لا زالت احداث طرابلس التي تشهد مداً وجزراً تحظى باهتمام الصحف اللبنانية في اعلى سلم الاهتمام، فيما الموضوع السوري يستحوذ يومياً على المتابعة
لا زالت احداث طرابلس التي تشهد مداً وجزراً تحظى باهتمام الصحف اللبنانية في اعلى سلم الاهتمام، فيما الموضوع السوري يستحوذ يومياً على المتابعة، وكان خطاب الرئيس السوري بشار الأسد على الصفحات الرئيسية للصحف..
السفير
صحيفة السفير ابرزت احداث طرابلس متسائلة اذا كان الهدوء النسبي السائد هو هدوء ما قبل العاصفة، كما طرحت سلسلة اسئلة متعلقة بالاحداث..
طرابلس ـ الرهينة: هدوء ما قبل العاصفة الجديدة؟
إذا كان الهدوء قد عاد الى طرابلس، بعد جولة إضافية من المواجهة العبثية بين فقراء المدينة، إلا انه يبدو هدوء ما قبل العاصفة الجديدة، حتى بات السؤال المتداول في طرابلس وخارجها هو: متى الجولة المقبلة؟
وبرغم ان الاجتماع الموسع، الذي عقد في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رفع الغطاء السياسي عن المسلحين، وطلب من الاجهزة الامنية والعسكرية التصدي بحزم لكل مخل بالامن، إلا ان هذا القرار بدا غير مقنع للكثيرين، لأنها المرة الألف التي يُسحب فيها الغطاء الممنوح لحملة السلاح، ليتبين بعد حين ان الغطاء لا يُرفع عملياً سوى عن ابناء المدينة الذين دفعوا غاليا ثمن المعركة الأخيرة، وهي معركة وُصفت بأنها الأعنف والأكثر اتساعاً منذ العام 1985، وقد أستخدمت فيها أنواع جديدة ومتطورة من الاسلحة، أوحت ان شحنات السلاح التي كانت تُهرّب الى المدينة بدأت تشق طريقها الى شوارع المدينة وأحيائها.
ولعل ما جعل أبناء طربلس والعديد من فعالياتها يفقدون الثقة في الإجراءات الأمنية المتخذة، هو انهم شاهدوا «الفيلم» ذاته مراراً، حتى ملّوا السيناريو المتكرر الذي يبدأ بحادث فردي، فاشتباكات، ثم اتصالات يليها كلام عن رفع الغطاء، فانتشار للجيش وقوى الامن الداخلي في المناطق الساخنة، وبعد ذلك عود على بدء من جديد، حتى بات واضحاً ان الحلقة المفقودة تكمن في غياب القرار السياسي الحازم بتحييد المدينة عن الصراعات الاقليمية ووكلائها المحليين.
ومع سقوط حوالى 15قتيلاً و50 جريحاً جراء اشتباكات الايام الماضية، طفت على بحيرة الدماء أسئلة ملحة من نوع:
ـ هل تغلغلت الازمة السورية في شرايين طرابلس النازفة، أم ان فرصة تنقية هذه الشرايين من تداعيات الأزمة ما تزال قائمة؟
ـ هل «استحقتها» قيادات طرابلس هذه المرة، فجمدت «رخص» الحماية السياسية للمسلحين، أم ان مرجعية هؤلاء هي في مكان آخر؟
ـ من هي الجهة صاحبة المصلحة في إشعال طرابلس، والى أي مدى يصح القول إن جزءا من الرسائل الصاروخية كان موجها الى رئيس الحكومة لإحراجه في عقر داره وإخراجه؟
ـ هل سيستخدم الجيش القوة، متى لزم الامر، لفرض الامن وحماية الناس وهيبة المؤسسة العسكرية، أم ان دوره سيقتصر على الفصل بين المتقاتلين وليس قول الكلمة الفصل؟
ـ ومتى ستبدأ المعالجة الجذرية لجوهر المشكلة في طرابلس، المتمثلة في الحرمان المزمن والاهمال المتراكم، علماً ان مبلغ الـ100مليون دولار الذي اقرته الحكومة في جلستها الاخيرة ما يزال شيكاً بلا رصيد، في ظل أزمة الإنفاق المالي التي تحول حتى الآن دون قوننة الصرف؟
وكان الجيش وقوى الامن الداخلي قد باشرا الانتشار فجر أمس في النقاط الساخنة، تنفيذاً لخطة أمنية وضعت خلال اجتماع أمني برئاسة وزير الداخلية مروان شربل في سرايا طرابلس، بعدما كان المجتمعون في منزل ميقاتي في طرابلس قد طلبوا من الجيش اللبناني وقوى الأمن اتخاذ كل الإجراءات لوقف الاشتباكات، والتعامل بصرامة وحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، مشددين على سحب الغطاء السياسي عن كل العابثين بالاستقرار.
