تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها الإشتباكات الدامية في طرابلس شمال لبنان والتي اوقعت اكثر من 6 قتلى وعشرات الجرحى...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها الإشتباكات الدامية في طرابلس شمال لبنان والتي اوقعت اكثر من 6 قتلى وعشرات الجرحى...
السفير
الموالاة والمعارضة و«رعاتهما» يرفعون الغطاء عن السلاح والمسلحين
طرابلس ـ الضحية: الأمن يعود مع الجيش اليوم
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "حسم الجيش اللبناني قراره، بأن يكون الى جانب أهل طرابلس، بعدما أدرك أن من حوّلوا طرابلس وأهلها الى ضحية، انما كانوا يريدون استدراجه الى فتنة لا يخرج منها إلا مفتقدا إجماع اللبنانيين من حوله.
بدت طرابلس، أمس، أكثر من مدينة. غالبية أهلها أمضوا يومهم الثالث، في إجازة قسرية. أسواق اقتصادية وتجارية معطلة. مدارس وجامعات مقفلة. مؤسسات عامة وخاصة في إجازة مفتوحة. الناس يتسمرون حول الشاشات في انتظار خبر عاجل يفرحهم بمشاهدة جيشهم يعود الى شوارع مدينتهم وساحاتها، بعدما استباحها سلاح ومسلحون بلا هوية روّعوا ليلها ونهارها، حاضرها وغدها.
واذا كانت الساعات الماضية قد أظهرت أن صوت الرصاص هو الاعلى في عاصمة الشمال التي بدت محكومة بشريعة السلاح والفوضى، وعصية على كل المهدئات السياسية التي سعت الى إطفاء حريقها، فإن الوقائع الميدانية تطرح أسئلة قلقة حول خلفيات فتح جرح طرابلس في هذا التوقيت وأهدافه، وهل هو مجرد تعبير انفعالي على استمرار توقيف إسلاميين بلا محاكمة أو توقيف متهم جديد بالانتماء الى تنظيم إرهابي ام انه مرتبط بما هو أبعد من ذلك وأخطر، ام ان المدينة أفلتت من يد الجميع وباتت تلك القوى فاقدة القدرة على التحكم بزمام الارض؟
لقد فرضت تطورات الساعات الأخيرة اختباراً جدياً للنيات المحلية والاقليمية، وجاءت النتيجة الأولية لمصلحة أهل طرابلس واستقرارهم وأمنهم، فمن راقب طريقة تعامل جبل محسن مع المعالجات، تيقن من وجود قرار من سوريا وحلفائها بتطويق الأحداث سريعاً، ومن راقب طريقة تعامل رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة مع الوضع، شعر أن فريق المعارضة ومعه الراعي الاقليمي (السعودية) لن يقبل توفير أية تغطية للسلاح والمسلحين، وهو الأمر الذي ترجم من الجميع بدعوة الجيش الى الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الوقوف بوجه قرار إعادة انتشار الجيش في المدينة.
وقد وضع الجيش اللبناني ليلاً وحداته في حالة جهوزية كاملة للدخول بدءاً من ساعات الفجر الأولى الى كل أحياء المدينة، وخاصة باب التبانة وجبل محسن والقبة.
وقالت مصادر عسكرية لـ«السفير» إن الجيش قرر التحرّك على وقع التغطية السياسية الشاملة والصريحة، وهو لن يكون إلا الى جانب أهله مدافعاً عن أمنهم واستقرارهم ورافضاً جعلهم أكياس رمل أو وقوداً في لعبة الاستثمار السياسي لأي كان.
وقالت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان الاتصالات السياسية مع كل القوى لتوفير دخول الجيش الى مناطق التوتر وصلت الى نقطة إيجابية من دون الاضطرار الى الاشتباك مع أي طرف ولمنع سقوط المزيد من الضحايا، وأشارت الى ان الغطاء السياسي الرسمي متوافر للجيش من خلال قرارات مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع، وحري بمن يحرّض على الجيش ألا يتكلم بلغتين، وأن يدعم مهمة الجيش فعلا، لا تحريضه ضد أهله وتحريض المواطنين ضده.
وكانت الاشتباكات قد امتدت بدءا من ليل أمس الأول الى منطقة المنكوبين في البداوي التي شهدت أعنف المواجهات واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية (هاون)، ما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا الى ثمانية قتلى منذ بداية المعارك والى أكثر من 50 جريحا، فضلا عن أضرار مادية كبيرة.
كما شهدت شوارع طرابلس خارج مناطق الاشتباكات ظهوراً مسلحاً لأشخاص يستقلون دراجات نارية، ما أحدث حالة رعب في صفوف المواطنين، كما أقام بعض المسلحين حواجز في مناطق الزاهرية، شارع عزمي ومشروع القبة، لفترات من الوقت في مؤشر إضافي الى تعاظم حالة الفلتان الأمني.
وسجل في موازاة ذلك عودة المعتصمين الى ساحة عبد الحميد كرامي مجددا بعد انتهاء المهلة التي أعطوها لإطلاق الموقوف شادي المولوي. وانضم اليهم ليل أمس إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الذي أطلق خطاباً لا ينسجم ومساعي التهدئة حذر فيه من تعميم التحرك في كل المناطق، وقال «نريد ضاحية شمالية على غرار الضاحية الجنوبية»!
