تواصل اهتمام الصحف اللبنانية بالأحداث الأمنية التي جرت في لبنان والتي استمرت تداعياتها فصولاً والمواقف السياسية المتعلقة بها.. كما تواصل الإهتمام بالملف السوري كالعادة..
تواصل اهتمام الصحف اللبنانية بالأحداث الأمنية التي جرت في لبنان والتي استمرت تداعياتها فصولاً والمواقف السياسية المتعلقة بها.. كما تواصل الإهتمام بالملف السوري كالعادة..
السفير
صحيفة السفير ابرزت المواقف التي تلت احداث طرابلس وبيروت ودعوة النائب سعد الحريري لإقالة الحكومة ورد رئيس الحكومة عليه..
الحريري لإقالة الحكومة .. وميقاتي يرد: سقطت الحصرية
أرخت أحداث الساعات الثماني والأربعين الماضية التي امتدت من عكار إلى العاصمة بيروت، مرورا بالطريق الساحلي جنوبا وطريق بيروت دمشق الدولية بقاعا، بثقلها على مجمل المشهد السياسي، ورفعت منسوب القلق لدى المواطنين والخشية من سريان لغة الفوضى وشريعة السلاح.
وإذا كان المأمول أن تكون مناطق عكار وطرابلس ومعهما الطريق الجديدة في بيروت، قد تجاوزت اختبار الأمن، فإن مضمون الخطاب السياسي والمجريات الميدانية المتدحرجة، أظهرت جميعا أن ما جرى لم يكن بريئا بالمعنى السياسي، بل كان محدد الأهداف وأبعد من لبنان وعنوانه «إسقاط حكومة نجيب ميقاتي» على الطريقة نفسها التي أسقطت فيها حكومة الرئيس عمر كرامي في أيار العام 1992.
وإذا كان حجم سحب الدخان وأزيز الرصاص والقذائف وحدة الخطاب السياسي، قد جعلت الصورة مربكة عند معظم الرأي العام، فإن الساعات الأخيرة، بما حفلت به ميدانيا وسياسيا، بينت أن ثمة من اتخذ قرارا غير محسوب بإسقاط ميقاتي في الشارع، وبالتالي محاولة فرض وقائع جديدة تحرج الغرب والعرب وتجعلهم يتعاملون مع الوقائع الجديدة بصورة «براغماتية»، على الطريقة نفسها التي جعلت الأمر الواقع الميقاتي حاجة وضرورة دولية وإقليمية حتى الأمس.
وفي هذا السياق، برزت، أمس، مواقف «تيار المستقبل» التي تراوحت بين اعتبار حادثة عكار «جريمة اغتيال موصوفة» تستدعي إحالتها الى المجلس العدلي الذي ينظر عادة بالجرائم السياسية الكبرى، وبين الدعوة الى إسقاط «حكومة الحرب الأهلية» على حد تعبير سعد الحريري والمطالبة باستقالة قائد الجيش العماد جان قهوجي أو إقالته، كما نادى بذلك نواب عكار.
ولم يكد حبر البيان الصادر عن «نواب بيروت» يجف، حتى بادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرد معتبرا «أن مطلب استقالة الحكومة بات لازمة مرادفة لكل بيانات وتصاريح نواب «المستقبل»، وهو يعكس رغبة دفينة في استرداد ما اعتبروه حقا مكتسبا، لا يحق لأحد ان ينتزعه منهم، وإلا قوبل بالشتائم والتجريح والافتراءات والأضاليل التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام».
الأسد يدعو البرلمان الجديد للانعقاد .. و«الأطلسي» لن يتدخل
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما أمس قضى بانعقاد مجلس الشعب (البرلمان) الجديد الخميس المقبل، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السعي إلى تسوية سلمية للازمة السورية وصل إلى «مرحلة دقيقة»، مكررا تحذيره من «مخاطر اندلاع حرب أهلية شاملة، وامتداد العنف إلى لبنان».
