تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الأحداث اللبنانية لا سيما عملية خطف المجموعات المسلحة في سورية لمجموعة من الزوار اللبنانيين في حلب...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الأحداث اللبنانية لا سيما عملية خطف المجموعات المسلحة في سورية لمجموعة من الزوار اللبنانيين في حلب...
السفير
مجموعة سورية مسلحة تخطف 11 لبنانياً قرب الحدود التركية .. وإجماع وطني على الإدانة
الملك عبد الله قلق لاستهداف السنّة ويشجّع الحوار .. وسليمان إلى السعودية؟
المـولـوي يعـود بسـيـارة الصـفـدي إلـى «المـيـدان» بطـلاً محـرراً .. وميقـاتـي يسـتقـبـلـه
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "ما كادت رياح «الفوضى المتنقلة» تهدأ قليلاً بالتزامن مع الإفراج عن الموقوف شادي المولوي، حتى هبت من حلب هذه المرة، مع خطف 11 لبنانياً على أيدي مجموعة مسلحة تردد أنها تنتمي الى الجيش السوري الحر، ما أثار ردود فعل غاضبة في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع، حيث لجأ مواطنون غاضبون الى قطع الطرق والتهديد بخطف سوريين مقيمين في لبنان، الأمر الذي استدعى تدخلاً مباشراً من الرئيس نبيه بري والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لإقناع المحتجين بمغادرة الشارع، وترك الاتصالات السياسية تأخذ مداها، فيما كان لافتاً للانتباه ان الرئيس سعد الحريري أدان عملية الخطف واتصل ببري متضامناً في أول تواصل بين الرجلين منذ فترة طويلة.
وعلى وقع الأحداث المتنقلة، جاءت برقية الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لتعبر من جهة عن خطورة المرحلة التي يمر فيها لبنان، ولتعيد التذكير من جهة أخرى بمدى تأثير الخارج على تركيبته الهشة، وباستعداده للتدخل المباشر متى اقتضت الحاجة، من أجل إعادة تثبيت قواعد اللعبة، أو ترسيم الخطوط الحمر.
وكان واضحاً أن برقية الملك اعتمدت لغة مركبة، اتخذت في جانب منها طابعاً حازماً وحاداً عبر إبداء «القلق من استهداف إحدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني»، في موقف لافت للانتباه ويكاد يكون غير مسبوق في قاموس الأدبيات السعودية حيال لبنان، لما تضمنه من إيحاء واضح بان إحدى الطوائف اللبنانية (الطائفة السنية) تحظى بحماية المملكة، في مواجهة التهديد الذي تتعرض له (من دون تحديد واضح لطبيعة هذا التهديد).
ولكن البرقية الملكية التي حذرت من خطر الفتنة الطائفية والحرب الأهلية، عادت واستدركت نبرتها المرتفعة، وفتحت ثغرة في الأفق المسدود عبر مخاطبة الملك عبدالله للرئيس سليمان بالقول: اننا نتطلع إلى حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني، وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، خصوصاً الأزمة السورية المجاورة لها.
ويمكن القول إن الملك السعودي بدا في هذا الجزء من رسالته متناغماً مع الرؤساء الثلاثة، سواء في دعمه لاستئناف الحوار ام في تأييده لسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها حكومة نجيب ميقاتي، بحيث ظهر الطرح السعودي في هذا المجال متعارضاً مع موقف حلفاء الرياض، ولاسيما
الرئيس سعد الحريري الذي يرفض معاودة الحوار ويهاجم خيار النأي بالنفس، الى حد مطالبة ميقاتي بالاستقالة.
وعلمت «السفير» ان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أبلغ سليمان خلال لقائه به أمس تشجيع القيادة السعودية على معاودة الحوار بين الأطراف اللبنانية. وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية تداول مع عسيري في زيارة قريبة له الى الرياض، يليها على الارجح انطلاق الحوار.
بري يرحّب
وقال الرئيس نبيه بري تعليقاً على برقية الملك عبدالله إنها تنطوي على دعوة صريحة الى الحوار وتعكس تأييداً واضحاً لسياسة لبنان في النأي بالنفس عن الازمة السورية، لافتاً الانتباه الى انه لو استجاب المعنيون لدعوته الى معاودة الحوار، والتي أطلقها قبل أحداث بيروت وعكار، لكان بالإمكان تفادي المخاطر التي تحدق بلبنان.
واعتبر بري ان الاتصال، الذي أجراه الرئيس سعد الحريري به أمس، بعد خطف اللبنانيين في سوريا، يشكل مبادرة إيجابية، مضيفاً: رب ضارة نافعة.
ميقاتي: سياستنا صائبة
وقال الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» إن برقية الملك عبدالله تؤكد مرة أخرى صوابية السياسة التي تعتمدها الحكومة في النأي بالنفس عن تداعيات الازمة السورية، داعياً البعض الى أن يقرأ جيداً كلام الملك السعودي، وان يكف عن التهور.
وأكد ميقاتي أن «اتحادنا يحول دون استهداف أحد في لبنان»، معتبراً انه إذا ضعفت أي طائفة فإن لبنان كله يضعف. ودعا اللبنانيين الى أن يتواصوا بالصبر، مشيراً الى ان «البلد يمر في وقت صعب وهناك أمور خارجة عن إرادتنا، ولكن إذا خرجنا من الحسابات الانتخابية المبكرة، وتعاملنا بمسؤولية، فأنا واثق من أننا نستطيع تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة».
المخطوفون اللبنانيون
الى ذلك، انشغل اللبنانيون أمس على مختلف المستويات بحادثة خطف 11 لبنانياً في منطقة حلب السورية، على ايدي مجموعة مسلحة قيل انها تنتمي الى «الجيش السوري الحر»، بعدما اجتازوا الحدود التركية - السورية، في طريق عودتهم من أداء مناسك زيارة العتبات المقدسة في إيران، بينما عمدت السلطات السورية إلى تأمين انتقال 51 امرأة وخمسة رجال ممن شاركوا في هذه الزيارة، من حلب إلى بيروت، بطائرة وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي قرابة الواحدة الا ربعا بعد منتصف الليل، حيث كان في استقبالها وفدان نيابيان من «حزب الله» و«حركة امل» الى جانب الاهالي وحشد اعلامي.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت الاتصالات ما تزال ناشطة بين رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة وقيادتي «حزب الله» و«أمل» من جهة، وبين السلطات السورية والدول الفاعلة إقليمياً، ولاسيما تركيا، من جهة أخرى، للإفراج عن المخطوفين.
وقد أجرى سليمان اتصالات مكثفة لتأمين الافراج عن المخطوفين شملت القيادتين السورية والتركية وبري وميقاتي، وتلقى اتصالا من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد شكره فيه باسم السيد حسن نصر الله، لاهتمامه الفوري بالقضية. كما اجرى بري اتصالات شملت القيادة التركية، وتلقى اتصالاً من الرئيس سعد الحريري الذي استنكر عملية الخطف واعتبر انها تطال جميع اللبنانيين.
ومن ناحيته، اتصل ميقاتي بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي كان متواجداً في شيكاغو للمشاركة في أحد المؤتمرات، وقد أبلغه أوغلو ان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيتصل به، فيما قال ميقاتي لـ«السفير»: لقد عرفنا اين هم المخطوفون، ونحن نبذل أقصى جهودنا للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن.
كما اتصل وزير الخارجية عدنان منصور بوزراء خارجية سوريا وتركيا والكويت.
تخلية المولوي
في هذه الأثناء، أخلى القضاء أمس سبيل الموقوف شادي المولوي بكفالة مالية، مع منعه من السفر، وهو إجراء بدا انه تم استجابة لضغوط هائلة، على حساب هيبة الدولة، من جيش وأمن عام، استناداً الى قاعدة ان ضرورات حماية الاستقرار المهدّد تبيح المحظورات، فيما كان لافتاً للانتباه ان الرئيس ميقاتي استقبل المولوي، بينما تولت احدى سيارات الوزير محمد الصفدي نقله الى طرابلس، حيث أُعد له استقبال الابطال.
وتعليقا على تخلية سبيل المولوي، قالت مصادر امنية معنية لـ«السفير» إن الاجهزة الامنية قامت بواجبها كضابطة عدلية، واوقفت من اوقفت واحالت الملف الى القضاء، الذي له وحده صلاحية البت بالملف سلبا او ايجابا، وهذا امر لا ينتقص من وضع الاجهزة الامنية في شيء، بل يكمل عملها، وليتحمل كل طرف مسؤوليته القانونية.
واضافت: ان محاولات ضرب الامن وهيبة الدولة هي قرار بيد السياسيين، وعليهم التصرف بمسؤولية وطنية ومعالجة كل الامور عبر الحوار لاعادة الفعالية الى مؤسسات الدولة كلها.
على صعيد آخر، استغربت اوساط قضائية رفيعة المستوى الدعوة الى احالة ملف حادثة الكويخات الى المجلس العدلي، ورأت انها سابقة لم تحصل ان تحيل الدولة ضباط جيشها الى المجلس العدلي كمجرمين، بينما القانون العسكري يحاسبهم اذا اخطأوا.
النهار
السعودية تحذّر من الحرب وتعطي دفعاً للحوار
14 آذار تطلق روزنامة لإسقاط الحكومة
خطف 11 لبنانياً في حلب ووزير الخارجية يتوقع اطلاقهم اليوم
وتناولت صحيفة النهار الشأن اللبناني وكتبت تقول "بعيداً من الواقع الامني المأزوم، والذي اكمل مشهده الميداني أمس، اقدام مجموعات من الضاحية الجنوبية على اقفال طرق وحرق اطارات، رداً على خطف 11 لبنانيا في مدينة حلب السورية، بدا الوضع السياسي اكثر حرجاً في ظل انكفاء اضافي لاجهزة الدولة، وتسخير المسؤولين امكاناتهم لتعزيز واقع شارعي.
لكن القلق الابرز اثاره تحذير العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، من "حدوث فتنة طائفية" داعيا الى عدم خدمة مصالح اطراف خارجيين "لا يريدون الخير للبنان". وإذ ناشد كل الاطراف "تغليب مصلحة الوطن اللبناني" مبديا قلقه من "استهداف احدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني"، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى "التدخل، نظرا الى خطورة الازمة وإمكان تشعبها لاحداث فتنة طائفية في لبنان، واعادته لا قدر الله الى شبح الحرب الاهلية، وضمن الاطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارخية، وخصوصا الازمة السورية المجاورة لها".
ورأت مصادر في قوى 14 آذار في قراءتها رسالة الملك عبدالله الى الرئيس سليمان، ما يتجاوز حدود الدعوة الى الحوار، انها بمثابة تبليغ عربي ان استمرار الوضع على ما هو في ظل الحكومة الحالية غير ممكن. اما الدعوة الى الحوار في رعاية رئيس الجمهورية فتختلف في الظروف لأنها تؤكد دور رأس الدولة في حوار وطني حقيقي لا يقف عند حدود طرابلس كما اراده البعض، كأنما المشكلة محصورة في منطقة محددة ولدى فئة معينة.
اما الرئيس نبيه بري، فرأى في رسالة العاهل السعودي "دعوة صريحة ومباشرة الى معاودة الحوار بين الافرقاء اللبنانيين، وخصوصا في هذه الظروف والاوضاع التي تمر بها البلاد. وهي تأييد واضح لسياسة النأي بالنفس عما يحصل في سوريا".
وعن مهمة رئيس الجمهورية حاليا قال: "اذا دعيت سألبي وهذا هو رأيي وطموحي الى حوار مفتوح بين الافرقاء حفاظاً على لبنان وتجنبا للعواصف التي تهدده".
المخطوفون
واذا كانت جبهة الشمال هدأت نسبيا أمس بتخلية المولوي بكفالة مالية ومنعه من السفر، ونقله في سيارة للوزير محمد الصفدي، فان الانفلات في الشارع انتقل الى الضاحية الجنوبية أمس، ولم تنفع في قمعه رسالة مسجلة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله دعا فيها الى تهدئة الخواطر، واعدا بالعمل مع الرئيس بري وأجهزة الدولة لضمان اطلاق المخطوفين الشيعة الـ11، فعمدت مجموعات الى اقفال الطرق في بئر العبد والشياح والطيونة ومار مخايل وسليم سلام. لكن الاتصالات حدت من تطورها وامتدادها.
وفي الحدث الامني تناقضت الروايتان بين الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية، ومصادر "الجيش السوري الحر". فقد أعلن محافظ حلب "أن مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري من بين 52 شخصا كانوا في حافلتين عائدتين من ايران عبر تركيا في بلدة السلامة في ريف حلب". وأضاف "أن عناصر المجموعة الارهابية اطلقت النساء في الحافلتين وهن الآن في حلب وتعمل الجهات المعنية لنقلهن الى لبنان".
أما "الجيش السوري الحر" فنفى كل علاقة له بعملية الخطف واتهم الجيش النظامي بها.
وقالت جماعة معارضة ان القوات السورية شنت هجمات بالدبابات وعربات مدرعة أخرى في منطقة بمحافظة حلب الشمالية قرب مكان خطف فيه شيعة لبنانيون في وقت سابق.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس "المرصد السوري لحقوق الانسان" ومقره لندن ان أناسا في بلدة أعزاز في حلب أبلغوه ان القوات السورية تمشط بعض الاحياء.
وفيما عادت النساء الساعة 12،30 ليلا على متن طائرة الى مطار بيروت، واستقبلهن وفدان من نواب "حزب الله" وحركة "أمل"، نشطت حركة الاتصالات السياسية في الداخل والخارج، وخصوصا مع تركيا. واذ تحدث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن معطيات توحي بقرب الافراج عن الرجال المخطوفين، قال وزير الخارجية عدنان منصور ان الاتصالات مع جهة عربية اثمرت ايجابا، وانه ابلغ بقرب الافراج عن الرجال في ساعات الصباح اليوم، واضاف ان احدى فصائل المعارضة السورية المسلحة نفذت عملية الخطف.
وقد أعادت الحادثة وصل الخط بين الرئيس بري والرئيس سعد الحريري الذي أعرب عن استنكاره الشديد لعملية الخطف أيا تكن الجهة التي تقف وراءها وعبر عن تضامنه الكامل مع عائلات وذوي المخطوفين، مؤكدا وجوب بذل كل الجهود الممكنة والعمل يدا واحدة من أجل الافراج عنهم وعودتهم سالمين الى عائلاتهم ووطنهم. وقد تمنى عليه بري بذل جهوده في هذا المجال.
وأوضح بري لـ"النهار" انه "لا يستغرب اتصال الرئيس الحريري وهو مبادرة ايجابية".
وسئل هل يؤدي الاتصال الى كسر الجليد بينكما، فأجاب: "عند وقوع الازمات والملمات التي تهدد اللبنانيين على القادة وجميع المسؤولين في أي موقع كانوا ان يلتقوا والمسألة ليس كسر جليد وليس المطلوب هو قطع قنوات الحوار في ما بيننا".
وتلقى بري بترحاب استنكار الرئيس فؤاد السنيورة. ثم تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقبل أن ينتهي من الاستماع الى رسالة السيد نصر الله، كان الرئيس الحريري على الخط فقال له بري: "والله بعد استماعي الى استنكارك أنت والسنيورة كنت سأتصل بك. شكرا على اتصالك وعلى كل الجهود التي يمكنك القيام بها للمساعدة في اطلاق المخطوفين".
وكان رئيس مجلس النواب اعطى تعليماته لقيادة حركة "أمل" بالعمل على منع المواطنين في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى من قطع الطرق وحرق الاطارات او التعرض للمواطنين السوريين. وكان على تنسيق مع قيادة "حزب الله". وقبل أن يوجه السيد نصر الله رسالته بعشر دقائق كان بري أبلغه عبر قيادي في الحزب "أن في امكانه أن يتحدث باسمه لاننا نعمل معا على معالجة هذه القضية". وفي هذه الاثناء كان بري على اتصال مع وزير الخارجية عدنان منصور الذي طلب منه اجراء اتصال بنظيره التركي أحمد داود أوغلو للتدخل والعمل على تحرير المخطوفين. ودعاه الى اجراء اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية بينهم وزير خارجية الكويت.
وقد أجرى الرئيسان سليمان وميقاتي اتصالات لمتابعة الملف.
وليل أمس أصدرت "هيئة العلماء المسلمين في لبنان" بيانا استنكرت فيه خطف المدنيين اللبنانيين في سوريا، وأهابت بالجميع التعقل وعدم الانجرار وراء الفتن.
الأخبار
«الثورة» تختطف 11 لبنانياً في سوريا
صحيفة الأخبار تناولت اختطاف 11 لبنانيا من قبل جماعات مسلحة في سورية وكتبت تقول "اشتعلت طرقات الضاحية بالغضب أمس، ومعها بعض مناطق الأطراف، إثر خطف 11 لبنانياً في سوريا على يد «الجيش السوري الحر». هذا ما نقله بعض النسوة المفرج عنهن. «إنهم أمانة في أعناقنا». هكذا طمأن السيد حسن نصر الله الأهالي، كاشفاً عن اتصالات وساطة مع «دول اقليمية مؤثرة ». ليلاً عادت النسوة إلى بيروت، وكان المطار محجة للأهالي والمتضامنين، لكن مصير الرجال بقي مجهولاً.
«لم نكن قد ابتعدنا عن الحدود مع تركيا أكثر من كيلومترين، حتى اعترض طريقنا مسلحون داخل الأراضي السورية، فصعدوا معنا على متن الباص الذي كنت فيه، وكذلك فعلوا مع الباص الثاني التابع لنا أيضاً، ليأخذونا بعدها إلى مزرعة بعيدة عن الطريق. هناك أنزلوا الرجال، وهم 11 رجلاً، فيما سمحوا لنا نحن النساء بالمغادرة». هذا ما روته الحاجة حياة لـ«الأخبار»، مساء أمس، في اتصال هاتفي أثناء وجودها في أحد فنادق حلب، ومعها نحو 40 سيدة، قبل وصولهن إلى بيروت.
وتضيف حياة في روايتها: «ظهر المسلحون فجأة أمامنا، بكامل جهوزيتهم، ففهمنا أن كميناً أعد لنا. وجهوا أسلحتهم إلى سائق الباص، وأخبرونا أنهم من الجيش السوري الحر، وأنهم يريدون خطف الرجال بهدف مبادلتهم برجال لهم معتقلون لدى السلطات السورية». اللافت، بحسب رواية الشاهدة، أن الخاطفين أرشدوا النسوة، ومعهن أحد السائقين، إلى مكان مركز الشرطة في حلب، وطلبوا منهن إبلاغ رجال الأمن بما حصل، وأنه «على الشرطة أن تتصل بنا وهم يعرفون من نحن». وتضيف حياة: «لم نتعرض لأي عنف جسدي من قبل الخاطفين، ولكننا لا نعلم ماذا حصل لرجالنا بعد مغادرتنا، كما لم يتعرضوا لنا بأي إهانات شخصية، لكنهم كانوا يوجهون السباب إلى حزب الله ورموزه ».
