لا تخشى «المنار» المنافسة الرمضانيّة. غير أن تزامن انطلاقة شهر الصوم (تموز/ يوليو) هذا العام، مع الذكرى السادسة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، سيفرض عليها أن تأخذ في الاعتبار الخلط بين المناسبتين.
لا تخشى «المنار» المنافسة الرمضانيّة. لعلها المحطة الوحيدة التي تسهل معرفة رهاناتها الكبرى في الموسم، وتوقّع بعض برامجها التي تمزج غالباً بين المسابقات الثقافيّة والألغاز الكوميديّة والنقاشات الدينيّة. غير أن تزامن انطلاقة شهر الصوم (تموز/ يوليو) هذا العام، مع الذكرى السادسة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، سيفرض عليها أن تأخذ في الاعتبار الخلط بين المناسبتين.
كتب باسم الحكيم في جريدة الأخبار اللبنانية :
وبهذا، لن تهمل تاريخاً اعتادت الاحتفاء به سنويّاً على مدى 33 يوماً، ولن تضرب في الوقت نفسه برمجة رمضان، وخصوصاً بعدما أدركت «قناة المقاومة والتحرير» أنّها تستطيع الخروج من الضاحية ومخاطبة جمهور أوسع بالإنتاجات الجيّدة. وبات معروفاً أن الرهان الأقوى للمحطة هو على «الغالبون 2» للكاتب فتح الله عمر والمخرج رضوان شاهين، ودراما البيئة الشاميّة «زمن البرغوث» للكاتب محمد الزيد والمخرج أحمد ابراهيم أحمد، وهما من إنتاج «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني».
"الغالبون" العمل الدرامي الإحترافي الأول :
تجاوز الممثلون في «الغالبون» للمخرج باسل الخطيب، حاجز الخوف من أن يحسبوا سياسيّاً على «حزب الله»، وخصوصاً بعد نجاح الجزء الأوّل. لم يشهد العمل اعتذارات لهذا السبب، حتى لو اعتذر بعضهم لعدم اقتناعه بحجم الدور، أو لعدم تمكنه من التنسيق بين تصوير عملين في الوقت نفسه، كما استطاعت المحطة أن تنال ثناءً واسعاً على عملها الدرامي الاحترافي الأوّل، إنتاجاً وتنفيذاً وتمثيلاً. وحدهم القيمون على جائزة «موركس دور»، رفضوا الاعتراف بهذا النجاح، ولم يعترفوا بأي تصويت له بحسب معلومات لـ «الأخبار». والسبب ليس المصالح السياسيّة والحزبيّة فحسب، بل ايضاً لأنه ليس منطقيّاً في قاموس mtv ـــــ راعية وعارضة البرنامج ـــــ أن تكرّم عملاً عن نشأة «حزب الله» وهي تطالب بنزع سلاح المقاومة. وهناك تحليل آخر يفيد بأنّ العلاقات والمصالح مع بعض الجهات الإنتاجيّة تفرض تكريم بعض الأعمال، بغض النظر عن جودتها، لذا اختيرت «الشحرورة» كأفضل مسلسل، و«باب ادريس» كأفضل كتابة، وبطولة نسائيّة، ورجاليّة، وأفضل إخراج.
