقع طرابلس يشكل بؤرة خطيرة تضيع معه اي امكانات لحصر الوقائع وكشف الحقائق
أثار تجدد الاحداث الامنية في طرابلس انطباعات متفاوتة لدى المعنيين باحتواء هذا التوتر وسط خشية من تجاوز التطورات الاسباب المباشرة التي ادت الى نشوء التوتر. ومع تكثيف الاجراءات الامنية والمساعي السياسية التي بُذلت على أرفع المستويات لاعادة الوضع الى طبيعته ومنْع تفاقم الاحداث وضبط الانفجار على خط "التماس المذهبي" بين باب التبانة وجبل محسن، ابرزت مصادر معنية بالوضع في المدينة رؤيتين لما جرى فيها موضحة ان الساعات المقبلة ستحمل ما يكفل من توضيحات ومعطيات بشأن امكان النجاح او عدمه في ضبط الوضع. وأشارت هذه المصادر لـ"الراي" الكويتية، إلى ان ثمة رؤية اولى تشير الى ان ما جرى من انفجار للاحتقانات في صفوف بعض القوى الطرابلسية ولا سيما التيارات الاسلامية والسلفية يعود الى مسألة السجناء الاسلاميين الموقوفين في السجون ولا سيما منها سجن روميه المركزي من دون محاكمة منذ وقت طويل، وجاء توقيف الامن العام بعد ظهر السبت للشاب شادي مولوي بتهمة الارتباط بتنظيم ارهابي وبطريقة "ملتبسة" ليشكل النقطة التي أشعلت فتيل الغضب. وتبعاً لذلك، تعتقد المصادر ان التطورات التي اعقبت الاعتصامات من قفل طرق وبداية حصول اشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن لم تكن الا امتداداً طبيعياً لوضع يشهد اصلاً توتراً مزمناً وهو قابل بطبيعته لاي احتكاك جديد، لذا، تركزت المساعي على مخرج لاطلاق مولوي من جهة واعطاء وعود لفاعليات المدينة بتسريع محاكمة الموقوفين الاسلاميين لنزع فتيل الاحداث وتطويقها واعادة الوضع الى هدوئه، وهو ما اشارت اليه المعلومات عن اتفاق حصل على صدور مطالعة المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بموقوفي نهر البارد خلال اسبوع. اما الرؤية الثانية فتكتسب خطورة اكبر، اذ لفتت المصادر الى انها تتصل بواقع أشدّ اتساعاً من الحادث بعينه الذي قد يكون بمثابة فتيل رسمت حوله شكوكا كبيرة لدى الكثير من الاوساط الطرابلسية وغيرها، مشيرةً الى ان حادث توقيف شادي مولوي الذي يوصف بانه "ناشط بارز" في مساعدة النازحين السوريين الى طرابلس والشمال، اكتسب بعداً سياسيا لجهة توجيه أصابع الاتهام الى احد الاجهزة الامنية اللبنانية بانه قام بتوقيفه بعد استدراجه الى مكتب اجتماعي تابع للوزير الصفدي بخلفية قرار سياسي - امني داعم للنظام السوري ومناهض لخصومه في لبنان لا سيما منهم التيارات الاسلامية والسلفية ووصمها بتهمة الارهاب. وجاء الحادث في توقيته ليربط هذه الخطوة بحلقات سابقة عدة منها ضبط باخرة السلاح "لطف الله 2" ومصادرة ذخائر في مرفأ طرابلس، لكن النقطة الخطيرة التالية في هذه الرؤية تتمثل في ربط التطورات الطرابلسية المتلاحقة بالتطورات الدامية التي شهدتها سوريا اخيراً، حتى ان المصادر تشير الى ان اصابع مجهولة عملت مساء السبت وصباح أمس، على اشعال الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن بقصد توسيع التوتر كما وجهت نيران قنص على جنديّ لم يكن في الخدمة. وأضافت المصادر نفسها ان واقع طرابلس يشكل بؤرة خطيرة تضيع معه اي امكانات لحصر الوقائع وكشف الحقائق، الامر الذي اثار امس، مخاوف واسعة من تفلت الوضع ما لم يتمكن الجيش والقوى الامنية من ضبطه بسرعة ووضع حد لاحتمالات اتساع الاشتباكات التي تتخذ طابعا مذهبياً، وخصوصاً ان القوى الاسلامية اظهرت تصميماً على عدم التراجع عن مطلبها بإطلاق الموقوف ومعالجة ملف السجناء الاسلاميين.
