30-11-2024 08:49 AM بتوقيت القدس المحتلة

إحياء اليوم الوطني للتراث على درج المتحف

إحياء اليوم الوطني للتراث على درج المتحف

أحيت المؤسسة الوطنية للتراث"اليوم الوطني للتراث" لمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس المتحف الوطني ،باحتفال اقيم عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الخميس على درج المتحف الوطني شارك فيه وزراء وحشد تربوي.

 

المتحف الوطني اللبناني
أحيت المؤسسة الوطنية للتراث "اليوم الوطني للتراث" لمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس المتحف الوطني 1942- 2012، باحتفال اقيم عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الخميس على درج المتحف الوطني شارك فيه وزراء: الاعلام وليد الداعوق، الثقافة غاب يليون، التربية والتعليم العالي البروفسور حسان دياب. كما حضرت رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري ورئيسة اللجنة الوطنية للعلم والثقافة اليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، رئيسة المؤسسة الوطنية للتراث منى الهراوي وأعضاء المؤسسة وحشد من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة من المناطق كافة مع اعضاء الهيئة التعليمية.

ليونالوزير ليون
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى الوزير ليون كلمة قال فيها: "بعيدا عن كل الرسميات وبالاذن من معالي وزير التربية اريد ان اتوجه الى طلاب لبنان والتلامذة الموجودين معنا هنا بالسؤال، ماذا يعني لنا ان نحتفل باليوم الوطني للتراث والسؤال الثاني ما هو التراث وماذا يعني تراث. فعندما نحتفل بالتراث نحتفل بمقوم اساسي من ثلاث مقومات تشكل الوطن، الوطن قبل كل شيء هو شعب وهو انتم ونحن جميعا، ولكن الشعب لوحده لا يشكل وطنا. الوطن ايضا هو ارض لها حدود. اذا، وطننا لبنان هو بشعبه وأرضه ولكن هذين العنصرين لوحدهما لا يشكلان وطنا، اذا زدنا عليهم الحكومة ووسيلة حكم او قوى امن او جيش اي مؤسسات، يصبح لدينا بلد. عناصر الوطن ثلاث: ارض شعب ومؤسسات هي التي تصنع بلدا، ولكن حتى يكون عندنا وطن يجب ان يكون عندنا ارض وشعب وعلاقة عاطفية ومادية بين هذه الارض وهذه المنطقة الجغرافية. فما هي هذه العلاقة وهذا الرابط المتين الذي لا يمكن ان ينقطع عبر التاريخ ومع السنوات، هذا الرابط القوي نعبر عنه ونسميه التراث. تراثنا يمكن ان يكون ماديا مثل الذي شاهدتموه وستشاهدونه من كنوز وموجودات، هي آثار وقلاع ومواقع اثرية بنتها يد الانسان. تراثنا ايضا هو عادات وتقاليد وفنون، وكل هذه الامور غير مادية لا تموت مع الوقت، وعلاقتنا ومحبتنا لها تجعلها رابطا بيننا كشعب وبين هذه البقعة من الارض، لذا طلبي لكم ايها التلامذة والطلاب المحافظة على مقومات الوطن الثلاث أرضه وشعبه وتراثه".

واضاف: "لا تقفوا عند المظاهر الغريبة والبشعة التي تنبذونها لانكم جيل ما زال طريا، يجب ان تنموا الحس النقدي لتستطيعوا أخذ الجيد ونبذ العاطل، تراثنا كله جيد وكله مفاخر، ولكن هناك امورا طارئة لا بد ان تزول وتمر كالقطار الذي يسير ويبقى فيه الراكب الذي يعرف الى اين وجهته. المظاهر التي نراها اليوم، اقصد فيها كل شيء بشع، كل شيء فيه تصادم وعنف وافكار تتوجه الى منطقة عزيزة في لبنان، اتوجه اليوم الى الشمال الى مدينة طرابلس، العاصمة الثانية للبنان، مدينة العيش الواحد، مدينة المحبة، الكبيرة باهلها، اليوم نرى فيها مظاهر غريبة عن تراثها، انبذوا كل شيء غريب عن تراثكم وعن اصالتكم".

وختم متوجها بالشكر الى وزير الاعلام "لان هذا اليوم الوطني الكبير له علاقة بالثقافة، ولكن ايضا بالتربية التي تجعلها تربية سليمة متجذرة بكم وبالاعلام لنوصل الكلمة الحقيقية، ورسالتكم انتم الى كل زملائكم التلامذة والى كل العالم".
دياب
ثم تحدث الوزير دياب، فقال: "اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالتحية إلى السيدة منى الهراوي رئيسة المؤسسة الوطنية للتراث، هذه السيدة الفاضلة التي ما زالت تسعى منذ تأسيس هذه المؤسسة قبل خمسة عشر عاما، وتحديدا في العام 1996 من أجل إحياء تراثنا الوطني والحفاظ عليه وإظهار أهميته وإيجاد وعي كاف لدى المواطنين لإستجلاء هذا الكنز المكنون".

