تناولت الصحافة اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 21-5-2012 بشكل اساس حادثة مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه وما تبعها من احداث تنقّلت بين اكثر من منطقة لبنانية.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 21-5-2012 بشكل اساس حادثة مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه وما تبعها من احداث تنقّلت بين اكثر من منطقة لبنانية لتستقر اعمال عسكرية ومواجهات في منطقة الطريق الجديدة في بيروت.
السفير:
فقد عنونت صحيفة "السفير" اللبنانية في صفحتها الاولى في عددها اليوم الاثنين 21-5-2012 "اشتباكات في الطريق الجديدة وقطع طرق في المناطق بعد مقتل الشيخ عبد الواحد"، و"عكار مع الجيش في مواجهة الفتنة .. بالحقيقة".
وكتبت "السفير" في هذا السياق "مرت منطقة عكار، أمس، في اختبار صعب ودقيق، وضع لبنان امام خطر الانزلاق الى فتنة عبثية، ظهرت أشباحها في أماكن عدة خلال ساعات النهار والليل، ما أعاد الى الأذهان تجارب مريرة سابقة، كلفت اللبنانيين أثماناً باهظة، فيما يظل الرهان معلقاً على وعي القيادات المعنية لمخاطر هذا الواقع وضرورة محاصرتها، منعاً للفتنة التي تحاول ان تطل برأسها، كلما وجدت الفرصة سانحة"، واعتبرت انه "لعل أخطر ما في الأمر هذه المرة ان الجيش اللبناني الذي يشكل الضامن، شبه الوحيد، للاستقرار في البلد، بدا مهدداً بأن يكون أحد أبرز ضحايا الوضع المضطرب الذي انطلقت شرارته من طرابلس قبل أكثر من اسبوع، ثم انتقلت عدواه أمس الى عكار، حيث قتل إمام مسجد البيرة الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب على حاجز للجيش اللبناني، في ظروف ملتبسة، يُنتظر من التحقيق الذي باشره القضاء العسكري ان يوضحها".
وقالت "السفير" ان "الأكيد، ان المناخ المحتقن الذي يسود البلد، تحت وطأة أحداث طرابلس والسجالات الداخلية المحتدمة، جعل حادثة مقتل عبد الواحد تتخذ على الفور أبعادا أمنية وسياسية معقدة، فيما اندفع البعض الى استباق نتائج التحقيق، وإطلاق احكام مسبقة كانت اسرع من كلمة القضاء، لا سيما أن الخطاب السياسي لبعض الاطراف وضع المؤسسة العسكرية منذ فترة في قفص الاتهام"، ورأت ان "ذلك أوجد بيئة ملائمة لتفاعل الاحداث، بشكل دراماتيكي، بمجرد شيوع نبأ إطلاق النار على الشيخ عبد الواحد ومرافقه، وهو الامر الذي تجلى بقطع الطرق من الشمال الى أوتوستراد الجنوب مروراً بالعديد من مناطق البقاع، وصولا الى بعض شوارع العاصمة، بينما شهدت الطريق الجديدة ليلا توترا بفعل اشتباكات مسلحة بين مناصرين لـ«تيار المستقبل» وعناصر من «التيار العربي» (يرأسه شاكر البرجاوي)، أدت الى وقوع عدد من الجرحى".
واشارت "السفير" الى انه "بانتظار اتضاح نتائج التحقيق الذي ينبغي إتمامه بأسرع وقت ممكن، فإن الملح الآن هو تحقيق العدالة والحفاظ على آخر مظاهر السلم الأهلي في آن واحد، مع التشديد على وجوب صون المؤسسة العسكرية، بما تمثله من خط دفاع أخير عن الاستقرار الداخلي والانتظام العام في مواجهة خطر الفوضى والتفتيت"، وتابعت "على ان يُترك للقضاء ان يأخذ دوره في تحديد المسؤوليات ومعاقبة المخطئين، استناداً الى مبدأ تحميل التبعات للشخص المرتكب حصراً، وليس لمؤسسته، لا سيما أن قائد الجيش سارع الى اتخاذ التدابير المناسبة والفورية لمعرفة حقيقة ما جرى"، واضافت "حتى تبيان الحقيقة، فإن تلاحق الاحداث مؤخراً، من اشتباكات طرابلس الى حادثة عكار، وما بينهما من حوادث متفرقة، يدفع الى التساؤل عما إذا كان تنقل مشاريع الفتنة من منطقة الى أخرى في اوقات متقاربة هو مجرد مصادفة، أم يندرج في إطار مسار مدروس يهدف الى إغراق الساحة الداخلية في الفوضى بعد تعطيل دور الجيش،"، وذكّرت "بأن دول كقطر والامارات والبحرين دعت رعاياها الى مغادرة لبنان اشاع مخاوف لدى مراجع عليا من احتمال وجود معلومات لدى هذه الدول حول إمكانية تصاعد التوتر في لبنان".
روايتان.. بانتظار التحقيق
ولفتت "السفير" الى انه "لحين انتهاء القاضي صقر صقر من تحقيقاته لجلاء ملابسات الحادثة، فإن مناصري الشيخ عبد الواحد تمسكوا برواية مستقاة من أحد مرافقيه، وفحواها أن الضابط المسؤول عن حاجز العويكات طلب من الشيخ النزول من السيارة، الا أنه رفض ذلك، فقام السائق بالترجل للتكلم مع الضابط، في حين عمد عبد الواحد الى إبلاغ الضابط أنه قرر العدول عن المشاركة في اعتصام حلبا، وسيعود أدراجه الى بلدته البيرة، ولدى محاولته قيادة السيارة والاستدارة للعودة، بادر عناصر الجيش الى إطلاق النار بغزارة في اتجاهها، فقتل عبد الواحد مع مرافقه محمد مرعب فوراً"، واوضحت نقلا انه "عن مصادر عسكرية انه من غير المعقول ان يُطلق عناصر الجيش النار على أحد من دون سبب"، ولفتت الى ان "أحد الجنود أصيب وتضررت بعض الآليات نتيجة الحادثة، ما يعني ان تبادلا لإطلاق النار قد جرى وأن الموكب كان يضم عناصر مسلحة"، واشارت الى ان "حواجز الجيش تنتشر في مختلف الأراضي اللبنانية، ولم يشهد أي منها إشكالا مشابها، الامر الذي يعني ان شيئا ما قد بدر عن الموكب وأدى الى حدوث إطلاق النار"، وطالبت "بعدم فصل حادثة الامس عن التحريض المنظم الذي يُمارس ضد المؤسسة العسكرية منذ مدة، في مسعى لتكبيل دورها الميداني.
النهار:
بدورها عنونت صحيفة "النهار" في صفحتها الاولى الاثنين "عكار بعد طرابلس والانفجار يتمدد بعد مقتل عبد الواحد"، و"التحقيق العسكري يُسابق الاحتقان والحملة على الجيش"، و"توقيف نقيبين وملازم و19 عسكرياً على ذمة التحقيق"، و"مفوض الحكومة استمع الى شاهد وعناصر الحاجز في الكويخات".
وكتبت "النهار" في هذا السياق "هل تقف المضاعفات الواسعة والبالغة الخطورة لمقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد حسين مرعب أمس عند حاجز عسكري في الكويخات عند حدود الانتفاضة العارمة التي شهدتها مناطق عدة حتى ليل أمس؟ وهل تنجح السلطات السياسية والعسكرية والقضائية ومعها القيادات السياسية من مختلف الاتجاهات في منع انزلاق لبنان الى مرحلة ترتسم معها ملامح خطورة استثنائية استعادت بعضا من أجواء الحقب السود ومنها مقتل معروف سعد في صيدا مطلع الحرب او حادث الصدام بين الجيش ومحتجين في مار مخايل قبل سنوات؟"، واكدت ان "هذه المخاوف بدت ماثلة بقوة مساء أمس بعد اليوم العكاري المشحون والذي كاد يفجر احتقانات اكتسبت خلفيات خطيرة عقب حادث اطلاق حاجز للفوج المجوقل في الكويخات النار على موكب الشيخ عبد الواحد، المعروف بمناهضته الشديدة لقوى 8 آذار ومناصرته القوية للثورة السورية، مما أدى الى مقتله مع رفيقه".
وقالت "النهار" إنه "رغم ان ظروف الحادث وملابساته لا تزال في انتظار التحقيق السريع الذي أوعزت بفتحه قيادة الجيش بمشاركة النيابة العامة العسكرية، اكتسبت الاجواء المحتقنة الناجمة عن الحادث بعداً شديد الخطورة في ظل حملات غير مسبوقة تعرض لها الجيش في الساعات الاولى التي تلت الحادث وبلغت حد المطالبة بانسحابه من مناطق عكار غير أن تدخل القيادات السياسية البارزة والمشاورات العاجلة التي أجريت بعد تصعيد الحملات أعادت سقف المواقف الى حدود التهدئة من غير ان تحجب خطورة السباق بين احتواء ردود الفعل وتفجر الاحتقانات"، واشارت الى ان "هذا الاحتقان تمثّل خصوصا في اتساع ظاهرة قطع الطرق في معظم مناطق الشمال وخصوصا في عكار وطرابلس وامتدادها مساء الى اوتوستراد الناعمة – الجنوب، ومن ثم الى البقاع الغربي والبقاع الاوسط، وصولا الى مناطق كورنيش المزرعة وقصقص وفردان والمدينة الرياضية في بيروت".