-لبنان الان: أورلوف: موسكو ستبذل "كل ما بوسعها" لتجنب فشل خطة أنان
رأى السفير الروسي في فرنسا الكسندر أورلوف أن خطة المبعوث الأممي – العربي إلى سوريا كوفي انان "قد تكون الفرصة الاأخيرة لسوريا"، معرباً عن اعتقاده بأنّه "لا يزال لهذه الخطة فرصا للنجاح"، وأضاف :"إن روسيا ستبذل كل ما بوسعها لكي لا تفشل خطة كوفي انان. لا بد من إعطائها فرص استنفاد منطقها". اورلوف، وفي حديث خلال برنامج مشترك بين تلفزيون "تي في 5" واذاعة فرنسا الدولية وصحيفة "لو موند"، حثّ أورلوف الرئيس السوري بشار الأسد على "إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين" وهي نقطة واردة في خطة انان، مضيفاً "نطالب بأن يتجاوب مع هذا المطلب للمجتمع الدولي، وسفارتنا في سوريا تعمل بشكل متواصل مع المسؤولين السوريين لحثهم على الالتزام بخطة انان"، معتبراً أنّه بعد شهر على اعلان وقف اطلاق النار في سوريا "تراجع العنف في سوريا ولا بد من زيادة عدد المراقبين ومساعدة المعارضة على تنظيم نفسها". وتابع السفير الروسي في باريس "نعتبر أن ما يحصل في سوريا مأساة فعلية، ونريد تجنيب الشعب السوري حربا أهلية ستكون لها تداعيات خطيرة على كامل المنطقة"، وأضاف في سياق متصل: "لا أتصور روسيا وهي تتخذ غداً موقفاً إلى جانب التدخل العسكري الأجنبي. إنها مسألة مبدأ. هناك قتلى على الجانبين، أعمال عنف كثيرة يرتكبها ما يسمون معارضين. والتفجير الكبير الذي وقع في دمشق لا يمكن ان يكون الأسد مسؤولا عنه" في إشارة إلى سيارتين مفخختين انفجرتا الخميس في دمشق ما أدى إلى مقتل 55 شخصًا.
- النشرة: طرابلس "تشتعل" مجدّداً.. والسبب توقيف "غير مألوف" لـ"سلفي"!
تحوّلت مدينة طرابلس في عطلة نهاية الأسبوع لـ"ساحة حرب" بكلّ ما للكلمة من معنى..
القصة بدأت مساء السبت مع توقيف الأمن العام لـ"سلفي"، هو شادي مولوي، بتهمة التواصل مع "تنظيم إرهابي"، وذلك بعد استدراجه لمكتب خدمات تابع للوزير محمد الصفدي. كان هذا التوقيف، الذي وصفه المعترضون بـ"غير المألوف" و"اللا أخلاقي"، كافياً لـ"تشتعل" المدينة "الحامية أصلاً" عن بكرة أبيها.
ببساطة، "اشتعلت" المدينة ولم يعد أحد يعرف كيف يضبط الأمور: لم تقطع الطرقات ولم يبدأ الإسلاميون اعتصاماً مفتوحاً للضغط لإطلاق "رفيقهم" فحسب، بل أطلق العنان لـ"الاشتباكات" التي، وعلى عادتها، لم توفّر الجيش اللبناني الذي سقط له شهديد جديد على طريق "الشرف والتضحية والوفاء"...