أضاف: "لقد كان من ثمار الجهود التي بذلتها المؤسسة تخصيص يوم من كل عام لهذه المناسبة تم تحديده في الخميس الثالث من شهر أيار من كل عام. وها نحن اليوم الخميس قد توافدنا في الموعد المحدد لنشارك هذه المؤسسة الوطنية بالإحتفال الذي خصصته هذا العام لإحياء، ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس المتحف الوطني في لبنان"، مشيرا الى انه "متحف الآثار الرئيسي في لبنان الذي إفتتح عام 1942 وهو يضم في قاعاته آثارا يفاخر بها هذا الوطن، خلفها لنا الأجداد منذ عهود التاريخ السحيق أيام الفينيقيين مرورا بعهود الفرس والبطالسة والسلوقيين والرومان والبيزنطيين إلى الفتوحات العربية والإسلامية".

وتابع: "إننا لنستذكر اليوم بألم شديد، وفي هذه المناسبة بالذات الدمار الرهيب الذي أصاب هذا المتحف الوطني إبان حرب السنتين، جراء القذائف والصواريخ التي استهدفته فضلا عن إحتلاله من قبل المسلحين، وبالتالي ما لحق بمعالمه من الأذى والتشويه. ولم يكد يعم السلام، حتى تضافرت جهود المسؤولين والمعنيين لترميم المتحف وقد إستغرق ذلك خمس سنوات من العمل الدؤوب. وها نحن اليوم نقف لنؤدي تحية إجلال وإكبار لهذه الجهود الكريمة، التي أثمرت إستعادة المتحف بهجته ورونقه".

ورأى "ان رقي الشعوب يقاس بمدى حفاظها على تراثها وذاكرتها الوطنية"، وقال: "إذا كان لبنان يعتز ويفاخر بتراثه العظيم وآثاره الرائعة، فلا شك بأن إحياء هذا التراث لا يكون بمجرد التغني والتباهي به، بل إن ذلك يتطلب وعيا وإدراكا وعلما وثقافة لكونه يعني الإرث الذي خلفته لنا الأجيال السالفة، وهو ما إنبرت له مؤسسة التراث الوطني بالتعاون مع الجهات الرسمية المختصة".

وأشار الى انه في إطار هذا التعاون ومن أجل خلق الوعي بأهمية هذا التراث كان لا بد لنا أن ننبري في وزارة التربية والتعليم العالي لهذه الغاية، بحيث أدرجت في مناهج التعليم مادة التراث الوطني الذي يشمل الآثار والمواقع الطبيعية والمحميات وما إلى ذلك، هذا فضلا عن تشجيع طلاب المدارس على زيارة المتحف الوطني وغيره من المتاحف المتناثرة هنا وهناك للإطلاع على محتوياتها الثمينة والإستماع إلى شرح المختصين، اضافة إلى تشجيعهم على زيارة معالم لبنان الأثرية".

وختاما، كرر الوزير دياب تهنئتة للمؤسسة الوطنية للتراث رئيسة وأعضاء على جهودها المتواصلة من أجل صيانة تراثنا الوطني، وعملها الدؤوب في سبيل تنمية الوعي لدى المواطنين عامة للإهتمام بهذا التراث والحفاظ عليه.

الهراوي

كما كانت كلمة للسيدة الهراوي التي قالت: "ايها الطلاب الذين اتيتم من كل مكان من لبنان، أحييكم وأريد منكم أن لا تأتوا الى المتحف ليوم واحد فقط، بل اطلبوا من اهاليكم واساتذتكم ومن وزاراتكم ان تأتوا وتزوروا هذا المتحف وباقي الاماكن الاثرية لتعرفوا قيمة بلدكم الذي اسمه لبنان، لبنان العظيم لبنان المحبة والعطاء، لبنان الالفة والوفاء، لبنان الوحدة الوطنية. واليوم نحن امام وحدة وطنية، وهي اهم شيء بالنسبة لنا، والمؤسسة الوطنية للتراث تجسد هذه الوحدة. اريد ان أوجه كلمة شكر لمعالي وزير الثقافة على الكلمة القيمة التي وجهها لكم والذي يدعم المؤسسة، كما اشكر وزير التربية وكلمته القيمة عن المؤسسة".
وخصت بالشكر وزير الاعلام وتمنت على وسائل الاعلام المرئية ان تظهر حضارة لبنان والمتحف الوطني، وان تسأل طلاب لبنان، لا المسؤولين فقط، عن اهمية التراث لانهم واجهة لبنان ومستقبله".

وتوجهت عضو المؤسسة الوطنية للتراث ريما شحاده الى المشاركين من تلامذة وطلاب للقيام بجولة في ارجاء الباحة الخارجية للمتحف حيث يقام معرض للصور للاماكن الاثرية في لبنان.

وكان المشاركون من طلاب وتلامذة مدارس قد جالوا في ارجاء المتحف الوطني الذي خصصته المؤسسة الوطنية للتراث يوما لطلاب المدارس كما بقية الاماكن الاثرية في لبنان في اليوم المفتوح المجاني.