أعلن مسؤول ايراني أن وفد بلاده قدّم عرضاً للدول الست الكبرى، خلال المحادثات النووية الجارية في بغداد والتي ستتواصل جولاتها يوم غد
أعلن مسؤول ايراني أن وفد بلاده قدّم عرضاً للدول الست الكبرى، خلال المحادثات النووية الجارية في بغداد والتي ستتواصل جولاتها يوم غد. وقال المسؤول إن "ايران اقترحت عرضاً يقوم على خمس نقاط ويستند الى مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، ونحن ننتظر رد فعل مجموعة 5+1 خلال الاجتماعات اللاحقة اليوم".
وأضاف المسؤول أنه "استناداً لما اتفقنا عليه في اسطنبول، فإن معاهدة الحد من الانتشار النووي هي الإطار، والمبدأ هو الخطوة مقابل الخطوة". وتابع "ستكون لنا مفاوضات مع (وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين) آشتون والممثل الصيني والليلة ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات، وستكون هناك ايضاً مفاوضات غداً". بدوره، قال مصدر ايراني آخر"أوضحنا للطرف الآخر أنه يجب أن تكون هناك مقاربة عامة، أي أنه يجب تحديد كل خطوة يتخذها كل طرف وألا تكون هناك عودة الى الوراء". وأوضح المصدر "مثلاً، اذا رفعوا عقوبات ما فيجب ألا يعودوا ويعتمدوها تحت عنوان آخر بعد شهرين".
ومقابل العرض الإيراني، أعلن مصدر تابع للدول التي تتفاوض مع ايران أن "الرد الإيراني في بداية الإجتماع كان عبارة عن 25 دقيقة من الخطاب البلاغي من دون أن تكون هناك استجابة ايجابية". وقبيل بدء الاجتماع، نشرت وسائل إعلام غربية ما ذكرت أنها تفاصيل "العرض الجديد" والذي لا يشمل تعليق عقوبات، وإنما يستند الى وعد بألا تفرض عقوبات جديدة على طهران والموافقة على حصول ايران على قطع غيار لطائراتها وإمكانية تعليق الحظر الأوروبي المفروض على السفن الإيرانية التي تنقل النفط. ويشمل هذا العرض ايضاً دعوة سابقة الى ايران لإرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج في مقابل حصولها على وقود لمفاعلها الذي يستخدم لأغراض طبية.
هذا وسبق أن بدأت ايران والدول الكبرى الست في بغداد اليوم الاربعاء اجتماعا جديدا يهدف لتحقيق تقدم في المفاوضات حول ملفها النووي. وياتي اجتماع اليوم بعد محادثات اسطنبول منتصف نيسان/ابريل الماضي. والتي كانت الاولى من نوعها منذ 15 شهرا. ويعقد اجتماع اليوم في قصر الضيافة التابع لرئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد. وسط اجراءات امنية مشددة شملت نشر الاف الجنود وعناصر الشرطة في مناطق شمال بغداد وغربها وجنوبها.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اعلن في زيارة لطهران الاثنين ان الوكالة وايران ستوقعان قريبا "اتفاقا" يهدف الى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الايراني. غير أن هذا الاعلان قوبل بتحفظ وصل الى حد التشكيك في الولايات المتحدة وخصوصا في الكيان الاسرائيلي حيث اعلن وزير المالية يوفال شتاينيتز ان الايرانيين "يتلاعبون منذ سنوات مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وستسعى الدول الست لاقناع ايران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% والموافقة على البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية الذي يجيز عمليات تفتيش مباغتة للمواقع النووية. كما تامل وكالة الطاقة الذرية ان تقدم طهران اجابات على التقرير الذي اصدرته في تشرين الثاني/نوفمبر.
