25-11-2024 03:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

التلفزيون السويدي يوثق النكبة الفلسطينية بمسلسل درامي

التلفزيون السويدي يوثق النكبة الفلسطينية بمسلسل درامي

تزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة والستون للنكبة الفلسطينية عرض التلفزيون السويدي مسلسلا من أربع حلقات مدة كل منها مئة 100 دقيقة؛ تأليف واخراج المبدع بيتر كوزمنسكي. المسلسل بعنوان "الوعد".

مفتاح العودة الذي يتمسك به الفلسطينييونتزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة والستون للنكبة الفلسطينية عرض التلفزيون السويدي مسلسلا من أربع حلقات مدة كل منها مئة 100 دقيقة؛ تأليف واخراج المبدع بيتر كوزمنسكي. المسلسل بعنوان "الوعد". وتدور أحداثه حول فتاة بريطانية تدعى ايرين تقرر السفر الى اكيان الإسرائيلي بصحبة صديقتها ليزا التي ستقوم بأداء الخدمة العسكرية في جيش الحرب الإسرائيلي. ايرين عثرت في منزل جدها على مذكرات بخط يده ومعها قصاصات من صحف وصور فقررت أخذ تلك المذكرات ومقاربة ما عاشه جدها الرقيب لن ماثيو العامل ضمن الوحدات العسكرية في فلسطين بين العامين 1945-1948 وبين الواقع المعاصر.


ايرين تنزل ضيفة على أسرة ليزا في منزلهم الفاره القريب من البحر في حيفا وتتعرف على ابنهم بول الناشط في "حركة السلام الاسرائيلية".في المذكرات كتب جدها أنه فور وصوله الى فلسطين تعرف الى فتاة يهودية قدمت له جسدها في محاولة لاستمالته للعمل لصالح الوكالة اليهودية وقد أبلغته منذ اللقاء الأول أن هناك فتاة يهودية لكل فرد منهم تؤدي نفس المهمة وبالأمر.
يول يقرر أخذ ايرين الى الضفة الغربية وهناك يتم اللقاء مع نشطاء سلام فلسطينيين بينهم عمر حبش الذي قدم نفسه أنه ولمدة ستة أعوام حمل السلاح كأحد مقاتلي حركة ' فتح ' وقال أمام الحضور أن الفلسطينين قد حاربوا الاسرائيليين لأكثر من ستين عاما ولم يحصلوا على استقلالهم؛ والاسرائيليون فعلوا كل الأفاعيل بالفلسطينيين واقاموا الحواجز وبنوا الجدر كل هذه السنين ولم يحصلوا على الأمن الذي ينشدون؛ ثم مد يده ليصافح بول وسط تصفيق الحضور في رمزية واضحة لما جرى في حديقة البيت الأبيض عندما مد الرئيس عرفات يده لمصافحة رابين.


على أحد الحواجز تشهد ايرين العنف الذي يتعامل فيه الجنود الاسرائيليين مع الفلسطينيين عندما سمح الجنود لأمرأة وأولادها بعبور الحاجز ومنعت ذلك عن زوجها ؛ عمر الذي كان في سيارة بول حاول التدخل للمساعدة فقرر الجندي عند الحاجز توقيفه وسحب هويته وأمره بنزع ملابسه على مرأى من الجميع . بول علق قائلا: الاسرائيلي قد يسرق أو يهين أو يقتل أو يفعل ما يريد بالفلسطينيين دون حسيب أو رقيب؛ عقول الاسرائيليين كلها خربة.
لن ماثيو يكتشف أن صديقته اليهودية كانت تتجسس عليه وتحاول نقل الأخبار للجهات اليهودية المعنية كما اكتشف أن العديد من أركان وحدته كانوا يعملون ضد صالح المملكة لحساب أطراف يهودية وهو ما يبرر ما حصل عندما قامت العصابات الصهيونية بتفجير فندق الملك داوود الشهير في مدينة القدس. كما يبرز المسلسل العديد من حوادث القتل التي تعرضت لها القوات البريطانية على يد عصابات صهيونية مختلفة وأغلبها كانت غدرا.


فلسطينييون يهجرون بيوتهم خلال نكبة العام 1948الرقيب ماثيو يتعرف الى الفلسطيني أبو حسن محمد الذي عمل لديه ؛وذات مرة دعاه الى منزله المتواضع وتعرف هناك على كافة أفراد العائلة؛ كما أخذ الجميع يومها صورة تذكارية ا ضمت اضافة الى كل الذكور ابنتة جودة ؛ هذه الصورة عمل منها نسختين واحدة عند عائلة أبو حسن والأخرى احتفظ بها ضمن مذكراته.
عندما بدأت العصابات الصهيونية عمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين حاول ماثيو مساعدة عائلة أبو حسن على الرحيل حيث ركز المسلسل على بشاعة الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين العزل. عند باب المنزل أغلق أبو حسن باب المنزل ، وبعد القائه النظرة الأخيرة توجه الى ابنه اليافع وناوله المفتاح قائلا: هذا أمانة في عنقك وأنت رجل العائلة من بعدي ؛ كل هذا جرى على مرأى ومسمع ماثيو أمام بوابة المنزل.