وفي سياق متصل، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف شادي المولوي و5 موقوفين آخرين بتهمة الانتماء الى تنظيم إرهابي مسلح وارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، فيما استجوب قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي، بعد ظهر امس، المولوي وأصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، كما استجوب في الموضوع نفسه حمزة محمود طربيه وتركه بسند إقامة وعبد العزيز عطية (قطري الجنسية) وتركه بسند إقامة ومنعه من السفر.
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«السفير» ان مبادرة الامن العام الى توقيف المولوي، تم بناء على معطيات جدية وأدلة أثبتها الموقوف نفسه في اعترافه السريع بكل ما ووجه به، بالاضافة الى اعترافه بضلوعه ببعض الامور التي أصبحت كل تفاصيلها في عهدة القضاء الذي سيقول كلمته في هذا المجال، ومن غير المستبعد أبدا ان تكون هناك أسماء لأشخاص مرتبطين بهذا الملف، ولا يزالون متوارين عن الأنظار.
وردا على سؤال حول ما أوجب توقيف المولوي في هذا الوقت، قالت المصادر «ان الجواب عن هذا السؤال يكمن في ملف التحقيق، فهناك أمر كبير لا نستطيع الغوص في تحديد ماهيته، انما نستطيع القول ان المسألة كبيرة والله قد ستر لبنان وحماه». وأشارت المصادر الى أن جهة أمنية أوروبية كانت شريكة في تقديم المعلومات حول نشاط المولوي الارهابي في الخارج.
النهار
حرب شوارع تستبيح طرابلس وتُنذر بالأسوأ
الجيش يرفض توريطه قبل سحب المسلحين
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في طرابلس وكتبت تقول "بلغ الوضع المتفجر في طرابلس ذروة خطورته في اليوم الثالث مع وقائع ميدانية عكست استشراء الفلتان الميليشيوي المسلح وحرب الشوارع على الغارب في مقابل وقائع سياسية يخشى معها إطالة أمد فقدان السيطرة على هذا الوضع.
ومع ان المعلومات المتوافرة لدى "النهار" ليل امس افادت ان الاتصالات والمساعي التي تولاها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أظهرت استعدادات لبدء نشر الجيش بكثافة مع ساعات الليل المتقدمة أو ساعات الفجر في مناطق التوتر والاشتباكات بالمدينة، فإن الواقع الميداني سجل تصعيداً عنيفاً بدا معه اليوم الثالث من الاشتباكات منذراً بتطورات أشد سوءاً وخصوصاً مع ارتفاع حصيلة الضحايا منذ السبت الى اكثر من ثمانية قتلى ونحو 80 جريحاً. واستعادت منطقتا "القتال" التقليدي باب التبانة وبعل محسن جولات التراشق والاشتباكات وسط انتشار كثيف للمسلحين، فيما بدأت ظاهرة نزوح الأهالي من منطقة القتال تتسع تدريجاً. وقطع أكثر طرق المدينة وسط تصاعد المخاوف من احتدام العنف وخصوصاً مع ادخال الهواوين في معارك الشوارع ليل امس.
وجاء هذا التصعيد عقب مضي القضاء العسكري في اجراءاته في استجواب الموقوف شادي مولوي الامر الذي ردت عليه القوى الاسلامية بتصعيد اعتصامها المفتوح في ساحة النور وتصعيد بعض القوى الطربلسية حملتها على جهاز الامن العام والحكومة. وأوضحت مصادر قريبة من الرئيس ميقاتي لـ"النهار" ان مجمل الجهود يتركز على تهيئة الاجواء لانتشار الجيش من دون التسبب بأي صدامات بينه وبين الاهالي، متوقعة ان تذهب الامور الى التهدئة. واذ علم ان ميقاتي سيتحدث اليوم عن وضع طرابلس في لقاء والاعلاميين المعتمدين في السرايا، اكدت المصادر القريبة منه ان لا صحة للمعلومات التي تحدثت عن ارجاء جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً في قصر بعبداً، واوضحت ان الجلسة ستناقش الوضع في طرابلس الى جانب الملف المالي المدرج على جدول الاعمال.
وردت المصادر على دعوات بعض النواب والسياسيين الى ميقاتي للاستقالة بأن هناك قراراً واضحاً لمجلس الدفاع الاعلى بنشر الجيش ولا غطاء لأي مخالف أو مسلح، فلماذا لا يدعم هؤلاء هذا القرار فعلاً ولماذا يريدون وضع الجيش في مواجهة الاهالي والمزايدة على الحكومة ورئيسها؟ وشددت على وجوب نشر الجيش من دون حصول مواجهة، موضحة ان المعالجات تجري على هذا الاساس.
