التحدّث عن نفسك والتفاخر بإنجازاتك ومآثرك يجعلك أفضل حالاً ويكسبك شعوراً بالمتعة تماماً كما يفعل جني المال أو تناول طعام لذيذ
قد لا يكون الأمر ممتعاً بالنسبة لمن يستمعون إليك أو الذين يقرأون ما تكتبه على "فيسبوك" و"تويتر"، لكن التحدّث عن نفسك والتفاخر بإنجازاتك ومآثرك يجعلك أفضل حالاً ويكسبك شعوراً بالمتعة تماماً كما يفعل جني المال أو تناول طعام لذيذ ، هذه هي خلاصة دراسة جديدة أطلقها باحثو جامعة هارفرد الأميركية.
وقام الباحثون باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وذلك لفحص ومراقبة النشاط الدماغي لنحو ثلاثمائة من المشتركين، حيث طُلب منهم في بادئ الأمر التحدّث عن اهتماماتهم ومبادئهم ومعتقداتهم الشخصية، ومن ثمّ عن أفكار الآخرين. وأظهرت النتائج أنه كلما أمعن المتطوعون في التكلّم عن أنفسهم كان هنالك نشاط متزايد في الجهاز المفرز للدوبامين، وهو المنطقة الدماغية المسؤولة عن "حس المكافأة" الذي نشعر به إذا حظينا بمبلغ من المال أو تمتعنا بوجبة شهيّة.
وفي اختبار منفصل، عرض فريق باحثي هارفرد على الأشخاص المشتركين في الدراسة مبالغ مالية صغيرة إذا ما أجابوا عن أسئلة متعلقة بأشخاص آخرين عوضاً عن الأسئلة المتعلقة بهم، وقد تنوعت تلك الأسئلة بين تفضيلهم قطع الفطر على البيتزا والتزلّج على الثلج إلى رأيهم بالخصال الشخصية كمستوى الذكاء والفضول والعدوانية، وبرغم الحوافز المادية فضّل الناس التخلّي عن ربع مكاسبهم تقريباً من أجل التكلّم عن مناقبهم ونجاحاتهم والبوح بمعلوماتهم الشخصية.
وقالت ديانا تامر التي قادت الدراسة "كشف الذات وفضحها هو سلوك نمارسه طوال الوقت وفي كل الأيام، فعندما تتحدث إلى شخص ما فإنه على الأغلب سيتكلم عن نفسه"، وتكمل "ففي تويتر وفيسبوك يميل الناس كثيراً إلى كتابة عبارات تدلّل على مشاعرهم وأفكارهم الشخصية، وقد يظنّ البعض أن الأشخاص الاجتماعيين هم فقط الذين تنتابهم مشاعر السرور إذا ما فعلوا ذلك، لكن - وفي الحقيقة - يرغب الأشخاص الخجولون في مشاركة أفكارهم مع الآخرين أيضاً".
يُذكر أن بعض الدراسات السابقة كانت قد أظهرت أن 30 إلى 40% من كلام المرء هو عبارة عن "نشر لمعلومات عن تجاربه الخاصة وعلاقاته الشخصية"، وهذا ما تؤكده الدراسة الحالية والتي كشفت أنّ أربعاً من بين كلّ خمس تعليقات يكتبها الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي هي بالواقع كلمات تتحدث عن تجاربه الآنية.