وكشفا للعنجهية التي يتمتع بها اردوغان نقل الكاتب التركي جانبا من خطاب دار بين الأخير وجولان الذي تعرض لتهديد رئيس الوزراء التركي بقوله له لا تحاول التدخل في السياسة ومكانك الجوامع فقط
قال الكاتب الصحفي التركي جونيت اولسيفر إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حاول إقامة نظام محافظ في تركيا رغم محاولة بعض الأوساط في حزب العدالة والتنمية فرض هذا النظام بالقوة فضل أردوغان تطبيقه بعمق وهدوء. وأضاف الكاتب في مقال نشره موقع اودا تي في التركي إن أردوغان الذي كان حذرا في جميع خطواته أخطأ في عدم الحذر بموضوع حرية الصحافة والإعلام وقد تجاهلها تماماً وبدأ اليوم يتصرف بشكل عشوائي دون أخذ الاحتياطات اللازمة وهو يتحدث عن تركيا التي يطمح إلى إقامتها دون تخطيط أو تفكير. ورأى اولسيفر أن أردوغان لم يتردد في طرح أفكاره وتخلى عن اللغة الليبرالية التي كان يستخدمها في بعض الأحيان وأن هناك ثلاثة احتمالات يمكن أن تكون أدت إلى تغيير مواقف أردوغان ولغته السياسية منها أن يكون شعر بالقوة التي يملكها لذلك لم يعد يهتم بردة فعل الرأي العام وبعد سيطرته على القوات المسلحة التي كان يعتبرها المعارضة الرئيسية ترك الحسابات الدقيقة وبدأ يظهر هويته ومشاعر الكره والحقد والانتقام دون تردد.
ولفت الكاتب إلى أن الوضع الصحي لأردوغان من المحتمل أن يكون دفعه إلى التراخي والابتعاد عن الحذر والحيطة وجعله يتحدث دون تفكير لافتا إلى أن هذه التصرفات تزعج حتى أعضاء حزب العدالة والتنمية. وقال الكاتب إن هذه الاحتمالات تشكل خطرا وقد تقود إلى مشاكل لا يمكن تفاديها معتبرا أن أردوغان قسم المواطنين الى فئتين أحداهما /السادة القدماء/ والثانية/السادة الجدد/ وهما فئتان يستحيل اتفاقهما في المستقبل.
وأوضح الكاتب في مقاله أن الفئة الأولى تتكون من الانقلابيين والمنعزلين عن الشعب والذين لا يحترمون القيم الاجتماعية أما الفئة الثانية أي السادة الجدد فهم المضطهدون السابقون أي الشعب صاحب الوطن الأصلي الذي يتبنى القيم الوطنية والمعنوية وتابع الكاتب.. إن أردوغان يثير مشاعر الحقد والانتقام لدى السادة الجدد ضد السادة القدماء معربا عن قلقه من نتائج الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تركيا.
من جهته قال الكاتب الصحفي التركي اورهان بورسالي إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بدأ يواجه مشاكل صعبة للغاية حيث سيتم تغيير المناصب في تركيا بين عامي 2014 و2015 .وفيما يتعلق بموضوع تغيير المناصب في تركيا كشف الكاتب في مقال نشرته صحيفة (جمهورييت) عن أن اردوغان وفريقه اقترحوا على الرئيس التركي عبد الله غل استلام منصب آخر أي استلام الأمانة العامة في حلف الناتو وهو الأمر الذي رفضه غل لافتاً إلى أن أمام اردوغان مشكلتين تتمثلان في غل والدستور الجديد.
وتابع الكاتب أن غل واردوغان يعتبران متساويين من حيث الموقع السياسي وغل الذي يحتل منصب رئيس الجمهورية سيعود إلى حزب العدالة والتنمية ليستمر في العمل السياسي وعلى اردوغان أن يكتفي بالصلاحيات الحالية وهو يطمح في الوصول إلى القصر الرئاسي ولكنه يصر على الحصول على صلاحيات أوسع من خلال تغيير الدستور وفي حال توليه رئاسة تركيا وتولي غل رئاسة الوزراء في الإطار القانوني الحالي فانه سيفقد سيطرته على رئاسة الوزراء وحزب العدالة و التنمية لأن غل لن يقبل تدخل القصر الرئاسي في شؤون رئاسة الوزراء و يجب أن تتغير الأدوار بشكل كامل ومتساو.
وأوضح الكاتب أنه في حال عدم تغيير الدستور ورفض النظام الرئاسي من قبل مجلس الأمة واختيار اردوغان رئيساً لتركيا فان هذا الأمر سيدفع اردوغان إلى اختيار أشخاص في رئاسة الوزراء ورئاسة الحزب ينصاعون لأوامره لافتاً إلى أن غل لا يعتبر الرجل المناسب بالنسبة لاردوغان لذلك فهو يحاول ابعاده عن السياسة ووضعه في منصب بعيد عن السياسة.
وتساءل الكاتب عما إذا كان اردوغان سيتمكن من استلام منصب رئاسة الوزراء في حال لم يصل إلى رئاسة الجمهورية و تسليم غل وزارة الخارجية مجدداً لافتاً إلى أن جميع هذه الأمور الغامضة ستتوضح خلال عام ونصف العام.
كما كشف الكاتب عن صراع آخر يواجهه اردوغان يتعلق بجماعة (فتح الله جولان) الدينية وعلاقتها بفريق كرة القدم التركي (فنر بخشه) والتي تحاول اخذ مكانتها في رئاسة الوزراء ورئاسة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التي سيتم تغييرها بين عامي 2014 و2015 .
وكشفا للعنجهية التي يتمتع بها اردوغان نقل الكاتب التركي جانبا من خطاب دار بين الأخير وجولان الذي تعرض لتهديد رئيس الوزراء التركي بقوله له لا تحاول التدخل في السياسة ومكانك الجوامع فقط معترفا في الوقت ذاته بانه قدم له خدمات كثيرة خاصة في موضوع العمليات ضد الجيش.
كما ذكر الكاتب أن جولان وفريقه الذي حاول أن يوجه ضربة قوية لاردوغان عن طريق فريق (فنر بخشه) على الرغم من فشله لن يتخلى عن الصراع على السلطة واصفا هذه الجماعة بانها تحكم وتنظم وتتدخل في المجالات التعليمية والمالية والتجارية والعملية وجميع مناحي الحياة في البلاد ولها تنظيمات في الجيش والأمن والقضاء ويعمل تحت امرتها العديد من المحافظين ورؤساء الإدارة المحلية والنواب والوزراء.