24-11-2024 03:53 AM بتوقيت القدس المحتلة

خاطف اللبنانيين بطل لا «حيوان»... اسألوا «الجزيرة»

خاطف اللبنانيين بطل لا «حيوان»... اسألوا «الجزيرة»

لكنّ المصادفة أن يكون أحد الخاطفين «أبو فادي» هو ذاته «أيقونة الثورة السورية» أو ما حاولت محطة «الجزيرة» طرحه على هذا النحو عندما أرادت أن تجعل منه بطلاً قومياً وأيقونة للانتفاضة السورية

«الجزيرة» مجدداً في مواجهة اتهامات بالتحيز والانحدار وتزوير الواقع واعتماد الصورة المصنعة بدلاً من الوقائع الحقيقية. المحطة القطرية التي طرحت نفسها حاملة للواء الحرية ومناضلة من أجل حقوق الشعوب العربية بحياة أكثر ديموقراطية، وقعت منذ اندلاع الثورات العربية في سلسلة من الفضائح أقلها تحويل غرف بثها المباشر إلى غرف عمليات، ثم كشف وثائق «ويكيليكس» تورط مديرها السابق وضاح خنفر بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية.

كتب وسام كنعان في جريدة الأخبار اللبنانية:


أهالي المخطوفين يتعرفون على الخاطفينلكن كل ذلك كان ينكشف بعد مجموعة من الخطوات المدروسة التي عملت عليها جهات ووسائل إعلامية بهدف فضح المحطة القطرية.
لكن أخيراً بدت لعبة المصادفات تنسج بطريقة تسهم في كشف السقوط المدوي لقناة «الرأي والرأي الآخر» بعدما سافرت مراسلة LBC تانيا مهنا إلى الحدود التركية السورية لتلتقي باثنين من عناصر الجيش السوري الحر، فإذا بأهالي المخطوفين اللبنانيين يتعرّفون إليهما في مقدمة الخاطفين.


لكنّ المصادفة أن يكون أحد الخاطفين «أبو فادي» هو ذاته «أيقونة الثورة السورية» أو ما حاولت محطة «الجزيرة» طرحه على هذا النحو عندما أرادت أن تجعل منه بطلاً قومياً وأيقونة للانتفاضة السورية. حينها، أعدت المحطة القطرية تقريراً مصوّراً عرّفت عنه بأنه المواطن السوري محمد أحمد عبد الوهاب (33 عاماً) ابن خربة الجوز القرية الحدودية مع تركيا لتفسح له الفرصة كي يطلق صرخته الشهيرة «أنا إنسان ماني حيوان». ثم ستكون أجهزة المونتاج حاضرة لتصبح الجملة لازمة تعاد عشرات المرات يومياً على طريقة «هرمنا» التونسية و«بن علي هرب».


الخاطف السوري أبو فاديحتى أنّ أحد مراسلي «الجزيرة» قال في أحد تقاريره إنّ محمد عبد الوهاب صار معادلاً موضوعياً لصاحب جملة «هرمنا»، وأجرى معه لقاء حاول من خلاله معرفة السبب الذي دفعه إلى قول جملته ويحكي عن مغامراته في تهريب أهالي قريته إلى تركيا.. حتى أصالة نصري أسهمت في صناعة هذا الرمز عندما وضعت جملته الشهيرة على مقطع اليوتيوب الذي بثته وحمل جزءاً من أغنيتها «آه لو هل الكرسي بيحكي» التي تراجعت عن إطلاقها كاملة.


طبعاً لم تكن «الجزيرة» تتوقّع أن بطلها المصنّع سيقف بالمصادفة أمام كاميرا LBC كخاطف ومسلّح ناسفاً كل جهودها في تصنيعه وتكريسه بطلاً وأيقونة سلمية عانى من تعذيب الأمن وإهانته. وغالباً ما سيكون الرد على كل ما سبق جاهزاً، فالظلم دفع عبد الوهاب إلى حمل السلاح والانضمام إلى الجيش السوري الحر. لكن مع ذلك، لم تسقط «الجزيرة» عنه لقب البطل ولم تقلّص من ظهوره على الأقل.
ربما صار ملحاً على القناة الخليجية أن تجري جولة بحث عن «أيقونات» جديدة!.

  موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه