إستعاد النادي الثقافي العربي في بيروت نشاطه هذا العام ووقع إختياره على 26 عملاً لفنانيين تمثّل كل واحد منهم بلوحة مختارة ، فكانت الحصيلة معرضا نوعيا استقطب الأوساط الفنية والإعلامية والثقافية .
إستعاد النادي الثقافي العربي في بيروت نشاطه هذا العام ووقع إختياره على 26 عملاً لفنانيين تمثّل كل واحد منهم بلوحة مختارة ، فكانت الحصيلة معرضا نوعيا استقطب الأوساط الفنية والإعلامية والثقافية .
بإشراف ورعاية الناقد والفنان التشكيلي عمران القيسي افتتح "معرض الفن التشكيلي الجماعي للشباب" فنانون مبدعون السادس في قاعة النادي الثقافي العربي، الحمرا-بيروت وذلك يوم الثلاثاء في 29 أيار/مايو 2012 الساعة السادسة مساء بحضور حشد فني وإعلامي ومهتمين.
حفل الإفتتاح الذي رافقه توزيع شهادات ابداع فني على الفنانيين المعلقة اعمالهم في الصالة كان ارتقاء إلى مستوى الطموح الإبداعي والذي يبشر بجيل واعد من الشباب حيث أهمية اللوحة المنتجة سوف تبدو من خلال التمايز في اختيار الخامات المستعملة في انتاج العمل الفني وبالتالي عبر المقدرة التعبيرية الفذة على السيطرة بشكل مثير على المسطح التصويري ، فكل فنان وفنانة قدّم مشروع قامة إبداعية فنية تجاوزت مراحل تعليمها الأكاديمي وقدمت اختباريتها الجريئة عبر الممارسة الحرّة لمفاهيمها التشكيلية وقيمها التصويرية .
الفنانة التشكيلية هلا غرزالدين عضو هيئة إدارية في جمعية الفنانين اللبنانيـن للرسم والنحـت اعتبرت في حديث لموقعنا "أن النحت من الفنون التي تهذب المادة الموجودة في الطبيعة وتحولها الى عمل فني مدروس له التأليف والأبعاد والفكرة كما ان المنحوته قد تنتمي الى احدى المدارس الفنية ".
أما بالنسبة للعمل الخاص بها في المعرض فقالت"يرمز الى الشـراكة الحقيقية والإنسجام بين الرجل والمرأة ... وهو يتبع المدرسـة التكعيبية ويركز على توزيع الكتلة الفراغ وإنسجام تأليفي يبرز الفكرة والإنطباع الحقيقي ".
الفنان نزار عثمان بدوره قال"بمبادرة كريمة من النادي الثقافي العربي شاركت مع مجموعة من الفنانات والفنانين العرب واللبنانيين بالمعرض، وقد تميزت الاعمال المشاركة بالنضج والتنوع والفرادة، وتمثل عملي المشارك برأس فدائي استبدل الكوفية المعهودة بالجريدة، كي يتحول من حدث الى صانع حدث، ولما للفدائي من جهة من موقع في ذاكرتنا المقاومة، ولما للجريدة من جهة اخرى من معاني في نقل الخبر وتوظيفه وتعميمه.. كان الاختيار الجمع بينهما في اللوحة".
أما الفنانة أحلام عباس فشاركت بلوحة بعنوان "عجقه حلم" وقالت لنا عنها" رسمت فيها مجموعة احلام و استحضرت الطفولة باشكال و خطوط موتيفات شعبية و زخرفية الطفولة التي ترسم بيوت و اشجار و طيور بشكل عفوي و سريع و خال من اي قواعد وهذا بمثابة تعويض عن الايام التي تعيشها الطفولة في هذه المرحلة من حروب و مجازر".
بدورها الفنانة باسكال مسعود قالت "مشاركتي في معرض فنانون مبدعون عبر لوحة بعنوان ترقب ,وهي تبين حالة المرأة عموما والام خصوصا,محاطة بالمصاعب الى درجة الخنق احيانا ونراها رغم المصاعب صامدة صمود الارض والصخر,مترقبة دائما الامل بسكون واستعملت الوان اكريليك على قماش وهي الوان ترابية للتعبير بقوة عن فكرة اللوحة وتوصيل الرسالة بسرعة الى النفوس.
أما الناقد والفنان التشكيلي عمران القيسي فقام بقراءة نقدية للاعمال المشاركة وقال " لقد قدّمت الفنانة الشابة أحلام عباس لوحتها التي احتلت مترا مربعا وهي منفذة بمادة الأكريلك عن تداعيات حالة الحلم لدى الفتاة التي ترى العالم المحيط حركة مفردات متصادمة لكنها تنطوي على وضوح "أوفاقي "يستطيع أن يزرع الحالة الرمزية الغنائية على مستوى المساحة التصويرية" .
وترسم باسكال مسعود على مساحة 100x122 سنتم حالة ترقب اذ تركز التوتر على العينين فيما تجعل من حالة الرش اللوني عملية استخدام تعبيري لمكملات اللون البني .