بين الأمن والسياسة..
عاشت طرابلس ساعات "عصيبة" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتحوّلت إلى ما يشبه "ساحة الحرب" بكلّ ما للكلمة من معنى، منذرة بأنّ "الآتي أعظم" إذا ما استمرّت الأوضاع على حالها، خصوصاً أنّ الأسباب المعلَنة لهذا "الاستنفار الأمني" لم تكن سوى توقيف "سلفي" بتهمة محدّدة، وإن بأسلوب اعتبره البعض "غير مألوف" وذهب مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار نفسه لحدّ القول أنه "أسلوب عصابات" وليس "أسلوب مؤسسات".
وبغضّ النظر عن "الأسلوب"، فإنّ التوقيف كان كافياً لتشهد المدينة تدهوراً أمنياً، بات بعكس شكل التوقيف، أكثر من مألوف في كلّ "عرس". أقفلت الطرقات والساحات بالاعتصامات الاحتجاجية والإطارات المشتعلة، وأعلن الإسلاميون الإعتصام "المفتوح" حتى إطلاق "الرفيق شادي المولوي". ولأنّ التحرّكات "السلمية" لم تكن كافياً، انطلقت الاشتباكات بقوة ودخلتا منطقتا جبل محسن وباب التبانة على الخط، وأطلّت عمليات "القنص".
وفيما تحرّكت الاتصالات السياسية لـ"لفلفة" الموضوع على الطريقة "اللبنانية" وعقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً استثنائياً في قصر بعبدا بعد ظهر الأحد، أي بعد نحو 24 ساعة على بدء الأحداث الميدانية، بقي الجيش ينتظر "ضوءاً أخضر" لم يأته ليضرب بيد من حديد، ليسقط له شهيد وعدد من الجرحى في اشتباكات يبدو أنها ستستمرّ خلال الساعات القليلة المقبلة.
سوريا تترقّب..
استطاعت الأحداث الطرابلسية أن تشكّل "الحدث" خلال عطلة نهاية الأسبوع، أقلّه محلياً، ليبدو الملف السوري "ثانوياً" مثله مثل باقي الملفات الداخلية التي كانت قد وُضعت على نار حامية خلال الأسبوع، ومنها ملفا الإنفاق الحكومي وقانون الانتخاب، حيث لم يُسجّل أي تقدّم يُذكر على أيّ مستوى يمكن البناء عليه.
وحده، رئيس المجلس النيابي نبيه بري خرق "الجمود" بإعلانه الواضح عن وقوفه إلى جانب "حليف حليفه" رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، بوصفه الأخير بـ"المظلوم" واعتباره أنه لا يأخذ حقه في التعيينات، حتى أنه لو كان مكانه لما استطاع أن يتحمّل ما احتمله "الجنرال" حتى اليوم، علماً أن بري انضمّ إلى صف "الجنرال" أيضاً في مطالبة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان صراحةً بالتوقيع على مرسوم الـ8900 مليار ليرة بعد أن كان يلمح إلى ذلك في السابق دون أن يجاهر به.
أما في سوريا، فبقيت "المراوحة" سيدة الموقف، علماً أنّ المراقبين الدوليين الذين ارتفع عددهم إلى 243، بينهم 189 عسكريا، واصلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع جولاتهم وانتشارهم في مختلف المناطق السورية المضطربة. وفيما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما تشريعيا يقضي بتشكيل المحكمة الدستورية العليا، والتي ستختص بقبول طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية وفحصها والبت فيها، تمّت إعادة الاقتراع في 14 مركزا انتخابيا في داريا وقدسيا والكسوة في ريف دمشق، بعد أن قررت اللجنة القضائية الفرعية في المحافظة إعادة الانتخاب فيها لوقوع بعض المخالفات.
