تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها تبعات مجزرة الحولة في سورية، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص ووصول أنان إلى دمشق في زيارته الثانية لسوريا، في مسعى لإبقاء خطته
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان أبرزها تبعات مجزرة الحولة في سورية، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص ووصول المبعوث الدولي كوفي أنان إلى دمشق في زيارته الثانية لسوريا، في مسعى لإبقاء خطته للسلام قائمة.
السفير
دمشق تطالب بالضغط على ممولي المسلحين .. والعربي يدعو لزيادة عدد المراقبين
أنان يقرّ بتعثر خطته: المطلوب خطوات جريئة نحو الحل السلمي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لم ينكر الموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان، أمس، أن خطته من النقاط الست ليست على ما يرام، معرباً عن أمله، خلال زيارته الثانية إلى دمشق منذ تعيينه قبل ثلاثة أشهر، دفع هذه الخطة وتنفيذها تنفيذاً شاملاً، فيما كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم مطالبة انان «بتكثيف جهوده مع الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها والتي تعمل على إفشال مهمته، سواء عبر تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة أو تسليحها أو توفير الملاذ الآمن لها».
في هذا الوقت، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بزيادة عدد المراقبين الدوليين، ومنحهم الصلاحيات الضرورية لوضع حد للانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكب في سوريا»، فيما حمّلت روسيا الجيش السوري والمعارضة السورية المسؤولية عن مجزرة الحولة، التي أدانتها السعودية، وأعلنت فرنسا أنها عازمة على استضافة مؤتمر أصدقاء سوريا، من دون أن تحدد موعدا لذلك.
واستهل أنان زيارته الى دمشق بلقاء رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، الذي قدم له تصوره لمستوى تنفيذ العملية التي يقوم بها في سوريا. واجتمع أنان بممثلين عن منظمات الإغاثة الإنسانية في سوريا، على أن يقابل اليوم الرئيس السوري بشار الأسد. وعلمت «السفير» أن المبعوث الدولي سيلتقي اليوم وفداً من المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية برئاسة حسن عبد العظيم.
وقال أنان، في بيان مكتوب فور وصوله الى دمشق «أتيت شخصيا إلى سوريا في هذه اللحظة الحرجة. وأنا شخصيا شعرت بالصدمة والهلع من جراء الحادثة المروّعة التي وقعت في الحولة منذ يومين، وحصدت العديد من الأبرياء، من أطفال ونساء ورجال. إنها جريمة مرعبة وأدانها مجلس الأمن».
وأضاف «كما أنني أتقدم بالعزاء العميق وتعاطفي الكبير مع أهالي الضحايا والجرحى في الحولة ولكامل البلد. ولقد طلب مجلس الأمن من الأمم المتحدة الاستمرار في التحقيق بالهجوم الذي أصاب الحولة، ويجب أن تتم محاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة الوحشية. كما أنني أتفهم ما تقوم به الحكومة من تحقيقات بهذا الشأن». واعتبر أن «الشعب السوري هو من يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع»، موضحا أن «هدفنا هو الوصول إلى وقف هذه المعاناة. يجب أن تنتهي، ويجب أن تنتهي الآن».
وحث أنان الحكومة السورية «على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على أنها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا»، مشيرا إلى انه طلب ذلك من «جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات مصداقية». وأوضح أنها «رسالة للسلام يوجهها ليس فقط إلى الحكومة، ولكن لكل شخص يحمل سلاحا».
ولفت أنان إلى انه «لا بد من تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط على نحو شامل»، مشيرا إلى أن ذلك «لم يحدث» بعد. وأوضح انه يعتزم إجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الأسد بالإضافة إلى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير الخارجية وليد المعلم شرح لأنان خلال لقائهما «حقيقة ما يجري في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها. كما استعرض خطوات الإصلاح التي تقوم بها القيادة السورية في مختلف المجالات، وأعاد تأكيد حرص سوريا على تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة ضمن إطار تفويضها، ودعاه إلى مواصلة جهوده وتكثيفها مع الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها والتي تعمل على إفشال مهمة أنان، سواء عبر تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة أو تسليحها أو توفير الملاذ الآمن لها».
وذكرت «سانا» أن أنان أكد، خلال اللقاء الذي حضره المقداد ومود، «دعم المجتمع الدولي لخطته وحرصه على استمرار التنسيق مع القيادة السورية»، مشيداً «بالتعاون الذي تبديه في مجال تسهيل تنفيذ خطة النقاط الست التي تهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار. وتباحث في كيفية تذليل بعض العقبات التي قد تواجه تنفيذ هذه النقاط، على ضوء الممارسة العملية لعمل المراقبين الحالي في سوريا».
وأضافت «كما قدر أنان التعاون السوري في جوانب مثل تسهيل دخول الإعلاميين، وكذلك في مجال العمل الإنساني من خلال التعاون المنجز، عبر عمل كل من لجنة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وشكر الحكومة السورية على الحماية التي توفرها للمراقبين الدوليين في أداء مهماتهم، كما نوه بإيجابية إعلان سوريا تشكيل لجنة للتحقيق بمجزرة منطقة الحولة، ما يعكس جدية القيادة السورية في العمل على استتباب الأمن والاستقرار في البلاد».
مود
وقال مود، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت أمس، ردا على سؤال عما إذا كانت مجزرة الحولة تضع حداً لعمل بعثة المراقبين، إن «قوة البعثة، المؤلفة من 300 مراقب، تنبع من كونهم يمثلون المجتمع الدولي على الأرض. أما نقطة ضعفهم الحقيقية فهي كونهم مجرد بشر غير مسلحين، غير قادرين على تغطية كل الأراضي السورية، كما على الوصول إلى النقاط الساخنة في سوريا في الوقت ذاته. وبوضوح، فإن البعثة تعتمد أساساً على حسن نية جميع الجهات السورية لإنهاء العنف والتحرك نحو حوار سياسي، لا يبدو انه تحقق حتى الآن»، موضحاً أن «التقدم في هذا الصدد لا يتم إلا إذا قررت الحكومة والمعارضة استغلال الفرصة، إذ وحده التزامهم يوقف العنف».
وعن تهديد المعارضة بالتراجع عن دعم الخطة، قال مود إنه «يتفهم الانتقادات التي توجه للبعثة، مع العلم أن دورها ليس ضمان الأمن، مسؤوليتي هنا هي مراقبة خطة أنان والحرص على تنفيذها.. والوضع ليس بهذه السوداوية.. ففي العديد من الأماكن استطعنا أن نسجل تطوراً ملحوظاً، كما نجحنا في نسج روابط مع الهيئات المحلية الحكومية والمعارضة، ونجحنا في ضمان وقف إطلاق النار، وإطلاق عدد من الأسرى».
ردود فعل
وناشد العربي، في رسائل وجهها إلى أنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن «التحرك سريعا من أجل وقف جميع أعمال العنف في سوريا، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية للمدنيين، بما في ذلك زيادة عدد المراقبين الدوليين، ومنحهم الصلاحيات الضرورية لوضع حد للانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكب في سوريا».
واعتبر العربي، الذي التقى نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة هيثم مناع، أن «التمادي في ارتكاب تلك الانتهاكات والجرائم في حق الشعب السوري يمثل خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ولما التزمت به الحكومة السورية من تعهدات بموجب خطة النقاط الست».
وشدد مجلس الوزراء السعودي، في اجتماع برئاسة الملك عبد الله في جدة، على «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لوقف نزيف الدماء المستمر يومياً ووقف استخدام القوة ضد المدنيين العزل». وأعلنت الرباط أن وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات للتوصل إلى «رد مشترك» على مجزرة الحولة. (تفاصيل صفحة 12)
واعتبرت موسكو، أن الجيش السوري والمعارضة ضالعان في مجزرة الحولة، لكنها دعت الدول الكبرى لتركيز جهودها على وقف دوامة العنف عوض السعي لتغيير النظام السوري، فيما اعتبرت لندن أن «الخيار هو بين خطة أنان أو تزايد الفوضى في سوريا والانزلاق نحو حرب أهلية شاملة والانفجار».
وأكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، خلال لقائه نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أن على العالم أن يسعى لحل سلمي للأزمة في سوريا. ودانت طهران مجزرة الحولة، مستبعدة في الوقت نفسه تورط النظام السوري فيها.
واتفق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «على العمل معا لزيادة الضغط» على الرئيس السوري بشار الأسد، فيما دعا المجلس الوطني السوري «كل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري لتزويده حالا بوسائل مجدية للدفاع عن النفس».
وتوقع رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» الأميركية، تصاعد الضغوط الدولية على النظام السوري. وقال «أعتقد أن هذا الضغط الديبلوماسي يجب أن يسبق دوماً أي مناقشات عن الخيارات العسكرية. وفي المناسبة عملي هو الخيارات لا السياسة. ولذلك سنكون مستعدين لتوفير الخيارات إذا طلب منا ذلك».
النهار
أنان في دمشق يطالبها بـ"خطوات جريئة"
واشنطن جاهزة عسكرياً وموسكو تنتقد النظام
وتناولت صحيفة النهار الشأن السوري وكتبت تقول "دفعت مجزرة الحولة في محافظة حمص الازمة السورية نحو نقطة مفصلية بدا فيها الاطراف الدوليون أقرب الى اتخاذ مواقف أكثر تطورا كما فعلت الولايات المتحدة التي قال رئيس هيئة أركانها المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان وزارة الدفاع "البنتاغون" مستعدة لخيار التدخل العسكري لانهاء دائرة العنف في سوريا وإن تكن لا تزال ترى أنه يجب تكثيف الضغوط الديبلوماسية على الرئيس السوري بشار الاسد قبل اللجوء الى العمل العسكري. وكانت المجزرة حافزا لروسيا لاعادة النظر في علاقتها الوطيدة مع النظام السوري، إذ كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واضحا امس في تحميل الحكومة السورية "المسؤولية الاساسية في ما يجري" في البلاد حاليا باعتبار ان "أي حكومة في العالم تتحمل مسؤولية أمن مواطنيها". واذا كانت موسكو لم تبتعد عن دمشق بعد، فان من الواضح أنها باتت أقل قربا منها، بدليل توجيه اللوم اليها والى المعارضة على حد سواء، في مجزرة الحولة. أما الغرب، فمضى في تصعيد لهجته. واتفق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تكثيف الضغوط على الاسد في المرحلة المقبلة.
ومع تصاعد المواقف الدولية من سوريا ومع استمرار الخروقات الواسعة لوقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان الماضي، بدأ المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان زيارة لدمشق يلتقي خلالها اليوم الأسد، بعدما كان التقى أمس وزير الخارجية وليد المعلم، مطالبا الحكومة السورية باتخاذ "خطوات جدية" لوقف العنف، الذي أوقع أمس 34 قتيلا استنادا الى احصاءات الناشطين المعارضين.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان المعلم بحث وأنان في "الجهود الجارية لتطبيق الخطة ذات النقاط الست التي توافق عليها الجانبان والتي تهدف الى التوصل الى وقف العنف بكل أشكاله ومن أي طرف كان بغية فتح الطريق أمام الحل السياسي واعادة الامن والاستقرار الى سوريا". واضافت ان المعلم أكد لأنان حرص الحكومة السورية على "تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة".
وكان أنان صرح لدى وصوله الى دمشق: "أشعر بالصدمة ازاء الاحداث المأسوية والمروعة التي حصلت قبل يومين في الحولة". وأضاف ان مجلس الامن طلب من الامم المتحدة "مواصلة التحقيق في الاعتداءات التي حصلت في الحولة"، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم الى المساءلة". وأوضح انه يعتزم اجراء "مناقشات جدية وصريحة" مع الاسد، الى "أشخاص آخرين" خلال وجوده في البلاد.
وأشار الى ان الحكومة السورية باشرت تحقيقات في مجريات الاحداث، ملاحظا أن الشعب السوري هو من "يدفع الثمن الاكبر في هذا الصراع".
وحض الحكومة السورية "على اتخاذ خطوات جريئة للتدليل على أنها جدية في عزمها على حل هذه الازمة سلميا"، قائلا انه طلب ذلك من "جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات صدقية". وأفاد انها "رسالة للسلام يوجهها ليس فقط الى الحكومة، ولكن الى كل شخص يحمل سلاحا". وخلص الى أنه "لا بد من تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط على نحو شامل"، وهو ما "لم يحدث" بعد.
وصرح الناطق باسم أنان أحمد فوزي، في جنيف بأن الموفد الدولي سيلتقي ايضاً خلال زيارته "ممثلين للمعارضة والمجتمع المدني".
وهي الزيارة الثانية لأنان لدمشق منذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا قبل ثلاثة أشهر.
وبالتزامن مع وصول أنان الى سوريا، بعثت وزارة الخارجية السورية برسائل متطابقة الى كل من مجلس الأمن والجمعية العمومية وكل الهيئات المعنية بحقوق الانسان في جنيف اتهمت فيها "المجموعات الارهابية المسلحة بارتكاب المجازر" في الحولة، مؤكدة "عزمها على العثور على المجرمين قتلة الاطفال وتقديمهم الى المحاكمة". ونفت "دخول أي دبابة المنطقة".
رئيس الأركان الأميركي
في واشنطن، جاء في تصريحات لديمبسي أوردها الموقع الالكتروني لشبكة "فوكس نيوز" الاميركية للتلفزيون ان "البنتاغون" يرى أن العنف الدموي القائم في سوريا يجب أن يقابل بتكثيف الضغط الديبلوماسي أولاً، وليس التدخل من أجل وقف القتال.