الجيش
وبرز في هذا السياق موقف متشدد للجيش من الكلام على بطء انتشاره والمواقف السياسية من الوضع الناشئ في عاصمة الشمال. وأوضحت مصادر عسكرية مواكبة للاتصالات الجارية حول احداث طرابلس لـ"النهار" مساء امس "ان الجيش موجود في طرابلس وانه يتصرف بطريقة حكيمة جداً وهو لم يتخل عن مهماته وواجباته ولن يتخلى عنها، الا ان الموضوع سياسي قبل ان يكون عسكرياً". وأضافت "ان المسلحين المنتشرين في الشوارع والذين يقطعون الطرق ويطلقون النار تابعون لمرجعيات وقوى سياسية طرابلسية عليها قبل ان تدعو الجيش الى ضبط الوضع دعوة مسلحيها الى الانسحاب من الشوارع ووقف اطلاق النار ورفع الغطاء عن اي مخل بالامن بدل المزايدة على الجيش". ولاحظت "ان جماعة هذا النائب الشمالي او ذاك هي التي تخرج اسلحتها الى الشوارع والاحياء السكنية، فهل يريدون ان يدخل الجيش في معركة معهم وان يسقط ضحايا ومدنيون بدل اعطاء الاوامر لمسلحيهم بإخلاء الشوارع، أم أن هناك محاولات لتوريط الجيش؟ وهل المطلوب فرز المدينة والغاء كل مظاهر الشرعية فيها؟ وهل يقال بعد اليوم إن السلاح ليس موجودا عند كل الناس؟" وإذ اتهمت المصادر العسكرية المسلحين بتقاضي أموال، شددت على ان "الزمن الذي يتواجه فيه الجيش مع أهله انتهى". وخلصت الى "أن للمدينة مرجعيات سياسية ودينية وفي امكان كل منها ان تمون على جماعتها وتخرجها من الشارع".
القضاء: مجموعة إرهابية
في غضون ذلك، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر على ستة موقوفين بينهم شادي مولوي الذي كان توقيفه في مكتب للخدمات الاجتماعية التابع لوزير المال محمد الصفدي على أيدي الامن العام شرارة التفجير، وذلك بجرم "الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بقصد ارتكاب الجنايات في لبنان والخارج والنيل من سلطة الدولة وهيبتها". وعلمت "النهار" ان بين الموقوفين أردنيا وفلسطينيا وقطريا، تركز التحقيق معهم على اتهامهم بالارتباط بتنظيم "القاعدة" وأحيلوا على قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه.
وقالت مصادر مسؤولة لـ"النهار" ان القضية التي أوقف فيها مولوي ورفاقه "تتصل بمجموعة ارهابية على ارتباط بالقاعدة وأفرادها من جنسيات مختلفة كانوا في أفغانستان وهم يحاولون تجنيد أشخاص لمصلحة التنظيم الذي ينتمون اليه".
وفي وقت لاحق مساء اصدر قاضي التحقيق العسكري مذكرة توقيف وجاهية في حق شادي مولوي، فيما ترك حمزة محمود طربيه بسند اقامة، كما ترك القطري عبد العزيز عطية بسند اقامة ومنعه من السفر، على أن يتابع اليوم استجواب الموقوفين الثلاثة الآخرين.
وفي مقابل هذا الاجراء القضائي، اتخذ وزير الداخلية مروان شربل اجراء استدعى بموجبه الضابط الذي دخل مكتب الوزير الصفدي في طرابلس الى مركزه في الامن العام "لاجراء التحقيق المسلكي في كيفية دخوله المكتب والذي أدى الى توقيف المدعو شادي مولوي".
الحريري
وفي اطار المعالجات السياسية للوضع في طرابلس، أجرى الرئيس سعد الحريري مساء امس اتصالات شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وعرض معهم "الخطوات المطلوبة لمتابعة معالجة الوضع الميداني المتفجر بين منطقتي بعل محسن وباب التبانة، والعمل على انهاء الاشتباكات".
وعلمت "النهار" ان الحريري طالب العماد قهوجي بتدخل الجيش مؤكدا دعمه الكامل لهذه الخطوة وضرورة رفع الغطاء عن كل المسلحين.
وكان الحريري التقى في أبوظبي التي غادرها امس الى الرياض ولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد.
السنيورة
وبرز على الصعيد السياسي تحرك للرئيس فؤاد السنيورة الذي أجرى اتصالات شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي. وعلمت "النهار" ان السنيورة أكد في هذه الاتصالات ولا سيما منها مع ميقاتي أن "تيار المستقبل" لا يغطي أي مسلح ويطالب السلطة السياسية بانزال الجيش والقوى الامنية في طرابلس لقمع أي مخالفة، وأن تيار المستقبل ينتظر الساعات المقبلة لمعرفة كيف ستتحمل السلطة السياسية مسؤولياتها.
وأبلغ منسق "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش "النهار" ان تخوف القيادة المحلية للجيش في المدينة من انعكاسات صدام مباشر مع المسلحين شكل أهم اسباب التريث في تطبيق خطوات الانتشار المتفق عليها. وتساءل علوش "كيف يكون شادي مولوي عضوا في القاعدة ويستدرج بمبلغ زهيد هو 750 الف ليرة يحتاج اليها لاخراج زوجته من المستشفى؟". وأضاف: "كان يفترض في القوى الامنية ان تقوم بدورها بعيدا من اسلوب المافيا والجهاز الذي نفذ عملية التوقيف يشتبه في تعامله الوثيق مع النظام السوري وحزب الله وقد تكون الغاية استدراج ردود فعل كما حصل في اليومين الاخيرين لاظهار طرابلس مدينة خارجة على القانون". وأعرب عن تخوفه من اتجاه الموقف "الى أسوأ على كل المستويات".