أثناء رواية حياة لما حصل، كانت الغضب يلف شوارع الضاحية الجنوبية في بيروت، إذ لم يكد يشيع الخبر، عصر أمس، حتى قطع شبّان غاضبون الطرقات، مستخدمين الحاويات والإطارات المشتعلة. عند تقاطع مار مخايل كان التجمع الأكبر للغاضبين. حماسة بعض الشبّان دفعتهم للبحث عن سيارات تحمل لوحات سورية، بغية «فش خلقهم» وربما خطف من فيها. كاد البعض يفعلها هناك، لولا تدخل مسؤول من حزب الله ولجم حماستهم، موضحاً لهم أنه «لا تزر وازرة وزر أخرى». عبثاً كان الرجل يحاول تهدئة الشبّان، الذين كانوا يراكمون الإطارات فوق بعضها، في ظل تزايد أعداد المتجمعين في الساحة. لمحهم المسؤول يتوجهون ناحية منطقة الصياد، لتوسيع رقعة احتجاجهم، فباشر الاتصالات بـ«فوق» لإخبارهم أن الأمور «قد تفلت من يدنا». لم يكن الجيش حاضراً هذه المرة في مار مخايل. عند تقاطع جسر المطار لم يكن الوضع أفضل، وكذلك عند مفرق برج البراجنة أمام جامع الرسول الأعظم، وأحياء أخرى في الضاحية. سماء الضاحية صار لونها أسود. راحت رقعة الغضب تتسع لتصل إلى قلب العاصمة، وبعيداً ناحية البقاع، ما دفع بالنائب علي عمار للإطلالة عبر الشاشة، قائلاً لأهالي المخطوفين، وللمنتشرين في الطرقات، ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيطل خلال دقائق ليخاطبهم.
«أولادكم وإخوانكم أمانة في أعناقنا، والمسؤولية الآن على الدولة وكل المعنيين. وسنعمل بالليل والنهار ليكون الاحبة بيننا». هكذا خاطب نصر الله أهالي المخطوفين، الذين احتشدوا في مجمع الكاظم في الضاحية، حيث مقر منظم حملة «بدر الكبرى» لزيارة العتبات المقدسة. أضاف نصر الله: «نفهم الانفعال ولكن نخاف أن يدخل أحد على الخط، كما أن من الممنوع الكلام عن خطف سوريين في لبنان، لأنهم إخواننا وأهلنا»، كاشفاً عن إجراء اتصالات بـ«دول اقليمية مؤثرة بهذا النوع من الملفات، ونحن لن نعدم أي وسيلة». بعض الأهالي قالوا إن السيد يقصد بكلامه تركيا. كان نصر الله مستشعراً خطورة ما يحصل في الشارع، بعدما وصلته طبيعة ردّة فعل الغاضبين، وما ينوي البعض القيام به كردة فعل، فتوجه إلى الشبّان في الطرقات، قائلاً لهم: «الناس من حقهم الاعتصام في ساحة أو باحة أو مسجد، ولكن باسم قيادة حركة أمل وحزب الله، أقول لكم إنه لا يجوز أن يقطع أحد الطرقات، لأن هذا لا يفيد بشيء، بل يضرنا».
أحد المعنيين في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أوضح لـ«الأخبار» أنه قبل نحو شهر عمم المجلس على منظمي حملات الزيارة الامتناع عن تنظيم الحملات التي تمر عبر الأراضي السورية. ولفت المسؤول إلى أن البعض لم يتلزم بهذه التعليمات، ظناً منهم «أن الاختلافات مهما اشتدت في سوريا، فإنها لن تطالهم، إذ لا علاقة لهم بما يحصل هناك». يذكر أن التنبيه المذكور صدر بعد الحادث الذي وقع عند حدود القاع ــ الجوسية، خلال الشهر الفائت، والذي أدّى إلى مقتل لبناني وجرح خمسة أشخاص كانوا في طريقهم لزيارة العتبات المقدسة، وذلك جراء سقوط قذائف من جانب «الجيش السوري الحر» على المنطقة الحدودية.
حتى مساء أمس لم يكن أحد قد عرف شيئاً عن مصير الرجال المخطوفين. وقرابة الساعة العاشرة مساء، أعلن أن الجيش السوري سينقل النسوة اللواتي أفرج الخاطفون عنهن جواً، من حلب إلى بيروت قرابة منتصف الليل. وما أن أعلن الخبر حتى صار المطار محجة لأهالي المخطوفين، ولجمع كبير من المتضامنين الذين أتوا من الضاحية والبقاع والجنوب. ضاقت باحة انتظار الواصلين بالوفود الإعلامية المحلية والأجنبية. مر منتصف الليل، وإذ بالنواب محمد رعد وعلي عمار ونوار الساحلي وغازي زعير وحسن فضل الله يطلون من الداخل. خلفهم نسوة، أغلبهن من كبار السن، فاضت أعينهن بالدمع على وقع الزغاريد والصلوات. استجمعت احداهن قواها، صارخة: «حذاء السيد حسن أعلى من رؤوسهم». لم تشأ الإفصاح أكثر. قالت ان لا شيء آلمها كما آلمها أن يساء للسيد من قبل الخاطفين. دموع وعناق وزغاريد. حالة ربما لم تشهدها هذه القاعة في المطار قبلاً. إحدى السيدات العائدات قالت إن الخاطفين لم يكونوا ملثمين، وإنها حفظت ملامح البعض منهم، ويمكنها أن تفيد بها المعنيين. سُمع همساً من بعض المحتشدين أن المسؤول عن عملية الخطف هو ضابط سوري منشق برتبة نقيب، اسمه عمّار الدايخي. نقلت المعلومة إلى النائب الساحلي فدوّنها على محفظته. سيدة أخرى قالت إنها، ومعها سائر العائدات، تحدّين الخاطفين ورفضن العودة من دون الرجال، لكنهم «هددونا بالسلاح ولهذا عدنا حفاظاً على أرواح رجالنا، والآن كلنا ثقة بالسيد أن يعيدهم إلينا، وهو الذي ما وعد إلا وصدق».