في هذا الوقت، تصاعدت حدة الأزمة داخل المجلس الوطني السوري المعارض، الناجمة عن إعادة انتخاب برهان غليون رئيسا له لولاية ثالثة، في ما بدا انه صراع محتدم بين جماعة الأخوان المسلمين، بشكل خاص، وكتلة «إعلان دمشق». وعلمت «السفير» ان الهيئة التنفيذية للمجلس تعقد اجتماعات في اسطنبول للبحث عن مخارج من تلك الازمة التي يرجح ان تنتهي بسيطرة الاخوان على المجلس، وخروج العلمانيين واليساريين منه.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد «أصدر المرسوم القاضي بأن يدعى مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للانعقاد للمرة الأولى الخميس 24 أيار». وينتخب المجلس في اجتماعه الأول رئيسه وأعضاء مكتبه الذين يعاد انتخابهم سنويا. وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات، التي جرت في 7 أيار الحالي، بلغت 51،26 في المئة من عدد الناخبين الإجمالي البالغ نحو 10 ملايين، بحسب السلطات. وتم انتخاب 250 نائبا من أصل 7195 مرشحا، في أول انتخابات بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في سوريا.
وأعلن معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن إرهابيين يحاولون الاستفادة من الأزمة بين الحكومة السورية والمعارضة. وقال «هناك طرف ثالث، مجموعات إرهابية، تحاول الاستفادة» مما يحصل في سوريا. واشار الى انه «اقترح على السلطات السورية أن تسمح بالتظاهرات السلمية باعتبار ذلك جزءا من إمكانية إقامة السلام والثقة، ليتم بعد ذلك البدء بالعملية السياسية».
وحول مسألة الدعم الجوي لبعثة المراقبين والمساعدات الإنسانية، قال لادسو «لا تزال هناك نقاط غير متفاهم عليها، ولدينا مواضيع حول كيفية عمل البعثة، وهذه المواضيع بحثناها ولا نزال نبحثها مع الحكومة السورية». وأعلن أن قضية وصول المراقبين إلى المعتقلين لا تزال تبحث.
وعن كيفية تعامل الأمم المتحدة مع قطر والسعودية اللتين تحدثتا صراحة عن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، قال لادسو إن «الأمم المتحدة بأعلى مستوياتها قالت بوضوح منذ البداية إن أي تسليح، أو تسليح مستقبلي، للأزمة في سوريا لن يكون مقبولا، لأن هذه الأزمة بين السوريين، ولا يوجد أي مبرر في تأجيج النار بالسلاح أو المال، وأعتقد أن السوريين هم فقط المسؤولون عن حل هذه الأزمة، وهي ليست مسؤولية أي شخص آخر وتتعلق بإرادة السوريين أنفسهم بأن ينخرطوا مع بعضهم لإيجاد حل، وليس من شأن أي طرف ثالث أن يتدخل في الحوار».
ويأتي ذلك بعد تبني مجموعة «جبهة النصرة لأهل الشام» الإسلامية المتشددة، في بيان نشر على الانترنت، تفجيرا انتحاريا وقع في دير الزور السبت الماضي، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص، و100 جريح. وأشارت إلى أنها ستواصل عملياتها «حتى تطهير ارض الشام من رجس النصيريين (العلويين) وتريح أهل السنة من ظلمهم».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وفودا من المراقبين الدوليين زارت ناحية الزربة بحلب الواقعة على طريق دمشق ـ حلب، وأحياء العرفي والجبيلة والحميدية في دير الزور، والتقت الأهالي فيها».
ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «مقتل 38، هم 22 جنديا وعنصرا امنيا، و11 منشقا، وخمسة مدنيين، في منطقة الاتارب في ريف حلب وحماه وبانياس ودوما في ريف دمشق».
بان كي مون وراسموسن
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي بعد لقاء بان كي مون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، «ان الأمين العام قال إننا وصلنا إلى مرحلة دقيقة في عملية السعي إلى تسوية سلمية للازمة (في سوريا)، وهو يبقى شديد القلق إزاء مخاطر اندلاع حرب أهلية شاملة، وهو قلق من انتشار العنف إلى لبنان».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في شيكاغو، «ندين بشدة سلوك قوات الأمن السورية وقمعها السكان، وندعو القيادة السورية إلى تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري، لكن الحلف الأطلسي ليس لديه نية للتدخل في سوريا». وتحدث راسموسن عن عملية «انتقال سياسي» ضرورية لإنهاء الأزمة في سوريا. ودعا النظام السوري إلى تطبيق خطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. وقال إن «السبيل الأمثل للتوصل إلى حل في سوريا هو من خلال خطة انان».