وقال: "اعتقد ان الضغط الديبلوماسي يجب دوماً أن يسبق أي مناقشات في شأن التدخل العسكري، وأن مهمتي في المناسبة تقتضي البحث في الخيارات وليس التطرق الى السياسة، وسنكون مستعدين لتوفير الخيار العسكري اذا طلب منا ذلك".
ووصف الأحداث في سوريا في نهاية الاسبوع بانها كانت مرعبة، "وأتوقع أن يزيد المجتمع الدولي ضغوطه على النظام السوري"، متسائلاً عما اذا كانت الديبلوماسية وليس التدخل العسكري ستكون كافية لانهاء القتال في سوريا.
وأضاف: "لا أدري ما إذا كان الجمع بين الاجراءات الاقتصادية والديبلوماسية ولا سيما في ما يتعلق بالقضية السورية سيؤتى ثماره بوقف القتال، لكني بالتأكيد اشجع قادتنا والزعماء الدوليين على اتباع هذا المسار والتضامن معاً لنمضي في هذا المسار الذي قد يجعل الرئيس السوري يتخذ القرار الصحيح".
لكن الرئيس الاميركي باراك أوباما تجاهل في خطاب القاه في تكريه قدامى المحاربين سوريا وايران، وأكد عوض ذلك انه لن يرسل جنوداً الى حرب من غير ان تكون ثمة حاجة واضحةً الى ذلك.
الأخبار
سوريا.. مجزرة الحولة تصعّد الضغوط
أنان في دمشق: مناقشات «صريحة» مع الأسد
كما تناولت صحيفة الأخبار الأحداث في سورية وكتبت تقول "مثّلت مجزرة الحولة في سوريا، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص، نقطة تحول في الحدث السوري، فيما وصل المبعوث الدولي كوفي أنان إلى دمشق في زيارته الثانية لسوريا، في مسعى لإبقاء خطته للسلام قائمة.
غداة البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي بشأن مجزرة الحولة، تصاعدت حدة ردود الفعل الدولية؛ إذ طالبت فرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري على أعماله، فيما حمّلت موسكو طرفي النزاع في سوريا مسؤولية المجزرة. ووسط هذه الأجواء التصعيدية سياسياً، وصل المبعوث الدولي إلى سوريا، كوفي أنان، إلى دمشق، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم.
وقال أنان، في تصريح صحافي بعيد وصوله إلى أحد فنادق دمشق: «أشعر بالصدمة إزاء الأحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة».
وأضاف أن مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة «مواصلة التحقيق في الاعتداءات التي حدثت في الحولة»، مشدداً على ضرورة «محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة».
وأوضح أنان أنه يعتزم إجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد. وحث الحكومة السورية «على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على أنها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلمياً»، مشيراً إلى أنه طلب ذلك من «جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات صدقية».
والتقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم المبعوث الأممي في مبنى وزارة الخارجية السورية في دمشق، بحضور نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، وقائد فريق المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود، إضافة إلى الفريق المرافق لأنان. وعرض المعلم لأنان «خطوات الإصلاح التي تقوم بها القيادة السورية في مختلف المجالات، وأعاد تأكيد حرص سوريا على تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة ضمن إطار تفويضها، ودعاه إلى مواصلة وتكثيف جهوده مع الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها التي تعمل على إفشال مهمة عنان، سواء عبر تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة أو تسليحها أو توفير الملاذ لها».
وبحث الوزير السوري والمبعوث الأممي «الجهود الجارية لتطبيق الخطة ذات النقاط الست التي توافق عليها الجانبان والتي تهدف للتوصل إلى وقف العنف بكل أشكاله ومن أي طرف كان بغية فتح الطريق أمام آفاق الحل السياسي وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا». بدوره، أكد أنان «دعم المجتمع الدولي لخطته وحرصه على استمرار التنسيق مع القيادة السورية»، مشيداً بـ«التعاون الذي تبديه في مجال تسهيل تنفيذ خطة النقاط الست التي تهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار وتباحث في كيفية تذليل بعض العقبات التي قد تواجه تنفيذ هذه النقاط في ضوء الممارسة العملية لعمل المراقبين الحالي في سوريا».
