اجواء تهدئة قبل جلسة الحكومة
الانظار الى جلسة مجلس الوزراء اللبناني غدا والتي تبحث ملف شهود الزور. ورغم الاختلاف حول طريقة معالجة الملف جراء اختلاف النظرة السياسية له، بين احالته الى المجلس العدلي او القضاء العادي، تخيم اجواء تهدئة بين مختلف الاطراف يتوقع ان تنعكس على جلسة الغد.
هذه الاجواء يبدو انها ناجمة عن تفاعل ايجابي مع الاتصالات الاقليمية والداخلية حيث ثمة اتصالات داخلية بين كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري للوصول الى حل توافقي وسط تأكيد مصادر متابعة ان موضوع شهود الزور سيبحث ضمن هذا المناخ التوافقي، وإلا فإنه مرشح للتأجيل مرة اخرى.
وفي اطار جهود تهدئة الاوضاع السياسية في لبنان عقد لقاء في دارة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في اليرزة جمعه مع السفيرين الايراني غضنفر ركن ابادي والسعودي علي عواض عسيري. وكانت قالت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق لـ«السفير» إنّ الامير عبد العزيز نقل رسالة من الملك عبدالله الى الرئيس الاسد، لم تكشف عن مضمونها، واكتفت بالقول ان الزيارة عكست شعوراً مشتركاً حول حراجة الموقف في لبنان والرغبة في بلورة مخرج ما للأزمة. أضافت ان المناخات التي أحاطت بالزيارة «عكست حجم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لإعدام المسعى السوري السعودي، وشلّ قدرته على اختراق جدار الأزمة». واشارت المصادر الى تبادل جملة من الأفكار حيال المخارج الممكنة خلال محادثات الرئيس الأسد والامير عبد العزيز، رافضة الخوض في الخلاصات التي انتهى اليها البحث، لكنها لفتت الانتباه الى ان الأجواء ايجابية الا انها تحتاج الى انضاج اكثر، وبالتالي فإن الافق مفتوح على بلورة المخرج المطلوب، وربطاً بذلك تم الاتفاق على استكمال المباحثات خلال زيارة ثانية يقوم بها الامير عبد العزيز الى دمشق في وقت لن يكون بعيداً.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قال إن مجلس الوزراء سيبحث غداً (الاربعاء) ملف شهود الزور ونتداول الحلول المطروحة بشأنه، مع إشارته إلى أن لكل واحد رأيه فيه. كذلك أكد أن موعد انعقاد هيئة الحوار بعد غد لا يزال قائماً ولم يطرأ أي تغيير عليه. واضاف: "أنا رئيس حكومة كل لبنان، ومن واجبي أن أعمل على تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر بين جميع اللبنانيين من خلال الحوار والتفاهم، لأن الصدام لا يفيد أحداً ولا يؤدي إلى أي حلول تكون في مصلحة لبنان واللبنانيين".
ونقل زوار الرئيس نبيه بري أمس، استمراره في التفاؤل باحتمال التوصل الى مخرج ما للأزمة، ونقلوا عنه قوله إنه يمتلك معطيات تجعله يبدي تفاؤله، لكنه لن يفصح عنها قبل أن تتبلور بعض النقاط، مؤكداً على أهمية الاتصالات السورية – السعودية – الإيرانية الجارية بهذا الخصوص.