كلمة أخيرة..
اشتعلت طرابلس على خلفية توقيف "سلفي" إذاً، الأمر الذي أثار غضب "الإسلاميين"، فكانت "فشة الخلق" بالمدينة وبالجيش..
اشتعلت طرابلس وبدأت الاتصالات السياسية تنشط بدل أن يُعطى الجيش الضوء الأخضر ليضرب بيد من حديد، في "مفارقة" لا تحصل إلا في لبنان، البلد الذي يبدو أنه سيعتمد "النأي بالنفس" حتى تجاه ما يحصل على أرضه!
النشرة: أسباب عدّة حسمت المعركة الفرنسية لمصلحة هولاند وخيار لوبان كان "متوقعاً" (1)
أسبوع مرّ على الخيار الفرنسي بتسليم رئاسة البلاد لليسار لأول مرة منذ حوالي الـ20 سنة، وقد يكون الوقت اليوم مناسباً للتعرف عن كثب على مدى انعكاس هذا الخيار المحليّ على الأوضاع في لبنان والمنطقة. ففرنسا كانت وما زالت لاعباً أساسياً اقليميا ولو كان دورها قد ضعف تدريجياً في الآونة الأخيرة لمصلحة الدور الأميركي. ولكن، قبل الدخول في التوقعات للمرحلة المقبلة، لا بد من معرفة الأسباب التي دفعت إلى نقل السلطة من اليمين إلى اليسار.
فالخيار الفرنسي هذا لم يكن عشوائياً، ولم يأت اعتباطياً بل كان "نتيجة الوضع الإقتصادي ومقاربة كل من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والرئيس المنتخب فرانسوا هولاند لهذا الأمر"، وفق ما يؤكد عميد الكلية الأميركية للإقتصاد وإدارة الأعمال في باريس الأب فادي فاضل الذي يعتبر أن "خطاب هولاند شدد على مسألة تعزيز النمو بدلاً من الحدّ من النفقات، رغم أن البرنامجين يريدان الوصول إلى الحدّ من النفقات العامة والوصول إلى مرحلة يكون فيها العجز المالي متدنٍ". ويرى فاضل أن "الخطأ الإستراتيجي لساركوزي كان التشديد على حصر النفقات في خطابه على عكس هولاند".
فشل السياسات اليمينية أوصل الحكم إلى اليسار
إلا ان رئيسة فرع الحزب الاشتراكي الفرنسي في لبنان ريتا معلوف تعتبر أن "انتخاب فرنسوا هولاند رئيساً لفرنسا جاء في جزء منه نتيجة فشل سياسات اليمين خلال سنوات حكمه". وإذ تؤكد أن المسألة الإقتصادية تلعب دوراً كبيراً في هذا الخيار أيضاً "لأن حكم ساركوزي أوقعنا في ديون كثيرة زادت قيمتها 600 مليار يورو، وأدى إلى القضاء عل 750 ألف وظيفة في القطاع الصناعي"، تشير إلى ان "السياسة التي اتبعتها الحكومة الفرنسية في المرحلة السابقة لم تحسن التعامل مع الأزمة الاقتصادية، والحكومة لم تتأقلم مع المناخ الإقتصادي الجديد".
وتنتقد معلوف "غياب النظرة الشاملة للأمور لدى ساركوزي، على الصعيد الإقتصادي وأيضاً على صعيد السياسة الخارجية"، مشيرة إلى أن "ساركوزي تعامل مع كل أمر على حدى ولم تكن لديه نظرة شاملة للأمور. على سبيل المثال، الإتحاد من أجل المتوسط فشل فشلاً ذريعاً، وفي ظل الثورات العربية كان الحكم أعمى أمام الثورة في تونس، واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ومن ثم انقلب عليه وهذا ما فعله مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أيضاً، هذا ما لم يكن ليفعله الحزب الإشتراكي".
وتلفت معلوف في لقائها مع "النشرة" إلى أن "هولاند يطمئن الفرنسيين الذين كانوا يحتاجون لـ"رئيس عادي"، بعد أن كان ساركوزي "رئيساً للأغنياء" بسبب سياساته الضرائبية، التي تجنّبت الأغنياء وفرضت 24 ضريبة جديدة طاولت مجمل الناس. بالإضافة إلى ذلك، فإن اليسار كان دائماً يصل إلى الحكم بعد فشل اليمين في تخطي الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، وهذا ما حصل اليوم". فساركوزي، بالنسبة إلى معلوف، "وعد كثيراً، والناس انتظروا تنفيذ هذه الوعود، الأمر الذي لم يحدث"، وهذا الموضوع الذي لم ينفه آلان مارسو مرشح حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية "UMP" للإنتخابات النيابية، وأحد قياديي هذا الحزب اليميني.
ولكنه يعتبر - في لقاء لـ"النشرة" مع مجموعة من المسؤولين بالحزب في لبنان- أن هذا الأمر يعود "للأزمة الإقتصادية التي حالت دون تمكن ساركوزي من الوفاء بوعوده"، داعياً إلى "عدم إغفال هذه النقطة".
فترة حكم اليمين الطويلة لم تمكنه من الوصول إلى الرئاسة
يعيد مارسو السبب الأساس لعدم تمكن اليمين من الوصول مجدداً إلى السلطة خصوصاً إلى "تسلّمه الحكم لمدة طويلة". فـ"اليمين، موجود في رئاسة الجمهورية منذ الـ1995، وقد تعب الشعب الفرنسي وقرر التغيير، وقد حصل عليه ونأمل بألا يكون له انعكاسات سلبية كبيرة على الوطن".
مارسو، المرشح عن الدائرة العاشرة التي تضم الفرنسيين في لبنان، يرى أن "ساركوزي قد مارس سياسة جريئة، وصفها البعض بأنها إنقسامية، ولكن على أي حال كانت سياسة نشيطة، إلا أن فرنسا هي بلد منهوك القوى في بعض الأحيان ولم ترد الإستمرار على هذا المنوال". ويقول: لقد حان وقت اليسار، فقد وصل إلى الحكم بطريقة شرعية، ولكن يجب الإعتراف أيضاً بالفارق البسيط في النتائج.
هذا الفارق يرى فيه الأب فاضل "مؤشراً إلى أن الإنتخابات الفرنسية جاءت كإنتصار للإشتراكيين وكخسارة لساركوزي تحديداً وليس لليمين بشكل عام"، لافتا إلى أن "حوالي 45 % من الشعب الفرنسي هو يميني ولكن أداء ساركوزي كمنهج لم يخلق ارتياح لدى شعبه، فكان أن قاصصه في صندوق الاقتراع".
وفي هذا الإطار يرى مارسو في النتائج المتقاربة أملاً في تحقيق انتصار يميني بالإنتخابات التشريعية المقبلة. ويؤكد أن "الشعب لم يصوت لصالح هولاند بقدر ما صوّت رفضاً لساركوزي، وبالتالي فإن الكثيرين من الذين صوتوا للرئيس الجديد سيقولون: هل من المحبّذ أن نعطي اليسار كامل المؤسسات في الدولة؟ فإذا حدث هذا سيكون سابقة تاريخية في الجمهورية الفرنسية، إذ لم تكن كامل السلطة يوماً في يد فريق واحد". ويتساءل: "أليس لدينا مصلحة في إعادة نوع من التوازن في الحكم؟".
أما معلوف فتبدو أيضاً متفائلة للإنتخابات المقبلة ولإمكانية سيطرة اليسار على كل المؤسسات الفرنسية.