باريس وبرلين
الى ذلك، بدأ الوضع في طرابلس يثير ردود فعل غربية يغلب عليها التخوف من طابع امتداد الازمة السورية الى لبنان.
وقد نددت الحكومة الفرنسية بأعمال العنف الدامية التي حصلت في طرابلس ودعت اللبنانيين الى عدم استيراد النزاع السوري.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بأن "فرنسا تدعو جميع اللبنانيين الى وضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار وتغليب الحوار والوحدة الوطنية والسلم الاهلي تفاديا لاستيراد نزاع لا علاقة لهم به الى بلادهم".
كذلك حذر وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله من أن يؤدي العنف في سوريا الى أزمة في المنطقة كلها. وقال في تصريح أمس إن ثمة مؤشرات أولية تدعو الى القلق من أن ينتقل العنف الحالي في سوريا الى دول مجاورة مثل لبنان.
الأخبار
الدولة تهجر طرابلـس
قهوجي لـ«الأخبار»: تأمّن الإجماع فقررنا الانتشار
كما تناولت صحيفة الأخبار الأحداث في طرابلس وكتبت في هذا السياق تقول "أدت الاتصالات التي أجريت خلال ساعات مساء أمس إلى التوصل لوقف إطلاق للنار في طرابلس، بعدما كان الجيش يحاذر الانتشار على خطوط التماس بين المتقاتلين. وحققت تلك الاتصالات إجماعاً سياسياً على توفير الغطاء للمؤسسة العسكرية التي اتخذت قيادتها قراراً ببدء الانتشار في منطقة جبل محسن، ومنها إلى منطقة باب التبانة، بدءاً من الساعة «صفر» من فجر اليوم. وقد أجرى رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي اتصالات بقائد الجيش العماد جان قهوجي وبعدد من فعاليات مدينة طرابلس، فيما هاتف الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري سليمان وقهوجي مؤكداً أهمية انتشار الجيش لتدارك الأسوأ.
وبعيد منتصف الليل، أكد العماد جان قهوجي لـ«الأخبار» أن الجيش بدا انتشاره في منطقة بعل محسن. وقال إن الانتشار شمل أبنية الريغا، وكذلك دخلت قوات فوج المجوقل منطقة البعل والبقار، على أن يواصل الجيش انتشاره فجراً ليكتمل صباحاً مع توسيع رقعة الانتشار في باب التبانة. وعمّا إذا كان الجيش سيفضّ اعتصام الإسلاميين في ساحة عبد الحميد كرامي، أجاب: «إن كل الأمور ستعالج وتعود الأوضاع إلى طبيعتها تدريجاً».
وعن القرار السياسي الذي كانت تنتظره المؤسسة العسكرية، أكد قهوجي أن «الجيش دخل مناطق الاشتباكات منذ اللحظة الأولى، لكن النيران أطلقت عليه، ونحن نريد حماية العسكريين، ولا نريد إطلاق النار عليهم. لذلك كنا نريد الانتظار والتريث حتى يستوعب الجميع مدى خطورة الوضع، وما يمكن أن يحصل جراء عدم دخول الجيش. وحين تأكدنا أن الجميع يطالب بالجيش وأن العسكريين سيكونون في مأمن من إطلاق النار كي يتمكنوا من الدخول إلى مناطق التوتر وتنفيذ الانتشار، اتخذنا القرار».
وعن الاتصال الذي أجراه به الرئيس سعد الحريري أجاب قهوجي: «طالب بدخول الجيش وأكد أهمية انتشاره، وكذلك فعلت جميع القيادات، وبناءً على هذا الإجماع صدر قرار الانتشار».
من جهتها، أكدت مصادر ميقاتي لـ«الأخبار» أن انتشار الجيش حظي بغطاء رسمي وسياسي شامل، «لا على قاعدة الأمن بالتراضي، لكن الأجواء المشحونة التي ووجهت بها المؤسسة العسكرية حتمت إجراء اتصالات سياسية لكي لا يظهر أن الجيش يدخل التبانة لمواجهة أهله فيها». ولفتت مصادر سياسية وأمنية في عاصمة الشمال إلى أن الاتفاق على بدء الانتشار من جبل محسن ثم الانتقال إلى التبانة، فضلاً عن وضع ملف الموقوف شادي المولوي في عهدة القضاء، وإضافة إلى إعلان إجراء تحقيق مسلكي مع الضابط الذي نفذ التوقيف، كلها إجراءات تهدف إلى تخفيف التوتر في الشارع الطرابلسي، ولتنفيذ انتشار سلس للجيش.
وأكدت مصادر طرابلسية على صلة بعدد من قادة مسلحي التبانة أن لوقف إطلاق النار حظوظاً بالنجاح، وأن الانتشار العسكري حصل بهدوء في بدايته، آملة أن يستمر الهدوء في المدينة. ومن الجهة المقابلة، أكدت مصادر الحزب العربي الديموقراطي التزام مقاتلي الحزب وقف إطلاق النار. لكن بعد بدء الجيش عمليته، حصل خرق لوقف إطلاق النار، أدى إلى جرح شاب في جبل محسن، ما أدى إلى حصول اشتباك محدود جرى تطويقه سريعاً.
اليوم الثالث من الاشتباكات كان قد حوّل مدينة طرابلس إلى ساحة لحرب أهلية حقيقية أخذت بالتوسع سريعاً؛ فقد امتدت رقعة الاشتباكات إلى محلة المنكوبين عند الطرف الشمالي لمحلة جبل محسن، في موازاة استمرار الاشتباكات على محوري باب التبانة ــ جبل محسن والقبة ــ جبل محسن، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا ورفع عدد القتلى إلى 6 والجرحى إلى أكثر من 60.
لكن أخطر ما سُجل أمنياً يوم أمس كان الظهور العلني والكثيف للمسلحين في الشوارع والساحات، فضلاً عن انتشار مجموعات مسلحة منتمية إلى مختلف القوى السياسية والإسلامية في المدينة، بهدف حماية مقارها ومكاتبها ومؤسساتها. وتوافرت لعدد من الأجهزة الأمنية معلومات عن نية المسلحين المنتشرين خارج جبل محسن بـ«تطهير» طرابلس من وجود الحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة التوحيد. لكن اتصالات سياسية وأمنية أدت إلى التثبت من عدم اللجوء إلى أي صدام في أحياء المدينة، بعيداً عن «خط التماس التقليدي» بين التبانة وجبل محسن.
كذلك نصب بعض المسلحين حواجز، وخصوصاً خلال ساعات الليل، في محيط تعاونية ريفا في القبة الواقعة على تخوم جبل محسن، وفي الزاهرية، فضلاً عن قطع طريق طرابلس ــ زغرتا، حيث كان المسلحون يفتشون المارة ويدققون بهوياتهم. هذا الشكل من الظهور المسلح اتخذ أمس منحىً خطيراً عندما أقام مسلحون حاجزاً طيّاراً لبضع دقائق عند تقاطع شارع عزمي، وهي منطقة تعدّ خارج دائرة الاشتباكات التقليدية.
هذا المشهد تراجعت حدّته قليلاً في ساعات ما قبل ظهر أمس، إذ توقفت الاشتباكات مؤقتاً على محاور المنكوبين والقبة، ونسبياً على محور التبانة، وتراجع الظهور المسلح العلني إلى حدّ ما، وخفف المعتصمون من وجودهم في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) التي تحولت إلى محجة زارها مؤيدون للإسلاميين المعتصمين من خارج طرابلس، كإمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، الشيخ أحمد الأسير.
في باب التبّانة، بدت الصورة غير واضحة حتى لأبنائها. إمام مسجد حربا في المنطقة وأحد فاعلياتها البارزين الشيخ مازن المحمد، أوضح لـ«الأخبار» أن توقيف الشاب السلفي شادي مولوي، يوم السبت الماضي على أيدي عناصر الأمن العام، «لا علاقة له بما يجري في طرابلس أخيراً من أحداث». المحمد الذي كان يتابع أمس اتصالاته في المنطقة مع الفاعليات، رأى أن «ما حصل من احتجاجات على اعتقال مولوي، ركبت عليها أحداث ليست مرتبطة ببعضها وليست مفهومة، وخصوصاً لجهة اتساع رقعة الاشتباكات كالنار في الهشيم وبسرعة فائقة».
سياسياً، عُقِد لقاءان بعد الظهر، الأول عند مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، والثاني في منزل النائب محمد كبارة. وغاب عن اللقاء الأول كثير من المدعوين، فيما شاب الثاني انقسام بين المشاركين فيه؛ إذ انسحب منه النائب معين المرعبي، بعدما اتهم قيادة الجيش «بعدم تنفيذ قرارات مجلس الدفاع وحمّلها مسؤولية أي نقطة دماء»، بينما طالب كبارة رئيس الحكومة بـ«تحمل المسؤولية، وإلا فالاستقالة».
وبدا تيار المستقبل، المعنيّ الأول بما يجري، فاقداً تماماً للسيطرة على الشارع، ما دفع عدداً من نوابه والشخصيات القريبة منه إلى رفع سقف الخطاب السياسي والمذهبي التعبوي طوال اليومين الماضيين، ثم الاستنجاد بالجيش اللبناني لدخول مناطق الاشتباكات. وفيما لم ينف مسؤولون بارزون في التيار فقدان السيطرة على الشارع، لفت آخرون إلى أن «عرض العضلات» الذي قامت به القوى الإسلامية، والذي خرج من طرابلس إلى المنية وصولاً إلى عكار، ستنتهي مفاعيله بموقف حازم من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. لكن المصادر ذاتها أكدت أن سيطرة الإسلاميين على الشارع سببها الأول هو غياب الحريري عن الساحة. من جهة أخرى، أكد مرجع في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» أن ما جرى في طرابلس هو نتيجة «الحمق السياسي الذي مارسه تيار المستقبل، وخاصة من خلال تصعيد الخطاب المذهبي، ظناً من التيار أن رفع السقف سيسحب البساط من تحت أقدام السلفيين». وبدا بعض المسؤولين المستقبليين، خلال اتصال «الأخبار» بهم، فرحين «بصورة التشدد الذي يسيطر على الساحة إذا خرج «الاعتدال» منها»، فيما رأى آخرون هم أقرب إلى دائرة القرار في التيار الأزرق أن هذا الوقت ليس «للاستثمار السياسي».