وتقدم جنان موسى عملاً ينتمي إلى التعبيرية التجريدية يحمل عنوان الولادة وهذا العمل عبر "ثيماته" التي تلغي حالة الثبات وتدفع بالحركة لأن تسيطر على المساحة يصلح أن يكون مفتاحا لمرحلة تشتغل عليها الفنانة مستقبلا.
رانيا طبارة فنانة مرهفة تقيم علاقة روحية مع الألوان المضيئة وهي إذ تكرّس الهدوء في تكوين لوحتها سواء على صعيد اللون او ألتأليف العام فإنها تركز قامة انسية حافلة بالهدوء .
وتجمع خولة الطفيلي في لوحتها الزيتية مجموعة من"الغلايين" وهي ترتاح في تكوين ذكي ، يربط ما بين حالة الكونسبت والتعبيرية الإنشائية .
ورانيا عمرو قنديل تقف على الطرف الآخر من المعادلة إذ تلعب دورها التحركي بالمواد المختلفة حتى يجيء التكوين المركزي لديها قويا ومندفعا صوب المحاكاة التي تسعى اليها ضمن الحوار بين عين المتلقي والعمل الفني .
وتمارس رشا الحلبي تكوين عالمها المستند على ثيمة الحرف العربي الذي يتحول عندها إلى عملية تشييد عماري لكتلة متحركة ذات سطح شرس.
وضمن إيقاع الحبر الصيني وكشفه الدقيق بمهارة الرسم تعمل رندة طعمة عالمها المتداخل وكأنه دائرة من دوائر السحر المحكوم بطلسم الاشكال الطوطمية ،إنه حالة اقتراب رمزي وسوريالي في آن واحد .
أما المساحات ذات المجزوءات المساحية الأصغر مع المفردات اللوزنجية المفعمة بنثار من الحروف المخطوطة بخط النسخ فهي من نتاج بتول سليمان التي أطلعت كعين ذكية ومقدرة جيدة على التوزيع اللوني .
والأم المستغيثة وهي تحتضن أطفالها الثلاثة التي نفذها رودي جودكار بالاكريلك على الورق هي إحدى الأعمال التعبيرية الإنفعالية التي أدخلت ضمن إطار التنوع والتجاوب مع الاحداث المأساوية الخارجية .
وفي لوحة زينية هادئة تقدّم ريتا رزق لوحتها التي حملت إسم رضاعة العسل وهي منفذة بالزيت على القماش وربما يرى فيها البعض عملا سورياليا رمزيا لكن الطاقة التكوينية والطاقة التصويرية لهذه الفنانة تضع اللوحة ضمن سياق عالمها التعبيري الإنشائي .
وتبدع الفنانة دعد ابي صعب سوقي حين تقدّم أسرار الطبيعة في لوحة المتر المربع والمنفذة بالمواد المختلفة لأن الفنانة قدّمت عملا متماسكا وحافلا بالتقسيم اللوني الذي يطلّ على حالة تجريد الطبيعة كما يطل على حالة من حالات التجريد المطلق.
وجاءت لوحة غادة قصير التكعيبية بكل ما لديها من موضوع مباشر وبسيط لكن التنفيذ التشكيلي للعمل يشير إلى مستوى احترافي ومقدرة واعية لدى الفنانة .
ولوحة فاطمة عثمان هي جنوح ذكي نحو البناء التعبيري والمتحرك وهو حالة ملامسة ذكية للتجريد البعدي الذي ارتدى احيانا صفة "السيمي ابستراكت" .
على عكس ذلك يجيء التجريد الغنائي المفعم باللون المشغول بذكاء ورهافة عند مايا حيدر لأن عملها المعلق بحجم 120x80 سنتم والمنفذ بالمواد المتنوعة يشير إلى مقدرة على تقديم الاكثر اثارة في المستقبل .
ميرنا الأسطا التي تستخدم شتى المواد لانتاج "بيزاجها"الإفتراضي هي أيضا مؤلفة ذكية عرفت كيف تجمع الثابت والمتحرك معا .
أما "ملثّم " نزار عثمان المنفذ بالاكريلك على القماش فهو موضوع ذكي لفنان متمكن يعرف كيف يؤسس لوحته التعبيرية ذات الإيقاع البوستري المثير .
وندى عيتاني فنانة تعتمد على مبدأ الاقلالية اي انها تقدم ضمن عملها مساحات خارج سيطرة اللون وهذا هو الذي يحرك عالم اللوحة عندها .
نورة مصلح تضج هذه الفنانة باللون والرسم انها تقدم عالما ثنائيا يقوم على غواية الجزء ومقدرته على للإنابة عن الكل لذلك فإن عملها الفني رغم مساحته الصغيرة إلا انه كحضور محفز يرسم مساحته الضوئية الأكبر .
وهلا أميني المتأثرة بعوالم الفن الاندونيسي حيث عاشت هناك تركز على حالة الحرف ومحتوى التشكيل الحروفي الذي يستطيع أن يحول الخلفية اللونية إلى حالة استخدام تجريدي .
بالطبع هناك رسم بورتريت نفذه وسيم أيوب بالحبر الصيني للفنان زياد الرحباني وهناك منحوتات قليلة لكل من سامر العريضي وهلا غز الدين .