تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان ابرزها المذبحة المروعة التي راح ضحيتها 108 مدنيين سوريين واكثر من 300 جريح في بلدة الحولة القريبة من حمص يوم الجمعة الماضي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان ابرزها المذبحة المروعة التي راح ضحيتها 108 مدنيين سوريين واكثر من 300 جريح في بلدة الحولة القريبة من حمص يوم الجمعة الماضي والتي نفت دمشق مسؤوليتها عنها واثارت غضبا عربيا وعالميا واسعا...
السفير
دمشق تنفي مسؤوليتها وموسكو تدعو للتأكد من هوية الفاعلين.. وحملة إدانات عربية ودولية واسعة
مذبحة الحولة تهدد خطة أنان.. ومجلس الأمن يدين انتهاك قراراته
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "على وقع المذبحة المروعة التي راح ضحيتها 108 مدنيين سوريين واكثر من 300 جريح في بلدة الحولة القريبة من حمص، يوم الجمعة الماضي، واثارت غضبا عربيا وعالميا واسعا، يصل المبعوث الدولي والعربي كوفي انان إلى دمشق اليوم، ليبدأ سلسلة من اللقاءات الرسمية تسبق تقييما أوليا لمهمات بعثة المراقبين، التي بدا عليها الحرج والذهول امام هول المذبحة الاكبر منذ بدء الازمة السورية قبل 15 شهرا، ما انعكس تشوشا في مجلس الامن الدولي الذي عقد جلسة طارئة مساء امس، دعا فيها المندوب الروسي الى التحقق من مسؤولية النظام السوري.
وقال رئيس مجلس الأمن إن المجلس ندد بالإجماع بالحكومة السورية بسبب هجمات بالأسلحة الثقيلة على بلدة الحولة حيث وقعت المجزرة. وقال بيان غير ملزم أصدره المجلس «يندد مجلس الأمن بأقوى العبارات الممكنة بأعمال القتل التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والأطفال وإصابة مئات آخرين في قرية (الحولة) قرب حمص في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية والدبابات الحكومية على حي سكني».
وقال البيان الذي تلاه نائب سفير اذربيجان لدى الأمم المتحدة توفيق موساييف «يندد مجلس الأمن أيضاً بقتل مدنيين بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة وبالانتهاكات البدنية الجسيمة».
واعتبر مجلس الأمن ان هذا الاستخدام للعنف «يعد انتهاكا للقوانين الدولية ولالتزامات سوريا بقرارات مجلس الأمن»، داعياً إلى «محاسبة المسؤولين».
وكانت السلطات السورية قد نفت في وقت سابق امس مسؤوليتها عن المذبحة. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الى ان قوات حفظ النظام كانت لحظة وقوع المذبحة تتعرض لهجوم واسع النطاق من مئات المسلحين بالاسلحة الثقيلة والحديثة، وذلك للمرة الاولى منذ بدء المواجهات، ودعا الى التدقيق في مصادر الاتهامات الموجهة الى السلطة، وفي اهداف مثل هذه الاتهامات.
ويلتقي المبعوث العربي والدولي انان فور وصوله مسؤولين دوليين من المنظمات الدولية العاملة في دمشق، ولا سيما المختصة بشؤون اللاجئين والشؤون الإنسانية لتقييم أدائها ومستوى تعاون السلطات والمنظمات المحلية معها. كما يلتقي أيضا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد غدا.
ولم يطلب انان، الذي سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء، أي موعد من رموز المعارضة السورية، علما بأنه دعا وفدا من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة للاجتماع به في جنيف لبحث «أفكار وتصورات للحل في سوريا». وقال المتحدث باسم الهيئة منذر خدام لـ«السفير» ان وفدا من الهيئة موجود في القاهرة أيضا، بناء على دعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على أن يلبي دعوة من أنان. وأضاف ان
الهيئة قدمت للموفدين الدوليين الذين زاروا سوريا مؤخرا وللجامعة العربية تصورات يمكن أن تمثل حلا وسطا للازمة المتفاقمة، بينها إجراء استفتاءات شعبية حول قضايا خلافية، برقابة دولية.
وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة ان رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود ابلغ مجلس الأمن، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق، أن 108 اشخاص على الأقل قتلوا وجرح 300 في مجزرة الحولة. وأوضح مود أن الضحايا أصيبوا بـ«شظايا قذائف» أو قتلوا «عن مسافة قريبة».