الأسد: نواجه حرباً حقيقية .. هدفها سحق الدولة أو تقسيمها
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس، في خطابه الاول بعد التعديلات الدستورية أمام مجلس الشعب باعضائه الجدد، أن لا حل سياسيا لما تواجهه سوريا من أزمة ليست سياسية «داخلية» بل «حرب حقيقية من الخارج» تسعى عبر «الإرهاب» لإشعال «فتنة طائفية» بهدف «سحق» الدولة السورية أو «تقسيمها». وفيما أكد استعداد دمشق لاجراء حوار وطني لا يشمل فئات حدّدها، إلا أنه شكّك في أسس حوار كهذا، لغياب سبل التحقق من الثقل الشعبي الحقيقي للأطراف التي قاطعت الانتخابات و«الشعب»، على حدّ قوله.
في المقابل، حضّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون موسكو على التركيز على الشقّ المتعلق بـ«الانتقال السياسي» من خطة كوفي أنان لحلّ الأزمة في سوريا، واعتبرت في معرض نقلها محتوى محادثاتها الهاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، أن «تنحّي» الأسد ليس شرطا مسبقاً لعملية الانتقال بل «ينبغي أن يكون نتيجة» له.
أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، اتهم النظام السوري بأنه «يناور ويماطل» حيال خطة أنان الذي طالبه بتقديم تقرير «واضح وشفّاف» يدفع مجلس الامن إلى اتخاذ «قرار حاسم»، كما ربط إمكانية التدخل العسكري العربي في سوريا بـ«استقرار الأوضاع العربية» ودافع عن إقامة مناطق عازلة.
وقال الأسد في دمشق إنه «عندما نقول إن القضية قضية إرهاب فنحن لم نعد في الإطار الداخلي السياسي، بل نحن نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي أو مع أطراف سورية وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة». واستخدم الأسد أكثر من مرة تعبير «فتنة طائفية» باعتباره آخر «ورقة» بيد القوى الخارجية التي تشن «الحرب» على سوريا. وقال إن القضية «ليست حول الإصلاح والديموقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سوريا المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها والمطلوب الآن أن يضرب هذا الدور وأن يسحق أو أن يقسّم هذا الوطن أو كلا الأمرين معاً».
وانتقد الرئيس السوري أطراف المعارضة التي قاطعت الاستفتاء على الدستور والانتخابات لاحقا، مشبّها المقاطعة بـ«مقاطعة الشعب» وفسّر ذلك بـ«غياب أي تمثيل لها في الشارع»، إضافة لانتظارها «التوازنات الدولية» التي ستؤول إليها الأمور، أو بانتظار «إشارة من الخارج».
وأعلن الأسد قبول السلطة بالحوار الوطني كمدخل لحل الأزمة من دون التنازل عن «مكافحة الإرهاب». ولكن الأسد قال، إن الحوار سيجري مع فئات معينة من دون غيرها مستثنيا كل «من دعا للتدخل الخارجي أو ارتبط بالخارج أو كان على علاقة بالإرهاب». وقال إن نتائج هذا الحوار يجب أن تخضع لـ«المصادقة الشعبية» سواء كان ذلك عبر استفتاء شعبي أو عبر مجلس الشعب.
