قال معمر القذافي إن القوات الأجنبية التي تقود هجوما على ليبيا سوف تهزم, وتوعد بمواصلة القتال حتى الانتصار عليها. ودعا الجيوش الإسلامية إلى المشاركة في هذه المعركة التي وصفها بالتاريخية.
قال زعيم النظام الليبي معمر القذافي إن القوات الأجنبية التي تقود هجوما على ليبيا سوف تهزم, وتوعد بمواصلة القتال حتى الانتصار عليها. ودعا الجيوش الإسلامية إلى المشاركة في هذه المعركة التي وصفها بالتاريخية. ووصف القذافي -في كلمة مقتضبة بالعاصمة طرابلس بثها التلفزيون الرسمي وقال إنها صور حية من باب العزيزية مقر إقامته- الهجمات التي تشنها قوات الإئتلاف الغربي على قواته بأنها عدوان غير مبرر ومخالف لميثاق الأمم المتحدة. وقال إن كل شعوب العالم تقف إلى جانب الشعب الليبي.
وقال لحشد من أنصاره أظهرتهم الصور يلوحون بأعلام خضراء "أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى، ولا من الطائرات التي ترمي دمارا أسودا.. أنا صامد، بيتي هناك في خيمتي في المنتدى، أنا صاحب الحق اليقين، لا أهاب العواصف، وأنا جاهز للمعركة". وأضاف مرددا "أنا هنا، أنا هنا، أنا هنا." وقال "كل الشعوب تؤيدكم، المظاهرات في كل مكان، في أفريقيا في آسيا في أوروبا، في كل مكان". وأضاف "الذين ضدكم هم حفنة من الفاشيين من المجانين، حفنة صغيرة من الذين ستسقطهم شعوبهم التي هي ضدهم".
وعقب إلقاء الكلمة تم إطلاق ألعاب نارية في العاصمة الليبية. وسمعت حشود أنصاره، وهي تهتف وتطلق النار في الهواء في وسط المدينة. ويأتي ظهور القذافي في وقت تتصاعد فيه المعارك غرب البلاد وشرقها بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية للقذافي. كما تواصل قوات الائتلاف الدولية عملياتها العسكرية وقصفها الجوي ضد أهداف تابعة للنظام الليبي.
من جهة أخرى وفي مقابل وعيد القذافي بمواصلة القتال حتى النصر، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما لشبكة "سي أن أن" إن القذافي قد يحاول "التشبث بموقعه"، رغم الحظر الجوي المفروض على بلاده والهجوم العسكري الذي أضعف قواته. وقال أوباما إن "القذافي قد يحاول التشبث بموقعه والانتظار حتى على الرغم من منطقة الطيران المحظور، وعلى الرغم من أن قواته قد ضعفت".
وعبر اوباما عن ثقته الثلاثاء في ان الولايات المتحدة ستستطيع نقل قيادة العملية العسكرية بليبيا الى تحالف دولي في غضون ايام. ووسط اسئلة بين الحلفاء عمن سيتولى قيادة العملية قال اوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلفادور موريسيو فونيس انه "ليس لديه ادنى شك" في انه سيتم التوصل الى اتفاق قريبا. وتحدث اوباما في وقت سابق من يوم الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقال البيت الابيض انهم اتفقوا على ضرورة ان يلعب حلف شمال الاطلسي دورا مهما في فرض منطقة حظر الطيران الجوي فوق ليبيا.
وقال اوباما -الذي يواجه اسئلة في بلده بشان المهمة في ليبيا ومدتها وتكلفتها- انه يجب ان يكون الحلفاء قادرين على الاعلان قريبا انهم حققوا الهدف من فرض منطقة حظر طيران. وتحت الالحاح لتوضيح مصالح الامن القومي الامريكي في ليبيا, قال اوباما ان الولايات المتحدة تحركت لدعم قرار لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشان ليبيا وتجنب حمام دم محتمل بعد ان حذر القذافي من انه لن يرحم المواطنين في معقل الثورة ببنغازي. وقال اوباما انه ما لم يسمح القذافي باصلاحات سياسية و"ما لم يبدي استعداده للتنحي" فسيمثل خطرا كامنا على شعبه. وأكد "سنواصل دعم جهود حماية الشعب الليبي لكننا لن نكون في المقدمة". وقال اوباما ايضا انه يعتقد ان تكاليف التدخل الامريكي في ليبيا ستدخل ضمن ميزانية وزارة الدفاع ولن تكون عبئا اضافيا على الامريكيين. واضاف "في نهاية المطاف سيشعر الشعب الامريكي بالرضاء لان هناك ارواحا انقذت واشخاصا قدمت لهم المساعدة."