الأخبار
اعتبرت صحيفة الأخبار انه وسط الضجيج المثار حول اشتباكات الطريق الجديدة أول من أمس، وفيما احتفل تيار المستقبل وأنصاره بالنصر المحقق على العدو، نسي الجميع أن شابين قُتلا، وشيعهما ذووهما بهدوء أمس..
«قتل ذوي القربى»
وكتبت صحيفة الأخبار عن احداث الطريق الجديدة: ليس لدى شاكر البرجاوي جيش من المقاتلين. أبناء الطريق الجديدة يعرفون ذلك. لا يتعدى الأمر بضع عشرات من الشبّان المقربين منه، الذين يحرسون مركز حزبه، ويحملون بنادق من دون ذخيرة تكفيهم لخوض معارك. هذا ما أكّده البرجاوي أمس. رئيس «حزب التيار العربي» تحدّث بأسىً عن مرافقه، محمد شراب، الذي كان واقفاً جنبه داخل المكتب، وإذا به يقع أرضاً «بعد إصابته بطلق ناري قنّاص». بقي شراب ممداً على الأرض نحو ساعتين، ونزف الدم مستمر، إلى أن فارق الحياة، رغم إجراء البرجاوي العديد من الاتصالات لتسهيل أمر نقل المصاب إلى المستشفى، ولكن من دون جدوى. شراب هو ابن الطريق الجديدة، وله من العمر 30 عاماً، متأهل وله ولدان. ثمة «أخ» آخر للبرجاوي قتل في أحداث فجر أمس، هو محمد أبو طه، الذي «أجهز عليه بدم بارد أثناء نقله خارج المنطقة إلى المستشفى، وذلك بعدما كان قد تعرض للإصابة». هذا ما يقوله البرجاوي. أبو طه هو الآخر ابن الطريق الجديدة، وله من العمر 33 عاماً، متأهل وله طفل صغير، وزوجته الآن حامل بتوأم. الشابان شيّعا أمس في الطريق الجديدة، بهدوء، وبغياب رئيس حزبهما عن المنطقة.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد ذكرت أن سيارات تابعة لحزب الله دخلت منطقة الطريق الجديدة قبل نهاية الاشتباكات، وأخرجت البرجاوي ومن معه من المنطقة. لكن البرجاوي ينفي هذا الأمر، ويقول إنه «لا حزب الله ولا حركة أمل تدخلا في ما يحصل، بل إن بعض إخواننا من المعارضة السُّنية اتصلوا بي وطلبوا القدوم إلى المنطقة، ولكننا رفضنا أن نزيد من حدّة الاشتباكات؛ لأننا في نهاية الأمر بين أهلنا». وأضاف البرجاوي: «نحن فصيل عروبي سُني، والطرف الآخر الذي كان يطلق النار علينا، أي تيار المستقبل، هو فصيل سُني، ونحن ليس لدينا مذهبية، لكن هذه الأمور يجب أن توضح؛ إذ لم يتدخل أحد من الخارج لمصلحتنا، ونحن لم نكن نريد ذلك أصلاً». وعن كيفية خروجه من المنطقة، قال: «كان قراري البقاء في المركز حتى توقف إطلاق النار علينا، أو أن نستشهد، لكن عندما رأينا قلق الأهالي ورعب النساء والأطفال وحدّة الرصاص والقذائف، جرى اتصال بيني وبين أحد المقربين من تيار المستقبل، وهو صديق شخصي لي، وقال إنه سيتواصل مع المسلحين على الأرض لوقف النار، بغية إخراج الجرحى لدينا، وهذا ما حصل». لا يزال البرجاوي يحصي عدد الشهداء الذين قدمتهم منطقة الطريق الجديدة في مواجهة الصهاينة، فهم كانوا ــ حتى يوم أمس ــ 112 شهيداً، ولكن «الآن أصبح عددهم 114. لكن للأسف، هذه المرة سقط محمد شراب ومحمد أبو طه على أيدي ذوي القربى».
النهار
الشمال المحتقن يوزّع المخاوف داخلياً وخارجياً
حول الاحداث التي حصلت اشارت صحيفة النهار الى المخاوف التي اثارها ما حصل في اليومين الاخيرين. وقالت: مع ان مشهد التشييع الحاشد الذي أقيم في بلدة البيرة العكارية للشيخ احمد عبد الواحد اختصر بنبرة احتقاناته العالية وبالظهور المسلح الكثيف الذي تخلله الواقع المأزوم الذي يظلل لبنان كلاً، فإن ذلك لم يحجب ايضاً الاطلالات الدولية بعد العربية على الازمة الناشئة بما زاد المخاوف من الانزلاق تدريجاً نحو زعزعة الاستقرار ما لم يستدرك هذا الخطر بمبادرات سياسية عاجلة.