النهار
صحيفة النهار اشارت الى استمرار خرق الهدوء في طرابلس رغم الانتشار العسكري الواسع الذي تم تنفيذه امس.. كما اعتبرت ان هناك تخوفا دوليا من توسع رقعة الاشتباكات..
سعود الفيصل تخوَّف من تحويل الصراع طائفياً
لم تهدأ في طرابلس على رغم كل التطمينات والاتصالات والاجراءات الامنية التي أكد أكثر من مسؤول أمني انها ستكون حاسمة وستتعامل مع كل خلل بجدية. فبعد الانتشار العسكري الواسع في منطقتي التبانة وجبل محسن واختفاء المظاهر المسلحة في المنطقتين، حصلت خروق مساء أمس أدت الى اصابة الدركي محمد السحمراني وأحمد خالد الذهب وشخصين آخرين برصاص قنص قرابة العاشرة ليلا. وهاجمت مجموعة شبان محلا وحطمت محتوياته قبل تفجير مقهى بعبوة، في ما يترجم عجز الدولة اللبنانية عن ضبط الوضع الشمالي الذي صار مرتبطا عضويا بما يجري في سوريا، وهو ما حذر منه امس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، متخوفا من تحويل الصراع طائفيا، قائلا "إن ما يجري في طرابلس يشكل امتدادا لما يحدث في سوريا".
كذلك ثمة تخوف دولي من ان تكون الساحة الشمالية مرشحة لمزيد من التصعيد ولخروج الاشتباكات عن السيطرة بحيث تتمدد الى خارج طرابلس، فقد أوردت أمس صحيفة "كريستشان ساينس مونيتور" الاميركية ان "القتال الذي شهدته مدينة طرابلس يثير المخاوف من امتداد حوادث العنف الطائفي في سوريا الى لبنان". ونقلت عن الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي تحذيره من ان لبنان قد ينزلق الى حرب أهلية مرة أخرى اذا استمرت الاشتباكات. وقال: "اننا نريد من كل الاطراف في لبنان السعي الى تحقيق المصلحة العليا لبلادهم، والتي هي التعايش السلمي بين طوائفها".
وعلمت "النهار" ان الاتصالات ليل السبت مع الرئيس نبيه بري للمساعدة في ضبط الوضع شمالا، شارك فيها ايضا "حزب الله"، كما شملت القيادي في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت علي عيد، إذ تولى الحزب التنسيق معه وآخرين لضمان الجو السياسي المساند للاتفاق على وقف النار، في ما يؤكد ما ذهبت اليه قوى في المدينة من ان للحزب تأثيرا او تدخلا داعما لبعض المجموعات.
وأمنيا ايضا سلم الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري الجيش اللبناني المخطوفين اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان عند نقطة المصنع الحدودية بعد وساطة لدى النظام السوري قام بها النائب السابق علي عيد.
المستقبل
صحيفة المستقبل ابرزت بدورها احداث طرابلس واعتبرت ان تفجر الاحداث هو دائما بأمر عمليات من النظام السوري.
طرابلس تُقفل اليوم رفضاً للسلاح
بعد الأتاوة الدمويّة المكلفة جدّاً التي دفعتها مدينة طرابلس في عطلة نهاية الأسبوع، عادت عاصمة الشمال تلملم جرحها المزمن، والمتفجّر دائماً بأمر عمليّات مكشوف يصدره النظام البعثيّ السوريّ في سياق محاولاته اليائسة لفك الطوق الداخلي والخارجي الذي بات يحكم على رقبته.