ويكمل العمل سيرة المقاومة بين 1985 و1992، وتحديداً منذ الاندحار الأول لجيش الاحتلال عن صيدا وقسم من الجنوب، وتمركزه على الشريط الحدودي مع المخرج رضوان شاهين، ومخرج العمليّات العسكريّة مهدي قانصو. وتضيء الأحداث على المخطّطات الإسرائيليّة الهادفة إلى تفريق المجتمع واستدراج الناس نحو العمالة وتهديدهم بالاعتقال، ومحاولتها كسر إرادة المقاومين وإلغاء نموذج العائلة المجاهدة الذي قدمه العمل من خلال عائلة أبو حسين (أحمد الزين)، التي تضم أم حسين (وفاء شرارة)، وناصر (مجدي مشموشي)، وعلي (طوني عيسى)، وحسين (حسن فرحات)، وبتول (إلسا زغيب). ومن أبطال الجزء الأوّل أيضاً، يعود مازن معضم في شخصيّة فارس، وبولين حدّاد، ويوسف حدّاد، كما يطلّ في الجزء الثاني ياسر الموسوي مجسداً شخصيّة السيد عباس الموسوي، فيرصد السنوات الأخيرة من حياة الأمين العام السابق لـ «حزب الله» منذ تكليفه قيادة منطقة الجنوب، مروراً بدوره في تأسيس بنية العمل الجهادي للمقاومة، وصولاً الى استشهاده، إضافة إلى شخصيّات أخرى تركت بصمتها في تاريخ المقاومة منها الشهيد سمير مطوط المعروف بالحاج جواد، ويؤدي دوره رودريغ سليمان. غير أن نجوميّة عيسى في الجزء الأوّل عمّمت على عشّاق «الغالبون» اسم الشخصيّة بدلاً من اسمه الحقيقي، ومعهما ميشال غانم (دور الشهيد رضا حريري). وهناك أيضاً باسم مغنية في شخصيّة قاسم، الذي يعتقل إثر عمليّة للمقاومة، كما تظهر نماذج أخرى، لإضفاء أبعاد اجتماعيّة على حكاية المقاومة، أبطالها فيفيان انطونيوس، وطلال الجردي، وبديع أبو شقرا، وسعد حمدان، ونادين ويلسون نجيم، وأنجو ريحان، وإيلي متري، وآن ماري سلامة، ورنده حشمي، وماري تيريز معلوف وغيرهم.
"زمن البرغوث" : زمن الاحتلال العثماني
وترى «المنار» أنّ «زمن البرغوث» سيمثّل رهانها الأهم باعتباره أحد أفضل أعمال البيئة الشاميّة هذا الموسم. لن يخرج المسلسل من الحارة الدمشقيّة القديمة التي تستقطب مشاهدة عالية في السنوات الأخيرة، بل يطرح حكاية اجتماعية في زمن الاحتلال العثماني للمنطقة، وتحديداً في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى حتى منتصف العشرينيّات. ويتوقف عند الحركات المقاومة والقمع الذي تتعرض له من السلطات التركيّة. يطل في العمل كل من أيمن زيدان، وسلوم حداد، ورشيد عساف، وعبد الهادي الصباغ، وصباح الجزائري، وحسام تحسين بك، وقيس الشيخ نجيب، ومحمد حداقي، وصفاء سلطان، ومرح جبر، وفاديا خطاب، والجزائرية أمل بشوشة، وهو من إنتاج مشترك بين «مركز بيروت الدولي» و«قبنض للإنتاج والتوزيع الفني»، ويتألف العمل من 60 حلقة، تعرض في جزءين: الأول في رمضان المقبل، والثاني في رمضان 2013.
كما تعرض المحطة «المتل شو بيقول» من كتابة حسين عبد الساتر وإخراج أحمد يوسف. البرنامج طريف يقدّم مسابقة يوميّة عن الأمثال الشعبيّة، ويؤدي بطولته بيار جماجيان وطارق تميم وجنيد زين الدين، كما ينتقل فريق برنامج «صباح المنار» إلى فترة ما بعد الظهر ليقدّم برنامج «حبّة مسك» (يوميّاً 17:00)، وهو من إنتاج حسن عبيد، وتتضمن الحلقات فقرة عن العدوان الإسرائيلي بعنوان «طريق النصر في تموز»، كما يقدم الشيف أحمد دعجة برنامج «سفرة هنية»، وينتجه مصطفى نور الدين، إضافة إلى البرنامج الديني «فقه الحياة»، وأمسيات قرآنيّة من بعض المساجد اللبنانيّة، وبرمجة خاصة بالعدوان الإسرائيلي تجمع بين الوثائقيات والدراما.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه (مع بعض التصرف)