وشككت موسكو في مسؤولية النظام السوري عن المجزرة التي ارتكبت في الحولة. وقال مساعد الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ايغور بانكين «علينا ان نتأكد مما إذا كانت السلطات السورية» مسؤولة عن المجزرة، لافتا الى ان «معظم» الضحايا قضوا بالسلاح الأبيض او «اعدموا عن قرب»، الامر الذي يتناقض مع تأكيد المراقبين الدوليين أن الضحايا تعرضوا لقصف مدفعي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي نفى أي مسؤولية للسلطة فيها، مشيرا الى وقوع مجزرة اخرى في قرية الشومرية القريبة ايضا. وقال مقدسي، في مؤتمر صحافي في دمشق، ان «مئات المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة هم من هاجم منطقة الحولة بريف حمص بعد أن تجمعوا من مناطق عدة بشكل مبيت ومخطط له، في حين لم تغادر قوات حفظ النظام والأمن أماكنها، بل كانت في حالة دفاع عن النفس كما لم يكن هناك دخول لأي دبابة أو توجيه مدفعية إلى المكان الذي ارتكبت فيه المجازر».
وقال مقدسي إن «الدولة السورية مسؤولة عن حماية مواطنيها من المدنيين والقوات الحكومية، ومن واجبها الدفاع عن المدنيين وفق الدستور، وهذا الأمر لن يتوقف، وسوريا تحتفظ بحق الدفاع عن مواطنيها سواء من أعجبه هذا الأمر أم لم يعجبه، فالموضوع ليس لعبة سياسة، بل هناك أمن وأمان للمواطنين تقع مسؤوليته على الدولة السورية، وهذا هو ما تقوم به بالشكل المتناسب».
وأكد مقدسي أن «سوريا شكلت لجنة عسكرية عدلية ستقوم بالتحقيق بكل المجريات وستصدر النتائج خلال ثلاثة أيام». وقال إن «المعلم تحدث مع انان الذي سيصل إلى سوريا غدا (اليوم)، ووضعه بصورة ما جرى بالتفصيل وبصورة التحقيق الرسمي الذي يجري حاليا». (تفاصيل ص 14 ).
ولفت مقدسي إلى ما أسماه «تزامنا مريبا» لهذه الهجمات، إما مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن أو الإعلان عن زيارة انان لسوريا، معتبرا أنه «ضرب للعملية السياسية التي تلتزم بها سوريا، وتؤكد أن الحل سياسي بامتياز وأن التهدئة هي أساس المجيء إلى طاولة الحوار».
وأضاف مقدسي «إننا نعترف بأن لدينا أزمة، لكن الحل ليس في ضرب استقرار سوريا بل بمد يد العون لها كما يفعلون مع دول أخرى، لكن إذا أرادوا المواجهة فنحن لن نتبخر بل موجودون على هذه الأرض، وسندافع عنها ضمن ما يتاح لنا من حقوق ونتعاون دوليا بما لا يضر مصالحنا».
وحول الحديث عن نهاية الأزمة وما إذا كانت مجزرة الحولة وضعتها في نقطة معقدة أكثر، قال مقدسي إن «أحدا لا يستطيع وضع تواريخ، لكن إذا ما قبلت المعارضة الخارجية والدول التي تدعمها أو التي تسلح وتمول وتستضيف الإرهابيين بالعمل السياسي لحل الأزمة، نستطيع القول إنها دخلت نهايتها، فسوريا وافقت على الحوار وقبلت بالخطة الصينية، والمقترح الروسي باستضافة جلسة تمهيدية للحوار، لكن من رفض هو من يخاف من الشارع، ومن استحقاق الديموقراطية، بينما نحن واثقون بشارعنا وواثقون بأن الرئيس بشار الأسد يتمتع بالغالبية اللازمة للنهوض بسوريا وتحويلها ديموقراطيا، كما يشتهي السوريون، وليس كما تشتهي دوائر الغرب وبعض العرب».
النهار
مجلس الأمن الدولي ندّد بمجزرة حولة
وحمّل قوات النظام مسؤولية "قتل المدنيين"
وتناولت صحيفة النهار مجزرة حولة في سورية وكتبت تقول "واجه النظام السوري امس ادانة دولية شديدة على المجزرة التي ارتكبت في قرية حولة بمحافظة حمص ليل الجمعة – السبت وراح ضحيتها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً و34 امرأة. وحمل مجلس الامن الذي عقد جلسة طارئة النظام السوري المسؤولية عن المجزرة بعدما استمع الى شهادة من رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود وتلقى رسالة من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تؤكد ان القتلى سقطوا نتيجة قصف بالدبابات والمدفعية، علماً ان موسكو حاولت في وقت سابق ان تشكك في المسؤولية الكاملة للنظام السوري عن المجزرة. وكانت الحكومة السورية نفت المسؤولية عن المجزرة وحملتها لما وصفتهم بالمجموعات المسلحة التي شنت هجوماً في المنطقة.
وهذه المرة الاولى تصدر ادانة صريحة عن مجلس الامن للنظام السوري منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من 15 شهراً، الامر الذي يمثل تحولاً في الموقف الروسي الذي كان يحول في السابق دون صدور أي اشارة مباشرة الى السلطات السورية باعتبارها المسؤولة عن العنف. لكن هول المجزرة التي تعتبر الحدث الاكثر دموية منذ بدء الازمة السورية، جعل الموقف الروسي ينضم الى بقية الاسرة الدولية في التنديد بالنظام السوري.
وجاء في بيان غير ملزم أصدره مجلس الامن وتلاه نائب المندوب الاذري لدى الامم المتحدة توفيق موساييف الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لهذا الشهر: "يندد مجلس الامن بأقوى العبارات الممكنة بأعمال القتلى التي اكدها مراقبو الامم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والاطفال واصابة مئات آخرين في قرية (حولة) قرب حمص في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية والدبابات الحكومية لحي سكني".
واضاف: "يندد مجلس الامن ايضاً بقتل مدنيين باطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة وبالانتهاكات البدنية الجسيمة". واعتبر ان "هذا الاستخدام الصارخ للقوة ضد السكان المدنيين يشكل خرقاً للقانون الدولي المطبق ولالتزامات الحكومة السورية بموجب قراري مجلس الامن 2042 و2043 لوقف العنف بكل اشكاله، ربما في ذلك وقف استخدام المدفعية الثقيلة في المراكز السكنية. ان اعضاء مجلس الامن يكررون ان العنف بكل اشكاله يجب ان يتوقف. ان المسؤولين عن اعمال العنف يجب ان يحاسبوا. ان اعضاء مجلس الامن يطلبون من الامين العام، بالاشتراك مع المراقبين الدوليين في سوريا، الاستمرار في التحقيق في هذه الهجمات ورفع تقرير عنها الى مجلس الامن".
وطلب البيان من الحكومة السورية "التوقف فوراً عن استخدام الاسلحة الثقيلة في المراكز السكنية والسحب الفوري لقواتها واسلحتها الثقيلة من المراكز السكنية وحولها واعادتها الى ثكنها". وقال ان "اعضاء مجلس الامن يؤكدون التزامهم القوي لسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة اراضيها". واكد الدعم الكامل من اعضاء المجلس لجهود المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان وخطته ذات النقاط الست و"يطلبون منه ان يحمل بأوضح العبارات الى الاطراف السوريين، وخصوصاً الحكومة السورية، مطالب مجلس الامن".
وصدر البيان بعد مناقشات صعبة مع نائب المندوب الروسي لدى الامم المتحدة الكسندر بانكين الذي قال وهو في طريقه الى جلسة مجلس الامن ان لدى موسكو شكوكاً "في ما يتردد عن وقوف الحكومة وراء المجزرة، مضيفاً ان كثيراً من الضحايا قتلوا كما يبدو بالسكاكين أو برصاص أطلق عليهم من مدى قريب".
إلا ان المندوب البريطاني مارك ليال غرانت لم يشاطر المسؤول الروسي الرأي وقال: "يبدو واضحاً للغاية ان مجزرة حولة حصلت بقصف مكثف بالمدافع والدبابات الحكومية".
واستمع اعضاء مجلس الامن الى احاطتين الاولى من الجنرال مود والاخرى من وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام ارفيه لادسوس، اللذين اكدا ان العدد الاكبر من الضحايا سقط بقذائف المدفعية والدبابات، الى اصابات بالرصاص. كما افاد احد الديبلوماسيين الذين حضروا الجلسة. وقال لادسوس ان 49 طفلاً و34 امرأة هم بين الضحايا وان عدد الجرحى يصل الى 300.