فعلى نحو يستعيد مشارف الازمات الكبرى في حقب سابقة، بدأت الدول الكبرى دق اجراس الانذار حيال التطورات اللبنانية الناشئة، وقت انضمت الكويت الى ثلاث دول خليجية في دعوة رعاياها الى عدم التوجه الى لبنان ومطالبة المقيمين منهم فيه بمغادرته.
وأعربت الادارة الاميركية بلسان الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر عن "قلقها" من الوضع الامني في لبنان بعد مقتل رجلي دين سنيين وتسجيل اعمال عنف بين مجموعات مؤيدة للنظام السوري وأخرى مناهضة له. فيما رحب الناطق بقرار السلطات اللبنانية التحقيق في الحادث ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس.
كذلك أبدت وزارة الخارجية الفرنسية أسفها لمقتل رجلي دين الاحد في شمال لبنان ونددت بالاشتباكات التي حصلت في بيروت. ودعا الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو "جميع الاطراف الى رفض الاستفزازات" قائلاً إن "وحده الحوار سيتيح تهدئة التوترات".
واعتبرت الخارجية الروسية ايضاً ان التوارات الداخلية المتنامية في لبنان تزيد مخاوف خطيرة في موسكو. وقالت "ان القوى التي فشلت حتى الآن في تنفيذ الخطط التي تهدف الى زعزعة الموقف في سوريا تحول انتباهها الآن الى لبنان المجاور. وحضت السياسيين اللبنانيين على ممارسة ضبط النفس واظهر مسؤولية وطنية عالية في الوقت الحساس الذي تمر به البلاد والمنطقة.
وفي نيويورك ("النهار") عبّر الامين العام للامم المتحدة عن "قلقه" من التوتر الذي شهده لبنان في الآونة الاخيرة، داعياً جميع اللبنانيين الى"بذل كل الجهود لاستعادة الهدوء".
وقال الناطق باسم الامم المتحدة في بيان ان الامين العام "قلق من التوترات في لبنان في الايام الاخيرة ويدعو كل الاطراف الى بذل كل الجهود لاستعادة الهدوء". وأسف للخسائر في الارواح وعبر عن تعازيه لذوي الذين توفوا. واضاف ان المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي "موجود على الارض لتشجيع كل المعنيين على العمل من اجل التهدئة والاستقرار الدائمين في البلاد". وشدد على "ضرورة استمرار الاستقرار في لبنان"، مشجعاً "كل الاطراف اللبنانيين على تعزيز جهودهم للتغلّب على اي تحديات قد تظهر على الارض".
في غضون ذلك، أبرزت وقائع اليوم التالي لحادث مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه محمد حسين مرعب في الكويخات تداخل التعقيدات الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد على خلفية احتقانات مذهبية يخشى معها تقلّص القدرة الرسمية تدريجاً عن ضبطها.
واعترفت مصادر وزارية مطلعة بهذا "الخطر" في ضوء ما شهدته عكار عموماً امس في يوم تشييع عبد الواحد ورفيقه اذ قالت لـ"النهار" ان الدولة بدت الغائب الاكبر قسراً عما جرى، في حين ابرز التشييع دلالات يفترض ان يبنى عليها بسرعة لاحتواء الموقف. واضافت ان ما جرى امس بدا بمثابة ردة فعل مزمنة لدى فئة كبيرة ومعروفة على مجموعة احتقانات بدءاً من محطة 7 ايار 2008 وصولا الى أحداث طرابلس وعكار الاخيرة، تثبيتا لرفض هذه الفئة أي محطة مماثلة ومحتملة من أي جهة أتت. لكنها اشارت الى ان الايام المقبلة مرشحة لاعادة احتواء هذا المشهد، خصوصا ان القيادات الوازنة وفي مقدمها "تيار المستقبل" تشدد على موقفها الرافض لاستهداف الجيش وحصر معالجة ما جرى بمحاكمة الضباط والعسكريين المسؤولين عن الحادث خارج اطار التجاذب السياسي.
