تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وكذلك الشأن الحكومي اللبناني..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها تطورات الأحداث في سورية وكذلك الشأن الحكومي اللبناني..
السفير
أنان يدقّ ناقوس الخطر وخطته «تبدّدها» التجاذبات
المبادرة الروسية يسابقها «تصعيد الضغط» على دمشق
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تواصل التجاذب الدولي حول الأزمة السورية وتأويل خطة كوفي أنان أمس، على خلفية مجزرة مزرعة القبير التي لا تزال خارج مجال تحقيق المراقبين الدوليين، بين معسكر تقوده روسيا التي جددت رفضها لاي قرار دولي يجيز التدخل الخارجي ودعوتها القريبة لمؤتمر موسّع حول الأزمة تمهيداً لتشكيل مجموعة دولية بديلة عن «أصدقاء سوريا» تعيد انعاش خطة أنان، والمعسكر الغربي - العربي الذي كرّر دعوته المجتمع الدولي إلى «فرض» تطبيق خطة أنان عبر اللجوء إلى الفصل السابع لضمان «انتقال السلطة»، من دون المطالبة الصريحة بالتدخل العسكري.
وفيما حذر أنان مجلس الامن الدولي في جلسة مغلقة، من أن الازمة السورية «ستخرج عن السيطرة قريباً» إذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، وطلب من القوى الكبرى ممارسة «ضغوط ملموسة» على دمشق وإبلاغها بأن عدم احترام نقاط الخطة الست سيكون له «نتائج واضحة»، داعياً إلى توحيد الجهود الدولية بشكل عاجل لحل الازمة وبما يتوافق مع «المبادرة» الروسية، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «الآمال في تماسك خطة انان في سوريا تتبدد»، وأن الرئيس السوري وحكومته «فاقدان للشرعية».
وصعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اللهجة الاميركية غداة مجزرة القبير بالقول إن «على (الرئيس السوري بشار) الاسد ان ينقل سلطته ويغادر سوريا». واضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو أن «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه امس (الاول) في حماه امر غير مقبول».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان «الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بجرائم القتل المروعة التي استهدفت مدنيين، وبينهم نساء واطفال، في القبير بمحافظة حماه، كما اوردت مصادر عدة موثوق بها». واضاف كارني في بيان ان «هذا الامر، ورفض النظام السوري السماح لمراقبي الامم المتحدة الدخول الى المنطقة للتحقق من هذه المعلومات، يشكلان اهانة للكرامة الانسانية والعدالة».
واذ اكد المتحدث الاميركي ان «لا مبرر ممكناً للرفض المستمر من هذا النظام لاحترام موجباته في اطار خطة (السلام للمبعوث الدولي كوفي) انان»، اضاف ان رفض الرئيس السوري بشار الاسد «تحمل المسؤولية عن هذه الاعمال المخيفة لا قيمة له ولا يؤدي سوى الى تأكيد الطبيعة غير الشرعية واللاأخلاقية لسلطته». وأكد المتحدث ان «مستقبل سوريا سيحدّده السوريون، وعلى المجتمع الدولي إظهار تضامنه لدعم تطلعاتهم المشروعة»، فيما ندّدت وزارة الخارجية الروسية بالمجزرة الجديدة «الهمجية» معتبرة أنها «استفزاز» يهدف إلى «إفشال» خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
ولفت ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال اجتماع الجمعية العامة حول سوريا، الى ان بلاده ستقدم مبادرة حول الوضع في سوريا في مؤتمر ستدعو اليه، مشيراً الى انه «يجب عدم المطالبة بالتغيير الفوري للنظام في سوريا، وانه من الخطأ دعم المعارضة التي تطالب بتدخل عسكري في بلادها وان تقديم السلاح لها يزيد في خطر الأوضاع». ودعا تشوركين الى توخي الحذر عند توجيه الاتهامات حول المجازر في سوريا، مشيراً الى انه «من الخطأ ان نعتمد على دعم مجموعات المعارضة، لذلك يجب ان نقرّ بأن تقديم السلاح الى المعارضة المسلحة يزيد في اشتعال النيران». وتابع قائلاً: «نعتقد انه من الخطير ان يكون هناك تنبؤات خطيرة لفشل خطة انان وكذلك هناك حاجة لخطوات عملية للوصول الى حل سياسي».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كازاخستان ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز «تدخلاً خارجياً» في سوريا.
وقال لافروف خلال زيارة الى كازاخستان: «لن يكون هناك تفويض من الامم المتحدة لتدخل خارجي في سوريا. أضمن لكم ذلك». واضاف: «هناك اطراف في النزاع، خصوصا في الخارج ذلك المسمى المجلس الوطني السوري، لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة الى ان يمنح مجلس الأمن تفويضاً لتدخل اجنبي».
