يستضيف بينالي برلين للفن المعاصر في دورته السنوية السابعة المقامة بعنوان "الفن والسياسة" عملا فنيا فريدا من نوعه هو "مفتاح حق العودة"
يستضيف بينالي برلين للفن المعاصر في دورته السنوية السابعة المقامة بعنوان "الفن والسياسة" عملا فنيا فريدا من نوعه هو "مفتاح حق العودة", الذي صنعه لاجئون فلسطينيون في الضفة الغربية بهدف لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى استمرار نكبة فلسطين ومأساة تشريد شعبها منذ العام 1948. وصنف هذا المفتاح الضخم المصنوع من الصلب باعتباره أكبر مفتاح في العالم, ويبلغ وزنه ألف كيلوغرام وطوله تسعة أمتار, وبدأت رحلة نقله في مارس/آذار الماضي من مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم إلى مقر بينالي برلين، حيث سيعرض حتى الأول من يوليو/تموز القادم ويتوقع أن يشاهده أكثر من مليون زائر لبينالي، بحسب المنظمين.
وتصدرت وسط هيكل المفتاح -الموضوع بمدخل معرض بينالي- عبارة "ليس للبيع" مكتوبة بحروف عربية وإنجليزية بارزة بجوار رسومات ترمز لنكبة فلسطين وأسماء وعبارات دونت بالعربية والإنجليزية والألمانية ولغات أخرى.
أوضح صاحب فكرة تصميم المفتاح ومشرف مركز الشباب الاجتماعي بمخيم عايدة, منذر أبو عميرة أن اللاجئين الفلسطينيين الذين شاركوا في صناعة المفتاح في الضفة الغربية هم من سجلوا عليه أسماء أسراهم وشهدائهم وقراهم التي شردوا منها بعد تدميرها العام 1948.
وقال أبو عميرة إن "هذه الكتابات التي سجلها اللاجئون على المفتاح عند خروجه من مخيم عايدة تروي جزءا من النضال الفلسطيني, وجعلت المفتاح يجسد آمال الفلسطينيين بالعودة, ويحيي القضية الإنسانية العادلة التي يمثلها هؤلاء اللاجئون".
وأشار منسق فعالية مفتاح العودة في بينالي برلين إلى أن أفواجا يومية من التلاميذ الفلسطينيين من أسر لاجئة في العاصمة الألمانية وفدت لمشاهدة المفتاح, وسُجلت عليه أسماؤهم وأسماء أسرهم والقرى الفلسطينية التي نزحوا منها.
ولفت أبو عميرة إلى أن أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين بالعاصمة الألمانية والمقدرين بنحو 40 ألفا "قد حضروا أيضا لمشاهدة مفتاح العودة وتحدثوا إلى المشرفين عليه عن معاناة آبائهم وأجدادهم خلال رحلة التشريد من فلسطين، وعن معاناتهم في المخيمات بلبنان وفي سنواتهم الأولى ببرلين وأصقاع الأرض المختلفة".
ونوه إلى أن الإعلان عن مشاركة مفتاح العودة في بينالي برلين أدى لاتهام وسائل إعلام إسرائيلية معهد جوته الألماني -المكلف بنقل المفتاح من الضفة الغربية لبرلين- بالمساهمة في عمل يدعو لتدمير إسرائيل.