جولة على الصحف العربية في 24-3-2011
جريدة السياسة الكويتية\ المقال: حزب الله وشركاه والمسألة البحرينية \داوود البصري
أتاحت الأحداث المؤسفة الأخيرة التي حدثت في مملكة البحرين فرصة تاريخية للاطلاع والمتابعة والكشف ورصد الأضواء على الهيكلية السياسية والطائفية التابعة للنظام الإيراني في المنطقة والخليج العربي ، فالأحزاب الطائفية العميلة والفاشلة الحاكمة في العراق المحتل مثلا قد كشفت عن نفسها بغباء شديد وأثبتت بأنها مجرد ترس أو "برغي" صدأ في ماكينة النظام الإيراني الاستخبارية والدعائية.
أما "حزب الله" اللبناني الذي يعتبره الإيرانيون رسميا "فخر الصناعة الإيرانية" وثمرة تعب وحشد وتنظيم تاريخي وطويل فقد برز من دون جدال ليقود حملة التضليل والدس الطائفي الإيرانية ومارس دوره المطلوب والمحدد تماما لمثل هذه الساعات الفاصلة من تاريخ إدارة الصراع الإقليمي ليقود عمليات "التغيير والهيمنة" الإيرانية في المنطقة مستغلين الأجواء الإقليمية العامة المضطربة والتي لاعلاقة لها بالحسابات الإيرانية , ومبشرين المنطقة وشعوبها بخيارات ظلامية وخرافية وعازفين على أوتار الفتنة الخبيثة النتة السوداء بين مكونات الأمة العربية والإسلامية تحت وابل كثيف من قصف شعارات العدالة والمظلومية رغم أن الشعب الإيراني ذاته هو من يشكي ظلامته للعالمين بسبب إرهاب وتخلف وديكتاتورية نظامه.
وحكاية حزب الله مع البحرين حكاية طويلة لأنها بإختصار حكاية الأطماع الإيرانية التي لم تنته أو تتوقف يوما منذ عقود طويلة كانت حافلة بالمؤامرات ومحاولات الضم والهيمنة والإلحاق إضافة الى التهديدات اللفظية المشفوعة بالعمل التبشيري الحوزوي السري والمعروف أيضا! فالبحرين بالنسبة الى ايران هي بمثابة "قدس مفقودة" والصراع عليها وحولها ومن أجلها يظل أحد أهم الثوابت الستراتيجية للنظام الإيراني الذي نجح في تجنيد كل خلاياه العاملة وشبكة متعاونيه من أجل تقريب يوم ذلك الهدف الخبيث. ول¯ "حزب الله" الذي تحول من خياره الستراتيجي في مناوئة إسرائيل كما يقول ويعلن ليركز على البحرين دور مركزيا في الملف البحريني , ففي معلومات سرية وخاصة علمنا بأن قيادات هذا الحزب الأمنية قد مارست مناورات وحملات إبتزاز بشأن هذا الملف كان آخرها قبل ثلاثة أعوام حينما قام رجل أعمال عراقي وثيق الصلة العائلية والشخصية بحسن نصر الله بالإتصال بجهة أمنية خليجية للتطوع لبيع معلومات أمنية لتلك الجهة تتعلق بشبكة تجنيد إيرانية في البحرين تهدف الى تدبير إنقلاب سياسي هناك! وفعلا تم الاتفاق على البيع والشراء وقدمت ملفات لمحاولة انقلابية أعلنت السلطات البحرينية عن جزء من تفاصيلها.
جريدة الجريدة الكويتية\ المقال: سنّة وشيعة الكويت... أزمة ثقة\ سعد عجمي
لا يمكن القبول إطلاقاً بأن يشكك سنّيٌ مهما كان في وطنيتكم وولائكم لهذا الوطن ولهذه الأرض، ولا نرضى بأي حال من الأحوال المساس برموزكم الدينية حتى إن تجرأت قلة منكم، ندرك أنها لا تمثلكم، على ذلك، ونطلب صفحكم إن حدث العكس أيضاً، لكن هناك جملة من الشواهد يجب أن تدركوها أنتم قبل غيركم.
في الجانب الديني لنا ولكم، فإنه ليس من مصلحتكم مقارنة السعودية بإيران عند اتخاذ موقف سياسي ما، واعذروا أي مواطن كويتي سنّي متدين كان أو غير ذلك بالانحياز إلى السعودية إذا ما كان النقيض هو إيران، فما قدمه البلدان للكويت لا يمكن أن يخضع للغة المقارنة لعظم الفارق، نعم في إطار الجانب الديني نقدر الارتباط العقائدي لكم بإيران، وهذا حقكم مثلما هو حق الآخرين الارتباط عقائدياً بالسعودية، ولكن في إطار الدولة هذا أمر مرفوض منكم ومن غيركم.
إخواني وأبناء وطني من الشيعة، لا يوجد عاقل يطلب منكم اتخاذ مواقف عدائية تجاه إيران، ولا يمكن لمنصف أن يصادر حقكم في علاقة خصوصية مع الجمهورية الإيرانية، وقبل ذلك وبعده نحن أول من يرفض التشكيك في وطنيتكم ولا يخالجنا شك للحظة في ذلك، في المقابل عليكم الخروج من عباءة مَن يروّج أنه ممثلكم الوحيد في الكويت، وأن قراركم بيده، والجميع يعلم أنه لا يعادل جناح بعوضة أمام شخصيات شيعية يسري حب الكويت في عروقها مثلما يسري في عروقكم جميعاً.
نعم، نحن كسنّة نتحمل جزءاً كبيراً من لعبة الاستقطاب العفنة التي يقودها متطرفونا ومتطرفوكم، بل دعوني أزيدكم من قصيدة الألم بيتا، لو صرخت أغلبيتكم بأعلى صوتها، وقالت نحن نكفر بإيران التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين في البحرين وهي من يقبع في سجونها آلاف الشيعة، ونحن نكفر بإيران التي ترفض تدخل دول الخليج في الشأن البحريني، وهي التي تمزق أوصال لبنان بسلاح «حزب الله»، لخرج كل متطرفينا وقالوا: إنكم تمارسون التقية! إذن نحن باختصار أمام أزمة ثقة لا أزمة طائفة.