ومن جانب آخر، أكدت موسكو انها لا تعارض «السيناريو اليمني إذا سانده السوريون»، معتبرة أن «مصير الأسد ليس سؤالاً يوجه إلينا بل إلى الشعب السوري».
وقال المندوب الصيني الدائم في الامم المتحدة لي باودونغ، حسبما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية، «نحن نرفض رفضاً قاطعاً حل الازمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي او اي محاولة للتشجيع على تغيير النظام بالقوة». واضاف الديبلوماسي الصيني ان بكين ترغب في لعب «دور إيجابي وبناء في البحث عن حل سريع، سلمي ومناسب للمسألة السورية»، من دون ان يلحظ خطة النقاط الست للسلام المقدمة من مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان. وأشار الى ان «الصين اتخذت موقفاً متوازناً، عادلاً ومسؤولاً حيال مشكلة سوريا».
من جهته، طالب ممثل قطر لدى الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر بوضع «جدول زمني محدد لتطبيق خطة انان، بما في ذلك فرضها تحت بند «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة وبتفعيل اللجنة الخاصة بالتحقيق في مجزرة الحولة». وشدد الناصر على أنّه «من غير المقبول أن يبقى الوضع على ما هو عليه في سوريا»، معتبرًا أنّ «التأخير في تطبيق المبادرة يزيد من صعوبة الحلّ السياسي للأزمة»، فيما أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس أن «الجانب السوري دائما يقبل بالمبادرات ويفشلها... الذي أفشل المبادرة هو الجانب السوري».
وصرّح المسؤول القطري للصحافيين بعد اللقاء «ينبغي تسريع بحثنا عن حل للحفاظ على استقرار البلد ويجب ايضا ان تكون هناك خطة لانتقال سلمي للسلطة» في سوريا، مضيفا «هذا هو الحل الذي نفضله بالفعل».
ونشر الاليزيه بيانا عن لقاء الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء القطري قال فيه إن «رئيس الدولة ذكر بان فرنسا تواصل بنشاط اتصالاتها مع شركائها لمواصلة حركة التعبئة والضغط، وتعد لاجتماع في 6 تموز في باريس لمجموعة اصدقاء الشعب السوري». واعلن الشيخ حمد ايضاً «نحن بحاجة الى ان توافق روسيا والصين... على اي حال هذا لا يعني انه لا يوجد حل آخر، لكن ينبغي مواصلة العمل من اجل حل سلمي»، فيما أكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أن موقف الجامعة العربية الداعي إلى موقف دولي «لا يدعو إلى التدخل العسكري» في سوريا.
أما المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، فأكد أن بلاده «مستعدة لاستضافة لجنة تحقيق مستقلة من دول معروفة بحياديتها ورفضها للتدخل الخارجي في سوريا»، وأن دمشق لا ترفض الحوار مع المعارضة التي ترفض الدعوة للتدخل الخارجي، فيما أعلن أن قتلى القبير سقطوا «قبل خمس ساعات من أي اشتباكات» في المنطقة، وأن الصور التي نشرتها الفضائيات عن ضحايا المجزرة ليست لهم.
في المقابل، اكد عدد من الناشطين في منطقة ريف حماه أن «الشبيحة» ارتكبوا المجزرة بحق ما لا يقل عن 78 قتيلاً بينهم أطفال ونساء في القبير، بمؤازرة دبابات الجيش التي قصفت منازل القرية. وقدم الناشطون روايات شهود عيان، عن حرق «الشبيحة» للمنازل والتنكيل بجثث القتلى. ولم يتمكن المراقبون الدوليون من الوصول إلى القبير، بالرغم مما أعلنته جهات سورية رسمية عن أنهم قد وصلوها، وذلك بسبب «عراقيل» تحدث عنها المراقبون منها «حواجز الجيش»، و«مدنيون».
النهار
تعويم مالي للحكومة حتى نهاية السنة
مقاطعة "قواتية" للحوار وانتقاد جنبلاطي
وكتبت صحيفة النهار تقول "بعد اشهر من صراع داخل الحكومة وعلى مشارف مرحلة تختلط فيها الحسابات الانتخابية بالعوامل الاخرى التي تملي منع انهيار الحكومة، فتح مجلس الوزراء امس كوة واسعة في المأزق المالي وان لجهة واحدة تتمثل في توفير الانفاق الحكومي للسنة الجارية من طريق سلفة عملاقة تبلغ 10394 مليار ليرة. كما قرن هذه الخطوة بتخصيص طرابلس بسلفة 150 مليار ليرة تدفع بقانون خاص لتنفيذ مشاريع انمائية في المدينة، وتخصيص المناطق اللبنانية الاخرى بمشروع قانون برنامج لمدة سنتين بقيمة 450 مليار ليرة لمشاريع انمائية ايضا.