بان كي - مون يرى سوريا في "مرحلة دقيقة"
حول المسألة السورية نقلت النهار مواقف دولية: حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون أمس من ان عملية السعي الى تسوية سلمية للازمة السورية وصلت الى "مرحلة دقيقة"، فيما أكد حلف شمال الاطلسي انه لا ينوي التدخل في سوريا التي تواصلت فيها اعمال العنف بقوة موقعة الاثنين 38 قتيلا، أكثرهم من الجنود والمنشقين.
وصرح الناطق باسم بان، مارتن نيسيركي، في ختام لقاء ضم الامين العام للامم المتحدة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش قمة حلف شمال الاطلسي في شيكاغو، بأن الامين العام يرى "اننا وصلنا الى مرحلة دقيقة في عملية السعي الى تسوية سلمية للازمة (في سوريا)، وهو يبقى شديد القلق من مخاطر قيام حرب اهلية شاملة في سوريا، وقلق من موجة العنف التي ضربت لبنان" خلال الايام الاخيرة.
وسبق للامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان عبر ليل الاحد - الاثنين عن قلقه من العنف في سوريا، لكنه اكد ان الحلف "لا ينوي التدخل في سوريا".
المستقبل
صحيفة المستقبل القت بالمسؤولية عن ما حصل في الطريق الجديدة على شاكر البرجاوي واشارت الى المواقف المحملة للحكومة المسؤولية..
الطريق الجديدة تستفيق من هول الاعتداء وتحمّل الحكومة المسؤولية
عاشت منطقة الجامعة العربية في الطريق الجديدة لساعات امس، مشهد حرب حقيقية، اثر الاشتباكات التي اندلعت في احد شوارعها الفرعية، حيث تحصنت عناصر تابعة للمدعو شاكر البرجاوي مدججة بالسلاح من مختلف العيارات أرعبت المواطنين والأهالي الذين ضاقوا ذرعاً بها، ما أدى الى حصول اشتباكات بينهم نتيجة استفزازاتهم وتعدياتهم المتكررة، رغم مناشدة الأهالي للحكومة لتحمّل مسؤولياتها في هذا الاطار، والإيعاز للقوى الأمنية بإنهاء الحالة الشاذة، وقد حصدت قتيلين و 18 جريحاً بينهم نساء واطفال وعسكري في الجيش اللبناني.
ومع انتهاء المشهد المأسوي الذي خلفه البرجاوي ومسلّحوه، عبّر الأهالي عن استيائهم من تقاعس الحكومة في تحمل مسؤولياتها، بعدما عانوا ما عانوه من ويلات في ساحة المعركة، ولفتوا الى ان "الدولة تتدخل بعدما يقع الفعل ويسقط الضحايا ولا تعمل لمعالجة هذا الفعل قبل وقوعه، خصوصاً انه مضى على وجود هذه "الزمرة" في منطقتنا اكثر من سنوات". وحمّلوا الحكومة مسؤولية "عدم ايلاء منطقتهم الاهتمام الامني اللازم، والسماح لعناصر مسلحة في ان تصول وتجول في الشوارع، وعند الشقق في الابنية السكنية التي يقطنها مواطنون آمنون، خلف كلية الهندسة في منطقة الجامعة العربية، مشبهين وضعها بالشوكة في الخاصرة، لها في كل عرس قرص.
ومع انقشاع غبار "المعركة" ودخانها، ظهر تضرر عدد من المباني حيث احترقت ثلاث طبقات وبعض المحال التجارية من مبنى مكتب شاكر البرجاوي، فضلا عن اضرار جسيمة في السيارات والممتلكات والدراجات النارية التي كانت مركونة امام المبنى.
وعمدت القوى الامنية الى الانتشار في شارع كلية الهندسة في الجامعة العربية حيث سيرت وحدات مؤللة وراجلة في كل مناطق الطريق الجديدة ومحيطها، فضلا عن تثبيت نقاط جديدة للجيش اللبناني في تلك المنطقة، وشوهد عناصر الجيش على آلياتهم.
وشهدت ساعات الصباح امس زحمة الأهالي الذين ارادوا تفقد ممتلكاتهم، معبرين عن سخطهم وتنديدهم لما عاشوه اول من امس.