وطرابلس التي عمّتها أجواء الحداد بالأمس، تداعت هيئاتها الاقتصادية واتحاداتها العمالية ونقابات المهن الحرة وهيئات المجتمع المدني ومجلس بلديتها الى اضراب وحداد لجميع القطاعات اليوم تحت شعار "الحد من التطاول على ابناء المدينة والذين يرفضون الاقتتال والفوضى". كما توجهت هذه الهيئات بالدعوة الى "اعتصام يكون في ساحة التل عند الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس المقبل للتعبير عن الاستياء العارم والذي يلف كافة احياء مدينة طرابلس جراء الاحداث التي تعصف بها وتأتي على امكانية تحسين اوضاعهم المعيشية". مناشدة القوى السياسية الالتزام بما اعلنته عن "رفع الغطاء السياسي عن المسلحين". داعية الى "العمل من أجل لقاء مصارحة ومصالحة بين الفعاليات واحياء منطقة التبانة وجبل محسن والقبة والتأكيد على تثبيت السلم الأهلي واطلاق يد الجيش والقوى الأمنية الرسمية لوضع حد للاقتتال الحاصل".
وفي خطوة رمزية، نظمّت حملة "طرابلس مدينة خالية من السلاح" اعتصاماً أمام سرايا طرابلس أمس.
في هذا الوقت، أعلنت قيادة الجيش أنّ وحداته أكملت ظهراً "انتشارها في جميع أحياء منطقة التبانة وجبل محسن، بالاضافة الى شارع سوريا، خلافاً لما أورده بعض وسائل الاعلام". وأكّدت انه "تم اعادة الاستقرار الى الاحياء المذكورة" وان قوى الجيش "تستمر في تعزيز اجراءاتها الأمنية، بما في ذلك ملاحقة المسلحين ورصد اي مكان قد تطلق منه النيران، لمعالجته فوراً وبالشكل المناسب".
وأوضح وزير الداخلية مروان شربل أنّه جرى الإتصال بالطرفين وابلاغهم بأن "أي شخص يحمل السلاح سوف يتم اطلاق النار عليه". وأضاف: "لقد أكد الاجتماع الذي حصل في بيت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (السبت) على عدم تغطية أحد، وهذا ما كنا نطالب به دائماً ونحن ننفذ الآن ما اتفق عليه، فالجيش موجود في جبل محسن وأي شخص يحمل سلاحا أو سكينا سوف يحاسب ويسلّم للقضاء الذي سيتحرك ويصدر مذكرات توقيف بحقه".
"لا رحمة"
ومن ناحيته، أكد قائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الأيوبي أنّه "قد تم رفع الغطاء السياسي عن كل مخل بالأمن في منطقة باب التبانة وجبل محسن" وأضاف "لقد تم تكليفنا بضبط الأمن ولا رحمة مع أحد، والمناطق التي حصل فيها توتر أصبحت هادئة"، وأكد انه "من الآن وصاعداً أي انسان يقوم بخلل أمني سوف يلاحق هو ومن يموله ويحرّضه ويدير معركته". ورداً على اتهام رفعت عيد بعض جرحى باب التبانة بأنهم عناصر تابعة لقائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد قال الأيوبي "كلامه غير دقيق ويصل الى مرحلة أنه غير صحيح".
البناء
صحيفة البناء ابرزت احداث طرابلس وتهريب السلاح اليها كما ابرزت خطاب الرئيس السوري في مجلس الشعب ومضامينه.
غزارة السلاح المهرَّب إلى طرابلس تُهدِّد مهمة الجيش
الأسد: نواجه حرباً خارجية وسنواصل ضرب الإرهاب
الحدث والعنوان أمس خطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي لخّص بدقة ما تتعرض له سورية منذ أكثر من عام. مؤكداً أننا «لا نواجه مشكلة سياسية إنما نواجه حرباً حقيقية من الخارج وقد جربنا كل الطرق بالعفو والحوار».
وجاء هذا التوصيف الواضح للرئيس الأسد في ضوء انكشاف المزيد من محاولات الاستهداف الخارجية التي تمارسها الإدارة الأميركية وأعوانها الغرب والعرب، وكان آخر فصولها ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العربان في الدوحة الذين كرروا استعجال تنفيذ العدوان ضد سورية، لا بل إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كرر أمس المطالبة بما يسمّى بالمنطقة العازلة لتكون قاعدة لشن الحرب على سورية وشعبها.
