أحيت مدينة بعلبك، في شرق لبنان، الذكري الثالثة والعشرين لرحيل الإمام الخيینی قس سره باحتفال أقامته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانیة شارك فيه حشد من الشخصيات
أحيت مدينة بعلبك، في شرق لبنان، الذكري الثالثة والعشرين لرحيل الإمام الخميني قس سره باحتفال أقامته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت أمس الاثنين شارك فيه حشد من الشخصيات النيابية والسياسية والحزبية والاجتماعية والدينية من مختلف الطوائف والمذاهب، ووفود شعبية غفيرة. وألقي المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمد حسين رئيس زادة كلمة تحدث فيها عن 'مدرسة الإمام الخميني التي تمثل رؤية وخلاصا للشعوب اعتمادا منها علي المبادئ والقيم الديمقراطية انطلاقا من عملانية صوت الشعب'، لافتاً إلي 'التقدم المذهل الذي حققته إيران في المجالات العلمية والتكنولوجية وما حققه جيل الشباب انطلاقا من نهج الإمام الخميني وفكره'.
وحذر السيد رئيس زادة من 'المؤامرات التي تستهدف المنطقة بهدف السيطرة علي مواردها وهي تدفع في اتجاه حرب أهلية اعتمادا علي الأدوات وبعض علماء الدين الذين يدورون في فلك المؤامرة، معتمدين علي وسائل إعلام حيث نشاهد في لبنان والمنطقة بعض الحركات المشبوهة التي تعمل للفتنة بين الطوائف وخصوصا بين السنة والشيعة لتسهيل هجوم العدو علي المقاومة وهي تستهدف جميع الطوائف والمسيحيين قبل المسلمين'.
ورأي ان 'الصحوة في منطقة الشرق الأوسط بدءا من تونس ومصر وصولا الي البحرين، تهدد مصالح القوي المتغطرسة والمسيطرة، وقد هزت الكيان ومن الطبيعي أن يكون هناك انتقام'.
وألقي مطران بعلبك والبقاع الشمالي للطائفة المارونية سمعان عطاالله كلمة أكد فيها أن الثورة الإسلامية التي فجرها الإمام الخميني (رض) فجرت لاحقاً ثورات عديدة خاصة في العالم العربي والإسلامي وبذلك فتح الإمام مدرسة سياسية جديدة تخرج قياديين ملتزمين بالشريعة. داعياً الي 'الإشتراك الفاعل في بنيان العيش الواحد بين الشعوب من اجل الازدهار والسلام كي تعيش كل الحارات والأحياء بسلام وأمان وطمأنينة'. وقال المطران سمعان: 'فيما نحيي ذكري رحيله نحيي في هذا الرجل التاريخي المواهبي وريث حضارة عريقة قائداً ملهماً لثورة ضد الظلم والقهر وعدم العدالة، محققاً قسطاً متقدماً من حلمه الإنساني والإجتماعي'.
وأضاف: 'هذا الرجل الكبير هو داعية كم دعاة العيش المشترك والتعاون والتضامن بين مختلف شعوب الأرض ورسول ضد الظلم والقهر والحرمان، وقائد مميز بتجرده وحكمته في قيادة الدولة وحكمها'.
وتحدث رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك فلفت إلي أن الإمام الخميني (رض) ما زال حاضراً من خلال الصحوة الإسلامية المنتشرة في العام العربي، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أسسها الإمام هي اليوم أقوي من كل التحديات والمؤامرات يقودها الإمام الخامنئي حفظه الله تعالي إلي حيث العزة والكرامة'، لافتاً إلي أن 'هذه الثورة الإسلامية تختلف عن جميع الثورات في التكون وطريقة الصراع والمبارزة وفي هدفها ونهضتها وفي كونها تحفة إلهية وهدية غيبية من قبل الله تعالي المنان تلطف بها علي هذا الشعب المظلوم والمنهوب وعلي الأمة الضائعة'.
وشدد علي وصية الإمام الخميني (رض) الخالدة وافتخاره بالعداء لأميركا والصهيونية العالمية والكيان الصهيوني، داعياً المستضعفين إلي أن 'يأخذوا حقوقهم بقبضات أيديهم وألا يجلسوا منتظرين بأن تقدم إليهم هذه الحقوق، فالمستكبرون لا يعطون أحدا حقاً'.
كما دعا إلي العمل علي طرد 'إسرائيل' من فلسطين المحتلة معتبراً ذلك 'أوجب علي الأمة'، وقال: 'إن إيران اليوم تتحطم علي صخرتها كل نصال الغدر والتآمر والتحريض'.
وحذر الشيخ يزبك من 'اللعب علي وتر الفرقة المذهبية'، وقال: 'من يعمل من اجلها هم ليسوا من أهل السنة أو الشيعة، انهم عملاء القوي العظمي وخدم لها'. معرباً عن أسفه للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة طرابلس (شمال لبنان) مؤخراً وأوقعت العديد من الضحايا، مطالبا ب'وضع حد لما يجري والي إعادة اللحمة الوطنية وتفويت الفرصة علي اللاهثين وراء الفتنة تحريضا وتآمرا علي السلم الأهلي'.
وطالب الشيخ يزبك الحكومة اللبنانية بتحمل كل مسؤولياتها وأن تواصل الجهود من أجل إطلاق سراح اللبنانيين الأحد عشر الذين اختطفتهم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا أثناء عوةدتهم من زيارة العتبات المقدسة في إيران، معرباً عن تألمه لـ'ما يجري علي ارض سوريا من، مجازر وقتل ودمار وإعلام تحريضي'.
وألقي رئيس 'حركة الإصلاح والوحدة' الشيخ ماهر عبد الرزاق كلمة اعتبر فيها ان 'الحديث عن الإمام الراحل انما هو حديث عن مرحلة جديدة مليئة بالإنجازات والإنتصارات ولي فيها عهد الإستكبار العالمي في ثورة غنية بالعلم والكفاح والجهاد والمثال والمثل'.
وقال: 'يسعي الإستكبار العالمي الي تربية اتباعه ومحبيه علي دعم هذا الكيان ليبقي مغتصبا لأرضنا ومقدساتنا. والأمة اليوم هي أحوج ما تكون الي إمام يوحد ضمن مشروع وحدة إسلامية فيها خلاصنا جميعا والمشروع الذي أطلقه الإمام هو علي يقين بان الأمة إذا اجتمعت ففي استطاعتها مواجهة التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية وبالوحدة ننتصر ونهزم مشاريع التآمر'.
ودعا عبد الرزاق إلي تشكل 'إتحاد إسلامي' علي غرار طالاتحاد الأوروبي، متسائلاً لماذا الارتهان للمشروع الأميركي- الصهيوني؟ ومحذراً من المشاريع الفتنوية والفئوية والتقسيمية، معرباً عن افتخاره بالمقاومة اللبنانية التي هزمت الكيان الصهيوني وأنهت 'أسطورة الجيش الذي لا يقهر' وقهرته.