اللواء
سليمان لـ«اللـــواء»: أدعو الجميع لتسهيل مهمة الجيش لحفظ الأمن والإستقرار
طرابلس تتعهد تسهيل انتشار شرعي متوازن في التبانة وجبل محسن
بدورها تناولت صحيفة اللواء الاشتباكات في طرابلس وكتبت تقول "حتى ساعة متأخرة فجراً، ولليوم الثالث على التوالي، بقي الزناد على السلاح سيد الموقف بين باب التبانة وجبل محسن، حاصداً خمسة قتلى وعشرات الجرحى، فيما كانت الساعي تتواصل على نحو بالغ الجدية وعلى كل المستويات، آخرها كان الاجتماع الذي عقد في التبانة وشارك فيه مختلف الاطراف والتيارات الاسلامية التي التقت في ساحة النور للاعتصام، ولبحث بند وحيد هو وقف النار.
وعليه، تمكنت المساعي من رسم خارطة طريق لمحاصرة نار الاشتباكات والفتنة تقضي بـ:
1- وقف متزامن وفي وقت واحد لاطلاق النار في التبانة وجبل محسن.
2- مناشدة الجيش اللبناني الدخول الى مناطق الاشتباكات والتمركز فيها، سواء في حي الاميركان ذي الغالبية العلوية، او منطقة «مشايع الريف» ذات الغالبية السنية والمتخامة للقبة.
3- انسحاب المسلحين من الشوارع وفتح الطرقات في ساحة النور.
وكشف مصدر مطلع ان القيادات الامنية والعسكرية اشترطت مرافقة مسؤولين عن الجماعات المسلحة للجيش في مناطق الانتشار لضمان عدم اطلاق النار على عناصرها.
وتقرر ان تعقد الشخصيات الفاعلة من ابناء التبانة والذين اجتمعوا في جامع حربا مؤتمراً صحفياً اليوم لتوضيح ما جرى خلال الايام الثلاثة، ومن ضمن المواقف التي ستعلن التأكيد على ان التبانة كانت دائماً مع التهدئة، ومع دخول الجيش لضمان الامن والاستقرار في المنطقة، وانهم تأكيداً على هذا الموقف اتخذوا قراراً بوقف اطلاق النار عند منتصف الليل، والموافقة على ان يقوم بعض المشايخ ومن بينهم مازن المحمد ووليد طبوش وخالد السيد، وعربي عكاوي وعزيز علوش وسعد المصري بمواكبة دخول الجيش الى التبانة، على ان يتم الدخول بطريقة متزامنة ومتوازية وعادلة في المنطقتين، وكي لا يشعر احد بالغبن.
سليمان
وكان الرئيس سليمان قد ركز في أحاديثه مع زواره في القصر الجمهوري في بعبدا، على «اهمية أن يعي الجميع من مسؤولين وقيادات أمنية وسياسية خطورة الانزلاق إلى التوتير الأمني وانعكاس ذلك سلباً على الوضع العام في البلاد، وعلى الأفرقاء أنفسهم في هذه الظروف البالغة الدقة التي تشهدها المنطقة وتمر بها. وهو كان بحث الموضوع الأمني مع وزير الداخلية مروان شربل الذي اطلعه على آخر المعلومات المتوفرة عن الوضع في طرابلس والاتصالات والمعالجات الجارية لضبط الوضع واعادته إلى طبيعته هناك.
وأشارت هذه المعلومات إلى اجتماعات عقدت في سجن رومية بين الموقوفين الإسلاميين ومسؤولين امنيين بالتزامن مع احداث طرابلس، حيث تمّ اعلام الموقوفين أن المحاكمات ستحصل في وقت قريب جداً، وستكون عادلة، بعد إنجاز بناء القاعة الفسيحة التي ستتسع لعدد هؤلاء الموقوفين (160 موقوفاً وبعضهم أمضى خمس سنوات من دون محاكمة)، مقابل تلقي المسؤولين وعوداً من الموقوفين بعدم التصعيد.
وأوضح شربل في بيان، انه تمّ استدعاء ضابط الأمن العام الذي دخل إلى مكتب الوزير محمّد الصفدي لاحتجاز الموقوف شادي المولوي، لاجراء التحقيق المسلكي حول كيفية دخوله إلى مكتب الصفدي والذي أكّد من جهته الإصرار على معرفة الملابسات وعلى محاسبة من اتخذ القرار باستعمال اسمه في استدراج المولوي، علماً ان قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي استجوب بعد الظهر ثلاثة موقوفين بجرم الانتماء إلى تنظيم ارهابي مسلح، وهم المولوي واصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، وحمزة محمود طربيه وتركه بسند إقامة، والثالث يحمل الجنسية القطرية ويدعى عبدالعزيز عطية وتركه بسند إقامة ومنعه من السفر، على أن يتابع القاضي وهبي اليوم استجواب ثلاثة موقوفين آخرين، وبينهم الأردني محمّد يوسف عثمان عبدالسلام الذي كان اوقف منذ ايام بعدما كان ابعد من ايران الى سوريا ومنها إلى لبنان، وهو مرتبط بالمولوي بشكل وثيق، الا ان مصادر التحقيق رفضت الافصاح عن المزيد من المعلومات، احتراماً لسرية التحقيق في ملف بالغ الحساسية، اطلع على تفاصيله الرؤساء المعنيون مباشرة.