الى ذلك، بعث الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون برسالة الى مجلس الامن جاء فيها ان المراقبين "شاهدوا جثث القتلى واكدوا بعد فحص الذخيرة ان قذائف المدفعية ومدافع الدبابات اطلقت على حي سكني". وجدد دعوته للحكومة السورية الى وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المدنية كما وعدت دمشق مراراً.
ردود فعل
وفي واشنطن، صرح ناطق باسم البيت الابيض: "هذه الافعال تمثل صورة حقيرة لنظام غير شرعي يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية لا انسانية لا توصف".
واكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في حسابه الشخصي بموقع "تويتر" ان "الاحداث المأسوية في سوريا ومقتل عشرات الاشخاص تستحق الادانة. ولكن من الضروري فحص اسباب ما حدث بجدية... دعونا ننتظر تقويمات موضوعية من بعثة الامم المتحدة". واضاف: "هناك معلومات ان طبيعة الجروح التي اصيب بها كثير من الضحايا لم تكن نتيجة قصف".
وطلب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ من موسكو ممارسة ضغوط على النظام السوري لدفعه الى تطبيق خطة أنان.
وفي جنيف، طالبت وزارة الخارجية السويسرية في بيان باجراء تحقيق دولي، واعتبرت ان القصف الذي تسبب بالمجزرة يمكن ان يشكل "جريمة حرب".
ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اطراف النزاع في سوريا الى تحييد المدنيين في مواجهاتهم.
واتهم مجلس التعاون الخليجي جنود الاسد بالاستخدام المفرط للقوة وحض المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته لوقف سفك الدماء اليوم في سوريا.
واصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً جاء فيه ان الاخير "يشعر بالاشمئزاز ازاء المجزرة المستمرة التي ترتكبها قوات الرئيس السوري بشار الاسد في حق مدنيين غير متورطين (في النزاع)، مجزرة تواصلت خلال اليومين الاخيرين في حولة وطاولت عشرات الاطفال الابرياء". وقال ان "ايران وحزب الله جزء لا يتجزأ من الفظائع السورية وعلى العالم التحرك ضدهما ايضاً".
الأخبار
مود لمجلس الأمن: 108 قتلى و300 جريح في مجزرة الحولة
مجلس الأمن يدين «القصف المدفعي» و«القتل القريب»
كما تناولت صحيفة الأخبار مجزرة الحولة وكتبت تقول "أعادت مجزرة الحولة الحدث السوري الى أروقة مجلس الأمن، وذلك عشية زيارة المبعوث الدولي كوفي أنان لدمشق. وفيما أعلنت السلطات السورية تشكيل لجنة للتحقيق، تصدر نتائجها خلال ثلاثة أيام، دعت المعارضة الخارجية الى «التحرير بالقوة الذاتية».
بعد جولة مشاورات طويلة، خرج مجلس الأمن الدولي ببيان صحافي يدين القتل في بلدة الحولة السورية. وقبيل المناقشات، أبلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال روبرت مود، أعضاء مجلس الأمن بأن المجزرة في الحولة أسفرت عن 108 قتلى و300 جريح، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. وأوضح مود أن الضحايا أصيبوا بـ«شظايا قذائف» أو قتلوا «عن مسافة قريبة».
وشهدت الجلسة خلافاً شديداً على لغة البيان وعلى ضرورته. وكان الوفد الروسي يؤثر التريث حتى خروج نتائج التحقيق السوري، الذي تشارك فيه عناصر من فريق المراقبين الدوليين خلال ثلاثة أيام، ونتائج اجتماعات المبعوث المشترك كوفي أنان مع القيادة السورية.
وقال بيان غير ملزم أصدره المجلس «يدين مجلس الأمن بأقوى العبارات الممكنة عمليات القتل التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والأطفال وإصابة مئات آخرين في قرية (الحولة) قرب حمص، في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية والدبابات الحكومية لحيّ سكني».
وقال البيان، الذي تلاه نائب سفير أذربيجان لدى الأمم المتحدة توفيق موساييف بعد الاجتماع الطارئ للمجلس والذي استمر ثلاث ساعات، «يدين مجلس الأمن أيضاً قتل مدنيين بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة والانتهاكات البدنية الجسيمة». ويشكل مثل هذا الاستخدام الصارخ للقوة ضد السكان المدنيين خرقاً للقانون الدولي المطبق ولالتزامات الحكومة السورية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي»، بحسب البيان.