وراى احد الدبلوماسيين انه ليس هناك ما يضمن التوصل الى نتائج "ملموسة" خلال الاجتماع بل انه قد لا يسفر سوى عن اتفاق على اجراء محادثات عمل تقنية بشكل منتظم. وقال المتحدث باسم رئيسة الدبلوماسية الاوروبية كاترين اشتون لموفدنا في العاصمة العراقية، ان مجموعة (5+1) لا تحمل معها أية مقترحات جديدة الى بغداد. وأكد مايكل مان ان التوصل الى حل بشأن البرنامج النووي الايراني يجب ان يتم "خطوة خطوة"، مشيرا الى ان محادثات بغداد يجب ان تتناول القضايا الجوهرية.
من جانبه، اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي لدى وصوله الى العاصمة العراقية بغداد استعداداً لجولة المفاوضات مع مجموعة 5+1 الاربعاء، أن ايران تطمح الى تحقيق الاهداف المتوخاة من استئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الخمس زائد المانيا. واوضح جليلي أن مباحثات اسطنبول كانت نقطة البداية ونقطة التأسيس وايران تطمح في بغداد الى تحقيق المزيد من التقدم مع المجموعة. كما اكد جليلي استعداد ايران لبحث موضوعات مختلفة غير البرنامج النووي، تتعلق بالاوضاع في الشرق الاوسط والعالم.
روسيا: ايران مستعدة لاتخاذ اجراءات ملموسة ويجب على الغرب عدم فرض عقوبات جديدة
أعلنت روسيا اليوم أن ايران أعربت عن استعدادها اتخاذ "اجراءات ملموسة" لإزالة الشكوك بشأن برنامجها النووي المثير للجدل وذلك
قبيل اجتماع هام بشأن هذا البرنامج في بغداد غداة إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "اتفاق" مع طهران. ونقلت الوكالات الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إنه "لدينا انطباع واضح اثر الاتصالات الأولية، أن الجانب الإيراني مستعد لمنح موافقته على إجراءات عملية".
ورأى لافروف أن اجتماع بغداد والمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني عموماً، يجب أن تعتمد مبدأ التنازلات المتبادلة. وأضاف لافروف أن "ايران تقوم بخطوة باتجاه مطالب المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي يقطع خطوة باتجاه تخفيف العقوبات التي تضغط على ايران". وحذر لافروف من اعتماد الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد ايران.
الإتحاد الأوروبي: الدول الست الكبرى تحمل مقترحات تهمّ ايران
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي مايكل مان أن الدول الكبرى الست تحمل، خلال محادثاتها النووية الجارية مع ايران، في بغداد اليوم مجموعة جديدة من المقترحات "تهمّ ايران". وقال مان للصحافيين، قرب مقرّ الإجتماع في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد، "بالتأكيد نحمل مقترحات تهمّ ايران، وتتعلق بالأزمة الطويلة حول الملف النووي". وأضاف المتحدث باسم خارجية الإتحاد الأوروبي "لدينا عرض جديد يعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني ونأمل من الايرانيين أن يقدموا رداً ايجابياً على عرضنا".
وتابع المتحدث "يمكننا أن نحقق تقدماً اليوم لكن الأمر يتعلق بمسار لن تكون هناك نتائج كبيرة اليوم، لا أعتقد ذلك لكننا سنحقق تقدماً صلباً اذا جرت الأمور بشكل جيد". وذكر مان أنه "لا نية لجعل اجتماع اليوم خاتمة للمفاوضات"، موضحاً أن "اجتماع اليوم يشكل جزءاً من المسار، وهو الحلقة الثانية في سلسلة المفاوضات الأخيرة، نحن مصممون على تحقيق تقدم، لكن هذه الأمور لا تحلّ بين ليلة وضحاها". وختم مان "قد نحدد خلال اجتماع اليوم مكان انعقاد المحادثات المقبلة ربما". وأكد المتحدث، رداً على سؤال بشأن موقف روسيا والصين، "الكل متحدون". وتسعى دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إضافة الى المانيا) الى إقناع ايران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% والموافقة على البروتوكول الإضافي، فيما ترغب طهران بتخفيف العقوبات المفروضة عليها.