غير أن تلفزيون «الجديد» كشف عن معلومات بأن المولوي كان قد اوقف لمدة سنتين، من دون الإشارة إلى مكان توقيفه.
ونفى الرئيس سليمان، في الحوار الذي أجرته معه «اللواء» أن يكون للموضوع الداخلي السوري علاقة بما حصل، مشيراً إلى أن توقيف المولوي جاء بناء على معلومات للأجهزة الأمنية، وبالتالي القضاء هو الذي يقرر في هذا الشأن، ما يعني أن أي تحرك في الشارع وربطه مسبقاً بالإفراج عن المولوي قبل أن يقول القضاء كلمته يصب في خانة زعزعة الاستقرار، مكرراً دعوته إلى الجميع لتسهيل مهمة الجيش والقوى الأمنية في اتخاذ التدابير الآيلة إلى حفظ الأمن والاستقرار.
ميقاتي
أما مصادر رئيس الحكومة، فقد نفت ما تردد عن إلغائه اجتماعاً كان مقرراً عصر أمس لبحث ملف الإنفاق المالي، وأكدت أن جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً الأربعاء قائمة في موعدها، وعلى جدول أعمالها ملف الإنفاق رغم أنه لم يتوفر له حل حتى الساعة، إلى جانب الموضوع الأمني الذي سيكون بنداً أساسياً في ضوء ما جرى في طرابلس.
وأوضحت المصادر أن القرار بانتشار الجيش في المدينة موجود ولكن بعد تهيئة الأجواء السياسية، لكي يتم دخوله بطريقة هادئة، وبدون مصادمات مع أحد. وردّت المصادر على الأصوات التي طالبت ميقاتي بالاستقالة، مشيرة إلى أن على هؤلاء أن يوقفوا الشحن ضد الجيش، وتصوير الدخول بأنه ضد طرابلس وضد السنّة، مؤكدة أن التمهل مردّه ضرورة توفير الأجواء السياسية المناسبة، وعلى قاعدة الحفاظ على هيبة الدولة. ولفتت هذه المصادر إلى أن رئيس الحكومة هو إبن طرابلس ولكنه في النهاية رئيس حكومة لبنان، وهو من هذه الزاوية وقف عند الخطأ الذي ارتكبه الأمن العام في طريقة توقيف المولوي الذي على القضاء أن يثبت أنه بريء إذا كان بريئاً بالفعل، وبالنهاية فإن على القضاء أن يقول كلمته في هذا المجال، وإذا ثبت جرمه فيجب محاكمته. وكشفت انه سبق للرئيس ميقاتي ان فتح منذ شهرين ملف الموقوفين الاسلاميين مع مدعي عام التمييز سعيد ميرزا رغم أن هذا الملف موجود منذ ما قبل تسلم ميقاتي رئاسة الحكومة. وقد اكد له ميرزا في ذلك الاجتماع ان لا سبب سياسياً لتأخير محاكمة هؤلاء الموقوفين، لكنه مرتبط بحجم الملف وضخامة عدد الموقوفين (160 موقوفاً) والذي أدى الى مشكلة لوجسيتية نتيجة عدم وجود قاعة تستوعب كل هذا العدد في مكان واحد، نظرا لان التهم مترابطة كلها ببعضها البعض.
تفاؤل أمني
إلى ذلك، أبلغ مرجع أمني رفيع لـ «اللواء» تفاؤله بنجاح خطة دخول الجيش إلى المنطقتين اليوم، لافتا إلى ان الغطاء السياسي لهذه الخطة بات متوافرا من جانب جميع الفرقاء. وأمل في ضوء هذا الانتشار ان تتوقف الاشتباكات ويعود الهدوء إلى المدينة، بعد ثلاثة ايام من التوتر حصدت سقوط تسعة قتلى واكثر من 56 جريحاً، بعد سقوط خمسة قتلى يوم امس، حيث سجل دخول مدفعية الهاون لاول مرة في هذه الاشتباكات، بينها قذيفتا هاون سقطتا في بابا التبانة، كما سقطت قذيفة هاون على شارع المئتين وأخرى في محلة الزاهرية. واشارت معلومات إلى سقوط عدد من القتلى في طلعة الشمال بين جبل محسن والتبانة، في ظل دعوات وجهت لسكان التبانة لاخلاء منازلهم «لان الليلة ستكون عنيفة». وترافق ذلك مع وصول امام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ احمد الاسير بشكل مفاجئ إلى ساحة النور، والقى محلة في الاعتصام الذي ينفذ للمطالبة بالافراج عن المولوي، فيما اقدم عدد من الاشخاص على قطع طريق حلبا - عكار - ببنين بالاطارات المشتعلة لبعض الوقت، تضامناً مع المعتصمين.
المستقبل
بعد بيان سحب الغطاء عن مظاهر الخروج على الدولة
الحريري يتّصل بسليمان وقهوجي لمعالجة صدامات طرابلس
صحيفة المستقبل تناولت الأحداث الدامية في طرابلس وكتبت تقول "بقيت النار مندلعة في طرابلس أمس، بل ازدادت سوءاً رغم الاجتماعات والاتصالات والجهود المكثّفة التي بذلتها فاعليات المدينة مع بعضها البعض ومع الجهات الرسمية المختصّة. فيما أجرى الرئيس سعد الحريري ليلاً، سلسلة إتصالات شملت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والرئيس فؤاد السنيورة ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وعرض معهم الخطوات المطلوبة لمتابعة الوضع الميداني المتفجّر بين منطقتي بعل محسن وباب التبّانة والعمل لإنهاء الاشتباكات الحاصلة هناك.