وكرر أعضاء المجلس دعوتهم إلى وقف كل أشكال العنف من أي جهة أتت. ودعا إلى جلب الفاعلين إلى العدالة. وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة وبعثة «اليونسميس» مواصلة التحقيق في الهجمات ونقل تقرير عنها إلى مجلس الأمن.
وطلب المجلس من الحكومة السورية «الكف فوراً عن استخدام الأسلحة الثقيلة» من المدن السورية و«سحب قواتها وأسلحتها الثقيلة فوراً» من المدن لإعادتها الى الثكن تطبيقاً لخطة أنان.
وجدد الإعلان الصادر عن مجلس الأمن «التأكيد أن كل أشكال العنف الممارسة من كل الأطراف يجب أن تتوقف»، مضيفاً «المسؤولون عن أعمال العنف يجب أن يعاقبوا».
وكررت الدول الـ 15 الأعضاء دعمها لجهود أنان، وطالبته بنقل مطالب المجلس «بأوضح العبارات» الى الحكومة السورية.
ودعا بشار الجعفري مندوب سوريا بعد الجلسة إلى التمعن في الحقائق ووضع ما يجري في سوريا في إطاره الإقليمي والدولي، مذكراً بأن مذبحة الحولة تشبه تلك المذابح الجزائرية التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي. وتساءل عن مغزى حدوثها عشية اجتماعات مقررة لمجلس الأمن. وشرح الجعفري للمراسلين كيفية وقوع المجزرة من خلال معارك دارت زهاء تسع ساعات، متهماً الجماعات «الإرهابية المسلحة» بارتكابها.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، إن مقتل مدنيين في الحولة حدث مأسوي «يستحق الإدانة»، لكنه أضاف إن من الضروري فهم ما حدث. وتابع إن موسكو ستنتظر «تقييمات موضوعية» من بعثة الأمم المتحدة هناك.
وقال مساعد الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة، ايغور بانكين، للصحافيين «علينا أن نتأكد ما إذا كانت السلطات السورية» مسؤولة عن المجزرة، لافتاً الى أن «معظم» الضحايا قضوا بالسلاح الأبيض أو «أعدموا عن قرب».
وكان من الضروري بالنسبة إلى الدول الغربية الخروج بأي موقف من مجلس الأمن، مهما كان هزيلاً لأنه أفضل من لا شيء. ولقد بدأت فرنسا السبت بطرح بيان صحافي شديد اللهجة يدين القوات النظامية على القصف والمسؤولية عن المجزرة الشنيعة التي وقعت، ويطالب بالتحقيق مع المسؤولين ومحاكمتهم. بيان دعمته الدول الغربية الأخرى، وكان يمكن أن يعتمد لولا خرق الوفد الروسي «قاعدة الصمت». وكان لهؤلاء حججهم على الاعتراض، أهمها أن ما جرى يحتاج إلى التحقيق وشهادة شهود عيان محايدين.
أما مندوب بريطانيا، مارك لايال غرانت، فقال رداً على ذلك للمراسلين، قبل دخول جلسة مجلس الأمن الطارئة، أمس، إن مجرد وجود قوات حكومية وأسلحة ثقيلة حول الحولة يعدّ في حد ذاته خرقاً لقرارات مجلس الأمن. وفور خروجه من الجلسة، أعلن غرانت أن بيان مجلس الأمن ليس كافياً وأن المجلس سوف يجتمع مجدداً لبحث الخطوات المطلوب اتخاذها. ومن المقرر أن يخاطب أنان مجلس الأمن مجدداً بعد غد الأربعاء لإحاطته بآخر التطورات.
وفي دمشق، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي مسؤولية القوات السورية عن المجزرة. وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس، «إننا ننفي نفياً قاطعاً مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت، والمدانة بشدة. وأوضح مقدسي في معرض حديثه عما جرى أن «المسلحين توجهوا الى منطقة الحولة التي تحرسها القوات الحكومية بـ 5 نقاط فقط، وهي خارج الأمكنة التي ارتكبت فيها هذه المجازر». وقال «هاجمت المجموعات المسلحة المراكز العسكرية منذ الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة، واستمرت العمليات حتى الساعة 11 ليلاً، حيث قتل 3 من عناصر قوى الأمن وجرح 16». وتابع «وجدت جثث متفحمة جراء الأسلحة الثقيلة المستخدمة من قبل المجموعات المسلحة». وأضاف إن المسلحين استخدموا سيارات بيك آب مدججة بالسلاح الثقيل.