ونقلت "النهار" عن مصادر رسمية معنية بالمعالجات الجارية قولها ان "التقارير التي تلقتها المراجع السياسية والأمنية عقب الحادث اتسمت بخطورة كبيرة من حيث التحذير من حال الاحتقان التي عمت مناطق عدة، خصوصا ان انتقال الاضطراب الامني من طرابلس الى عكار أثار مخاوف من أمر مدبّر يراد عبره إغراق لبنان في وضع غير مستقر على نحو منهجي"، واضافت النهار نقلا عن المصادر ان "المعالجات الفورية سارت وفق خطوط متوازية، إذ تكثفت من جهة الاتصالات بين كبار الرسميين وقيادة الجيش من جهة والقيادات السياسية المعنية ولا سيما منها في "تيار المستقبل" والقيادات الدينية وسواها من جهة أخرى"، واضافت انه "في الجانب الآخر، فقد دفع مسار التحقيق العسكري في الحادث بسرعة، وحضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر الى مكان الحادث وأجرى كشفا على سيارة الشيخ عبد الواحد واستمع الى شهادة مرافقه ثم توجه الى احدى الثكن العسكرية في عكار وشرع في التحقيق مع عناصر الحاجز العسكري الذي أطلق النار على موكب الشيخ"، وأشارت الى ان "التحقيق سيتواصل في الساعات المقبلة الى حين اتخاذ الاجراء المناسب".
الاخبار:
من جهتها عنونت صحيفة "الاخبار" اللبنانية في صفحتها الاولى اليوم الاثنين "توتر الشمال ينفجر عسكرياً في بيروت" وكتبت في هذا السياق "بدت البلاد أمس في حالة حرب، أو هي أقرب إلى ما عاشته بصورة متكررة منذ عام 2005 قُتل الشيخان أحمد عبد الواحد وخالد مرعب على حاجز للجيش في عكار، فقطعت الطرقات في أرجاء لبنان، قبل أن ينفجر التوتر عسكرياً في قلب بيروت، وفي الطريق الجديدة تحديداً"، واضافت انه "بعدما باشر أنصار تيار المستقبل قطع الطرقات في العاصمة (كورنيش المزرعة وفردان والمدينة الرياضية)، أطلق أحدهم النار نحو دورية للجيش قرب المدينة الرياضية، قبل أن يندلع اشتباك مسلح بين مناصري حزب التيار العربي، الذي يقوده شاكر البرجاوي، ومناصري المستقبل الذين حاولوا اقتحام مركز الحزب"، وتابعت ان "تلك الاشتباكات استمرت حتى ما بعد منتصف الليل، وسط حشد المستقبل لمناصريه بهدف إحكام السيطرة على المكتب"، واشارت الى ان "عدد من مناصري المستقبل انتشرت على أسطح بعض الأبنية في كورنيش المزرعة، تحسباً لتوسع رقعة الاشتباكات حيث استخدمت في المعارك الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط نحو 10 جرحى، بينهم عسكري من الجيش".
وذكرت "الاخبار" ان "من الناحية الميدانية بدت الدولة فاقدة لأي سلطة على الأراضي اللبنانية. وفي الحد الأدنى، مرتبكة، كما وزير التربية حسان دياب الذي جرى تداول بيان صادر عنه بإقفال المؤسسات التعليمية اليوم، قبل أن يصدر بيان ينفي البيان الأول"، ورأت ان "تيار المستقبل، ظهر بلا قدرة على ضبط جمهوره، فلجأ إلى تحميل مندسين والغوغاء مسؤولية قطع الطرقات وفيما أكد الرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة، اللذان أدانا قتل الشيخين، ضرورة الحفاظ على الجيش، خرجت دعوات من نائبيهما في الشمال، خالد ضاهر ومعين المرعبي، لطرد الجيش من عكار، قبل أن يخرج رجال دين شماليون مهددين بإنشاء الجيش اللبناني الحر أسوة بالجيش السوري الحر".
وبعدما سردت "الاخبار" تفاصيل حادثة مقتل الشيخ عبد الواحد، اوضحت ان "ما هي إلا دقائق حتى صارت الأخبار التي أعقبت الحادثة، بما تحمله من تأويلات، مجرد تفصيل بالنسبة إلى ما جرّته من تداعيات، بدأت بقطع الطريق في البيرة، بلدة القتيلين، وامتدت إلى قطع طرقات عكار كلها، وتجاوزتها لتشمل طرابلس والضنية، قبل أن تحط في البقاع وبيروت وطريق الجنوب"، وذكرن ان "النائب خالد ضاهر اعلن أنه لا نريد أن نرى جيشاً أو مجوقلاً على حواجزنا وأن الضابط الذي أعطى الأوامر محسوب على العونيين وعلى حزب الله، داعياً أولادنا إلى أن يقعدوا في بيوتهم ولا داعي للدفاع عن نظام حزب الله".
واشارت "الاخبار" الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد في السرايا أكثر من اجتماع، ليخرج في نهايتها مؤكداً ضرورة عودة الهدوء والابتعاد عن الخطاب المتشنج. وفيما استنفرت مختلف القوى السياسية مناصريها المسلحين والمدنيين، أدت أحداث أمس إلى إعادة فتح قنوات الاتصال المباشر بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الذي اتصل برئيس المستقبل، للبحث في سبل وضع حد للانفلات الأمني. كذلك اتصل الرئيس نبيه بري بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباتني، معزياً بوفاة الشيخين، وداعياً إلى التهدئة"، واضافت انه "فيما أعلن قباني الحداد في مؤسسات دار الفتوى، دعا إلى اجتماع طارئ لمجلس المفتين اليوم، بالتزامن مع تشييع جثماني الشيخين في بلدة البيرة العكارية".