وكانت المعلومات قد ذكرت أن عناصر مسلحة من خارج المنطقة نفذت منذ فجر امس (الاثنين)، عملية عسكرية تحت غطاء ناري كثيف لإجلاء شاكر البرجاوي وعناصره المسلحة من مكتبه خلف الجامعة العربية في بيروت، ونقله الى مكان آخر. كما تم نقل جثتين لعنصرين تابعين له قتلا خلال اطلاقهما النار على المنازل الآمنة أثناء الاشتباكات.
وكانت الحوادث التي انطلقت مساء الاحد في بيروت جاءت بعد تولي مجموعات تابعة لشخص يدعى (أ.ب) المعروف بميوله للنظام السوري، قطع الطرق بذريعة الاحتجاج على مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب.
بعدها نفذت عناصر تابعة لشاكر البرجاوي، انتشارا مسلحا وأقدمت على إطلاق النار في عدد من الأحياء ما أدى الى ردود فعل من مواطنين وجدوا أنفسهم بين فكي جماعات مسلحة، واضطر عدد من المواطنين الى إحضار سلاحهم الفردي وإطلاق النار، ما دفع بعناصر البرجاوي الى الانسحاب الى مكتبهم خلف الجامعة العربية.
واستمر إطلاق النار من داخل المكتب، ما أدى الى محاصرته من قبل الأهالي الغاضبين، ليفاجأوا في ساعات الفجر بسيارات من دون لوحات تسجيل وبزجاج داكن ومسلحين ينفذون عملية إطباق على المباني من أجل إجلاء البرجاوي ومن معه من باب خلفي مع جثتين من مقاتليه، تحت غطاء ناري كثيف جدا، وتم نقلهم الى خارج المنطقة.
المشنوق
عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق تفقد الجرحى المدنيين الذين سقطوا بنيران عناصر شاكر البرجاوي، في مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة. وعاين المشنوق الجرحى في الغرف التي توزعوا عليها يرافقه منسق عام بيروت في تيار "المستقبل" العميد محمود الجمل ومنسق الطريق الجديدة الاولى مروان زنهور والطاقم الطبي في المستشقى.
وعقد المشنوق اجتماعا مع مدير المستشفى الدكتور بلال غزيري متمنيا الاسراع في اجراء العمليات الجراحية المطلوبة للجرحى المصابين، والوقوف على اوضاعهم الصحية ومتابعتها، واستمع الى اهالي الجرحى الذين صبوا جام غضبهم على "الزمر" المسلحة التي تعرضت لأبنائهم العزّل، محملين "الحكومة مسؤولية عدم وضع حد لمثل هؤلاء وتركهم من دون حسيب ولا رقيب".
وتحدث المشنوق فلفت الى أن "الايام التي تستطيع بها زمر 7 ايار الاعتداء على الناس قد انتهت، وسنلاحقهم بالقانون حتى آخر يوم وحتى آخر الدنيا".
اضاف: "لا احد يفكر للحظة انه يستطيع ان يعتدي على اناس مدنيين شرفاء وأوادم، وهو يحاول ان يحتمي بأجهزة المخابرات والاجهزة الامنية. وان شاء الله سيدفع كل من اعتدى على هؤلاء الشباب الشرفاء الثمن وسيمثل امام العدالة بأقرب وقت ممكن. ولن نسمح بتجاوز هذه المسألة مهما كلف الامر".
وختم بالقول: "هذه المسألة ستتابع بدقة، ودقيقة بدقيقة، وبواسطة القانون والقضاء، وسنحمّل كل الاجهزة مسؤولياتها العلنية، ولننتظر ونرى ان كانت هذه المرة مثل كل المرات ام ستكون مختلفة".
حوري
من جهته جال النائب عمار حوري في منطقة الطريق الجديدة واطلع على اوضاع الاهالي، وعاين منطقة الاشتباكات، وقال: "ان ما حصل في الطريق الجديدة هو اعتداء من مجموعة تابعة للنظام السوري على اهالي المنطقة الذين كانوا يعبّرون بشكل سلمي عن احتجاجهم على استشهاد الشيخين في عكار".
البناء
الحملة على الجيش تُخفِق في تحقيق أهدافها
ما جرى في الساعات القليلة الماضية من تحريك طائفي ومذهبي للشارع في أكثر من منطقة لبنانية، وظهور للمجموعات المسلحة في عكار، واستباحة الطريق الجديدة من قبل مسلحي «تيار المستقبل»، وصولاً إلى إطلاق المواقف التهديدية والوعيد من قبل نواب هذا التيار في عكار وبيروت، كلها تطرح تساؤلات وعلامات استفهام حول ما يسعى إليه القيمون على هذا «التيار» من سعد الحريري إلى فؤاد السنيورة وغيرهما من نواب ومسؤولين، وخصوصاً ما ورد في بيان نواب بيروت من تحميلهم الحكومة مسؤولية الأحداث الأخيرة ودعوتهم الرئيس نجيب ميقاتي إلى الاستقالة.
واستدعى هذا الموقف رداً قاسياً وحازماً من الرئيس ميقاتي اعتبر فيه أن مطلب نواب بيروت هذا «يعكس رغبة دفينة في استرداد حق مكتسب لا يحق لأحد أن ينتزعه منهم، وإلا قوبل بالشتائم والتجريح والافتراءات والأضاليل التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام».
حقائق ومعطيات
وبدا واضحاً من خلال جملة المواقف التحريضية الفتنوية أن هناك من يسعى لدفع البلاد نحو الفوضى والحرب الداخلية خدمة لـ»أجندات» خارجية وهو الأمر الذي أكدت عليه وزارة الخارجية الروسية وتأكد من خلال الأمور الآتية:
ـ الأمر الأول: ما صدر من مواقف ظالمة ومحرضة ضد الجيش ودوره الوطني وصلت بعد المطالبة بإخراجه من عكار إلى المطالبة بإقالة قائده العماد جان قهوجي.
ـ الأمر الثاني: محاولة «المستقبل»، عبر الضغوط التي مارسها فؤاد السنيورة على اجتماع دار الفتوى، لإخراجه عن هدفه لوأد الفتنة والسعي لاستخدام لغة التصعيد والتحريض الطائفي داخلياً وزج الاجتماع في الوضع داخل سورية.
ـ الأمر الثالث: لجوء تيار «المستقبل» إلى استنفار ميليشياته المسلحة لاقتحام بعض مناطق الطريق الجديدة على خلفية السعي لإنهاء كل صوت مخالف له هناك، عبر استهداف حزب التيار العربي، ما أدى إلى سقوط قتيلين و12 جريحاً من التيار العربي والتسبب بأضرار جسيمة. وقد سخرت مصادر متابعة من محاولة نواب «المستقبل» في بيروت تزوير حقيقة ما حصل في الطريق الجديدة والادعاء أن ما جرى هو بين حزب التيار العربي وأبناء الطريق الجديدة في مسعى مكشوف لرفع المسؤولية عن تيار «المستقبل» إزاء الدمار والأضرار والضحايا التي سقطت في اشتباكات ليل أول من أمس.
وما لفت في هذا السياق ويدعو الى العديد من التساؤلات هو عدم تدخل أي جهاز أمني على خط هذه الاشتباكات التي استمرت على مدى سبع ساعات وبشكل متواصل.
ـ الأمر الرابع: ما ظهر من مجموعات مسلحة في أكثر من مكان في عكار، خاصة عمليات إطلاق النار الكثيفة التي حصلت خلال تشييع الشيخ أحمد عبد الواحد، ما يؤكد أن لدى «المستقبل» وحلفائه ميليشيات مسلحة في كل مناطق وجودهم، اضافة الى العديد من المواقف لبعض نواب «المستقبل» الذين هاجموا الجيش اللبناني، لا بل راح بعضهم الى أبعد من طلب اخراجه من منطقة الشمال، بدعوته الى اقالة قائد الجيش العماد جان قهوجي.
إلاّ أن اللافت في هذا السياق هو ان هذه الدعوات والمطالبات ماتت في مهدها، بدليل ان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار رفض هذا الطرح، كما ان اللبنانيين يؤيدون المؤسسة العسكرية ويعتبرونها صمام الأمان الأول للدولة.
وقد أجرت «البناء» استفتاءً شعبياً في مناطق عدة اسفر عن أن الغالبية الساحقة من المواطنين لا تؤيد الجيش فقط، بل تطالبه بالحسم في ما يخص المخالفات والتعديات وقطع الطرقات ومصادرة السلاح غير المرخص واعتقال حامليه.