في ظل ذلك، يسيطر الهدوء الحذر على منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس منذ يوم أمس، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة التي فجّرتها القوى المشبوهة المرتبطة
بـ«أجندات» خارجية خاصة غربية وخليجية، وقد قامت وحدات من الجيش اللبناني بالانتشار في المنطقتين منذ فجر أمس بمساعدة قوى الأمن الداخلي، بعد أن أعطى الاجتماع السياسي ـ الأمني الذي كان عقد في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر يوم السبت الضوء الأخضر للانتشار الأمني، وبالتالي رفع الغطاء السياسي عن أي مسلح وكل المخلين بالأمن. وأعلنت قيادة الجيش مساء أمس أن وحدات من الجيش انتشرت في منطقة التبانة وجبل محسن خاصة في شارع سورية على أن تستكمل انتشارها في باقي المناطق.
لكن هذا الهدوء الحذر يبقى معرضاً للاهتزاز وحتى الانتكاسة من جديد مع استمرار أصوات التحريض والفتنة المرتبطة بالعصابات المسلحة في سورية، واستمرار الحلف الغربي ـ الخليجي بمحاولاته لإخراج طرابلس والشمال من دائرة الشرعية لجعلهما مرتكزاً للتآمر على سورية، وهو ما ألمح إليه وزير خارجية السعودية سعود الفيصل أمس بقوله «إن ما يحدث في طرابلس هو امتداد لما يحصل في سورية».
وفي هذا السياق، أفادت التقارير الأمنية أن كميات كبيرة من الأسلحة هرّبت إلى المجموعات المسلحة في المدينة، وهذا ما ساهم في تأجيج التوتر وتفجير الموقف في المدينة والذي يهدد بتكرار ما حصل في أي لحظة.
وبالعودة إلى خطاب الرئيس الأسد فقد وقف أمام البرلمان السوري الجديد أمس ليعلن على الملأ أنه بعد عام ونيف على الأحداث انكشف الدور الدولي وانفضح الدور الإقليمي بعد الانتقال من فشل إلى فشل وأضاف: إن علينا مواجهة المشكلة، لا الهروب منها مشيراً إلى أن الإرهاب يضرب كل الأطراف من دون استثناء.
وإذ أشار إلى الخطوات التي تمت على صعيد الحوار والإصلاح قال: إن الإصلاح السياسي لن يصلح الأمور لأن الإرهاب منفصل عن العمل السياسي، إلا أننا نعمل ضمن مسار سياسي.
وأكد أن الأبواب لا زالت مفتوحة وهذا المسار السياسي سيستكمل بحكومة جديدة تأخذ في الاعتبار القوى السياسية الجديدة والتوازن الجديد في مجلس الشعب.
وأكد «على مكافحة الإرهاب لكي نشفي الوطن. مشدداً أن لا تساهل ولا تسامح مع الإرهابيين وأن الأمن الوطني خط أحمر».
وأوضح الرئيس الأسد أن الموضوع أكبر من خلاف داخلي أو إصلاح، بل هو موضوع دور سورية في دعم المقاومة وأن الفوضى هي البيئة الطبيعية للإرهاب.
وقال لمن يبحث عن رئيس من دون لون أو طعم أو رائحة في بلد مليء بالألوان والتاريخ الطويل، أنا لوني من لون الشعب فيه أطياف من أطياف المقاومة.
وشدد على أن الإرهاب لن يتمكن من كسر إرادة شعبنا، وستبقى سورية عرين العروبة ولنضع اليد باليد ونجعل الدور التشريعي الأول الواحة الكبيرة لسورية المستقبل.
وقال: «المشكلة أن لدينا أشخاصاً وهم قلة لا يتعلمون إلا على الدماء». أضاف: «إن الموضوع أكبر من خلاف داخلي أو إصلاح، بل هو حول دور سورية في دعم المقاومة والفوضى هي اليبئة الطبيعية للإرهاب، وهؤلاء الأشخاص الذين قاموا بالفوضى احتضنوا الإرهاب عن قصد أو غير قصد.