وكشف المتحدث السوري أن «السلطات العليا السورية شكلت لجنة من وزارات الدفاع والداخلية والعدل للتحقيق في المجزرة، على أن تنجز مهماتها خلال ثلاثة أيام».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس في رسالة الى مجلس الأمن إن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا أكدوا أن قذائف المدفعية والدبابات أطلقت على الحولة. وقالت الرسالة إن المراقبين «شاهدوا جثث القتلى، وأكدوا بعد فحص الذخيرة أن قذائف المدفعية ومدافع الدبابات أطلقت على حي سكني.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون، في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «إذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع، فلن يكون هناك من خيار أمام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمداً على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كل أنحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر وأصدقائه المخلصين».
من جانبه، حمّل عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، منذر خدام، «الجميع، سلطة ومعارضة، المسؤولية في ارتكاب المجزرة التي سقط خلالها أبرياء».
ودعا «الجيش السوري الحر» مجلس الأمن والمجتمع الدولي الى «تحمل المسؤولية وإعلان فشل خطة أنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سوريا وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية».
وذكر بيان لحزب الله أنه «يدين بقوة هذه المجزرة ويندد بشدة بالذين قاموا بها».
وتحدثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «فعل شائن ارتكبه النظام السوري ضد شعبه المدني». وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بمحاسبة المسؤولين عن القتل. وقال متحدث باسم البيت الأبيض «هذه الأفعال تمثل صورة حقيرة لنظام غير مشروع».
وقالت فرنسا إنها ستدعو الى اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا. وأعلنت بريطانيا أنها ستستدعي السفير السوري بشأن المذبحة. كما أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية. ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى «إنجاز التحول» في سوريا.
اللواء
مجزرة الحولة تهزّ مجلس الأمن .. وأنان إلى دمشق اليوم
البيت الأبيض يصف الجريمة «بصورة حقيرة» عن النظام .. وغليون للتحرير «بالقوّة الذاتية»
صحيفة اللواء كتبت تقول "في مواجهة غضب دولي متزايد بشأن مجزرة الحولة التي راح ضحيتها ١١٦قتيلا، اتهمت سوريا مقاتلي المعارضة امس بارتكاب المذبحة التي قتل خلالها عشرات الأطفال، في وقت تواصلت اعمال العنف في سوريا وتحدث ناشطون عن مقتل 29 شخصا بينهم 20 مدنيا، وذلك غداة التنديد الدولي والعربي، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض الشعب السوري الى «خوض معركة التحرير» معتمدا على قواته الذاتية في حال تكرر الاخفاق الدولي في شأن الازمة المستمرة.
ومساء اجتمع مجلس الامن الدولي لمناقشة التطورات في سوريا بعد المجزرة لمناقشة التطورات في سوريا. وقال دبلوماسي بأن رئيس بعثة المراقبي أبلغ مجلس الأمن في جلسة طارئة بأن 116 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 300 آخرون في مذبحة في بلدة الحولة السورية. وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة في سوريا يتحدث في جلسة مغلقة للمجلس عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق. وكانت روسيا اعلنت في وقت سابق انها ستعرقل صدور بيان من المجلس في شأن مجزرة الحولة بناء على اقتراح بريطاني فرنسي، ما دام مود لم يتحدث عن هذه القضية امام المجلس. وتم الاتفاق على ان يستمع اعضاء مجلس الامن خلال اجتماعهم امس الى مداخلة من الجنرال مود. وتصر أوروبا على اصدار بيان ادانة بينما تعارض موسكو فقرة تتهم النظام السوري مباشرة بارتكاب المجزرة. وسوف يرسل نسخة جديدة من البيان الصحفي عن مجلس المن الى العواصم الاوروبية للاطلاع عليه يدعو لضرورة محاكمة المجرمين وتطبيق خطة أنان.
من جهته،اعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن الامل بان تمارس روسيا ضغوطا على النظام في سوريا لدفعه الى تطبيق خطة الموفد الدولي والعربي كوفي انان. وقال هيغ في تصريح ادلى به قبيل مغادرته الى موسكو ان «روسيا تدعم خطة انان، لذلك آمل بان تضاعف روسيا الجهود لدفع النظام الى تطبيق هذه الخطة». واتصل هيغ بكوفي انان وبحثا في امكان زيادة عدد المراقبين الدوليين في سوريا. وطلبت وزارة الخارجية البريطانية من القائم بالاعمال السوري في لندن الحضور الى وزارة الخارجية البريطانية الاثنين بناء على طلب هيغ.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان مذبحة الحولة «تستحق الادانة» لكن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة المسؤول عنها. وقال غاتيلوف في حسابه الشخصي على تويتر «الأحداث المأساوية في سوريا ومقتل عشرات الأشخاص يستحق الادانة. لكن من الضروري فحص أسباب ما حدث بجدية.» واضاف «دعونا ننتظر تقييمات موضوعية من بعثة الأمم المتحدة.»