دبلوماسياً، تواصلت ردود الفعل المنددة بالنظام السوري إثر مجزرة الحولة. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إثر اتصال جرى بينهما، أنهما اتفقا «على العمل معاً لزيادة الضغط» على الرئيس السوري. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن الطرفان أكدا انعقاد المؤتمر المقبل «لأصدقاء الشعب السوري» في باريس. وتابعت الرئاسة الفرنسية قائلة إن الشأن السوري سيكون أيضاً على جدول المباحثات بين هولاند ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء الجمعة في الإليزيه.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي، في مقابلة نشرت أمس، أن إيطاليا على استعداد لدعم إقامة ممرات إنسانية لإنهاء المجازر في سوريا، في إطار «مسؤولية الحماية». بدورها أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت القائم بالأعمال السوري وأبلغته إدانتها لـ«الجريمة المشينة» التي وقعت في بلدة الحولة.
وتمثّل التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين تصعيداً لتنديد بكين بتزايد أعمال العنف وسفك الدماء في سوريا، لكنه أحجم عن إدانة حكومة الرئيس بشار الأسد مباشرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين، في إفادة صحافية: «تشعر الصين بصدمة بالغة جراء العدد الكبير للضحايا المدنيين في الحولة، وتدين بأقوى العبارات القتل الوحشي لمدنيين، وخاصة النساء والأطفال». وأضاف: «تظهر هذه الواقعة مرة أخرى أن الوقف الفوري للعنف في سوريا لا يحتمل تأجيلاً».
من جهته، حثّ رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي المجتمع الدولي على استخدام الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية لإنهاء العنف في سوريا. وقال: «أعتقد أن هذا الضغط الدبلوماسي يجب أن يسبق دوماً أي مناقشات عن الخيارات العسكرية. وبالمناسبة، عملي هو الخيارات لا السياسة. لذلك سنكون مستعدين لتوفير الخيارات إذا طلب منا ذلك».
عربياً، ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن الدولي «التحرك السريع لوقف جميع أعمال العنف» في سوريا و«توفير الحماية للمدنيين»، وذلك بعد مجزرة الحولة. وشدد نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنى السورية المعارضة، هيثم مناع، على ضرورة دعم خطة أنان، موضحاً أنه لا بديل متماسكاً لخطة أنان، لا في الشرق ولا في الغرب ولا عند العلمانيين أو الإسلاميين.
كذلك دعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين «كل أصدقاء الشعب السوري وأشقائه» إلى تزويده «حالاً بوسائل مجدية للدفاع عن النفس»، وذلك بعد فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين. وطالب المجلس الوطني السوريين بـ«تصعيد التظاهر والإضراب» للتعبير عن رفضهم صمت العالم. وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيان مجلس الأمن بشأن مجزرة الحولة، مشيرة إلى أنها «رسالة قاتلة» تسهم في استمرار المجازر.
وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن «استنكاره الشديد للمجرزة» التي وقعت في منطقة الحولة، مشدداً على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لوقف نزف الدماء المستمر يومياً ووقف استخدام القوة ضد المدنيين العزل. كذلك أدانت الرئاسة التونسية، في بيان، بشدة «المجزرة الرهيبة» التي شهدتها بلدة الحولة، مشيرة إلى أن «الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها».
بدورها، أعلنت الرباط أن وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات للتوصل إلى «رد مشترك» على مجزرة الحولة.
اللواء
أنان يعبّر عن ذهوله من المجزرة .. وهولاند وكاميرون يتفقان على محاسبة النظام
إضراب في أسواق دمشق .. والبنتاغون مستعد للتدخل العسكري
من جانبها كتبت صحيفة اللواء تقول "شكلت مجزرة الحولة في سوريا التي راح ضحيتها اكثر من مئة شخص نقطة تحول بالنسبة للرئيس السوري بشار الاسد ومبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان حيث يبدو ان المؤشرات غير مشجعة بالنسبة لجهود كل منهما. وقد وصل انان الى دمشق في زيارته الثانية الى سوريا في مسعى لابقاء خطته للسلام في سوريا قائمة ، فيما تصاعدت حدة ردود الفعل الدولية اذ طالبت فرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري على اعماله، في حين حملت موسكو طرفي النزاع في سوريا مسؤولية المجزرة. ووسط هذه الاجواء التصعيدية تواصلت امس اعمال العنف موقعة 34 قتيلا غالبيتهم من القوات النظامية .
وقد بحث وليد المعلم وزير الخارجية السوري مساء امس مع أنان ، الجهود الجارية لتطبيق خطة النقاط الست التي توافق عليها الجانبان والتي تهدف للتوصل إلى وقف العنف بكل أشكاله ومن أي طرف، كان بغية فتح الطريق أمام آفاق الحل السياسي.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» عن المعلم قوله إنه «شرح لانان حقيقة ما يجري في سوريا وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها. كما استعرض خطوات الإصلاح التي تقوم بها القيادة السورية في مختلف المجالات».
