بعد قصيدته «ما ينبغي أن يُقال» التي أثارت الجدل لأنه انتقد "إسرائيل" ودافع عن الحق إيران بالنووي .. ها هو الشاعر الألماني غونتر غراس يطل عبر قصيدة سياسية أخرى، يتناول فيها اليوم مشكلة اليونان.
بعد قصيدته «ما ينبغي أن يُقال» التي أثارت الجدل في الأوساط الثقافية والسياسية في ألمانيا وإسرائيل، لأنه انتقد إسرائيل ودافع عن الحق إيران بالنووي .. ها هو الشاعر الألماني غونتر غراس يطل علينا من جديد عبر صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» (صباح السبت 26 مايو 2012) بقصيدة سياسية أخرى، يتناول فيها اليوم مشكلة اليونان.
في قصيدته «عار أوروبا» ينتقد غراس سياسة أوروبا تجاه البلد الذي كان مهد حضارتها، فأصبح بلا قيمة ومن دون حق يُذكر. بل حكم عليه بالفقر وعليه أن يشد حزام التقشف، وأن يشرب كأس الموت، كما شربه سقراط من قبل.لم يفت الشاعر أن ينوّه في قصيدته باحتلال ألمانيا اليونان خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الختام يحذر غراس أوروبا من لعنة الآلهة وينذرها بأنها ستنقرض في غياب البلد الذي ابتكرها من روحه.
على وشك الفوضى، ولأنه لا يتناسب مع مصلحة السوق،
ها أنتِ بعيدة عن البلد الذي كان مهدك
ما نشده وجدانك ووافق هواك
يُرفَضُ الآن ويُقيَّمُ بقيمة الخردة
كما المَدين يُعرى ويُفضَح، يشكو البلد
الذي كنتِ له ممنونة، وطالما شكرته بأقوالك المأثورة
بلد حُكِم عليه بالفقر، وما زال ثراؤه
يرصع المتاحف: وأنت بعناية تصونين الغنيمة
أولئك الذين دخلوا بلد الجُزُرِ العديدة بقوة السلاح،
ارتدوا البزّة العسكرية، حاملين هولدرلين في جعباتهم
بالكاد يُحْتَمَل البلد الذي
كان به أصحاب النفوذ يوماً حلفاءكِ
بلد لا حق لديه، وأصحاب الحق
سلطةٌ تشدّ عليه الحزام أكثر فأكثر
تحدياً لكِ ترتدي أنتيغونه السواد، داخل البلاد
يرتدي الشعب الذي كنت ضيفة عليه الحداد
وخارج البلاد كدّس الأثرياء أتباع «كروسوس»
في خزينتك
كلَّ ما هو ذهبي يَلمع
اشرب، أخيراً اشرب! يصيح المفوضون المصفقون،
لكن غاضباً يُرجِع لكِ سقراط الكوب مملوءاً
سوف تلعن الآلهة في الجوقة كل ما يَخُصّك،
ويطالب جبل الأوليمب بمصادرة مشيئتكِ
بلا روح سوف تضمرين من دون البلد
الذي من روحهِ، أنتِ يا أوروبا، ابْتُكِرتِ
(نقلها عن الألمانية فؤاد آل عواد)