خيار مارين لوبان... أدى إلى نجاح هولاند؟
ولكن، بعيداً عن المعارك الإنتخابية التي ارتفعت حدتها سرعان ما انتهت الإنتخابات الرئاسية، فقد كان من الملاحظ أيضاً إتجاه "الجبهة الوطنية"، أي الحزب اليميني المتطرف، إلى دعوة مناصريه للإقتراع بورقة بيضاء وعدم دعم أي من الحزبين. ومن الملاحظ أيضاً ارتفاع نسبة مناصري هذا التيار، ويعود ذلك بحسب معلوف إلى "الأزمة الإقتصادية التي أدت إلى خوف لدى الناس، مما دفعهم إلى اللجوء إلى أشخاص يطمئنون اليهم عبر وعود تحميهم، ولكن هذه الحماية هي خادعة ووهمية لأنها لا تحمل أية حلول".
ولم تر معلوف في خيار الجبهة الوطنية، وعلى رأسها مارين لوبان، أي سبب للتعجب لأن "التاريخ الفرنسي يثبت أن اليمين المتطرف لم يكن يوماً إلى جانب اليمين الفرنسي، ولم يتحالف معه يوماً، فهو دائماً يؤدي الى كوارث كالنازية والفاشية. وبالإضافة إلى ذلك، فلم يكن من مصلحة مارين لوبان التصويت إلى جانب ساركوزي، لأنها تحضرّ للانتخابات التشريعية، وترغب فعلياً في خسارة ساركوزي مما يؤدي إلى تفتيت اليمين التقليدي، فتصبح هي الأقوى وذات الثقل الانتخابي الأكبر بين الأحزاب اليمينية. إضافة إلى الى أنها ضد النظام لذلك لم يكن بإمكانها الدعوة للتصويت للحزب اليساري أيضاً". ومارسو لم يكن يتوقع بدوره أي انضمام للوبان إلى جانب ساركوزي، إلا أن أحد ممثلي الـUMP، اتهم في تصريح تلفزيوني لوبان بكونها تقف وراء انتصار اليسار، الأمر الذي لم يلق ترحيب مارسو، فبالنسبة إليه "إن "الجبهة الوطنية" لكي تبقى على عقيدة الحياة تعمل على الإطاحة بالأحزاب اليمينية الأخرى في فرنسا. فإذا أرادت أن تكون الحزب اليميني المسيطر، كان عليها إلحاق الضرر بالأحزاب اليمينية الأخرى. وبالتالي، "فلا يمكن اتهام لوبان بالوقوف وراء خسارة ساركوزي لأن حزبينا على تنافس دائم".
ويتوافق بذلك مارسو مع معلوف التي ترفض اعتبار اليمين المتطرف سبباً لنجاح هولاند. "فعدد كبير من الناخبين الذين اختاروا هذا الفريق أتوا من اليسار، وقد أدلوا بأصواتهم إلى جانب اليمين المتطرف كتعبير عن عدم رضاهم عن فريقي اليمين واليسار". وتذكّر بأن "اليمين المتطرف لا يقدم الحلول بل هو خيار للإعتراض على الخيارات الأخرى".
ويشرح الأب فاضل السياسة التي اتبعتها لوبان بكونها سياسة استراتيجية لليمين المتطرف "الذي يريد دائماً أن يبرهن أنه الخيار الأفضل للدفاع عن اليمين الصحيح، ولهذا لا بد من خلق أزمة في حزب ساركوزي وصراع داخلي لإظهار ذاته كبديل، وكحزب يميني أصيل بدلاً من الحزب الآخر".
ومهما كانت الأسباب التي أدّت إلى حسم الأمور لصالح اليسار الفرنسي بعد سنوات من الحكم اليميني، فإن لانتقال السلطة هذا انعكاسات حتماً على صعيد الداخل الفرنسي والمحيط الأوروبي، ولكن أيضاً على صعيد الوضع في الشرق الأوسط وفي لبنان تحديداً، خصوصاً لما لفرنسا من دور تاريخي في المنطقة.