هذه الخطوة التي وصفتها اوساط نيابية بارزة في قوى 14 آذار بانها صرف "لمال انتخابي وليس انمائيا"، اكتسبت بعدا تعويميا للحكومة، اقله من الباب المالي حتى الآن، في انتظار الفصول المتبقية للاختبار الحكومي والمتصلة ببنود "التفاهم" المحدث بين قوى الغالبية الحكومية ولا سيما منها التعيينات ومشروع قانون الانتخاب.
واذ كانت الصفقة الجديدة تميزت بموافقة افرقاء في الغالبية على مخرج كانوا حتى الامس القريب عرقلوا ولادته، اوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" ان الحل الذي اقر للانفاق المالي سيصاغ في مشروع قانون معجل يحال على مجلس النواب على ان تبدأ الحكومة درس موازنة 2012 في جلستين يعقدهما مجلس الوزراء الثلثاء في السرايا والاربعاء في بعبدا وربما عقدت جلسة ثالثة الخميس اذا لم يستكمل بت مشروع الموازنة.
وقد اعربت اوساط رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن ارتياحه الى"الاجواء الايجابية" التي سادت مجلس الوزراء امس وتمنت ان تنسحب هذه الايجابية على الجلسات المقبلة لدفع عمل الحكومة قدما وتسيير امور الناس في كثير من الملفات.
واذ علم ان وزراء "جبهة النضال الوطني" انتقدوا خلال الجلسة الصيغة التي تم التفاهم عليها بعدما اعترض عليها فريق اشهرا وعاد ليطالب بها مخرجا عندما وصل الى طريق مسدود، قال مصدر وزاري وسطي لـ"النهار" ان الجلسة خرجت بنتيجة تؤكد صواب الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ولكن تأخرت الموافقة عليه شهرين "فأضعنا الوقت وسممنا الاجواء بلا مبرر". واوضح ان مبدأ الذهاب الى مجلس النواب بمشروع قانون معجل مكرر كان في الاساس طرح رئيس الجمهورية لكن وزراء "التيار الوطني الحر" أصروا على توقيع سليمان مشروعا قالت لجنة المال والموازنة النيابية ان لديها ملاحظات عليه، مما استدعى موقفا من رئيس الجمهورية دعا فيه الى تصحيح المشروع. وانتهى الامر اخيرا الى تبني موقف سليمان. وعليه فإن الحكومة ستمضي الى الانفاق بموجب السلف في انتظار قوننة هذا الانفاق في مجلس النواب. ولفت الى ان الامر نفسه حصل مع الرئيس ميقاتي الذي نال سلفة مالية لطرابلس بعد اعتراض سابق للفريق الوزاري نفسه عليها.
وتوقع مرجع في الاكثرية عبر "النهار" ان تنجز الحكومة الموازنة في شكل نهائي وترسلها الى مجلس النواب منتصف حزيران وعلى ابعد تقدير في نهاية الشهر، موضحا ان المجلس سينشط لمناقشتها واقرارها.
كما ان مصدرا في هيئة مكتب المجلس ابلغ "النهار" ان دورة استثنائية للمجلس ستفتح لملاقاة مشروع القانون المعجل الخاص بالانفاق تمهيدا لاحالته بواسطة رئيس المجلس نبيه بري على اللجان المشتركة قبل وصوله الى الهيئة العامة، وهذا يعني ان اسابيع ستمر قبل مناقشته واقراره في المجلس.
الحوار ومقاطعة "القوات"
في غضون ذلك، تميزت الاستعدادات الجارية لانعقاد هيئة الحوار في قصر بعبدا الاثنين المقبل، بقرار حزب "القوات اللبنانية" عدم المشاركة في هذا الحوار الذي وصفه رئيس الحزب سمير جعجع بأنه "ملهاة كبيرة لن يصدر عنها اي نتيجة". واذ علل مسؤول بارز في "القوات اللبنانية" لـ"النهار" هذا القرار باعتباره معاودة الحوار "تلميعا لحكومة متواطئة مع النظام السوري ضد لبنان"، شدد على "الارتباط الوثيق بالحلفاء" في قوى 14 آذار وكذلك على "الود والاحترام لرئيس الجمهورية الذي نقدر مواقفه الوطنية وحياديته". واشار الى ان المذكرة التي سيسلمها وفد نيابي من قوى 14 آذار برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الى الرئيس سليمان تعبر تماما عن رأي حزب "القوات اللبنانية"، مشيرا الى ان عضوا في كتلة "القوات" سيكون في عداد الوفد.
وقالت اوساط الرئيس السنيورة لـ"النهار" ان موعدا حدد للقاء الرئيس سليمان غدا لتسليمه مذكرة قوى 14 آذار عن الحوار وسيلي تسليم المذكرة مؤتمر صحافي يعلن فيه نصها. وانصرفت لجنة صياغة من هذه القوى امس الى انجاز المذكرة.
جنبلاط
وفي حديث الى "النهار"، قال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط امس انه "لم يعد يفهم 14 آذار وطريقة تعاملها مع موضوع الحوار". واضاف: "يقولون انهم مع الحوار ويوافقون ثم يترددون. موقف هؤلاء ويا للاسف محزن ومخجل ومضحك". ورأى انه "لازم يكونوا الاثنين في بعبدا". ودعا جميع الافرقاء الى تأكيد سياسة "النأي بالنفس" لافتا الى ان "حجم اي فريق لبناني في اي مستوى لا يتيح تغيير اي شيء في لعبة اكبر منه لان القضية (السورية) اصبحت في ايدي اللاعبين الدوليين الكبار".
الأخبار
سوريا.. تحشيد دبلوماسي يمهّد لتصعيد ميداني تطال شظاياه شمال لبنان
سوريا تودّع أنان: استعدادات لمواجهة دامية
وتناولت صحيفة الأخبار الأحداث في سورية وكتبت تقول "بينما يغسل مجلس الأمن يديه من مبادرة المبعوث الخاص كوفي أنان، تشهد سوريا وحدودها مع لبنان وتركيا استعدادات غير مسبوقة، تشارك فيها عواصم إقليمية ودولية، وسط استنفار استخباري غير مسبوق يمهّد لجولة من المواجهات على الأراضي السورية قد تمثّل مفصلاً حاسماً في وجهة الأزمة.
تؤكّد مصادر موثوقة أن الأزمة في السورية في طريقها إلى وجهة من التصعيد، وأن الانقسام الدولي بشأن الموقف من الأزمة السورية انتهى إلى تشدد الفريقين، وأن كل الرسائل الدبلوماسية والمبادرات التي ترمى في الهواء هدفها إعلان كل طرف أنه غير مسؤول عن الفشل في التوصل إلى حل للأزمة، بينما يشعر المحور الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا ودول الخليج العربي أن المرحلة تتطلب تعديل الواقع الميداني على الأرض. وعلى هذا الأساس تقررت مجموعة خطوات عملانية، أبرزها العمل على دفع قوى المعارضة السورية في الخارج إلى إعلان الانتقال إلى مرحلة «الثورة المسلحة» والشروع في خطوات نوعية على صعيد تسليح المجموعات المعارضة وتوحيدها بالقدر الممكن.
وتذكر المصادر أن المعلومات والتقارير الواردة من عواصم عدة تشير إلى أن المحادثات الجارية بين المحافل الدبلوماسية لا علاقة لها بما يجري على الأرض من استعدادات عملانية، ومن أهمها إدخال أسلحة نوعية إلى المجموعات المعارضة تستهدف توجيه ضربات إلى فرق المدرعات في الجيش السوري، وإلى الطائرات المروحية، إضافة إلى مدفعية ثقيلة مهمتها مواجهة تجمعات وثكن للجيش السوري، إلى جانب تدريب مجموعات كبيرة على القيام بعمليات على طريقة حرب العصابات تستهدف السيطرة على مناطق على طول الشريط الحدودي مع لبنان وتركيا، وخلق مناطق «محررة» بالقرب من المدن الرئيسية، ولا سيما في ريفي دمشق وحلب.
وتشير المصادر إلى أن أجهزة استخبارات عسكرية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى الجانبين التركي والسعودي، تنشط على الأرض. وقد جرى توفير عملية انتقال آلاف المقاتلين إلى مناطق مرشحة لأن تكون جبهات عسكرية. وتلفت المصادر إلى أنه جرى تهريب كميات كبيرة جداً من المتفجرات إلى داخل الأراضي السورية بغية الإعداد لعمليات تخريب تطال مراكز حساسة تخص الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية التابعة للدولة.
في موازاة ذلك، تؤكد مصادر عربية أن الحسم هذه المرّة لن يكون حكراً على قوات النظام، فقوات المعارضة السورية المسلّحة «تمتلك من الأسلحة ما يُعطيها قدرة المواجهة. ليس هذا فحسب، بل والحسم في مناطق محددة». وتكشف هذه المصادر أن «سوريا ستشتعل»، لافتة إلى أن حمأة المعارك لن تقتصر على سوريا فقط، بل ستطال شظاياها الشمال اللبناني. وتتقاطع هذه المعطيات مع معلومات أسرّتها جهات في المعارضة السورية لـ«الأخبار» تشير إلى أنه عند توقيت الساعة الصفر، ستُنفّذ في الوقت نفسه هجمات وتفجيرات في مختلف المحافظات السورية. ورغم انعدام الرؤية الموحدة وانقسام المجموعات المعارضة التي يؤكد معظمها أن مواجهة النظام بالسلاح الموجود بين أيديها يُعدّ ضرباً من الجنون، وسينتهي بمقتل المئات وحتى الآلاف، تتحدث مجموعات إسلامية أخرى عن حصولها على سلاح نوعي قد يدخل في إطار ما يُعرف بالسلاح الكاسر للتوازن. أما في ما يتعلّق بلبنان، فتقدّر هذه الجهات أن النظام ينظر إلى المناطق اللبنانية الحاضنة لـ«الثورة» السورية على أنها شريان حيوي يُغذي ويموّل المقاتلين. كذلك يكاد يجزم مقاتلو المعارضة السورية بأن قوات النظام ستدكّ بعض البلدات اللبنانية لتقطع خط الإمدادات عن هذه المجموعات بعد محاصرتها.
كيف ستردّ دمشق؟
تكشف المصادر أن القيادة السورية تدرس على نحو مكثّف خلال الأسبوعين الماضيين الوضع، وقد جرت مناقشات مع عواصم عالمية، ولا سيما منها موسكو وبكين لأجل التوضيح أن المجموعات المسلحة، كما العواصم الداعمة لها، استغلت فترة عمل المراقبين الدوليين وجولات الموفد الأممي كوفي أنان، وتراجع العمليات العسكرية والأمنية للقوى النظامية، لإعادة تنظيم الصفوف وحشد المزيد من القوات، وخلق مساحات جديدة من الفوضى. وقالت المصادر إن القيادة السورية تعتبر نفسها التزمت إلى الحد الأقصى بالمطالب الروسية والدولية لوقف العلميات العسكرية. ولكن النتيجة جاءت معاكسة، وأن الجيش السوري وقوى النظام خسرت خلال هذه الفترة المئات من العناصر، وأن غالبية ساحقة من القتلى كانت بين العسكريين وبين المدنيين الموالين للنظام.
وحسب المصادر، فإن حالة من الاستنفار الإضافي تعيشها القيادات العسكرية والأمنية السورية، بما يوحي بالاستعداد لمواجهة عسكرية من نوع مختلف. وتقوم على قاعدة أن قرار القيادة السورية حاسم لجهة منع المعارضين من السيطرة على أي بقعة مستقلة من الأرض السورية، وخصوصاً تلك المتاخمة للحدود مع لبنان وتركيا والأردن، وأن الإجراءات التي تجري على الحدود العراقية لم تأت بنتائج كاملة حتى الآن، ما يوجب على الجيش السوري الاستعداد لعمليات قد تكون أكثر قساوة من تلك التي شهدتها مناطق في حمص قبل عدة أسابيع.
وتتوقع المصادر أن تقرر القيادة السورية سريعاً ما إذا كانت ستبادر إلى عملية هجومية استباقية تحبط مساعي معارضيها وخصومها في الخارج، أم هناك آليات أخرى للعمل. لكن المصادر تلفت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد تقصّد في خطابه أمام مجلس الشعب الجديد التشديد على الفصل بين العملية السياسية الداخلية وبين مواجهة المجموعات المسلحة، وأنه أراد توجيه رسالة إلى الداخل وإلى الخارج مفادها أن دمشق لن تنتظر طويلاً قبل أن تبادر من جديد إلى القيام بكل ما يلزم من عمل عسكري وأمني لتحقيق هدفها بضرب خصومها المسلحين.
وتقول المصادر إن من بين الأسباب التي تعجل في هذه الأمور، نجاح خصوم سوريا في لبنان، وبدعم مباشر من جانب دول خليجية ودولية، في السيطرة على مناطق حساسة من شمال لبنان، بالتزامن مع قرار السلطات التركية إفساح المجال أكثر لمجموعات المعارضة المسلحة بالعمل على طول الحدود مع سوريا، إضافة إلى ما تجمّع مع معطيات استخبارية لدى الجانب السوري عن الاستعدادات التي تقوم بها الجهات المعادية لها داخل سوريا وخارجها.
اللواء
أنان يطالب مجلس الأمن إبلاغ الأسد أن الوضع سيخرج عن السيطرة
بان يتهم النظام بمنع المراقبين من الوصول إلى «مجزرة القبير» وموسكو تقبل النموذج اليمني
كما تناولت صحيفة اللواء الأزمة في سورية وكتبت تقول "تكثفت التحركات الدولية والمشاورات الدبلوماسية بين صناع القرار في العالم لايجاد مخرج للازمة السورية التي تنذر بالخروج عن السيطرة علي حد وصف المبعوث الاممي العربي كوفي انان الذي احاط مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعين منفصلين بالاوضاع في سوريا وعدم تنفيذ خطته، وتزيد اعمال العنف والمجازر الضغوط على القوى العالمية لوقف ما يجري في سوريا الا ان هناك انقسامات بين الغرب واغلب الدول العربية من ناحية والمدافعين عن الرئيس السوري بشارالاسد في روسيا والصين وإيران من ناحية اخرى.
ومساء حذر انان امس من ان الازمة السورية «ستخرج عن السيطرة» اذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، على ما افاد دبلوماسيون. كما طلب انان مجددا من القوى الكبرى ابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد بان عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له «نتائج واضحة»، وفق هؤلاء الدبلوماسيين الذين اوردوا تصريحات ادلى بها المبعوث الدولي خلال جلسة مغلقة.
من جهته،ابلغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن ان «الامال تتلاشى تدريجيا في ان تحقق خطة انان اهدافها في سوريا». وقال بان كي مون في مجلس الامن ان اسلحة ثقيلة ورصاص خارق وطائرات بدون طيار استخدمت ضد مراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا، وفق ما نقل عنه دبلوماسيون. وقال الدبلوماسيون الذين شاركوا في اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي ان هذه الخطة وحسب بان كي مون، تهدف الى ارغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشن هجمات.
وكان دبلوماسيون قالوا ان انان سيقدم اقتراحا للمجلس يقوم على تشكيل مجموعة اتصال تضم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ولاعبين إقليميين أساسيين لهم تأثير على الحكومة والمعارضة السورية مثل السعودية وقطر وتركيا وإيران. وقال المبعوثون إن تشكيل مجموعة الاتصال هذه يعني أن انان سيحاول أيضا كسر الجمود في مواقف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ويضع معالم «انتقال سياسي» في سوريا يؤدي إلى تنحية الأسد وإجراء انتخابات حرة. وقال دبلوماسي إن الفكرة تشبه بشكل ما اتفاق انتقال سياسي أبرم في اليمن.
وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة ناقشت تطورات الاوضاع في سوريا، وشددت معظم الكلمات لاسيما،للامين العام للمنظمة الدولية والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الاممي العربي، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز النصرومندوب مصر، نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ركزت علي ادانة العنف والمجازر وتحميل النظام السوري مسؤولية الفشل في تطبيق خطة انان.
بالمقابل، قال بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إن دمشق نفذت الجزء الخاص بها من خطة انان السلمية.
من جهته، قال المندوب الصيني الدائم في الامم المتحدة لي باودونغ بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية «نحن نرفض رفضا قاطعا حل الازمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي او اي محاولة للتشجيع على تغيير النظام بالقوة.
ولفت المندوب الايراني الدائم في الأمم المتحدة محمد خزاعي إلى أن أنان لديه قلق من تدخل خارجي يكون له يد في العنف في سوريا،مؤكدا أن بلاده ترفض الكلام عن أن الرئيس السوري فقد شرعيته.
وفي ظل تزايد المطالبة بتطبيق الخطة تحت البند السابع،أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستمنع صدور أي تفويض من الأمم المتحدة للتدخل الخارجي في سوريا.
وأعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن امتناع المعارضة السورية عن تنفيذ خطة انان لتسوية الأزمة في سورية لا يعني فشل هذه الخطة. وقال بوغدانوف في تصريح للصحافيين امس»ندين التصريحات حول فشل الخطة، ونعتبرها غير مثمرة إطلاقا».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حثت من اسطنبول الرئيس السوري على تسليم السلطة ومغادرة بلاده ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماة أمس وألقي باللائمة فيها على مؤيدي الأسد بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي بما فيهم روسيا بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي. لكنها اوضحت انه يتعين رحيل الاسد وحكومته لتحل محلها حكومة ديمقراطية.
وقال دبلوماسي روسي بارز إن موسكو ستقبل انتقال السلطة في سوريا على غرار ما حدث في اليمن اذا قرر الشعب هذا في اشارة الى اتفاق تنحى بموجبه الرئيس اليمني على عبد الله صالح في شباط بعد عام من الاضطرابات. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله «ناقش اليمنيون سيناريو اليمن بأنفسهم. اذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده.»
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان من المهم إشراك روسيا في جهود السلام بسوريا مضيفا أن الصراع هناك يمكن أن يفجر حريقا كبيرا في المنطقة. وقالت فرنسا إنها ستستضيف مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي يضم الدول المعادية للأسد في السادس من تموز.
وفي باريس ايضا قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي تحدث بعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان الحكومة السورية فعلت كل شيء لضمان فشل خطة انان. وأضاف الشيخ حمد «لا أريد أن أقول فشلت المهمة ولكن الجانب السوري دائما يقبل بالمبادرات ويفشلها.. فالذي أفشل المبادرة الجانب السوري لأن مصداقية عنان كانت واضحة في التعامل والكل يدعمه ومازلنا.. ولكن لإجبار الحكومة السورية يجب أن تحول النقاط الست إلى الفصل السابع حتى يكون لها قوة التنفيذ وهذا ما اقترحناه في لجنة المتابعة العربية في قضية سوريا».
وفي واشنطن اعتبر عضو مجلس الشيوخ الاميركي جو ليبرمان ان شن ضربات جوية على سوريا سيقلب المعادلة ضد الرئيس السوري بشار الاسد، داعيا ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحرك في هذا الاتجاه.
المستقبل
واشنطن تصف مجزرة القبير بـ"الإهانة للكرامة الإنسانية" وتدعو للكف عن دعم الأسد
أنان لمجلس الأمن: الأزمة السورية تخرج عن السيطرة
من جهتها تناولت صحيفة المستقبل الشأن السوري وكتبت تقول "سيطرت الأنباء عن المجزرة الدموية الجديدة التي ارتكبها شبيحة بشار الأسد وكتائبه النظامية في بلدة القبير، في ريف حماة أول من أمس، على مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي انعقد في جلسة مغلقة حذر خلالها المبعوث الدولي ـ العربي كوفي أنان من خروج الأزمة السورية عن السيطرة اذا فشل الضغط الدولي على نظام الأسد في تحقيق نتائج سريعة.
انان الذي عبر خلال جلسة الجمعية العامة عن "اشمئزازه" لمجزرة القبير، طلب خلال مجلسة مجلس الأمن المغلقة، مجددا من القوى الكبرى ابلاغ بشار الاسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له "نتائج واضحة"، وفق هؤلاء الدبلوماسيين الذين اوردوا تصريحات ادلى بها المبعوث الدولي خلال جلسة مغلقة. وقال انان: "يجب ان يمارس مجلس الامن ضغطا على دمشق بطريقة موحدة". وشدد على انه "كلما انتظرنا وقتا اطول كلما كان مستقبل سوريا مظلما".
وخلال جلسة الجمعية العامة حول سوريا قال أنان: "اعرب عن اشمئزازي وتنديدي اثر المجزرة الجديدة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء واطفال" في القبير. واضاف "يجب معاقبة المسؤولين. لا يمكن ان نسمح بان تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا"، مشيرا الى ان "الازمة تزداد تدهورا والعنف يتفاقم" في هذا البلد. وتابع انان "اذا لم تتغير الامور فان مستقبل (سوريا) سيكون بلا شك القمع الوحشي والعنف الطائفي وحرباً اهلية كاملة"، مؤكدا ان "السوريين كافة سيكونون خاسرين". وذكر انان بان المجتمع الدولي يدعم خطته بشكل موحد، ودعاه الى "رفع مستوى هذه الوحدة" و"التحرك بسرعة" لانهاء هذا العنف وحل الازمة السورية.
وقال "بكل صراحة، علي ان اؤكد ان الخطة (خطة انان للسلام في سوريا) لا تطبق"، مضيفا انه "بديهي القول ان الوقت قد حان لتحديد ما يمكننا القيام به اكثر لضمان تطبيق هذه الخطة و/او الخيارات الاخرى المتوفرة للتعامل مع هذه الازمة"، من دون ان يقدم مقترحات محددة بهذا الشأن. واذ اشار الى ان المطالبة بتطبيق خطته ليست كافية، اكد انه "يجب ان نعلن صراحة انه ستكون هناك عواقب اذا لم تطبق الخطة"، كما يتعين "تمهيد الطريق بشكل اوضح باتجاه انتقال سلمي" للسلطة في سوريا.وختم بالتأكيد على انه "اذا تجمعنا حقاً وتحدثنا بصوت واحد، اعتقد انه من الممكن تفادي الاسوأ وتمكين سوريا من الخروج من الازمة".