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول امس «اذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع لن يكون هناك من خيار امام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمدا على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كافة انحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر واصدقائه المخلصين».
وبعد ان استنكر المجزرة التي وقعت في الحولة قال غليون «اهيب بالشعب السوري العظيم والجيش السوري الحر الوقوف على اهبة الاستعداد لانه لم يعد هناك من وقت نضيعه». واضاف «لم يعد لدى السوريين ما يخسرونه سوى اغلالهم ولن يتوقفوا عن مسيرتهم الظافرة سوى بعد الاعلان عن ولادة سوريا الديموقراطية الحرة السيدة الابية». واعتبر غليون ان المجتمع الدولي «لا يزال مترددا وضعيف الارادة في حماية المدنيين السوريين والقيام بعمل جدي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لجرائم النظام، وهذا اثر على عمل المجلس الوطني وعلى شعور الراي العام بان المجلس لا يلبي متطلبات الثورة كما كانوا يتوقعون». وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التقى امس غليون الذي دعا المجتمع الدولي الى التدخل «لوقف المجازر» في سوريا.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى في وقت سابق امس «بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت فى الحولة» ودان «باقصى العبارات هذه المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم». واعتبر ان مسؤولين ووزراء الخارجية الاجانب «ينتهزون اي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الاجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز». واعلن المتحدث بان بلاده قامت بتشكيل «لجنة عسكرية عدلية» للتحقيق بكل المجريات على ان تصدر نتائج تحقيقاتها خلال ثلاثة ايام. وقال مصدر سوري رسمي، ان أنان سيصل إلى دمشق اليوم. ونقل عن المصدر الرسمي قوله، ان أنان سيلتقي خلال الزيارة مع الرئيس السوري بشار الأسد .. مشيرا الى أن مصادر في المعارضة بالداخل السوري قالت إنها ستجتمع أيضا مع المبعوث الاممي . ومن المقرر، أن تطلع السلطات السورية أنان على سير عمل المراقبين الدوليين
واستمرت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية، وطالبت سويسرا امس باجراء تحقيق دولي في شان المجزرة، معتبرة ان القصف الذي تسبب بها والذي نسبته المعارضة الى النظام السوري يمكن ان يشكل «جريمة حرب». وقال البيت الأبيض انه روعته أنباء يوثق في صحتها عن وقوع هجمات وحشية على نساء وأطفال في الحولة في سوريا ووصف هذه الأفعال بأنها دليل جديد على أن الحكومة السورية غير إنسانية وغير شرعية. وقال متحدث باسم البيت الأبيض «هذه الأفعال تمثل صورة حقيرة لنظام غير مشروع يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية لاإنسانية لا توصف
وكانت الحكومة الاردنية دانت المجزرة بشدة، وكذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما دعا الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الدول الاعضاء الى اعادة النظر في موقفها من الاحداث في سوريا.
واعلنت الكويت انها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة حولة السورية.
وكانت الامارات العربية المتحدة طالبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي اودت بعشرات المدنيين في الحولة واثارت تنديدا دوليا عارما.
المستقبل
أوباما يعتبر مجزرة الحولة "صورة دنيئة عن حكم لاشرعي" وغليون يدعو إلى معركة تحرير
مجلس الأمن يدين نظام الأسد "بأشدّ العبارات"
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع في ساعة متقدمة مساء أمس "بأشد العبارات الممكنة"، نظام الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية مذبحة الحولة التي سقط فيها ليل الجمعة السبت الماضيين، 108 شهداء على الأقل "في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية والدبابات الحكومية لحي سكني" حسبما أكد البيان الدولي.
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تلك المجزرة التي أودت بحياة 32 طفلاً على الأقل، "تمثل صورة دنيئة لنظام غير مشروع يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية لاإنسانية لا توصف"، في وقت توجه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مساء امس الى موسكو في زيارة رسمية تتمحور بشكل خاص حول الأزمة السورية و"نوعية الهمجية والتسلط" التي يقوم عليها نظام الأسد.