وجاءت تلك الاتصالات بعد البيان الذي كان الرئيس الحريري أصدره أول من أمس وسحب فيه الغطاء عن مظاهر الخروج على الدولة مؤكداً ان "الدولة كانت وما زالت مشروعنا السياسي الوحيد" رافضاً "معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه" وداعياً الجميع "الى التبصّر".
وفي حين كشف مصدر رسمي لـ"المستقبل" ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم زار دمشق والتقى عدداً من المسؤولين السوريين قبل ثلاثة أيام من توقيف المواطن شادي مولوي والحوادث التي تلت ذلك، أجرى الرئيس السنيورة إتصالات بالرؤساء سليمان ونبيه برّي ونجيب ميقاتي وأبلغهم حرفياً "أن للقوى الأمنية الغطاء السياسي الكامل لمعاقبة كل المخلّين بأمن المدينة وضبط التجاوزات وتأمين الاستقرار" وطالب بإنزال الجيش لقمع أي مخالفة وإعادة الهدوء والاستقرار. وأفيد أن ميقاتي أبلغ السنيورة "انه بالتوازي مع الخطوات والإجراءات الأمنية التي سيتّخذها الجيش وتنفّذها القوى الأمنية لضبط الوضع الأمني فإنه ستتم معالجة الطريقة المستهجنة التي استخدمت في اعتقال الشاب شادي مولوي عبر إجراءات تحفظ حق الجميع".
وكان عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة رأى بعد اجتماع عُقد في دارته في حضور فعاليات سياسية وقيادات أمنية "ان هناك مؤامرة ضدّ مدينة طرابلس والسلطة السياسية متآمرة عليها، ومجلس الدفاع الأعلى متآمر عليها، وهم يريدون الفوضى والاقتتال داخل المدينة، ولصالح جهات ودول باتت معروفة". وطالب كبارة رئيس الحكومة بـ"تحمّل المسؤولية وإلاّ الاستقالة لأنّ طرابلس لم تعد قادرة على التحمّل أكثر من ذلك"، متهماً "المسؤولين في الدولة بالتآمر على المدينة لأسباب خارجية، ويريدون تحطيمها وتدميرها".
جنبلاط
إلى ذلك، لفت كلام لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ربط فيه بين ما جرى ويجري في طرابلس "وبين إصرار بعض الأجهزة الامنية، بوحي سوري على ما يبدو، على اعتبار السلفية الشر المطلق"، سائلاً "هل المطلوب الايحاء بأنّ لبنان قد تحوّل إلى بؤرة سلفية للحؤول دون تقديم يد العون والمساعدة الإنسانية للاجئين السوريين في لبنان وصولاً إلى اعتقال الناشطين منهم وتسليمهم إلى السلطات السورية حيث سيكون مصيرهم الموت المحتم؟ ثم لماذا الإصرار على استيراد "القاعدة" بأي ثمن إلى لبنان؟ فهل هي أيضاً تُستخدم كفزاعة لقمع أي صوت داخلي يساند الثورة السورية والشعب السوري في مواجهة الجريمة المنظمة واليومية التي يقوم بها النظام في سوريا؟ لم يعد ينقص بعض المرجعيات اللبنانية إلا أن تبحث عن الزعيم الجديد المظفر لتنظيم "القاعدة" لتقدم له طلباً رسمياً لفتح مكتب تمثيلي له في بيروت لتثبت وجهة نظرها أو ان تستورد أبو مصعب اللبناني"!
القضاء..
ويُشار انه، وعلى وقع استمرار الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن ونزوح عشرات العائلات من المدينة، والافادة عن وصول عدد القتلى إلى ثمانية، وتسجيل ظهور مسلح في بعض شوارع المدينة البعيدة عن مناطق القتال، أدّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، على موقوفين بينهم شادي مولوي بتهمة "الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح وارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها" وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي أحال بدوره الادعاء إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه الذي أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق مولوي وترك إثنين آخرين من الموقوفين بسند إقامة.
من جهته، أعلن وزير المال محمد الصفدي أنه مصرّ كل الإصرار "على معرفة ملابسات دخول عناصر من الأمن العام إلى أحد مكاتبه في طرابلس بصورة غير قانونية"، كما انه "مصرّ على محاسبة مَن اتخذ القرار باستعمال اسمه في استدراج شادي مولوي إلى مكتبه". وقال انه أبلغ هذا الموقف "إلى اجتماع مجلس الدفاع الأعلى وهو ينتظر إجابات واضحة عن ذلك كي يُبنى على الشيء مقتضاه".
وأصدر المكتب الإعلامي لوزير الداخلية مروان شربل، انه بناء على تعليمات الوزير "تم استدعاء الضابط الذي دخل إلى أحد مكاتب الخدمات الاجتماعية لوزير المال، إلى مركزه في الأمن العام لاجراء التحقيق المسلكي حول كيفية دخوله إلى المكتب المذكور وتوقيف المدعو شادي مولوي".