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بعض المقربين من القذافي يتواصلون مع حلفائهم حول العالم للبحث عن مخرج للأزمة الليبية. وقالت كلينتون -في تصريحات خاصة لشبكة "أي بي سي" الأميركية- "هناك أشخاص مقربون من القذافي يتشاورون مع أناس في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية"، بحثا عن مخرج من الأزمة، موضحة أنه لم ترد معلومات عن قيام القذافي شخصيا بذلك. وأوضحت أنها علمت ببعض التقارير عن مقتل أحد أبناء القذافي في الضربات الجوية، غير أنها أوضحت أنه ليست هناك أدلة كافية لتأكيد ذلك. وأشارت الوزيرة الأميركية إلى أن العملية العسكرية التي تشنها قوات الائتلاف الغربية على ليبيا لليوم الرابع ربما تستغرق أياما إضافية، موضحة أن ذلك سيعتمد على تقييم قادة بلادها العسكريين -إلى جانب "الحلفاء والشركاء"- لما أسفرت عنه العملية حتى الآن.
وفي سياق حشد الولايات المتحدة للتأييد من زعماء الشرق الأوسط للتدخل العسكري ضد نظام القذافي، حادث جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي هاتفيا ولي عهد الإمارات العربية المتحدة. وقال بيان للبيت الأبيض إن بايدن ناقش في تلك المكالمة "أهمية الجهد الدولي الموحد الذي يجري تنفيذه"، عملا بقرار الأمم المتحدة الذي يجيز العمل العسكري في ليبيا. وفي المكالمة الهاتفية شكر بايدن ولي العهد الإماراتي على مساهمات بلاده الإنسانية في الجهد الخاص بليبيا. وقال البيت الأبيض إن الطرفين اتفقا على الاستمرار في "التنسيق الوثيق" بشأن ليبيا.
ميدانياً قصفت قوات القذافي مساء الاربعاء مستشفى مصراته ثالث مدينة ليبية تبعد 200 كلم شرق طرابلس. كما قال لوكالة فرانس برس احد شهود العيان.
وقد اقر مسؤول عسكري اميركي الاربعاء بأن قوات الائتلاف الغربي تشن غارات جوية في ليبيا على القوات البرية للعقيد القذافي.
وقال مساعد القائد العملاني الاميركي الاميرال جيرارد هوبر ان طائرات التحالف "تضغط على القوات البرية للقذافي التي تهدد المدن".
واكد الضابط الموجود على متن السفينة الاميركية ماونت ويتني قبالة سواحل ليبيا "بهدف حماية السكان المدنيين وبالاتفاق مع شركائنا في التحالف. نعم. اننا نهاجم قوات القذافي التي تهاجم المراكز السكنية وتضغط عليها".
وقال شهود لرويترز ان انفجارين اثنين على الاقل سمعا في العاصمة الليبية قبيل فجر يوم الاربعاء. ولم تسمع نيران مضادة للطائرات في المدينة.
وفي سياق تحركات الثوار ومعركتهم المستمرة ضد نظام القذافي, قال ثوار خارج بلدة أجدابيا في شرق ليبيا، إنهم غير قادرين على التقدم إلى البلدة الاستراتيجية، بسبب المخاوف من أن تكون القوات المُدججة بالسلاح الموالية لمعمر القذافي ما زال بإمكانها هزيمتهم. وقال ثوار يتحصنون على خط الجبهة بين الشرق والغرب على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، إن ثلاث ليال من القصف الجوي من قوات الائتلاف الغربي أضعفت قوات القذافي، لكنها مازالت تشكل تهديدا قويا.
وقال أحمد العروفي، وهو من مقاتلي الثورة المتمركزين عند خط الجبهة "القذافي لديه دبابات وشاحنات تحمل صواريخ". ووقعت اشتباكات في البلدة بين قوات القذافي والثوار، وقد سقط عدد قليل من القذائف بالقرب من مواقع الثوار عند خط الجبهة. وقالت قيادة الثورة في بنغازي، إن قوات القذافي تسيطر على البوابتين الغربية والشرقية للمدينة. وأضافت أن خط الجبهة للثورة لا يزال يبعد كيلومترات قليلة عن البلدة.
"نحتاج لمنطقة حظر جوي كي يضربوا الأسلحة الثقيلة للقذافي" قال العروفي, محذرا من أي تدخل مباشر بشكل أكبر. وأكد العروفي رفض الثورة لأي مشاركة لقوات برية أجنبية قائلا "إذا تحول الأمر إلى قوات برية، فسنترك القذافي وشأنه وسيكونون هم هدفنا الجديد." وتابع العروفي "لا نعتمد على أحد إلا الله، لا فرنسا ولا أمريكا، بدأنا الثورة بدونهم بعرق جبينا وسننهيها كذلك."