وقال بيان غير ملزم أصدره المجلس في ساعة متقدمة مساء أمس، "يندد مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة بأعمال القتل التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والأطفال وإصابة مئات آخرين في قرية (الحولة) قرب حمص في هجمات شملت قصف بالمدفعية والدبابات الحكومية على حي سكني".
وأضاف البيان الذي تلاه نائب سفير اذربيجان لدى الأمم المتحدة توفيق موساييف "يندد مجلس الأمن أيضا بقتل مدنيين بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة وبالانتهاكات البدنية الجسيمة".
واعتبر المجلس أن مذبحة الحولة "تشكل انتهاكا للقوانين الدولية وخرقا تقوم به الحكومة السورية لقرارات مجلس الأمن". وطالبت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس ومن بينها روسيا حليفة دمشق في بيان مشترك، الرئيس السوري، بسحب الاسلحة الثقيلة من كل المدن السورية.
وطلب المجلس من الحكومة السورية "الكف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة" في المدن السورية المتمردة و"سحب قواتها واسلحتها الثقيلة فورا" من المدن لاعادتها الى الثكنات تطبيقا لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وجدد الاعلان الصادر عن مجلس الامن "التأكيد على ان كل اشكال العنف الممارسة من كافة الاطراف يجب ان تتوقف"، مضيفا "المسؤولون عن اعمال العنف يجب ان يعاقبوا".
وكررت الدول الـ15 الاعضاء دعمها لجهود الوسيط كوفي انان، وطالبته بنقل مطالب المجلس "بأوضح العبارات" الى الحكومة السورية. ولفت ديبلوماسيون الى ان انان سيتوجه الى سوريا "في الايام المقبلة".
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالة الى مجلس الامن أمس، ان مراقبي المنظمة الدولية في سوريا اكدوا ان قذائف المدفعية والدبابات اطلقت على منطقة سكنية في الحولة في سوريا حيث قتل ما لا يقل عن 108 اشخاص من بينهم كثير من الاطفال.
وقالت الرسالة ان المراقبين "شاهدوا جثث القتلى وأكدوا بعد فحص الذخيرة ان قذائف المدفعية ومدافع الدبابات اطلقت على حي سكني. وأكد بان ايضا دعوته للحكومة السورية الى وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المدنية كما وعدت دمشق مرارا.
وقال البيت الأبيض أمس ان أنباء يوثق في صحتها عن وقوع هجمات وحشية على نساء وأطفال في الحولة في سوريا، روّعته، ووصف هذه الأفعال بأنها دليل جديد على أن الحكومة السورية غير إنسانية وغير شرعية.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إرين بلتون إن "هذه الأفعال تمثل صورة دنيئة لنظام غير مشروع يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية لاإنسانية لا توصف".
وتوجه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مساء امس الى موسكو في زيارة رسمية تتمحور بشكل خاص حول الازمة السورية التي نفد صبر بريطانيا تجاهها.
وقبل مغادرته لندن الى العاصمة الروسية، أكد هيغ ان النظام السوري خبير في إلقاء اللوم على الآخرين في جميع المشاكل التي تواجهه والفظائع التي تحصل يوميا في سوريا، مشددا على ان الوقت بدأ بالنفاد امام النظام السوري لتطبيق خطة كوفي انان بنقاطها الست، وانه في حال فشل هذه الخطة فإن بريطانيا ستبذل قصارى جهدها لرد قوي ومناسب من قبل المجتمع الدولي من اجل وضع حد للمجازر.
وألمح هيغ انه تداول وأنان امس في امكانية زيادة عديد المراقبين الدوليين بما يفرض تطبيقا كاملا للخطة الدولية.
واكدت الخارجية البريطانية ان هيغ سيلتقي في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف املا في اقناعه بالضغط الكافي على نظام الأسد من اجل تطبيق خطة انان.
في هذا الخصوص قال هيغ "انه تكتيك مألوف لنظام الأسد إلقاء اللوم على الآخرين في كل ما يحصل في بلاده، أملا منه في التخلص من مسؤولية القتل والدمار التي تسبب بها. نحن في الحكومة البريطانية والاسرة الدولية نشعر بالغثيان من هول ما رأيناه خلال الايام الاخيرة وبشكل خاص مصرع مئات الرجال والنساء والاطفال".