في مثل هذا اليوم من العام 1979 اقتحمت مجموعة من الشباب الايراني وكر التجسس الاميركي في طهران (السفارة الاميركية سابقا) ومنذ ذلك التاريخ تحتفل ايران في الرابع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام بيو
شهدت العاصمة الايرانية طهران والمدن الاخرى الخميس، مسيرات حاشدة بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي في ذكرى اقتحام الطلبة الجامعيين الايرانيين وكر التجسس الامريكي (السفارة الأمريكية سابقا) في طهران عام 1979 . وشارك في المسيرات الطلبة وسائر شرائح الشعب الحر والشامخ في ايران الاسلامية، في طهران وسائر مدن البلاد. وجدد المشاركون العهد مع الاهداف السامية للامام الخميني الراحل (رض) والامام السيد علي الخامنئي وكذلك الشهداء الشامخين, معلنين عن مواقفهم المناهضة للاستكبار العالمي.وتوجه المشاركون نحو مبنى السفارة السابقة التي كانت ضالعة بنشاطات تجسسية ضد ايران . ونددوا بالجرائم التي يرتكبها الاستكبار العالمي وخاصة أمريكا في مختلف بقاع العالم من خلال ترديد الشعارات واليافطات التي كتب عليها "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل". والقى رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي كلمة قال فيها ان كبار مراكز الابحاث الاميركية تعتبر ان ايران تشكل التحدي الاكبر للولايات المتحدة, مضيفاً "كما انها تتحدث عن تنامي النفوذ الايراني في الدول الافريقية وكذلك انهيار الجبهة الاميركية للتصدي لايران التي تمضي في التقدم والازدهار برغم كل الضغوط الممارسة ضدها والعقوبات المفروضة عليها".
واعلن المشاركون في ختام المراسم بان حوافز الشباب اليوم في البلاد للمقاومة والصمود امام غطرسة واطماع الغرب اقوي بكثير مما كانت عليه في بداية الثورة. وجاء في البيان الختامي للمراسم: ان "4 تشرين الثاني يذكّر باحداث كبرى ادت دورا مهما ومصيريا في ظهور وتسارع حركة الثورة الاسلامية في ايران وطرد الشيطان الاكبر اي اميركا المجرمة من الوطن الاسلامي". واضاف البيان ان الذكريات الثلاث الصانعة للتاريخ وهي, نفي الامام الراحل (رض) في مثل هذا اليوم من عام 1964 بسبب الاحتجاج على لائحة "الكابيتولاسيون" المخزية (لائحة كانت توفر الحصانة للرعايا الاميركيين في ايران)، وقتل العديد من التلامذة الثوريين في العام 1978 من قبل جلاوزة نظام الشاه، والسيطرة علي وكر التجسس الاميركي (السفارة الاميركية السابقة في طهران) بالارادة الثورية للطلبة السائرين على نهج الامام (رض) في العام 1979، هي ذكريات باقية دوما في الذاكرة التاريخية للشعب الايراني المجاهد والداعي للحق".
واكد البيان "اليوم ورغم الاحقاد والعداوات المستمرة من جانب نظام الهيمنة وتنفيذ العديد من سيناريوهات العدوان والحظر والتهديد على مدى الاعوام الـ 32 الماضية، فقد اتسعت عظمة وتقدم وقوة الشعب الايراني على الصعيدين الداخلي والخارجي، وان الاستقبال منقطع النظير لقائد الثورة الاسلامية في مدينة قم المقدسة ولرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان البطل، قد سجل ملحمة مدهشة ودرسا معبرا في التاريخ السياسي للشعوب والدول".
وفي هذه المناسبة حذر الامام السيد علي الخامنئي من مخططات الهيمنة الاميركية على العالم، داعيا الشعوب الى اليقظة لمواجهتها . وشدد سماحته خلال استقباله حشدا من الشباب الاربعاء على ضرورة الوقوف بوجه الغطرسة الاميركية، مؤكدا ان الولايات المتحدة ستمضي قدما لتحقيق اهدافها ولو اقتضى ذلك النيل من كرامة الشعوب, داعيا الى الحذر من الكلام المعسول للمسؤولين الاميركيين حول الرغبة في اقامة علاقات صداقة تخفي يدا فولاذية في قفاز مخملي. وقال الامام الخامنئي "ان الشعب الايراني يسير اليوم وبعزيمة اقوى، اكثر من اي وقت مضى، نحو الاهداف السامية وقمم السعادة وان الشباب يتحركون في طليعة هذه الحركة العظيمة".
ووصف سماحة الامام اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي ويوم الطالب (4 تشرين الثاني/نوفمبر)، بانه رمز مهم للغاية وذو معاني وحقائق كثيرة. وقال "ان احد معايير هذا اليوم هو خطاب الامام الخميني الراحل (رضوان الله عليه) عام 1964 في مدينة قم المقدسة احتجاجا على تصويت البرلمان على القانون الظالم للحصانة القضائية للرعايا الاميركيين انذاك ومن ثم اعتقال الامام ونفيه، ولكن الامام الخميني الكبير دافع عن مصالح وحيثية الشعب الايراني من خلال صرخته المنادية للحق".
واعتبر الامام السيد الخامنئي "ان هذا الحادث كان رمزا للاطماع الاميركية والروح الاستكبارية الباغية على الشعوب بما فيها الشعب الايراني". واضاف "يجب ان يبقى هذا الموضوع خالدا في ذاكرة التاريخ للشعب الايراني خاصة الشباب وليعلموا ان اميركا ليست بصدد اقامة علاقات معتادة مع دول العالم بل تتطلع دوما الى اقامة علاقة الارباب والرعية وبالتالي نهب ثروات و مصالح الشعوب واذا لم تواجه صمودا، فانها تواصل نهجها حتى تدوس شرف شعب ما باكمله".
واشار سماحة الامام الى ريادة طلبة المدارس في فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة 1980 - 1988), معتبرا ذلك ناجما عن شعورهم بالالتزام وروحهم الثورية وبصيرتهم. وقال "ان طلبة المدارس اليوم ايضا من اكثر الشرائح ريادة". وذكر ايضا بالخطوة الشجاعة للطلبة الشبان في السيطرة على وكر التجسس الاميركي في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1979. وقال "ان هذه الخطوة هي رمز شجاعة وجراة الجيل الثوري الشاب امام الهيمنة الاميركية وقد زلزلت هذه الخطو قوة اميركا التي كانت آنذاك شديدة الهيمنة وهزمتها". واعتبر الامام الخامنئي المعاني والحقائق الكامنة في مناسبة 4 تشرين الثاني بانها كبيرة ومهمة.