وجدد المعلم تأكيده على حرص دمشق «على تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة ضمن إطار تفويضها»، داعيا إلى مواصلة وتكثيف جهوده مع «الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها والتي تعمل على افشال مهمة عنان سواء عبر تمويل أو تسليح أو توفير الملاذ للمجموعات الإرهابية المسلحة».
من جانبه، أكد انان دعم المجتمع الدولي لخطته وحرصه على استمرار التنسيق مع القيادة السورية، مشيدا بالتعاون الذي تبديه في مجال تسهيل تنفيذ خطة النقاط الست التي تهدف إلى «إحلال الأمن والاستقرار وتباحث في كيفية تذليل بعض العقبات التي قد تواجه تنفيذ هذه النقاط على ضوء الممارسة العملية لعمل المراقبين الحالي في سورية».ونوه انان «بإيجابية إعلان سورية عن تشكيل لجنة للتحقيق بمجزرة منطقة الحولة ما يعكس جدية القيادة السورية في العمل على استتباب الأمن والاستقرار في البلاد».
وكان أنان عبر لدى وصوله إلى دمشق امس عن «صدمته» بسبب مجزرة الحولة . وقال إنه يعتزم إجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الرئيس السوري إضافة إلى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية السورية في رسائل متطابقة الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وهيئات حقوق الانسان بأشد العبارات «المجازر التي قامت بها المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من الخارج في تلدو والشومرية والاعتداءات الاخرى على المواطنين السوريين»، مؤكدة أن «المجموعات المسلحة ارتكبت مجزرتها في تلدو والشومرية بدم بارد ومن مسافات قريبة».
وغداة ادانة مجلس الامن للنظام السوري على مسؤوليته عن مجزرة الحولة، تصاعدت حدة ردود الفعل الدولية اذ طالبت فرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري على اعماله .
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر اتصال جرى بينهما امس انهما اتفقا «على العمل معا لزيادة الضغط» على الرئيس السوري، واكدا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم.
من جهته، اكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن «وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مستعدة لخيار التدخل العسكري لإنهاء العنف الدائر في سوريا». وأوضح ديمبسي في تصريحاته لشبكة «فوكس نيوز» الاخبارية أن العنف الدموي القائم في سوريا يجب أن يقابل بتكثيف الضغط الدبلوماسي أولا وليس التدخل من أجل وقف القتال. ولفت ديمبسي الى ان «الضغط الدبلوماسي يجب دائما أن يسبق أي مناقشات حول التدخل العسكري»، مشددا على ان مهمته تقتضي بحث الخيارات وليس التطرق إلى السياسة، «وسنكون مستعدين لتوفير الخيار العسكري إذا طلب منا ذلك».
اما الموقف الروسي فبقي على تمايزه من الموقف الغربي، الا انه اقترب قليلا منه بموافقة موسكو على البيان الصادر عن مجلس الامن مساء الاحد. ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ امس ان طرفي النزاع في سوريا يتحملان مسؤولية مجزرة الحولة.
من جهته قال هيغ «لسنا في سوريا ازاء الاختيار بين خطة انان او استعادة نظام الاسد السيطرة على البلاد»، مشددا على «ان الخيار هو بين خطة انان او تزايد الفوضى في سوريا والانزلاق نحو حرب اهلية شاملة والانفجار».
وطالبت الصين باجراء «تحقيق فوري» حول المجزرة و«البحث عن مرتكبيها».
كما، نددت ايران بمجزرة الحولة، مستبعدة في الوقت نفسه تورط نظام دمشق فيها.
عربيا ، ناشد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس مجلس الامن الدولي «التحرك السريع من اجل وقف جميع اعمال العنف» في سوريا و»توفير الحماية للمدنيين»، وذلك بعد مجزرة الحولة.
وجاء في بيان صدر عن مقر الجامعة في القاهرة ان الامين العام بعث برسائل «ناشد فيها وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن التحرك السريع من اجل وقف جميع اعمال العنف الدائرة حاليا في سوريا».
والتقي العربي امس وفد هيئة التنسيق الوطني برئاسة هيثم مناع الذي اكد تمسك الهيئة بخطة انان في غياب اي مبادرة جديدة للحل في سوريا
ومن المقرر ان يعقد مجلس الجامعه العربية اجتماعا مهما وطارئا علي مستوي وزراء الخارجية السبت المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد . ودانت الرئاسة التونسية في بيان بشدة «المجزرة الرهيبة» التي شهدتها بلدة الحولة معتبرة أن «الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها».
