عاد الشيخ أحمد إلى لبنان عام 1986م، وكانت لحظة العودة هي لحظة الانطلاق إلى محاور الجهاد؛ فشارك في الكثير من العمليات الجهادية،
الإسم الثلاثي: أحمد حمد يحيى.
الاسم الجهادي: أبو ذر.
تاريخ ومحل الولادة: رشاف – 7/2/1958م.
الوضع الاجتماعي: متأهل وله أربعة أولاد.
تاريخ الاستشهاد: 25-5-2000.
المستوى العلمي: جامعي / حوزوي.
وُلد الشهيد الشيخ أحمد يحيى في قرية رشاف الجنوبية عام 1958، ونشأ في منزلٍ متواضع وسط أسرة تعيش حياةً قروية، حيث كان والده يعمل في زراعة التبغ ليُعيل أسرته.
تميّزت طفولة يحيى عن بقية أترابه في القرية، إذ كان الفتى الوحيد الذي يُصلّي في المسجد، وكان معظم روّاد المسجد من الرجال كبار السن، وغالباً ما كان يجمعهم الشهيد حوله؛ يقرأ لهم الأدعية، وما تيسّر من سور القرآن الكريم.
عام 1978، وعلى أثر المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في اجتياحه الأول، وبعد استشهاد والده على أيدي الأعداء الصهاينة، الذين عمدوا إلى قتله ورميه في البئر، هُجِّرت عائلة الشهيد من القرية، وسكنت في بيروت، وصار الشهيد معيلاً لأمه وإخوته ومسؤولاً عنهم.
في بيروت تابع الشهيد دراسته الثانوية، ثم انتسب إلى إحدى الجامعات اللبنانية، وصار ينسّق وقته ما بين العمل والدراسة.
عام 1982م أدّى الشهيد يحيى مناسك الحج، ثم سافر إلى الجمهورية الإسلامية ليدرس العلوم الدينيّة في مدينة قُم المقدّسة.
تميّز الشهيد بروحه المرحة، وببسمته الدائمة، وبتواضعه الشديد مع مختلف شرائح الناس، وكان زاهداً في متاع الدنيا، عابداً، عاشقاً لله، وعُرف بروحانيّة عالية سعى من خلالها إلى محبوبه فوصل.
عاد الشيخ أحمد إلى لبنان عام 1986م، وكانت لحظة العودة هي لحظة الانطلاق إلى محاور الجهاد؛ فشارك في الكثير من العمليات الجهادية، وكان مثالاً رائعاً وقدوةً في علاقته مع المجاهدين، الذين كانوا يأنسون بوجوده. وقد شارك الشهيد أبو ذر بتشييع حوالي ثلاثمائة من إخوانه المجاهدين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
في الثاني والعشرين من شهر أيار عام 2000 م، دخل الشيخ أبو ذر إلى رشاف دخول المشتاق الفاتح، وكانت قوات الاحتلال لا تزال متحصّنة في أحد المواقع على مشارف البلدة، فتعرّض لإصابة بليغة نقل على أثرها إلى إحدى المستشفيات في صيدا للمعالجة، ورقد فيها ثلاثة أيام، إلى أن ارتفع إلى بارئه شهيداً في سبيل الله، متأثراً بجراحه، وكانت شهادته المباركة في يوم التحرير، في 25 أيار عام 2000م، ذلك التاريخ الذي صرّح الشهيد بأنه يخشى أن يحرمه فرصة الشهادة، لكن الكرامة كانت أن يرى النصر وينال الشهادة معاً.