عند الميناء تمكن ماثيو من مساعدة الأسرة الا أن ابنهم اختفى وسط الزحام؛ عندها أقسم ماثيو البحث عن الصبي والحاقه بالأسرة.
في عملية البحث وجد ماثيو الصبي مع الثوار وكانت في حينها عمليات تطهير عرقي تجري بحق الفلسطينيين ومن بين من يمارسون القتل بوحشية كانت صديقته اليهودية .
ماثيو أراد التنقل بالصبي عبر الأزقة الضيقة لكن أحد قناصة العصابات الصهيونية عاجل الصبي برصاصة أردته قتيلا ؛ ماثيو امتشق بندقية أحد الثوار وأردى قناصا يهوديا قتيلا. فقامت الشرطة العسكرية باعتقاله وحكم عليه بالسجن وتجريده من رتبته العسكرية؛ وكتب في مذكراته انه فشل في الوفاء بوعده باعادة الصبي لكنه احتفظ بمفتاح البيت الذي أخذه من الصبي قاطعاعلى نفسه وعدا باعادة المفتاح الى أسرة أبو حسن .


آيرين وجدت المفتاح داخل مغلف ضمن دفات المذكرات فقررت اتمام المهمة وايصال المفتاح الى عائلة أبو حسن ؛ وهنا بدأت عملية البحث عن أسرة أبو حسن من المنزل نفسه الذي سرقته عائلة يهودية والتي لم تكن تعرف شيئا عن مصير سكانه الأصليين لكن عجوزا فلسطينيا أفادها أنه سمع أن العائلة ذهبت الى مدينة الخليل؛ فتقرر آيرين الذهاب الى هناك ورأت بأم العين وقاحة ونذالة المستوطنين وطريقة تعاملهم مع الفلسطينيين خصوصا عندما وصلت الى أقارب عائلة أبو حسن الذين أفادوها أن العائلة قد انتقلت الى قطاع غزة منذ زمن بعيد.
أيرين قررت الذهاب الى قطاع غزة بصحبة عمر حبش الذي أبلغها صعوبة الوصول والتحرك بحرية لواحد مثله كونه ينتمي لحركة فتح والمنطقة مسيطر عليها من قبل حركة حماس ؛ مع ذلك قرر عمر المخاطرة بسبب قدسية ورمزية المفتاح القديم عند الفلسطينيين .
دخل عمر وآيرين القطاع عبر أحد الأنفاق وعندما وصلا الى العائلة التي ستدلهم على مكان اسرة أبو حسن. عمر حاول اقناع آيرين بمغادرة المكان فورا لأنه بحكم خبرته كان يدرك أن الجيش الاسرائيلي سيقوم بتدمير منزل أسرة الشهيدة.


آيرين تصر على البقاء وتقوم بشد نفسها بوثاق بأحد أعمدة المنزل لتحول دون تفجيره ؛ لكن صديقتها ليزا المجندة والتي كانت ضمن تلك الوحدة المنوط بها تفجير المنزل تمكنت مع قائد الوحدة من قص الوثاق وابعاد آيرين الى منزل قريب وتفجير بيت عائلة الاستشهادية.
في المنزل الذي وضعت فيه آيرين كانت هناك امرأة كبيرة في السن مقعدة في سريرها وكانت تتكلم الانجيلزية بطلاقة مما استرعى انتباه آيرين فسألت العجوز: أين تعلمت اللغة. أجابت المرأة : من والدي الذي كان يعمل لدى الجيش البريطاني. ثم أخرجت ألبوم الصور لتري آيرين أفراد عالتها ومن ضمنها كانت الصورة التي التقطها ماثيو أمام منزل أبو حسن.
آيرين أخرجت الصورة التي بحوزتها وهي نفس الصورة الموجودة في ألبوم المرأة المقعدة والتي سارعت بالقول : ان المرأة الوحيدة بين كل اؤلئك الرجال هي أنا ..أنا جودة ابنة أبو حسن محمد.


آيرين فرحت بتسليم المفتاح الذي وعد جدها باعادته الى أسرة أبو حسن وعادت بعدها الى لندن وتوجهت الى المستشفى الذي يرقد فيه جدها فاقدا للوعي. وأخبرته مع ذلك أنها قد وفت بوعده لأسرة أبو حسن باعادة المفتاح لهم وانتهى المسلسل بدمعة فرح من عين ألن ماثيو. المسلسل بكامله لولا بعض المواقف التي ربما احتاجها العمل الدرامي الا أنه في مجمله طرح القضية الفلسطينية برمتها منذ زمن الاحتلال البريطاني عبر (فلاش باك) وما ارتكبته العصابات الصهيونية من جرائم وحشية بحق الفلسطينيين وحتى بحق القوات البريطانية ؛ والواقع المعاش للفلسطينيين في الوقت الحاضر.