وفي سياق المواقف التي أطلقت محلياً، اتصل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري برئيس مجلس النواب نبيه بري، مستنكراً عملية الخطف «كائنة من كانت الجهة التي تقف وراءها، وعلى الخاطفين أن يعلموا أن الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية». بدوره طالب النائب نهاد المشنوق بـ«الإفراج فوراً عن المدنيين اللبنانيين الذين تم احتجازهم في محيط مدينة حلب السورية»، مؤكداً أن هذا العمل مدان، وأنه «يمس بحرية الناس ومعتقداتهم، فلا يجوز التعرض لأمن المدنيين مهما كانت الاسباب ولأية طائفة انتموا». من جهته لفت وزير الخارجية عدنان منصور، في حديث إعلامي، إلى أن متابعة قضية المختطفين في حلب تجرى مع عدد من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي والامين العام للجامعة العربية، مشيراً إلى أن الاتصالات «أسفرت عن التأكد من مكان وجود المختطفين، وهم في أحد الأماكن التابعة للمعارضة السورية، ومن الممكن أن يتم اطلاقهم غداً (اليوم)». وكشف منصور أن «إحدى الجهات العربية رفيعة المستوى أبلغتني أن الخاطفين ينتمون إلى أحد فصائل المعارضة السورية». كلام منصور تقاطع مع كلام النائب رعد، الذي أدلى به في المطار، إذ قال: «لدينا ما يكفي من المؤشرات لنأمل إنهاءً سريعاً لهذه القضية التي زرعت القلق في لبنان الذي لا يحتاج الى مزيد ما يقلق اللبنانيين».
اللواء
الملك عبد الله يناشد سليمان التدخل لإنهاء الأزمة عبر طاولة الحوار
الحريري يتصل ببري مستنكراً خطف الحجاج .. والاتصالات تنجح «بإنضاج قرار» بإعادتهم من حلب سالمين
من جهتها تناولت صحيفة النهار الأحداث اللبنانية وكتبت تقول "على طريقة 6 و6 مكرر، وما ان انطفأت الحرائق في الشمال، مع اطلاق الشاب الطرابلسي شادي المولوي، حتى اندلعت الحرائق في مستديرة شاتيلا الى طريق المطار، ومنطقة مار مخايل، ومناطق اخرى من الضاحية الجنوبية، احتجاجاً على اعتراض حافلتين كانتا في طريق العودة من ايران الى لبنان في محافظة حلب السورية، قبل ان يظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله داعياً المحتجين الى مغادرة الشوارع والتوقف عن قطع الطرقات وعدم الحاق الاذى بأي سوري موجود في لبنان.
وفي غمرة الجهود لاطفاء الحرائق، في ما يشبه السباق بين التوتر والاستقرار، في ارجاء متعددة من لبنان، بدا بشكل قاطع ان المخاوف من ان تلقي الازمة السورية بظلالها على لبنان باتت حقيقة، وان «فيروس» اعمال العنف الذي تشهده سوريا كان يعتبر دائماً خطراً داهماً، في ظل تشابه الاختلافات الطائفية والعرقية في البلدين، على حد ما لاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية.
رسالة الملك عبد الله
وازاء هذا الوضع الخطر، فتحت خطوط الاتصالات مجدداً بين القيادات اللبنانية، واحدثت الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرئيس ميشال سليمان انعكاساً طيباً لدى مختلف الاوساط اللبنانية، حيث جدد الملك وقوف المملكة الى جانب لبنان ودعمه بدءاً من اتفاق الطائف وصولاً الى اتفاق الدوحة، علاوة على بذل المملكة ودول مجلس التعاون الجهود في سبيل دعم لبنان اقتصادياً لتحقيق انمائه وازدهاره.
وجاء في الرسالة انه «نظراً لخطورة الازمة وامكانية تشعبها لاحداث فتنة طائفية في لبنان، واعادته لا قدر الله الى شبح الحرب الاهلية، فإننا نتطلع الى حكمة فخامتكم، في محاولة التدخل لانهاء الازمة، وفي الاطار العام لرعايتكم الحوار الوطني اللبناني، ولابعاد الساحة اللبنانية عن الصراعات وخصوصاً الازمة السورية». وكشف النقاب عن هذه الرسالة التي وصلت من الملك الرئيس سليمان بعد زيارة قام بها سفير المملكة الى بعبدا.
وشدّد الرئيس سليمان، خلال استقباله السفير عسيري على حرص لبنان على امن الأشقاء العرب الوافدين وكرامتهم، من خلال التوجيهات المعطاة بشكل دائم إلى المعنيين بحسن وفادتهم، مؤكداً أن لا قلق أو خشية تحول دون مجيئهم، كما العادة، إلى لبنان.