وقال: «الرئيس هو ليس لكل الشعب بل هو لكل من يقف تحت سقف الدستور والقانون وإلا أكون قد ساويت بين العميل والوطني وبين من يخرب ومن يبني».
اللواء
الأسد: لا مهادنة مع الإرهاب وسنتصدّى لـ«حرب الخارج» مهما غلا الثمن
صعّد الرئيس السوري بشار الاسد لهجته بمواجهة الحركة الاحتجاجية التي تعصف بسوريا منذ نحو 15 شهرا، معلنا في خطاب أمس عن أنّ «لا مهادنة ولا تسامح» مع الارهاب، وأنّه ماض في مواجهة «حرب الخارج» على سوريا مهما غلا الثمن، في حين ردّت المعارضة معتبرة خطابه «إعلانا لاستمرار الحل الدموي».
وقال الرئيس السوري في خطاب امام مجلس الشعب الجديد بأنّ سوريا لا تواجه مشكلة سياسية بل «مشروع فتنة اساسه الارهاب وحربا حقيقية من الخارج»، مؤكدا أنّ الأمن في البلاد «خط أحمر».
وأضاف: «قد يكون الثمن غاليا مهما كان الثمن لا بد ان نكون مستعدين لدفعه حفاظا على قوة النسيج وقوة سوريا».
وتابع: «عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع يقال له سلمت يداك لانك انقذت المريض. نحن ندافع عن قضية ووطن، فقد فرضت علينا معركة والعدو اصبح في الداخل».
ورأى الأسد أنّ العملية السياسية في سوريا تسير الى الامام فيما «الارهاب يتصاعد دون توقف. إنّ الارهابي كلف بمهمة ولن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة ولا يتأثر ببكاء الارامل والثكالى».
وشدّد الرئيس السوري على ان «لا مهادنة ولا تسامح مع الارهاب علينا ان نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن».
وقال الرئيس السوري ايضا في خطابه: «للمال دور في تأجيج الاحتجاجات واعمال العنف في بلاده، مشيرا الى ان «البعض يتقاضى اموالا ليخرج في تظاهرات وهناك شباب في سن المراهقة اعطوا حوالى الفي ليرة سورية (40 دولارا) مقابل قتل كل شخص».
وشدّد على ان «الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير، فالاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الاساليب والوجوه»، مؤكدا ان «الشعب تمكن من فك رموز المؤامرة من بداياتها».
ووصف الاسد منفّذي مجزرة الحولة في حمص (وسط) التي راح ضحيتها اكثر من مئة قتيل في الخامس والعشرين من ايار بأنّهم «وحوش».
وأبدى الاسد استعداده للحوار مع المعارضة «شرط الا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي او انغمست في دعم الارهاب»
وقال الأسد الذي بدا مسترخيا خلال خطابه: «إن الازمة ليست ازمة داخلية بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية وكل مواطن معني بالدفاع عن وطنه واذا تشابكت أيدينا اليوم فأنا أؤكد ان انتهاء هذا الوضع قريب».
وشكر الأسد في بداية كلمته، المقترعين على «مشاركتهم في الانتخابات في ظل الظروف الراهنة» التي قال إنها «تتطلب البذل والتضحية»، ودعا النواب إلى «الحوار البناء» بين بعضهم وكذلك «التواصل مع المواطنين»، ورأى أن التأقلم مع الإصلاحات وتعزيزها «ليس بالعملية السهلة».
واعتبر الأسد أن الحل السياسي لن يساعد على وقف ما وصفه بـ«الإرهاب» وسأل: «هل الإرهابي الذي يقطع الرؤوس هو بسبب الخلاف الداخلي وبالتالي سيتوقف عند توقف الخلاف؟ هذا غير صحيح، هل تراجع الإرهاب بعد التعديلات والقوانين؟ الجواب واضح وهو أن الإرهاب يواصل سيره مع تقدم التعديلات، قالوا المشكلة بعدم وجود أحزاب وبوضع الدستور الحالي، وقد غيرنا ولكن الإرهاب مستمر».