مجزرة القبير المروعة دانها الأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمة أمام الجمعية العامة.وقال إن "الوضع في سوريا يواصل تدهوره"، مضيفاً أنه "منذ أشهر كثيرة، بات جلياً أن الرئيس (السوري بشار) الأسد وحكومته فقدوا كامل الشرعيّة"، معتبراً أن مجزرة الحولة الأخيرة سلّطت الضوء على هذا الواقع. وأضاف أن "أي نظام أو زعيم يتحمّل مثل هذا القتل للأبرياء فقد إنسانيته الأساسية"، وأدان "المجزرة المثيرة للصدمة"، وقال "نجدد التزامنا بمحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة البربرية". وقال "لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيؤول إليه الوضع. علينا الاستعداد لأي احتمال. علينا الاستعداد للرد على كثير من السيناريوات المحتملة". وأضاف أن على الدول المجاورة لسوريا مسؤولية خاصة، محذراً من أن أخطار الإنزلاق إلى حرب أهلية في سوريا باتت وشيكة وحقيقية.
ودعا الرئيس السوري إلى تنفيذ خطة أنان بشكل عاجل ومن دون أي شروط، والسماح لمراقبي الأمم المتحدة بالقيام بعملهم، "بأمان ومن دون أي تدخل أو ترهيب".ولاحقا اعلن بان كي مون امام مجلس الامن ان اسلحة ثقيلة ورصاصاً خارقاً وطائرات بدون طيار استخدمت ضد مراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا.
وقال ديبلوماسيون شاركوا في الإجتماع المغلق للمجلس ان هذه الخطة وحسب بان كي مون، تهدف الى ارغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشن هجمات. وكان بان اعلن امام الجمعية العامة انه لم يسمح للمراقبين بالوصول الى القبير وقال "انهم يعملون الان على الوصول الى المكان." وتابع قائلا "وعلمت قبل دقائق انه أثناء محاولة مراقبي الامم المتحدة القيام بذلك أطلقت عليهم نيران أسلحة صغيرة.
وعلى الرغم من كل الدم المهدور في سوريا، وكل المناشدات الدولية بضرورة وقف شلال الدم هذا عبر الضغط اكثر عن نظام الأسد، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس في استانا ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز "تدخلا خارجيا" في سوريا.
وقال الوزير الروسي خلال زيارة الى عاصمة كازاخستان "لن يكون هناك تفويض (من الامم المتحدة) لتدخل خارجي في سوريا. اضمن لكم ذلك". واضاف "هناك اطراف في النزاع، خصوصا في الخارج ذلك المسمى المجلس الوطني السوري (ابرز ائتلاف للمعارضة السورية)، لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة الى ان يمنح مجلس الامن تفويضا لتدخل اجنبي".
فيما اكدت الصين امام الجمعية العامة للامم المتحدة "رفضها القاطع" لحل الازمة السورية عن طريق "تدخل عسكري خارجي" او محاولة "تغيير النظام بالقوة" في هذا البلد. وقال المندوب الصيني الدائم في الامم المتحدة لي باودونغ بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية "نحن نرفض رفضا قاطعا حل الازمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي او اي محاولة للتشجيع على تغيير النظام بالقوة.
في المواقف من مجزرة القبير، ندد البيت الابيض الخميس بالمجزرة "المروعة" وبرفض دمشق السماح للامم المتحدة بالتحقيق فيها، معتبرا ما جرى "اهانة للكرامة الانسانية". وقال جاي كارني، المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بجرائم القتل المروعة التي استهدفت مدنيين، وبينهم نساء واطفال، في القبير بمحافظة حماة، كما اوردت مصادر موثوق بها عدة". واضاف في بيان ان "هذا الامر، ورفض النظام السوري السماح لمراقبي الامم المتحدة الدخول الى المنطقة للتحقق من هذه المعلومات، يشكلان اهانة للكرامة الانسانية والعدالة".
وفي بروكسل، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بالمجزرة، وقالت في بيان: "ادين بقوة العنف الوحشي ومقتل عشرات المدنيين وبينهم نساء واطفال في بلدتي القبير ومعرزاف في ريف حماة"، مطالبة بـ"تحقيق كامل في هذه الجرائم المروعة". واضافت "من الاهمية بمكان تحديد من هو المسؤول عن هذه المجازر دون تأخير"، معتبرة ان "استمرار احد طرفي النزاع، سواء كان الحكومة او قوات المعارضة، في ممارسة اعمال العنف المقيتة هذه ضد مواطنين ابرياء" هو امر "غير مقبول ولا يغتفر على الاطلاق".