وذكرت معلومات أن الرئيس سليمان أمضى طيلة فترة ما بعد ظهر أمس، في اجراء سلسلة طويلة من الاتصالات الهاتفية مع معظم القيادات السياسية اللبنانية وسفراء دول عربية وغير عربية، في إطار التحوط من تداعيات أزمة احتجاز الرهائن اللبنانيين في منطقة حلب السورية، وكذلك مع رؤساء دول عربية وغير عربية، شارحاً لهم التطورات الراهنة في لبنان، والمخاطر التي باتت تحدق بالوضع اللبناني، الذي بات في عين العاصفة، إضافة إلى المساعي التي يقوم بها للتهدئة من خلال الحوار والذي لا سبيل للخلاص الا من خلاله.
ولم تستبعد المصادر في إطار هذه الاتصالات، أن يقوم الرئيس سليمان بجولة خليجية - عربية سريعة، تشمل المملكة العربية السعودية، ودول قطر والكويت والامارات التي نصحت رعاياها بعدم المجيء إلى لبنان.
رهائن حلب
وساهم حادث اختطاف اللبنانيين الـ13 في حلب من قبل معارضين سوريين، على حدّ تعبير وزير الخارجية عدنان منصور الذي تولى من جانبه اجراء اتصالات شملت وزير الخارجية السورية وليد المعلم ووزير الخارجية الكويتية صباح أحمد الصباح ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، كاشفاً عن وسطاء يعملون بشكل جدي لاطلاق سراحهم في اقرب فرصة ممكنة، وساهم الحادث في فتح قنوات الاتصال المقطوعة بين القيادات، فتلقى الرئيس نبيه برّي اتصالات من الرئيس سليمان ومن الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، كما اتصل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بالرئيس سليمان شاكراً باسم الأمين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله اهتمامه الفوري بقضية الزوار اللبنانيين المختطفين في حلب والاتصالات التي إجراها لتأمين إطلاقهم.
وكان نصر الله، قد أطل مساء أمس، عبر تلفزيون «المنار» داعياً الأهالي إلى عدم قطع الطرقات، خشية أن يدخل أحد على الخط ويفتعل مشكلاً مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، محرّماً خطف رعايا سوريين في لبنان في مقابل اختطاف الزوار في حلب، فيما التقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار بعائلات المخطوفين الذين تجمعوا في مجمّع الإمام الكاظم معلناً بأن النساء والرجال هم الآن في مأمن وتحت رعاية السلطات الرسمية السورية وأخواننا في سوريا، مؤكداً بأن قيادتي حزب الله و«أمل» تتابعان هذه القضية على أعلى المستويات لحظة بلحظة، داعياً الحكومة اللبنانية بشخص الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية الى إجراء الاتصالات سريعاً، كما دعا الأهالي الى التروي والهدوء وعدم إتاحة الفرصة لمن يريد المساس بالاستقرار العام.
وعبّر الرئيس الحريري، خلال اتصاله بالرئيس بري، عن استنكاره الشديد لعملية الخطف، أياً كانت الجهة التي تقف وراءها، كما عبّر عن تضامنه الكامل مع عائلات وذوي المخطوفين، مؤكداً ضرورة بذل كل الجهود الممكنة والعمل يداً واحدة من أجل الافراج عنهم وعودتهم سالمين إلى عائلاتهم ووطنهم.
وبحسب المعلومات، فإن اللبنانيين المختطفين كانوا يستقلون حافلتين سياحيتين تابعتين لحملة «بدر الكبرى»، عائدين من رحلة حج إلى العقبات المقدسة في ايران، عن طريق تركيا ثم سوريا، عندما فاجأهم مسلحون الذين احتجزوا الرجال وتركوا النساء طالبين منهم ابلاغ السلطات السورية بأنهم يريدون استبدال الرهائن وعددهم 13 شخصاً بآخرين محتجزين لدى السلطات السورية.
وقرابة منتصف الليل، حطت في مطار رفيق الحريري الدولي في مطار بيروت طائرة سورية حملت النسوة اللواتي كن في الحافلتين التي اختطفت منها اللبنانيون الرجال. وبلغ عدد هؤلاء والنسوة 55 امرأة توجهت بهن الطائرة مباشرة من حلب إلى بيروت من دون التوقف في مطار دمشق. وكان في استقبال النسوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والوزير غازي زعيتر ونواب اخرون من «امل» وحزب الله، وبدا على وجوه النسوة الخوف والتأثر الشديدين على مصير الشبان الذين ما زالوا مختطفين، لكن معلومات ترددت ليلا عن احتمال اطلاقهم اليوم اكدها رعد بقوله بأن لدى الحزب مؤشرات تبعث الامل في انهاء سريع لقضية المخطوفين.