بدورها اعلنت الرباط ان وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات للتوصل الى «رد مشترك» على مجزرة الحولة.
المستقبل
استمرار الإدانات والاستنكار للمجزرة التي ارتكبها شبيحة الأسد ومطالبات بالمحاسبة
أنان: أشعر بالصدمة إزاء الأحداث المأسوية والمروعة في الحولة
بدورها كتبت صحيفة المستقبل تقول "عبر الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان لدى وصوله الى دمشق امس عن "صدمته" ازاء المجزرة "المروعة" التي حصلت في الحولة في ريف حمص واسفرت عن مقتل 108 اشخاص، بينهم عدد كبير من الاطفال، بحسب الامم المتحدة، فيما تواصلت الادانات الدولية والعربية الشاجبة للجريمة التي ارتكبتها قوات وشبيحة تابعون لنظام بشار الأسد.
ويذكر أن أنان وصل أمس إلى دمشق في زيارة هي الثانية له للعاصمة السورية منذ تعيينه موفدا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا قبل ثلاثة اشهر.وتأتي هذه الزيارة بعد ادانة مجلس الامن الدولي الاحد مجزرة الحولة التي وقعت الجمعة الماضي.
وقال مجلس الامن ان الضحايا سقطوا اثر "هجمات شملت القصف بالدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني"، وان "هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية".
ووضع انان خطة للخروج من الازمة اقرتها دمشق وارسلت بموجبها بعثة من المراقبين الدوليين الى سوريا للتثبت من وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان ويتم خرقه يوميا.
وتنص خطة انان ايضا على سحب الدبابات من الشوارع والسماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى المحتاجين واطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.
وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تشهدها البلاد واسفرت عن مقتل اكثر من 13 الف شخص اغلبهم من المدنيين منذ منتصف اذار 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى "مجموعات ارهابية مسلحة" تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج.
أنان
انان قال للصحافيين فور وصوله الى احد فنادق دمشق "اشعر بالصدمة ازاء الاحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة". واضاف ان مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة "مواصلة التحقيق حول الاعتداءات التي حدثت في الحولة"، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة". واوضح انان انه يعتزم اجراء "مناقشات جادة وصريحة" مع الرئيس السوري بشار الأسد بالاضافة الى "أشخاص آخرين" أثناء وجوده في البلاد. واشار الى ان الحكومة السورية باشرت تحقيقا في مجريات الاحداث، معتبرا ان الشعب السوري هو من "يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع".
واكد المبعوث الدولي الذي تقدم بخطة لحل الازمة القائمة في البلاد منذ 14 شهرا ان "هدفنا هو الوصول الى وقف هذه المعاناة. يجب أن تنتهي ويجب أن تنتهي الآن". وحض انان الحكومة السورية "على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على انها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا"، مشيرا الى انه طلب ذلك من "جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات مصداقية". واوضح انها "رسالة للسلام يوجهها ليس فقط الى الحكومة، ولكن لكل شخص يحمل سلاحا". ولفت انان الى انه "لا بد من تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط على نحو شامل"، مشيرا الى ان ذلك "لم يحدث" بعد.
ومن المقرر ان يلتقي انان اليوم مع الرئيس السوري بشار الاسد. وقال احمد فوزي، الناطق باسم انان، من جنيف ان الموفد الدولي سيلتقي ايضا خلال زيارته "ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني".
اليابان
ودانت الحكومة اليابانية المجزرة، محمّلة الحكومة السورية جزءاً من المسؤولية عن هذه "المأساة". ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني (NHK) عن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أوسامو فوجيمورا إدانته الشديدة لما أسماه "العنف غير الإنساني"، معبراً عن تعاطفه مع الضحايا وتعازيه لعائلاتهم. وقال فوجيمورا "من الواضح أن الحكومة السورية تتحمل جزءاً من المسؤولية عن المأساة". وأضاف أن اليابان ستضغط على سوريا من أجل تطبيق الخطوات المقترحة من قبل الأمم المتحدة من أجل إنهاء العنف والقيام بمسؤوليتها في حماية مواطنيها.
روسيا
روسيا اتهمت النظام السوري والمعارضة، بالضلوع في مجزرة الحولة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ في موسكو "نحن امام وضع من الواضح ان الطرفين لهما يد فيه"، مشيرا الى وجود آثار اطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي.
