أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالسجن المؤبد على الرئيس المصري المخلوع حسني ومبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بتهمة التورط بقتل متظاهرين شاركوا في "ثورة 25 يناير".
أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالسجن المؤبد على الرئيس المصري المخلوع حسني ومبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بتهمة التورط بقتل متظاهرين شاركوا في "ثورة 25 يناير".
وقضت المحكمة ببراءة كل من نجلي مبارك جمال وعلاء سقطت بالتقادم وبالتالي "انقضت الدعوى الجنائية بالنسبة لهما"، وببراءة ستة من كبار مساعدي العادلي.
وفور إعلان الحكم احتج عشرات المحامون داخل قاعة المحكمة وهتف العشرات منهم حضروا الجلسة بهتافات منددة بعدم الحكم بإعدام مبارك: "باطل .. باطل" و"الشعب يريد تطهير القضاء".. تلاها عراك بالأيدي بين مؤيدين ومعارضين للنظام.
وسادت حالة من الغضب العارم وسط أهالي الشهداء الذين كانوا يحتشدون خارج قاعة المحكمة، واشتبك الأهالي مع قوات الأمن الذين انتشروا بالآلاف أمام مقر المحكمة. وقد احتشد أمام محكمة جنايات القاهرة أهالي شهداء "ثورة 25 يناير" مطالبين بإدانة مبارك بقتل أولادهم في وقت مبكر، ونقل موقع صحيفة "البديل" أسماء أكثر من 800 شهيد يتهم مبارك بالتورط في قتلهم.
وفي ميدان التحرير احتشد عدد من الجموع للاستماع إلى جلسة النطق بالحكم على مبارك التي كانت تنقل عبر مكبرت للصوت، وفور الإعلان عن الحكم أطلق المحتشدون الشعارات الغاضبة والتكبيرات استنكاراً لقرار المحكمة.
رفعت: الثورة أتت بعد 30 عاماً من ظلام حالك أسود
وفي كلمة ألقاها رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت، قال إن المحكمة قضت بما "استقر في وجدانها وضميرها وبعد غوص في الأوراق وما حوته من تحقيقات وما أُرفق بها من مستندات وما ارتاحت إليه عقيدتها".
وأشاد رفعت في مقدمة الحكم التي تلاها قبل إعلان الاحكام بالثورة على مبارك وشدد أكثر من مرة على أن المتظاهرين خرجوا "سالمين منادين سلمية سلمية سلمية ملء أفواههم حين كانت بطونهم خاوية".
وقال "عندما بزغ صباح يوم الثلاثاء 25 كانون الثاني/يناير 2011 أطل على مصر فجر جديد لم تره من قبل أشعته بيضاء وضاءة تلوح لشعب مصر العظيم بأمل طال انتظاره" بعد "30 عاماً من ظلام حالك أسود أسود أسود بلا أمل ولا رجاء".
وتابع "كانت إرادة الله في علاه إذ أوحي إلى أبناء شعب مصر البواسل" فخرجوا "يطالبون ساستهم وحكامهم ومن تربعوا على عرش النعم والثراء والسلطة أن يوفروا لهم لقمة العيش تطمعهم من جوع وقطرة ماء تطفئ ظمأهم ومسكن يلملم ابناءهم من العشوائيات بعد أن افترشوا الارض وتلحفوا بالسماء وشربوا من مياه المستنقعات".
وكان نجلا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جمال وعلاء، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعدوه الستة إلى قد وصلوا مقر المحكمة، لحضور جلسة النطق بالحكم فى القضايا التى يواجهونها والرئيس السابق، بتهم قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ وإهدار المال العام.
ووصل المتهمون وسط إجراءات أمنية مشددة، ليلحق بهم في وقت لاحق الرئيس السابق حسني مبارك على متن طائلرة أقلته من المركز الطبي إلى المحكمة.
وتستمر محاكمة الرئيس المصري السابق الذي حكم مصر على ثلاثين عاما منذ الثالث من اب/اغسطس 2011. ونفى المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مصر منذ تنحي مبارك تحت ضغط الشارع. اي دور في احالته على القضاء. الا ان المحاكمة بدأت بعد اشهر من المطالبة الشعبية بمحاكمة الرئيس المصري السابق. ويخشى البعض الا يتم احقاق الحق بشكل فعلي. بسبب غياب الادلة الحسية ضد الرئيس السابق ولان بعض الشهادات اعفت السلطات من مسؤولية مقتل المتظاهرين.
وطوال فترة المحاكمة، ظهر مبارك مستلقيا على سرير طبي خلف سياج المحكمة. وتحدثت تكهنات عدة عن وضعه الصحي. اذ انه يعاني من مشاكل قلبية بينما نفت وزارة الصحة اصابته بسرطان خلافا لما اكده محاميه. ويأتي الحكم بين جولتي الانتخابات الرئاسية المصرية. الاولى منذ سقوط مبارك. ويواجه مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في الدورة الثانية التي ستقام يومي 16 و17 حزيران/يونيو احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك.