أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن رغبته في أن تبقى فرنسا حاضرة في أفغانستان بعد انسحاب قواتها من هذا البلد لكن "بشكل مختلف"
أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن رغبته في أن تبقى فرنسا حاضرة في أفغانستان بعد انسحاب قواتها من هذا البلد لكن "بشكل مختلف" وفي بعد "مدني واقتصادي" أكبر. وقال هولاند، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، إنه يأمل في أن يتاح "للأفغان تحقيق الإكتفاء الذاتي بفضل الاستثمارات الفرنسية في المستقبل".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تريد إضفاء "بعد مدني لمساهمتها عبر التعليم
والثقافة وكذلك علم الآثار وهو مجال فرنسا متقدمة فيه في أفغانستان منذ سنوات". كما تحدث الرئيس الفرنسي عن "إمكانات على المستوى الإقتصادي على غرار السكن والطاقات المتجددة والأبحاث النفطية أو الزراعة كي تتمكن افغانستان من تولي أمورها بنفسها". وقال هولاند "نريد أن يكون بقاء فرنسا في أفغانستان مختلفاً عن السابق"، متابعاً أن بعثة مكافحة الإرهاب "توشك على الإنتهاء، وهي مبعث فخر كبير". كما أكد الرئيس الفرنسي أنه في نهاية 2012 "لن تبقى قوات مقاتلة، سنعيد (في الأشهر السبعة المقبلة) الفي شخص، وفي مطلع 2013 لن يبقى إلا موظفين مسؤولين عن إعادة معداتنا التي سيتركها الجيش الفرنسي بالطرق التي تقترح عليه".
ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة الى كابول في زيارة مفاجئة لبضع ساعات يتفقد خلالها قوات الاحتلال الفرنسية. ووصل هولاند برفقة وزيري الدفاع جان ايف لو دريان والخارجية لوران فابيوس ورئيس اركان القوات الفرنسية الاميرال ادوار غيو. وخلال زيارته لأفغانستان، التقى الرئيس الجديد الجنود الفرنسيين وخطب فيهم من قاعدة نجراب بولاية كابيسا حيث ينتشر معظم العسكريين الفرنسيين، معلناً أن سحب القوات الفرنسية من هذا البلد سيتم بشكل "منظم" و"بالتنسيق" مع الشركاء في ائتلاف الحلف الاطلسي. وأضاف ان العملية ستتم "بالتوافق مع حلفائنا" ولا سيما الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وقد قرر هولاند الذي يقوم بزيارته الاولى لافغانستان منذ انتخابه رئيسا في السادس من ايار/مايو. تسريع عملية سحب القوات الفرنسية المحتلة من افغانستان لتنتهي بحلول نهاية العام 2012. واوضحت اوساط الرئيس الذي هو ايضا قائد القوات المسلحة. انه حرص على زيارة افغانستان من اجل ان "يشرح بنفسه" للجنود الفرنسيين لماذا قرر تسريع انسحابهم.
وكان اعلن عن سحب القوات بصورة مبكرة منذ بدء حملته الانتخابية ودافع عن قراره الاسبوع الماضي امام الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد. ثم في قمة حلف شمال الاطلسي في شيكاغو، مؤكدا مرارا ان هذا الموقف "غير قابل للتفاوض".
كما دافع جان ايف لودريان عن هذا الموقف منذ مطلع اذار/مارس لدى الدول الكبرى في الحلف الاطلسي. وتنشر فرنسا حاليا 3350 جنديا في افغانستان حيث قتل حوالى 83 عسكريا منذ نهاية 2001.