واكد الوزير الروسي ان بلاده لا تدعم نظام الاسد وانما خطة السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، مشددا في الوقت نفسه على ان موسكو تدعو القوى الغربية الى وقف جهودها الرامية لتنحي الاسد. وقال لافروف "نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي انان"، مضيفا ان على القوى الغربية "العمل على تطبيق خطة كوفي انان وليس اسقاط النظام". واضاف "يجب ان يتصرف اللاعبون الاجانب بالطريقة ذاتها من خلال العمل على تطبيق خطة انان وليس على تغيير النظام"، مشددا على ان الاهم هو "انهاء العنف" وليس "الاهتمام بمن هو في السلطة في سوريا". واوضح لافروف "نحن نضغط على الحكومة السورية تقريبا كل يوم وبالتوازي مع ذلك لدينا صلات بكافة مجموعات المعارضة".
وتابع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هيغ: "لدينا انطباع بان بعض اللاعبين الاجانب لا يقولون للمعارضين ما نقوله نحن"، مضيفا "نحن نعلم ان المعارضة المسلحة، على الاقل القسم المتطرف منها، تتلقى باستمرار اشارات بعدم التوقف" دون توضيح مصدر هذه الاشارات. واعتبر الوزير الروسي ان المعارضة السورية المسلحة ضالعة ايضا في مجزرة الحولة. وقال لافروف "نحن امام وضع من الواضح ان الطرفين لهما يد فيه، في مقتل مدنيين ابرياء"، مشيرا الى وجود اثار اطلاق نار من مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي، بحسب المراقبين الدوليين في سوريا. واضاف "نطلب تحقيقا في ما حصل في الحولة".
الصين
الصين طالبت أمس باجراء "تحقيق فوري" حول المجزرة من دون ان تحمل الحكومة السورية المسؤولية. وقال المتحدث باسم الخارجية ليو ويمين ان الصين "تندد بشدة" بمجزرة الحولة وتطالب بفتح "تحقيق فوري في هذه الوقائع وكذلك البحث عن مرتكبيها". كما دعا المتحدث الى التطبيق الكامل لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان المكونة من ست نقاط لحل الازمة. وهو موقف ما انفكت تؤكد عليه الصين حليف سوريا، بانتظام في الاشهر الاخيرة.
إيران
ونددت ايران الاثنين بمجزرة الحولة لكنها استبعدت تورط نظام الاسد في هذا العمل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست "ان جمهورية ايران الاسلامية تندد بهذا العمل المشبوه وتؤكد على وجوب كشف المسؤولين" مضيفا "التدخلات الخارجية والاعمال الارهابية والمشبوهة مصيرها الفشل".
ويعد نظام دمشق الحليف الرئيسي لايران في المنطقة، وقد دافعت طهران عنه في مواجهة الحركة الاحتجاجية الشعبية في وقت وصلت حصيلة اعمال العنف في سوريا الى اكثر من 13 الف قتيل منذ 14 شهرا بحسب المعارضة.
واتهم الغربيون مرات عدة ايران بتزويد دمشق بالسلاح والخبراء لمساعدتها على قمع الثورة الامر الذي نفته طهران على الدَّوْم.
تونس
تونس اعتبرت ان "الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها" . وقالت الرئاسة التونسية في بيان "إن تونس التي تدين إدانة قوية هذه المجزرة الرهيبة تكرر دعوة المجتمع الدولي إلى إيلاء الوضع في سوريا الاهتمام الذي يستحق (...) وتعتبر أنه لا يمكن تصور حل في سوريا في ظل بقاء النظام تحت قيادة بشار الأسد".
وجددت الرئاسة التونسية في البيان مطالبتها الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، داعية إلى "توحيد الجهود (الدولية) لدفع الوضع في سوريا نحو سيناريو شبيه بالذي وقع اتباعه في اليمن". ودعت الرئاسة التونسية إلى "بذل كل الجهود من أجل الضغط على النظام الحاكم في دمشق من أجل القبول بهذا الحل باعتبار أنها الطريقة الوحيدة لضمان وحدة سوريا وتلافي التدخل العسكري الأجنبي واتساع نطاق المواجهات".
مصر
في مصر أعربت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب برئاسة النائب محمد أنور السادات عن إدانتها الشديدة للمجزرة. وذكرت اللجنة فى بيان امس أن "ذبح وقتل الأطفال والمدنيين على يد النظام الحاكم هو استمرار لسياسة القمع والقتل والتشريد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية فى حق أبناء الشعب السوري الشقيق". وحملت اللجنة "النظام الحاكم في سوريا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم التي تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنساني".
ودعت اللجنة الحكومة المصرية والدول العربية والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في العالم وهيئات الإغاثة إلى "ضرورة التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم". وطالبت اللجنة مجلس الأمن الدولي بسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاكمة جميع المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.