اطلاق المولوي
اما في طرابلس، التي لا يزال محورها التقليدي بين التبانة وجبل محسن حذراً، نتيجة تجدد سقوط القذائف في سوق القمح بعد الاولى صباحاً، وتسجيل اشتباكات في شارع ابن سينا في القبة بين مجموعات مسلحة، قبل ان يتدخل الجيش لوقفها، فقد تنفست الصعداء نتيجة اخلاء سبيل الموقوف شادي المولوي الذي افسح امام انفراج نسبي في الاجواء تمثل بازالة خيم الاعتصام في ساحة عبد الحميد كرامي.
واللافت أن المولوي الذي أخلي سبيله بكفالة مالية قدرها 500 الف ليرة، بعد جلسة استجواب مطولة أمام قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي، قد انقل من مبنى المحكمة العسكرية في المتحف إلى طرابلس في سيارة الوزير محمد الصفدي، وكانت المحطة الأولى له زيارة مكتب الخدمات التابع لوزير المال، في خطوة وصفت بأنها لرد الاعتبار للوزير، فيما كان المئات من الإسلاميين يتجمعون أمام مدخل مكتب الصفدي، حيث أطل عليهم المولوي شاكراً كل الذين ساهموا في الافراج عنه، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي والصفدي وكل أهل طرابلس الذين اعتصموا في ساحة النور، مؤكداً أن التهم التي وجهت إليه كانت باطلة وزوراً، ومعتبراً ان توقيفه سياسي بسبب دعمه للثورة السورية مؤكداً على متابعة النضال من اجل هذه الثورة.
ولفت إلى ان اخلاء سبيله، وان كان ما زال ممنوعاً من السفر، اعطاه بعض الثقة بالقضاء، خصوصا وان اعترافاته بأنه عضو في القاعدة جاء نتيجة الضغط والتعذيب.
وزار مولوي الرئيس ميقاتي في منزله شاكرا له متابعة قضيته واحقاق الحق، قبل ان ينتقل إلى ساحة النور حيث انتظرت والدته وصوله مع العائلة، وألقى كلمة حيا فيها شباب طرابلس عن وقوفهم إلى جانبه، ثم تابع طريقه إلى منزله في القبة وسط تظاهرة شعبية حاشدة.
المستقبل
"الجيش السوري الحر" ينفي خطف اللبنانيين في حلب ..
والاتصالات لإطلاقهم شملت قادة ومسؤولين على مستوى المنطقة
كما تناولت صحيفة المستقبل عملية الخطف في سورية وكتبت تقول "حتى ساعة متقدمة من ليل أمس، ظل مصير 12 لبنانياً إختطفوا في منطقة حلب مجهولاً، على وقع ردود فعل ميدانية وسياسية من قبل أهالي المخطوفين من جهة، ومعظم القوى السياسية اللبنانية من جهة ثانية.
وفي التفاصيل، أن المخطوفين كانوا جزءاً من باص عائد من زيارة إلى العتبات المقدسة في إيران، قبل أن يتم إعتراضه عند مدخل مدينة حلب، حيث جرى إنزال الرجال وعددهم 12، وترك النساء وعددهن 47.
وفي حين نفى ناطق باسم "الجيش السوري الحر" المسؤولية عن عملية الخطف، أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفيًا برئيس مجلس النواب نبيه بري، وأبلغه استنكاره "الشديد لعملية الخطف أيًا كانت الجهة التي تقف وراءها".
وأعرب في بيان عن "تضامنه الكامل مع أهلهم"، مطالباً بـ"الإفراج الفوري عنهم"، مشيراً إلى أنها مناسبة للاعراب عن تضامننا الكامل مع أهل المخطوفين، الذين نعتبرهم أهلنا. وعلى الخاطفين أن يعلموا أن الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية، وإننا نتعامل مع هذه القضية بصفتها قضية وطنية لبنانية لا تحتمل أي تأويل أو مساومات".
كما استنكر عملية الخطف كل من رئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، حزب "القوات اللبنانية" ونواب في "14 آذار"، ودعوا إلى إطلاق سراح المخطوفين من دون تأخير.
وكان تلا وصول أنباء عملية الخطف إلى بيروت، قيام مجموعات بقطع الطرق في الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض شوارع العاصمة، قبل أن يطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عبر قناة "المنار"، داعياً إلى فتح الطرق، ومؤكداً أن ذلك لا يفيد بشيء.
وإذ أكد أنه "ممنوع وحرام خطف رعايا سوريين في لبنان في مقابل اختطاف الزوار في حلب"، أعلن أنه والرئيس بري يتابعان الموضوع، مطالباً الدولة بأن "تتحمل مسؤولية العمل بالدرجة الاولى للعمل على تحريرهم".
وخاطب أهالي المخطوفين قائلاً :"البلد محتقن ونريد تعاوناً من قبل الجميع (..) يجب ألا يلجأوا الى قطع الطرقات لاننا نخشى ان يدخل احد على الخط ويفتعل مشكلاً مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، واتمنى على كل اهالي الضاحية وكل المناطق ألا يقطعوا الطرقات فهذا لا يفيد بشيء".
يشار إلى أن سلسلة إتصالات مكثفة جرت بين المسؤولين اللبنانيين وعدد من القادة والمسؤولين في المنطقة في محاولة لإيجاد حل سريع للقضية.