23-11-2024 06:13 AM بتوقيت القدس المحتلة

هل فتح المجلس الوطني في بنغازي باب الاتصال مع إسرائيل؟

هل فتح المجلس الوطني في بنغازي باب الاتصال مع إسرائيل؟

نهار الجمعة 4 آذار استقل (برنار هنري ليفي) رحلة إلى بنغازي حولته من مراسل عادي إلى فاعل مقرر في الدبلوماسية العالمية.

كتب نضال حمادة
قد يبدو عنوان موقف الجمعة لهذا الأسبوع قويا في طرح السؤال، ولكن يحق لكل مواطن عربي يتعاطف مع الثوار في ليبيا ضد القمع الدموي الذي يمارسه الجلاد معمر القذافي، أن يطرح مثل هذا السؤال، خصوصا وأننا غياري على ثورة الشعب الليبي وعلى دماء الشهداء من أبناء هذا الشعب المضحي والمقدام والذي لا شك بأنه من أشد العرب عداءً لإسرائيل. وسؤالنا هذا يأتي على خلفية الكشف عن زيارة قام بها إلى مدينة بنغازي الليبية احد اكبر عتاة الصهيونية في فرنسا وأوروبا، المدعو (برنارد هنري ليفي)، وما يزيد من شكوكنا وقلقنا من أن هذا الصهيوني الكبير التقى مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بحسب ما ذكرت الصحف الفرنسية وما أكده هو أيضا. وقد بلغ الأمر بصحيفة (لوفيغارو) الواسعة الإطلاع  القول أن (برنارد هنري ليفي) هو الذي أقنع الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) بالتدخل الحاسم في مجلس الأمن وفي العمل العسكري لإسقاط معمر القذافي. ومن الشكوك أيضاً أن تكون زيارة ليفي قد تمت بعلم القاعدة الشعبية للثوار الليبيين لاسيما المقاتلين منهم.

 ورغم أن صحيفة (لوفيغارو) إستفاضت في رواية زيارة (ليفي) لبنغازي وأصبغت عليها صفات البطولة  لكنها تجنبت الكلام عن أي أمر قد يشير إلى فتح تواصل ما بين إسرائيل والمجلس الوطني الانتقالي في المدينة الليبية. من جهة أخرى، فأن معلومات وصلت إلينا من مصادر في المعارضة الليبية في فرنسا، ومن ناشطين عرب في حقوق الإنسان يتابعون الشأن الليبي عن كثب هذه الأيام، كشفت لنا أن هذا الإتصال تم على مستويات عالية وجدية ولها باع طويل في مجال العلاقة مع تل أبيب.

رواية (لوفيغارو) الفرنسية تقول: نهار الجمعة 4 آذار  استقل (برنار هنري ليفي) رحلة حولته من مراسل عادي إلى فاعل مقرر في الدبلوماسية العالمية. وتضيف الصحيفة أن ( ليفي) بعد أن أمضى وقتا طويلا أمام مبنى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي يبحث عن الناطق الرسمي باسم المجلس (مصطفى عبد الجليل) تمكن من الوصول إلى فيلا الأخير الذي كان وزير العدل في نظام القذافي وأصبح الزعيم السياسي للثوار الليبيين. فخلع ليفي سترة الصحفي وانتقل مباشرة إلى العمل الدبلوماسي الموازي والسري وذلك عندما استقبله عبد الجليل محاطا بأعضاء حكومته.

وبعد مدحه الثورة الليبية، قدم (ليفي) دعوة للمجلس لزيارة فرنسا واعدا أعضاءه بإيصالهم إلى قصر الإليزيه. وتتابع الصحيفة تقريرها بالقول: مساء ذلك اليوم تمكن ليفي عبر جهاز هاتفه الموصول بالأقمار الصناعية من التواصل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسأله : هل ترضى استقبال (مسعوديي) ليبيا في إشارة الى (الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي قاتل حركة طالبان قبل أن يتم اغتياله).

الرئيس الفرنسي وافق فوراً، تقول الصحيفة، مضيفة أنه عند الساعة العاشرة من صبيحة يوم الخميس في 10 آذار/مارس، إستقبل الرئيس الفرنسي (برنار ليفي) يرافقه ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي في بنغازي، وكان إلى جانب الرئيس مستشاره (جان دافيد ليفيت) "عراب القرار 1559" حيث أخبرهم ساركوزي بأن فرنسا تعترف بالمجلس كممثل شرعي لليبيا.

مصادر ليبية معارضة في باريس، إضافة إلى مصادر موثوقة من جمعيات عربية وفرنسية تتابع الحرب في ليبيا، أخبرتنا تفاصيل لم تنشرها الصحافة الفرنسية حول كيفية وصول (ليفي) إلى بنغازي وعن الرجل الذي أوصله. وبحسب مصادرنا، فإن شخصاً يدعى (محمود جبريل) أوصل (ليفي) إلى بنغازي وجمعه مع (مصطفى عبد الجليل). وجبريل هذا هو مسؤول سابق في جهاز الأمن الليبي أوكله العقيد معمر القذافي بمهمة الاتصال بإسرائيل وقد قام الرجل بالمهمة لسنوات طويلة لصالح القذافي قبل أن ينضم إلى صفوف الثوار ويقدم خدماته لهم في نفس المجال. المصادر تصف (محمود جبريل) برجل من الصف الأول، وبأنه يتمتع بعلاقات واسعة مع جهات قوية في إسرائيل سخّرها في التواصل بين القذافي والصهاينة، وهو اليوم يسخرها في بناء تواصل مريب وغير مفهوم بين المجلس الإنتقالي في بنغازي والصهاينة.
 
بعض المصادر الفرنسية المقربة من اللوبي الكاثوليكي قالت لنا إن لإسرائيل رجال يطلق عليهم لقب "الإلكترونات الحرة" و(برنارد ليفي) أحد هذه الإلكترونات التي تحركها إسرائيل في أوقات الأزمات التي لا تريد أن تظهر فيها بشكل مباشر. فيما علق موقع (الدفاع. اورغ - وقد عرّف فيه ليفي باسم BHL) العسكري والقريب من اليمين المسيحي على زيارة (برنارد ليفي) لبنغازي بالقول: "لقد نسي برنارد هنري ليفي رقم هاتف السفارة الإسرائيلية مؤقتا وانخرط في ليبيا على أن يعود لتذكر هذا الرقم في وقت لاحق".

برنارد هنري ليفي:
يسمونه في فرنسا (ب اش إل)، فيلسوف وشاعر مثير للجدل ويعتبر من عتاة الصهيونية في أوروبا ومن المدافعين الشرسين عن إسرائيل التي يقول بأنها يجب أن لا تمس.

خدم في الجيش الإسرائيلي وزار جبهة الحرب في تموز عام 2006 و جبهة الحرب في غزة.. دعا لـ "تحرير الفلسطينيين من حركة حماس" وكان من المعارضين بشدة لسقوط نظام حسني مبارك.